القنديل
07 Sep 2005, 05:26 PM
رجال مدرسة الليل
[line]
من كتاب الرقائق للشيخ المجاهد المجهول في أرض العراق عضو هيئة علماء المسلمين محمد أحمد الراشد
[line]
إن تمام التذكر يكون مع الهدوء والسكون
فمن ثم كانت مدرسة الليل.
و ترغيب الله للمؤمنين أن يجددوا سمت الذين (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون )وإذا ما انتصف الليل ، في القرون الأولى كانت أصوات المؤذنين ترتفع تنادي
يارجال الليل جدوا = رب صوت لا يرد
مايقوم الليل إلا = من له عزم وجد
وإنها حقاً لمدرسة ، فيها وحدها يستطيع رجالها أن يذكوا شعلة حماستهم، وينشروا النور في الأرجاء التي لفتها ظلمات الجاهلية
وإنها تجربة إقبال يوجزها فيقول
نائحُ والليل ساج سادل= يهجع الناس ودمعي هاطل
تصطلي روحي بحزن وألم= ورد " ياقيوم" أُنسي في الظلم
أنا كالشمع دموعي غسلي= في ظلام الليل أُذكي شعلي
سحفل الناس بنوري يشرق= أنشر النور ونفسي أُحرق
وإن دعوة الإسلام اليوم لا تعتلي حتى يذكي دعاتها شعلهم بليل، ولا تشرق أنوارها فتبدد ظلمات جاهلية القرن الحادي والعشرين مالم تلهج بـ (ياقيوم)
مانقول هذا أول مرة ، وإنما هي وصية الإمام البنا حين خاطب الدعاة فقال: (دقائق الليل غالية فلا ترخصها بالغفلة)
أفعيينا أن نعيد السمت الأول ، أم غرنا اجتهاد في التساهل والتسيب والكسل الجديد؟
إن القول لدى الله لا يبدل ، ولكنا أرخصنا الدقائق الغالية بالغفلة ، فثقل المغرم ، ولم يجعل الله لنا من أمرنا يسرنا
إن انتصار الدعوة لا يكمن في كثرة الرق المنشور ، بل يرجعه نصوح إلى العرف الأول ، ومتى ما صفت القلوب بتوبة ووعت هذا الكلام أذن واعية : كانت تحلة الورطة الحالية التي سسببتها الغفلة المتواصلة.
ذلك شرط لا بد منه.
وكأن النصر حُجب عنا لأننا نادينا من وراء الحجرات ، وجهرنا رافعين أصواتنا، نوجب على الله لنا هذا النصر بإدلال ، نبيعه ونثبت لنا حقاً عاجلاً في الثمن من دون أن نقدم بين يدي بيعنا همساً في الأسحار ، ولا الدمع المدرار ، وإنما النصر هبة محضة، يقر الله بها عين من يشاء من رجال مدرسة الليل في الحياة الدنيا ، ولا يلت الآخرين المحصرين من ثمنهم في الآخرة شيئا ، ويوقع أجرهم عليه
وإن من يتخرج من مدرسة الليل يؤثر في الأجيال بعده إلى ما شاء الله ، والمتخلف عنها يابس قاس تقسو قلوب الناظرين إليه ، والدليل عند بشر بن الحارث الحافي منذ القديم ، شاهده وأرشدك إليه فقال:
( بحسبك أن قوماً موتى تحيا القلوب بذكرهم ، وأن قوماً أحياء تقسو القلوب بذكرهم)
[line]
من كتاب الرقائق للشيخ المجاهد المجهول في أرض العراق عضو هيئة علماء المسلمين محمد أحمد الراشد
[line]
إن تمام التذكر يكون مع الهدوء والسكون
فمن ثم كانت مدرسة الليل.
و ترغيب الله للمؤمنين أن يجددوا سمت الذين (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون )وإذا ما انتصف الليل ، في القرون الأولى كانت أصوات المؤذنين ترتفع تنادي
يارجال الليل جدوا = رب صوت لا يرد
مايقوم الليل إلا = من له عزم وجد
وإنها حقاً لمدرسة ، فيها وحدها يستطيع رجالها أن يذكوا شعلة حماستهم، وينشروا النور في الأرجاء التي لفتها ظلمات الجاهلية
وإنها تجربة إقبال يوجزها فيقول
نائحُ والليل ساج سادل= يهجع الناس ودمعي هاطل
تصطلي روحي بحزن وألم= ورد " ياقيوم" أُنسي في الظلم
أنا كالشمع دموعي غسلي= في ظلام الليل أُذكي شعلي
سحفل الناس بنوري يشرق= أنشر النور ونفسي أُحرق
وإن دعوة الإسلام اليوم لا تعتلي حتى يذكي دعاتها شعلهم بليل، ولا تشرق أنوارها فتبدد ظلمات جاهلية القرن الحادي والعشرين مالم تلهج بـ (ياقيوم)
مانقول هذا أول مرة ، وإنما هي وصية الإمام البنا حين خاطب الدعاة فقال: (دقائق الليل غالية فلا ترخصها بالغفلة)
أفعيينا أن نعيد السمت الأول ، أم غرنا اجتهاد في التساهل والتسيب والكسل الجديد؟
إن القول لدى الله لا يبدل ، ولكنا أرخصنا الدقائق الغالية بالغفلة ، فثقل المغرم ، ولم يجعل الله لنا من أمرنا يسرنا
إن انتصار الدعوة لا يكمن في كثرة الرق المنشور ، بل يرجعه نصوح إلى العرف الأول ، ومتى ما صفت القلوب بتوبة ووعت هذا الكلام أذن واعية : كانت تحلة الورطة الحالية التي سسببتها الغفلة المتواصلة.
ذلك شرط لا بد منه.
وكأن النصر حُجب عنا لأننا نادينا من وراء الحجرات ، وجهرنا رافعين أصواتنا، نوجب على الله لنا هذا النصر بإدلال ، نبيعه ونثبت لنا حقاً عاجلاً في الثمن من دون أن نقدم بين يدي بيعنا همساً في الأسحار ، ولا الدمع المدرار ، وإنما النصر هبة محضة، يقر الله بها عين من يشاء من رجال مدرسة الليل في الحياة الدنيا ، ولا يلت الآخرين المحصرين من ثمنهم في الآخرة شيئا ، ويوقع أجرهم عليه
وإن من يتخرج من مدرسة الليل يؤثر في الأجيال بعده إلى ما شاء الله ، والمتخلف عنها يابس قاس تقسو قلوب الناظرين إليه ، والدليل عند بشر بن الحارث الحافي منذ القديم ، شاهده وأرشدك إليه فقال:
( بحسبك أن قوماً موتى تحيا القلوب بذكرهم ، وأن قوماً أحياء تقسو القلوب بذكرهم)