المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استمتع بالكتابة الهادفة مع عبدالرحمن العشماوي



رفحاوي
11 Oct 2005, 04:13 PM
اخواني واحبابي ...

ان شاء الله سانقل لكم في هذا الموضوع كتابات مختارة للرائع جدا الدكتور عبدالرحمن العشماوي حفظه الله ورعاه ...

جريدة الجزيرة :

دفق قلم
طَمْس المشكلات حَلٌّ أَمْثل
عبد الرحمن صالح العشماوي


المشكلات الاجتماعية بصفة عامة، والعائلية بصفة خاصة، تحتاج إلى أن يتعامل الناس معها - في كثير من الأحيان - بالطَّمْس وعدم البحث والنَّبش عنها، لأنّ طَمْسَها وسيلة مهمّة من وسائل القضاء عليها غالباً، إلاّ إذا كبرت وخرجت عن الطوَّق فإنّها حينئذ تحتاج إلى مصارحة واعية وإصلاح.
إنّ الاستسلام للمشكلات الصغيرة، والخلافات اليومية يزيد من اشتعالها، ويتعب أصحابها، ويعمِّق الفجوة بينهم حتى تتحوَّل المشكلات الصغيرة إلى كبيرة.
ولقد أشار المصلحون إلى أنّ العتاب إذا تجاوز حدَّه المعقول أصبح من أهم أسباب إيغار الصدور، وزيادة الإحساس بالمشكلة .. ولمّا التقى المأمون برجل كانت بينه وبينه خلافات تباعدت بها نفساهما، قال له المأمون: أتريد مصالحة على المَعْتَبَة أم على الصَّفح والنسيان، قال: بل على الصَّفح والنسيان يا أمير المؤمنين، فابتسم له وقال: نعم على الصَّفح والنسيان.
وفي المشكلات الاجتماعية الضخمة، يضرب لنا موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من حادثة الإفك أروع الأمثال وأجملها في أسلوب الطَّمْس، وتجاهل التفاصيل، وانشراح الصَّدر، والصَّفح الجميل الذي قتل القضية، وأنهاها بعد أن نزلت براءة أُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها من فوق سبع سماوات.
وفي المعاملات (الأُسريَّة الزوجية) النبويَّة ما يؤكِّد أهمية أسلوب طَمْس المشكلات الصغيرة في القضاء عليها في مهدها.
ما زلت أذكر صورة ذلك الرجل الذي التقيت به في إحدى محاكم الأنكحة وهو يغلي من الغضب ويردِّد كلمات فهمت من بعضها أنّه يعيش أجواء خلاف زوجي ملتهب، فسألته بهدوء: ما لي أراك غاضباً؟ فقال لي: أنا إنسان تعيس أعيش مع زوجة تعيسة فكيف لا أغضب، قلت له: قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، حتى يسكن غضبك، فلمّا قالها سكن غضبه فعلاً ولماذا لا يسكن وهي وصْفَةٌ نبويَّة فعَّالة؟
وعندما ناقشته بعد هدوئه وجدت المشكلة التي دفعته إلى هذا الغضب الذي ساقه من مكان عمله إلى المحكمة ليطلِّق زوجته أُم أولاده هي: انشغال هاتف منزله فترة طويلة حينما اتصل به من مقرِّ عمله، مما جعل وساوس الشيطان تتلاعب بقلبه وعقله، فيفسِّر ذلك تفسيراً قائماً على سوء الظن، وحينما سألته: هل ناقشت زوجتك في هذا الأمر، قال: كلا، ثم تحدَّثت معه في أنّ وقوفه بهذه الصورة المتعجِّلة مع مثل هذه المشكلات الصغيرة لا يليق برجل عاقل يعرف قيمة الحياة الزوجية المرتبطة بالمودَّة والرحمة، وتلاحم الأبوين مع أبنائهما، وخرج من المكان ضاحكاً شاكراً لي فَرِحاً بعدم تنفيذ ما عزم عليه.
الخلافات العائلية لا مناص من وقوعها، فهي مِلْحُ الحياة الاجتماعية، ولذلك يجب على الناس ألاّ يبالغوا فيها، وألاّ يعملوا على نَبْشِها حتى لا يتَّسع نطاقها، وتتحوَّل إلى قضايا كبيرة ومشكلات خطيرة.
إشارة:




هكذا - أيُّها الأحبّة يَمضي
مركبُ الحبِّ بيننا ويسيرُ


http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/sep/24/ln9.htm

صنع في رفحا
11 Oct 2005, 04:19 PM
مع احترامي لك وللدكتور ما فهمت شيء

سيف الاسلام
11 Oct 2005, 04:26 PM
مشكور اخوي رفحاوي وننتظر المزيد

ليث
11 Oct 2005, 04:41 PM
العشماوي .. لسان الحق في وجه العلمانيين


بورك فيك رفحاااااااااااااوي

القنديل
11 Oct 2005, 10:23 PM
قلم عبدالرحمن العشماوي قلم يتدفق في الخير والإصلاح وما أروع ما يتدفق به هذا القلم

ويعلم الله أني وجدت الرجل أريحياً حبيباً حضرت له دورة بعنوان ( فن الإلقاء) ولقد كان تعامله معنا تعاملاً رائعاً بما تعنيه هذا الكلمة وكانت الفائدة كبيرة جداً حتى أني أحببت اللغة العربية من يومها ، وبعد الدورة ألتقيته وكنت حريصاً على لقياه وكأن الرجل يعرفني منذ زمن


أخوي رفحاء نعم ما نقلت

زين تصفيح
12 Oct 2005, 02:31 AM
فعلا أخي رفحاوي

تستمتع عندما تقرأ مقالا أو قصيدة للعشماوي

لأنها هادفة ومفيدة

والسبب في ذلك أن العشماوي

يرتكز على قاعدة قوية من الثقافة!!

تأهله لأن يخاطب المجتمع ويصف الأحداث بإسلوب جيد...

الزعيم
12 Oct 2005, 02:49 AM
ان شاء الله سانقل لكم في هذا الموضوع كتابات مختارة للرائع جدا الدكتور عبدالرحمن العشماوي حفظه الله ورعاه ...


بارك الله فيك ( حبيب الكل ) رفحاوي
ودائماً نتابع ما تكتب ...
لك وللدكتور العشماوي كل الحب

رفحاوي
12 Oct 2005, 12:23 PM
صنع في رفحاء

اعد قراءة الموضوع بارك الله بك ...

الماضي الجميل - ليث - قنديل - زين تصفيح - الزعيم

مشكورين عالمرور والكلام الطيب ...


خذوا هالمقال الرائع

دفق قلم
رمضان ومكاتب المحاماة
عبد الرحمن بن صالح العشماوي


لرمضان الكريم قضية مزمنة مع البشر في هذا العصر، قضية تتجدد كل عام، تعكر عليه صفاءه، وتشوب بشائبة الأذى نقاءه، وتؤلم قلبه الطاهر النقي الذي لا يحمل إلا الحبَّ والخير للناس أجمعين.
إنَّ قضيَّة رمضان بحاجة إلى مكاتب محاماة ذات قدرة فائقة على إثبات حقِّ ضيف كريم مظلوم يعاني من حقِّه المهضوم، ومن حسرات قلبه المكلوم.. كيف؟
مقدمة القضية
أولاً: قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .
ثانياً: روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جُنَّة، فلا يرفُثْ ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم (مرتين). والذي نفسي بيده لَخَلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامَه وشرابه وشهوته من أجلي. الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها).
في الآية الكريمة نرى كلمة { تَتَّقُونَ } تبرز أمامنا مطلباً مهماً من مطالب الصيام في شهر رمضان المبارك. والتَّقوى كلمة ذات معانٍ مضيئة تدل جميعها على العمل الصالح، والإخلاص لله، والبُعد عن الرذائل، ومراقبة الله تعالى فيما نقول وما نفعل؛ حتى نكون بمنجاةٍ عن عذابه، حيث تقينا الأعمال الصالحات من غضب الله سبحانه وتعالى.
وفي الحديث الشريف كلمات وجمل تدلُّ على ما دلَّت عليه الآية الكريمة، وتصبُّ في مَصَبِّ كلمة {تَتَّقُونَ}{الصيام جُنَّة}، والجُنَّةُ هي الستار الواقي، ومنه سُمِّي ما يستتر به المقاتل من ضربات السيوف (المجنّ). ومعنى الصيام جُنَّة: أنه يقي صاحبه من الوقوع في الأعمال السيئة والرذائل التي تجعله مكشوفاً أمام غضب الله وعذابه، فالصيام الصحيح يقي صاحبه من ذلك، وهذا هو معنى {تَتَّقُونَ}الواردة في الآية الكريمة، بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بعدها: (فلا يرفث ولا يجهل). والرَّفَثُ والجهل لفظان يدلاَّن على كل معنى خبيث وكل عمل منهي عنه، فالصيام يحول بين صاحبه وبين ذلك، بل إنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم يزيد الأمر تأكيداً بتوجيه (الصائم) في رمضان إلى ما هو أعظم، ألا وهو عدم مجاراة المسيء إلينا في إساءته؛ لأن الصيام وقاية من وقوعنا فيما وقع فيه المسيء من الإساءة، أليس الصوم (جُنَّةً) كما ورد في الحديث؟ أليس الصوم سبباً من أسباب التقوى {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} كما جاء في الآية القرآنية الكريمة؟
القضيَّة
بصفتي أحد المسلمين الذين يستقبلون رمضان الكريم فرحين بموسمه العظيم، فقد رأيتُ في لوحة خيالي صورة (رمضان) وقد بدت على وجهه الطيِّب المبارك مسحة من الحزن، بل غمرته غمامةٌ من الأسى.. لماذا؟
كنتُ أستعرض ما أعدَّتْ أجهزة التلفاز والقنوات الفضائية من موادِّها الإعلامية المنوَّعة الخاصة برمضان، فرأيتُ خيراً قليلاً وشراً كثيراً، ورأيت هدف التسلية الممزوجة بالرذيلة بأشكالها ومستوياتها المختلفة العميقة وغير العميقة يكاد يكون هدفاً أسمى لتلك الوسائل الإعلامية، ورأيت في كثير من برامج رمضان تكريساً لتبرُّج النساء و(عُريهنَّ بحسب مستوياته أيضاً)، واستخداماً صاخباً لأصناف من الإيقاعات الموسيقية الراقصة، وجنوحاً إلى ميوعة النساء والرجال الذين يقدِّمون بعض المسابقات الرمضانية المستخدمة لأرقام الاتصال التي رأينا فتاوى واضحة لعلماء من المملكة ومصر والشام والمغرب تنصُّ على حرمتها معلِّلين ذلك بأنها من ألعاب (القمار) المحرَّمة شرعاً.
رأيتُ صوراً متعدِّدة في وسائل الإعلام العربي تنقض بكل جرأة معنى قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الصِّيام جُنَّة). ونظراً إلى ما يحدث من ذلك كله من الأذية الواضحة لضيفنا العزيز الكريم الغالي، ومن الإخلال بمعاني الصوم الروحية، ومن إبعاد كثير من عامة المسلمين الذين ينساقون وراء ما يشاهدون ويسمعون عن معاني (التقوى) التي يحقِّقها الصيام الصحيح، ونظراً إلى ما يحدث من إصرار القائمين على برامج رمضان الإعلامية في عالمنا الإسلامي على الاستمرار في إيذاء مشاعر ضيفنا الكريم (رمضان) وإيذاء مشاعرنا، ومن إصرارهم على (تغريب) رمضان عن جانبه الروحي السامي، فإنني بصفتي أحد المسلمين المستقبلين لضيفهم الكريم أرفع هذه الدَّعْوى إلى (.....).
عُذراً أيها الأحبة، صدِّقوني لا أعرف إلى مَن أرفعها، هل أرفعها إلى جامعة الدول العربية؟ أم إلى منظمة المؤتمر الإسلامي؟ أم إلى مجمع الفقه الإسلامي؟ أم إلى مجلس التعاون الخليجي؟ أم إلى رابطة العالم الإسلامي؟ أم إلى هيئة الأمم المتحدة؟ أم إلى محكمة (العدل؟) الدولية؟
وا أسفاه، هل ستضيع القضية؟!
هنا تبرز أهمية مكاتب المحاماة ذات الشعور بالمسؤولية، لعلَّها تتبنى هذه القضية الخطيرة التي يعاني منها أعظم ضيفٍ يزورنا كلَّ عام.
إشارة




أُمَّتي لا تنكري، إني أرى
بين عينيكِ الخطوط المُبكيَهْ


http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/oct/5/ln9.htm


شكرا لجريدة الجزيرة على امتاعنا ...

زين تصفيح
12 Oct 2005, 07:32 PM
يعطيك العافية رفحاوي

مشاركة قيمة .وتحتاج الى إعادة قراءة أكثر من مرة!

وأنصح من هو بطيء الفهم بالقراءة الصامتة لأكثر من مرة

لأنها أي القراءة الصامتة تنمي مهارة الاستيعاب!!!

سليمان شعيب
12 Oct 2005, 08:50 PM
ونعم الكاتب

أنا من أشد عشاق هذا الكاتب والشاعرالمميز

الدكتور
عبدالرحمن العشماوي

ولاننسى بأن الدكتور الشيخ عائض القرني

أسماه
شـــــاعـــر المملكــــــــــه


بارك الله فيك اخي رفحاوي

هذا النقل الموفق


:

أحترامي لكـ

.

قلم
13 Oct 2005, 03:12 AM
رفحاوي أنت رائع

قلم

أخبار رفحاء
13 Oct 2005, 04:48 AM
رفحاوي الله يعطيك العافيه

رفحاوي
15 Oct 2005, 11:33 AM
زين تصفيح

مشكور عالمرور العطر الثاني ...

سليمان - قلم - اخبار رفحاء

حياكم الله ومشكورين على تنوير الموضوع ...



اليوم سانقل لكم مقالا رائعا للرائع العشماوي يناقش فيه قضايا الشباب ويلمح بها لمشكلة نفق النهضة وما شابهها ...

[line]

دفق قلم
ماذا يريد هؤلاء الشباب؟
عبدالرحمن بن صالح العشماوي


كثيراً ما نهاجم الشباب الذين يؤرِّقون المجتمع بطيشهم، وممارساتهم الخاطئة لأنواعٍ من السلوك المخالفة لشرع الله، والمناقضة لقيم المجتمع وأخلاقه، وكثيراً ما نتحدَّث عن إزعاج أولئك الشباب للناس في شوارعهم وأسواقهم ومدارسهم، وبيوتهم أحياناً، وكثيراً ما نطرح في آرائنا مسألة ضرورة عقابهم وردعهم بقوة النظام، وسيطرة جهات الأمن عليهم من شرطة أو هيئة الأمر بالمعروف أو غيرها.
وكثيراً ما نصف الشباب الذين نراهم يحلقون رؤوسهم بطرق عجيبة ويرسمون خيوطاً من الشعر على وجوههم بطرق غريبة، ويلبسون ألبسةً مخالفة لأقل معاني الرجولة والحياء.. كثيراً ما نصفهم بأنهم منحرفون، لا أخلاق لهم، وليس لهم أهل يربونهم، وأن حقَّ مثلهم العقاب الشديد تأديباً لهم، وحماية للناس من شرِّهم.
ثم ماذا بعد؟
هل نظن أننا بفتح هذه الجهة الكبيرة للمعركة مع أبنائنا ذكوراً أو إناثاً سنكون قد وضعنا الحلَّ الأمثل لقضايا ومشكلات هؤلاء الشباب؟..
وهل نتوقع أن نفوز - حينما نفتح هذه الجهة الخطيرة - مع الشباب الذين تقترب نسبتهم من 60% من الشعب السعودي؟.. وهل المسألة مسألة معركة وفوز وهزيمة؟.
نحن نؤمن بأهمية الرَّدع بالعقاب لكل مَنْ يرتكب عملاً يستحق عليه العقاب، ولكننا نحتاج إلى مراجعة صحيحة وسريعة لطريقة تعاملنا جميعاً مع الشباب آباءً وأمهاتٍ ومسؤولين ودعاةً ومصلحين، ورجال أمنٍ ورجال هيئة وغيرهم. إنَّ الظواهر التي نراها في سلوك كثير من الشباب لا تأتي من فراغ، فلا بد من وجود أسبابٍ وأسباب، ولا بد من معرفة تلك الأسباب لمعالجة تلك الظواهر.
إنَّ الرِّفق لا يكون في شيء إلا زانه، وإن الرفق في التعامل مع الشباب من أهم وسائل الإصلاح لهم، مع استخدام الوسائل الأخرى حينما تدعو الحاجة إليها.
أعرف أباً حدثت له قصة طريفة مع ولده، يقول: أنا حازم في علاقتي بالأولاد إلى درجة (العسكرية الشديدة) في المنزل، ولي ولدٌ يُحسن التعاملَ مع حزمي وصرامتي، ويسعدني بمطاوعته لي.. ولهذا فأنا أميل إليه بصورة أكبر، وأفاخر به في المجالس، وأضربه مثلاً لإخوته جميعاً ولأولاد أقاربنا، وكنت أرى بعض الضحكات المكبوتة من إخوته ومن بعض الأقارب حينما أمتدحه، وأعزو ذلك إلى الغيرة منه، وفوجئت ذات يوم باتصال من الشرطة يخبرني أنهم يحتجزون ابني (المهذَّب في نظري)، وخرجت من المنزل مغضباً وأنا أقول: ألم يحدث هذا الأمر إلا لأحسن أبنائي؟.
وحينما دخلت إلى الشرطة كانت الصدمة: رأيت ولدي ذاك مطأطئاً برأسه، وعليه من الملابس ما أدهشني، بنطال إلى نصف الساق، و(فانيله) عليها صورة وجه رجل موحشة علمت فيما بعد أنها صورة أحد الممثلين العالميين.. لقد دارت الدنيا بي، وقلت للضابط: ما المطلوب مني؟ ثم خرجت بابني وأنا في حالة ذهولٍ وصمت كبير.
لقد كان حديث نفسي من الداخل صاخباً عنيفاً، ولكنني كنت هادئاً من الخارج إلى درجة الجمود، لقد شعرت بانهيار أسلوبي في التربية كلِّه، وشعرت بأنَّ عَسْكَرة التعامل في المنزل هي التي أوصلت ابني إلى هذا المستوى.. وحاورته بعد ذلك، وغيَّرت أسلوبي في التربية، واندمجت مع جميع أبنائي وأهلي بصورة جعلت التقارب بيننا مذهلاً.
فأكد لي الجميع أنهم الآن يسلكون معي طريق الحياة بوضوح، وعلمت من ابني ذلك من وسائل تضليله لي، وممارساته خارج المنزل المعبِّرة عن شعوره بالكبت، ما جعلني أردد في داخلي قولي: يا له من وهم كبير!!.
هذه قصة واحدة، فما بالنا بآلاف القصص.
هؤلاء الشباب لهم شكاوى تتمثَّل في عدم إتاحة فرص الدراسة ما بعد الثانوية لمعظمهم، ويقولون: لماذا لا يصدر ولاة الأمر قراراً بقبول كلِّ خريجي الثانوية في الجامعة وفي غيرها من المراكز والمعاهد العليا بدون النظر إلى التقدير، فإنَّ ذلك يحقق احتضانهم في مرحلة المراهقة الخطيرة فيما بعد الثانوية، وإن لم يستمر بعضهم في الدراسة.
هؤلاء الشباب يشكون من الفراغ الكبير، وطول الوقت، ومعنى هذا أننا جميعاً مسؤولون عن شغل أوقاتهم بما يفيد ويمتع، كيف؟ هذا ما يحتاج منا إلى جهودٍ سريعة.
هؤلاء الشباب يشكون من العوز والحاجة أحياناً ومن تعقيدات أمور الزواج وتكاليفه الباهظة أحياناً أخرى، ومن إهمال البيت لهم غالباً، ومن وجود مغريات هائلة تناديهم، مع ضعف مجالات استيعابهم في المجتمع.. يريدون ويريدون، فماذا نفعل؟.
إشارة:




قد يبعث اللهُ من آمال أنفسنا
ما كاد يقضي على إشراقه العَطَبُ


http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/oct/11/ln15.htm

واحد ^ مؤدب
15 Oct 2005, 07:01 PM
مقابلته التي أجرتها معه القناة المتألقه قناة المحد من أروع ما رأيت ....


شكرا" فرحاوي

الافندى
16 Oct 2005, 08:42 AM
رفحاوي

http://muslm.net/khalid/my-folder/bo50.gif