المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قــــــــصـــــه جــــديـــــع بـــــن قـــبـــــلان



جرواني
09 Aug 2005, 01:07 PM
جديع بن قبلان من شيوخ قبيلة عنزة كما يحكى عنه . . . الهم أن بطل قصتنا شاب قيل أن أباه من شيوخ البادية , هذا الشاب أحب فتاة من عرب جديع بن قبلان فوقف أبوها بينها وبينه بعد أن تقدم لخطبتها لسبب أو لآخر . . . ولم يستطع الشاب الابتعاد عنها بعد أن رحلت قبيلته إلى مرابعها بعد أن كانوا يجتمعون بالصيف حول موارد المياه . . . الشاب بعد أن رحلت قبيلته تركها وعاد إلى منازل قبيلة جديع بن قبلان والتجأ إلى عجوز بالقبيلة أعطاها مالاً مما معه , وأودع عندها فرسه وملابسه وأحضرت له ملابس رثه فتنكر بها وقصد مجلس جديع بن قبلان مادحاً . . . فأراد جديع أن يعطيه , فرفض فسأله جديع عن مطلبه فقال أريد أن أعمل عندك مقابل أكلي وشربي ومبيتي . . . فعرض عليه عدة مهن فرفضها وسأله عن طبعة العمل التي تناسبه فقال أصنع القهوة . . . فضمه عاملا للقهوة , واستمر في خدمته . . . فكان إذا مضى جزء من الليل ونام جديع ومن معه سحب نفسه بهدوء حتى يقترب من بيت محبوبته فيكمن ويعوي كعواء الذيب فتعرفه وتضع طرف عباءتها على النار وترفعها كإشارة له فيقترب ويجلس معها يتحدث حتى بزوغ الفجر فيعود لبيت جديع وينام . . . وهكذا
وفي أحد الأيام فطنت له زوجت جديع , فقالت لزوجها أن المقهوي ((أي عامل القهوة)) يقوم معكم للعشاء ولكنه يمد يده ولا يرفعها لفمه , وإذا نام الجميع سحب نفسه باتجاه بيت فلان و يعود مع الفجر . . . فتعجب جديع من صنيعه ومن فطنة زوجته أيضاً حيث أنهم لم يلاحظوا أكله ولاحظته المرأة . . . ولما كانت الليلة التالية انتبه له جديع فإذا كلامها صحيح , ولما نام الجميع أخذ جديع يراقبه . . . فلما سرى الشاب سرى خلفه حتى إذا ما دخل بيت الفتاة جلس بالقرب منها وقد كان الظلام دامساً فلم يرياه . . . وكان بينهما وبينه رواق بيت الشعر فجلسا باتجاه بعضهما ولم يلمس كل منهما الآخر , وأحضرت له طعام العشاء كالعادة فأكل ولما فرغ أكلت هي , ثم جلسا يتحدثان يشكو كل منهما للآخر فرط الهيام . . . فسرد عليها قصته وكيف تنكر وأصبح عاملاً بعد أن كان أميراً من أجلها , وجديع يسمع . . . وكان الشاب يحمل معه عصا صغيرة فقال لها إلمسي طرف العصا وسوف ألمس الطرف الآخر , ولأن حبهما عذري رفضت الفتاة لمس طرف العصا . . . فقال لها إذا استمرت الحال على ما هي عليه فإني هالك لا محالة , فقالت إن هلكت فلا حاجة لي بالدنيا بعدك . . . ولكن عليك بجديع بن قبلان فلن يحل مشكلتنا غيره هو الذي يدركني لك بأحد الأحمرين , وهي تقصد أحمر الذهب أو أحمر الدم , فقال لها في هذا الصباح سوف أخبره . . . هذا كله وجديع يستمع لهما . . . ولما اقترب الفجر توادعا وعاد كل منهما إلى مكانه , وعاد جديع لمكانه فإذا زوجته تنتظره لتستفسر عن الخبر . . . فأخبرها بالحكاية وأخبرها أيضاً عن عزمه على تزويجهما لبعضهما بأحد الأحمرين كما قالت , وبينما هما يتحدثان كان الشاب قد عاد لمكانه وأمسك الربابة وأنشد يقول:


يا راكب اللي تـودع العبـد قربـي=جدعتيـن تدنـي بعيـد السـرابـي

اليا ارتخت ذرعانها عقـب كربـي=حمص وحلب أدنى منازل أقرابـي

يا جديع بن قبـلان خان الدهر بـي=خانـت لياليهـا مـه أيامهـا بـي

طير الهوى يا ستر موضى شهربـي=يـم الثـريـا والكواكـب رقـابـي

يهوم بي يا جديـع شرقـن وغربـي=والله علـم يـم الشمـال انتحـابـي

وبادق من سلك العنكبوت انحدر بـي=ليما على نقرة حضوضا رمـى بـي

شـوك عاقـول وحلفنـا بـدر بـي=تغطلسـت دنيـاي والنـور غابـي

مالي صديقـن يفتهـم كـود قلبـي=لا قلـت له هـات التماثيـل جابـي

ول يـا غريـن بالمحبـة كفربـي=لا هو بذابحني ولا أشفـى صوابـي

ناح الحمام وجـر الألحـان طربـي=وطـوح عنـاه بعاليـات النـوابـي

وكظمت بالأنيـاب ممـا استقربـي=ليما غطس في شفتـي راس نابـي

جابوا طبيب درابـي وافتكـر بـي=ولا ظنتـي غيـر الشهـادة لقابـي

أختتم الشاب قصيدته ونام في مكانه . . . وجديع وزوجته يستمعان له ولم ينم جديع بانتظار الصباح
ولما كان الصباح لم يوقظ جديع الشاب كالعادة لصنع القهوة فتركه يشبع من النوم , وعمل هو القهوة بنفسه , وأرسل في طلب والد الفتاة , ولما حضر واجتمع المجلس عند جديع أمر أحد الموجودين أن يوقظ الشاب . . . ولكن الشاب لم يتحرك فقام له جديع وقلبه فإذا هو جثه هامدة . . . فقد أسلم الروح بعد نهاية قصيدته تأكيداً لآخر بيت فيها . . . عض جديع على ناجده وتذكر كلامهما ليلة البارحة . . . فأرسل أحد خدامه إلى بيت الفتاة يطلب منهم الفأس وكان البدو نادراً ما يستعملونه فقال إذا سألوك لماذا أخبرهم أن مقهوينا توفي وهو يقصد إخبار الفتاة . . . وما هي إلا لحظات حتى جاءت الفتاة تركض وقد شقت جيبها ناسيةً الحياء . . . فأمر جديع الناس أن يبتعدوا عن جثة الشاب ليفسحوا لها المجال , فلما رأته وقعت فوقه جثة هامدة هي أيضاً . . . فأمر جديع بدفنهما بقبر واحد لأنه لم يستطع جمعهما وهما حيَّان فجمعهما بالقبر .

[line]
م - ط

نزيه
09 Aug 2005, 01:26 PM
اخوي جرواني مشكوووووووووووووووووور على ائرائنا بالقصص الرائعه الله يعطيك العافيه

جرواني
09 Aug 2005, 01:53 PM
اخووووي نزيه العفوور
واشكرك على القصائد اللي تنور به المنتدى
الله يعافيك

ليث
09 Aug 2005, 04:17 PM
سلمت جرواني ويعطيك العافيه

نفح الطيب
09 Aug 2005, 05:21 PM
عزيزي / جرواني

اللي اعرفه ان هذه القصيدة التي سقتها

للشاعر والفارس المشهور نمر بن عدوان شيخ البلقا في رثاء زوجته وضحاء

هذا فقط للعلم وتقبل التحية

القروي
09 Aug 2005, 08:12 PM
اخي جـــــــــــــــــروانــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــي

شكراً على طرحك الذي هو صحيح 100%
اما الاخت نفح الطيب فما ذكرته غير صحيح
وهذه قصه معروفه حدثت مع جديع ابن قبلان
وقصيدة نمر ابن عدوان غير هذه القصيده واذا ارتي اختي نفح الطيب القصه سأوردها لك كامله
والقصتين معروفتان ومشهورتان لدى الباديه فشكراً للجميع

بنت ابوها
09 Aug 2005, 08:27 PM
قصه جميله اخوي

الدب الداشر
09 Aug 2005, 10:17 PM
صح الله لسااانك ..
وسلمت حجي جرجر على هالرااااااااائعة ..


دايم مطمطااتك منتاازااات ...

نفح الطيب
10 Aug 2005, 11:03 AM
الأخ / قروي

انا سمعت الراوية المعروف رضا بن طارف

والراوية المعروف / المرشدي في قصص لآباء والأجداد على ان في سلسلته كثيرا من الأخطاء لكني ايضا سمعت القصيدة من بعض

المهتمين بالتراث

ذكروا هذه القصيدة وذكروا انها لنمر بن عدوان وهي قصيدة طويلة

واما قولك (وهذه قصه معروفه حدثت مع جديع ابن قبلان وقصيدة نمر ابن عدوان غير هذه القصيده واذا ارتي اختي نفح الطيب القصه

سأوردها لك كامله )

فأنا اعلم انها حصلت مع جديع ولم انف ذلك ولكن القصيدة لنمر وقصائد نمر كثيرة وليست قصيدة واحدة

تقبل تحياتي