المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليهود والنصارى 3



الدب الداشر
11 Aug 2005, 09:03 AM
هنا بدايات اليهود وبدايات النصاارى 2-1 (http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=10527&highlight=%C7%E1%ED%E5%E6%CF)


كيف تطورت العلاقة بين اليهود والنصارى

من عداوة إلى صداقة.. ؟!



- موقف اليهود من عيسى عليه السلام:

1- الطعن في مولده عليه السلام : لأنه مولود من أم دون أب. وهذا الأمر ليس بغريب على اليهود الذي تطاولوا على الخالق - جل وعلا -.

2- الكفر بدعوته ونبوته، وإنكار معجزاته.

3- التآمر على قتله وصلبه. إلا أن الله رفعه وألقى شبهه على غيره كما قرر ذلك القرآن الكريم.



- موقف اليهود من أتباع عيسى عليه السلام :

- بعد أن رفع الله عيسى عليه السلام استمر اليهود في الكيد لأتباعه وتعقبهم والتآمر عليهم. وقد حفظ التاريخ عدداً من تلك المؤامرات والمكايد، من أشهرها قصة أصحاب الأخدود التي قصها الله علينا في القرآن، وهي تحكي مقتل آلاف النصارى حرقاً على يد اليهودي (ذي نواس) سنة 524م في نجران .

- ولقد كان اليهود إلى وقت قريب يقولون : "يجب على اليهود السعي الدائم لغش المسيحيين"، ويقولون : "من يفعل خيراً للمسيحيين فلن يقوم من قبره قط".



- موقف النصارى من اليهود :

- بعد أن دارت الدائرة على اليهود وأصبحوا مشردين في الأرض تسلط النصارى عليهم وانتقموا منهم في حوادث كثيرة سجلها التاريخ، من ذلك :

- أن القدس لما سقطت بأيدي الحملة الصليبية قام النصارى بإحراق اليهود في معابدهم .

- طردهم المتكرر من بلاد أوربا .

- ومن أخرها ما قام به هتلر من حرق اليهود وطردهم لماعلم خطرهم ومكرهم إلى غير ذلك من الحوادث.

- ولقد كان النصارى إلى وقت قريب يقولون : "يعتبر اليهود خطراً على جميع شعوب العالم، وخاصة الشعوب المسيحية". ويقولون : "يتضمن التلمود كل الكفر والإلحاد والخسة".



- وقد قال الله تعالى عن الطائفتين : ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ) .

- أما عداوة الطائفتين للإسلام وأهله فهي لا تخفى على مسلم منذ أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم .



ويليه إن شاء الله الجزء الرابع من اليهود والنصارى في الرد لكي تبنى المعلومات بنااء جيد ..

الدب الداشر
11 Aug 2005, 09:05 AM
من عداوة إلى صداقة.. ؟!



- كيف انقلبت العداوة إلى صداقة وتعاون ؟ !

- علمنا – سابقاً - أن العلاقة بين اليهود والنصارى كانت إلى وقت قريب علاقة عداء وصراع وانتقام متبادل. فما الذي تغير حتى أصبحنا نرى كثيراً من النصارى اليوم ( وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا ) يتعاونون مع اليهود ويمدونهم بألوان المساعدات المتنوعة ويمكنونهم من الاستيلاء على فلسطين كما هو مشاهد؟!

- كانت الكنيسة قبل حركة الإصلاح الديني تمارس تسلطاً على رقاب النصارى وتكبت حرياتهم وتفرض آراءها عليهم ولو كانت مخالفة للعلم، وتنتقم ممن يخالف تعاليمها ولو كان نابغاً بالحرق أو القتل .



- وزاد من تسلطها أنها استأثرت بفهم الكتاب المقدس وتفسيره دون سائر النصارى، وما على الآخرين إلا قبول آرائها وتفسيراتها دون نقاش .

- وبلغ انحرافها مبلغه عندما أصدرت ( صكوك الغفران ) للمذنبين! يشتريها المذنب من الكنيسة ليضمن بعدها أنه مغفور له من الله! تعالى الله عن قولهم.

- لما كان الحال هكذا اشتدت الحاجة إلى حركة إصلاحية تقف في طريق هذه الانحرافات الكنسية . - وكانت هذه الحركة بقيادة ( مارتن لوثر ) المولود في ألمانيا عام 1482م، وكان قسيساً وأستاذاً لعلم اللاهوت .



- قام لوثر بثورته أو احتجاجه لإقرار هذه المبادئ :

1- جعل الكتاب المقدس المصدر الوحيد للمسيحية، ورد كل ما جاء عن البابوات .

2- من حق كل مسيحي أن يقرأ الكتاب المقدس وأن يفسره.

3- عدم اعترافه بنظام ( البابوية ) .

4- مطالبته بزواج القساوسة .

5- عدم إيمانه بالأسرار الكنسية المزعومة؛ كمسألة الاستحالة .



- هذه أبرز مطالب الحركة الاحتجاجية أوالإصلاحية بقيادة ( لوثر) والتي سميت في ما بعد بـ ( البروتستانت ) .

- ويلاحظ أنها ركزت على تغييرات شكلية لم تكن هي السبب في انحراف الكنيسة، وأبقت على جذور الانحراف والضلال من تحريف الكتاب المقدس، والصلب، والتثليث، وغير ذلك. فكانت ثورة شكلية انتفع منها اليهود - كما سيأتي لاحقا - ولم ينتفع منها النصارى.

- بعد قيام هذه الحركة الإصلاحية لقيت الاضطهاد والتضييق من الكنيسة ( الكاثوليكية ) مصداقاً لقوله تعالى : ( وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) .



- كان لحركة الإصلاح الديني " البروتستانتية " أثر كبير في إحداث تغيير في طبيعة العلاقة بين اليهود والنصارى، يتبين ذلك مما يلي :

أولاً: كان النصارى - جميعهم - قبل عصر الإصلاح الديني بقيادة البابا يعادون اليهود ويقودون حملات التطهير والإبادة ضدهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

ثانياً: حافظت الكنيسة الكاثوليكية - إلى عهد قريب - على موقف ثابت من المسألة اليهودية يقوم على رفض التصالح مع اليهود إلا إذا اعترفوا بالمسيح واعتنقوا النصرانية .

ثالثاً: لم يكن في الفكر الكاثوليكي التقليدي قبل عهد الإصلاح الديني أدنى مكان لاحتمال العودة اليهودية إلى فلسطين، أو لأية فكرة عن وجود الأمة اليهودية، وكان القساوسة يرفضون التفسير الحرفي للتوراة ويفضلون تفسيرات لاهوتية أخرى وبخاصة المجازية التي أصبحت الأسلوب الرسمي للتفسير التوراتي .

الدب الداشر
11 Aug 2005, 09:07 AM
اليهود والنصارى 5


كيف تطورت العلاقة بين اليهود والنصارى

من عداوة إلى صداقة.. ؟!



- كيف انقلبت العداوة إلى صداقة وتعاون ؟ !

- مما سبق ( في الجزء السابق اليهود والنصارى 4 ) وعلى ضوء مفاهيم العهد الجديد أخذت كل التنبؤات والوعود المتعلقة باليهودية اتجاهاً تفسيرياً جديداً استبعد أي تدخل بشري أو عمل سياسي يقضي أو يفضي إلى عودة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة لليهود بها .

- يضاف إلى ذلك أن العهد القديم كان " حتى أواخر القرن الرابع عشر حبيس الأديرة والصوامع لا يطلع عليه إلا قلة من رجال الإكليروس الذين يعرفون العبرية واللاتينية ".



- إذاً فاليهود في نظر المسيحيين - على ضوء ما سبق - مارقون كفار يجب اضطهادهم. وفسرت وعودهم على ضوء العهد الجديد بأسلوب يسلبهم كل حق، وكتابهم حبيس ولغتهم مندرسة.

- هذا هو وضع اليهود كشعب وكتاب ووعود ولغة قبل حركات الإصلاح.

- ثم جاء البروتستانتية " حركة الإصلاح التي تم ذكرها في الحلقة السابقة " فشكلت مسار التغيير في كل ما سبق فانقلبت الأمور إلى اتجاه معاكس تماماً لما كانت عليه المسيحية قبل عصور الإصلاح الديني.

- فحصل اليهود من حركة الإصلاح الديني على ما لم يكونوا يحلمون به حيث " إن رياح التغيير في الموقف المسيحي تجاه اليهود بدأت تهب منذ ظهور الحركة الإصلاحية البروتستانتية في القرن السادس عشر، حين أطاحت هذه الحركة بحق الكنيسة في احتكار تفسير الكتاب المقدس وتحديد الرؤية المسيحية الفكرية، وبذلك تم إحياء النص التوراتي وبدأ التفسير الحرفي للنصوص المتعلقة باليهود يحل محل التأويلات والتفسيرات التي تبنتها الكنيسة الكاثوليكية الأم، وبدأت النظرة إلى اليهود تتغير تدريجياً ".



- اعتمد هذا التغير على المبدأ الذي نادى به ( لوثر ) قائد الحركة الإصلاحية وهو إلغاء احتكار الكنيسة ورجال الدين حق تفسير الكتاب المقدس، ودعوته الشعب أن يتعامل مباشرة مع الكتاب وجعله المصدر الوحيد للمسيحية باعتباره مصدر المسيحية النقية.

- وبذلك " جاءت البروتستانتية بفكرة إقامة الحقيقة الدينية على أساس الفهم الشخصي دون فرض قيود على التفسيرات التوراتية، فكان كل بروتستانتي حراً في دراسة الكتاب المقدس واستنتاج معنى النصوص التوراتية بشكل فردي، وهكذا فتح الباب للبدع في اللاهوت المسيحي وأصبح التأويل الحرفي البسيط هو الأسلوب الجديد في التفسير بعد أن هجر المصلحون البروتستانت الأساليب التقليدية الرمزية والمجازية ".

- ولما اعتمد البروتستانت على الكتاب المقدس ( العهد القديم كأصل ) وآمنوا بوجوب التعامل الفردي المباشر مع نصوصه تاركين الأساليب المجازية التقليدية في تفسير هذه النصوص كان أول ما يفتحونه العهد القديم فتقع أعينهم على التنبؤات والوعود اليهودية فيفهمونها بحرفيتها دون تأويل ويعتقدون مضمونها .



- وقد تولدت عن هذا نظرة جديدة عن اليهود حاضراً وماضياً ومستقبلاً ونتج ما يلي :

1- أصبح العهد القديم المرجع الأعلى لفهم العقيدة المسيحية وبلورتها.

2- اعتبرت اللغة العبرية - باعتبارها اللغة التي أوحى بها الله، واللسان المقدس الذي خاطب به شعبه المختار - هي اللغة المعتمدة للدراسة الدينية .

- إن هاتين النتيجتين اللتين أفرزتهما حركة الإصلاح تعدان نقلة ذات أهمية في تاريخ اليهود، كما تعد نقلة ذات أهمية أيضاً في تاريخ العلاقة بين الطائفتين.



- فالعهد القديم الذي ظل حبيس الأديرة والصوامع لا يطلع عليه أحد إلا القليل أصبح على يد البروتستانت المرجع الأعلى للنصارى فيما يخص اليهود بل في فهم العهد الجديد.

- واللغة العبرية التي اعتبرت " الأساطير الكاثوليكية التقليدية أن دراستها تسلية الهراطقة وكان تعلمها في نظر الكثيرين بدعة يهودية، واتخذت خطوات عنيفة لاجتثاثها " هذه اللغة أصبحت بعد حركة الإصلاح جزءاً من الثقافة الأوربية " فقد أصبح العالم يتقن اللاتينية واليونانية والعبرية وأصبحت العبرية جزءاً من المنهج الدراسي اللاهوتي.

- وفي نهاية القرن السادس عشر أخذت الحروف العبرية تستعمل في الطباعة، وانكب المسيحيون العاديون ورجال الدين على دراسة أدب الأحبار، وأعجب المسيحيون أيما إعجاب بالعبرية واقترن في أذهان كثير من المجموعات والفرق البروتستانتية مع إعجابهم بالعبرية إعجابهم بالمبادئ والقيم اليهودية.

- وتسربت الروح العبرية اليهودية إلى الفنون والآداب فكان الفنانون يرسمون ويحفرون مناظر من الكتاب المقدس، وحلت قصص وتفسيرات العهد القديم محل المسرحيات التي كانت تمثل حياة القديسين، وأصبحت شخصيات العهد القديم كأبسالوم وإيستر ويوحنا وجوزيفوس وغيرهم تبدو على أنها شخصيات تحتذى في أخلاقها.



* وهكذا تسربت الأدبيات اليهودية إلى صميم العقيدة والفكر المسيحي وكانت هذه الأدبيات تدور حول أمور ثلاثة :

- الأمر الأول : هو أن اليهود هم شعب الله المختار، وأنهم يكونون بذلك الأمة المفضلة على كل الأمم.

- الأمر الثاني : هو أن ثمة ميثاقاً إلـهياً يربط اليهود بالأرض المقدسة في فلسطين، وأن هذا الميثاق الذي أعطاه الله لإبراهيم عليه السلام هو ميثاق سرمدي حتى قيام الساعة.

- الأمر الثالث : هو ربط الإيمان المسيحي بعودة السيد المسيح بقيام دولة صهيون، أي بإعادة وتجميع اليهود في فلسطين حتى يظهر المسيح فيهم.



- وآمن النصارى البروتستانت أن مساعدة اليهود لتحقيق هذه الغاية - وقيام دولة صهيون - أمر يريده الله لأنه يعجل بمجيء المسيح الذي يحمل معه الخلاص والسلام، وساد الاعتقاد أن النصارى المخلصين سوف يعيشون مع المسيح في فلسطين ألف سنة في رغد وسلام قبل يوم القيامة طبقاً لبعض التفسيرات الحرفية لسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي.

إلى هنا أتوقف .. وسأكمل في الجزء الساادس .. لاحقاً ..

ليث
11 Aug 2005, 10:43 AM
جزيت خيرا................

الدب الداشر
11 Aug 2005, 10:58 AM
ويااك حجي ليث ..

جرواني
11 Aug 2005, 02:07 PM
يـــعــطــــيـــك الـــــعــافــيـــه
وجــــــزاك الله خــــــــــــيــــــــــر
بـــأنــتــظــار الــجــزء الــســـادس










حشا بابا فرحان

الدب الداشر
11 Aug 2005, 03:54 PM
الله يعاافيك حجي جروااني .. وان شاء الله عن قريب راايحه تكتمل الحلقاات .