نفح الطيب
14 Oct 2005, 02:40 PM
رمضان بين الأمس واليوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أيها السادة الكرام
في منتدانا الطيب
بعد السلام
وفائق الاحترام
مساء الخير
ثم أما بعد:
الذي جرأني على الكتابة في هذا الموضوع هو أني أدركت رمضان في الصيف وأدركته في الشتاء ، وإلا فإني
لست كبيرا بالقدر الذي يتوهمه من يقرأ العنوان لأول وهلة .
ربما شك البعض في هذا الكلام وظنوه من قبيل مايذكر من أن الانسان لايمكن أن يخبر بعمره الحقيقي عندما
يسأل عنه بل يحاول في تصغير سنه إن كان كبيرا جهده ، ولكن هو ماذكرت لكم فإن عمري يتجاوز الثلاثين ولمّا
يصل الأربعين بعد .
أعود لأقول إنني أدركت شهر رمضان في ( مربعانية ) الصيف إن كان للصيف ( مربعانية ) ولم يكن في البيت في
ذلك الوقت ( مكيف ) ليس لأن المكيف غير موجود ولكن لأننا كنا حديثي عهد ببادية والبيت الذي نسكنه انتقلنا إليه
بعد بيت الشعر فالأمر في البيت الجديد أفضل من حيث الظل والراحة من البيت القديم بكثير ، وكان الواحد منا يكسر
حدة الحر برش ( الشرشف ) بالماء والالتفاف به فإن هذا يعمل قريبا من عمل المكيف ، ثم انفتحت علينا الحياة
حتى صار ( المكيف ) العادي لا يلبي رغباتنا لنتجاوزه إلى ( ال سبلت ) كما يسمى فلله الحمد فهو من فضل الله
علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون .
ثم إني أدركت يا أيها السادة شهر رمضان في ( مربعانية ) الشتاء حيث البارد القارص حتى لقد أدركته وأنا
ملتحف ببشت ( الوبر ) فوق ثياب ( الصوف ) والمدفئة أمامي ليس بيني وبينها سوى ( سانتيمترات ) وإن عظام
الحنك عندي لتفعل فعل الزلزال .
وبين إدراكي لرمضان في الحر والقر أحداث وذكريات منها المضحك ومنها المبكي ( وتلك الأيام نداولها بين
الناس ... ) والحياة لا يدوم على حال لها شان .
أيها السادة : لعل من الأشياء المشتركة بين الأمس واليوم فيما يخص شهر الصوم هو الفرحة الغامرة بقدومه عند
الناس على اختلاف طبقاتهم وأعمارهم وأجناسهم ، فهذا الشعور الغامر الذي يستقبل به هذا الشهر من الكبار
والصغار والذكور والإناث والأغنياء والفقراء شيء لم يتغير بل هو اليوم امتداد لما كان بالأمس .
وكذلك صلاة التراويح والقيام وقراءة القرآن هي من الأشياء المشتركة وإن كانت طولا وقصرا تختلف بين وقت
وآخر والشيء الذي يتكرر كل عام هو العلاقة المتوترة بين بعض الأئمة وجماعته من حيث طول صلاته وقصرها
حتى إنه ربما مضى الثلث الأول من الشهر وهذه المشكلة قائمة ثم تخف شيئا فشيئا حتى يرضى كل بما قسم الله
له فإما ان يخضع الإمام لما يريده منه جماعة المسجد أو العكس ، وإن كان حل هذه المسألة سهلا بالنسبة للإمام
النابه ، وتطييب خواطر الجماعة والكلام الطيب معهم كفيل بإذهاب ما في نفوسهم .
أيها السادة : من الأشياء المشتركة والتي يلاحظها كل أحد أن الناس تخف نفوسهم لفعل الخير في هذا الشهر
وتجود جيبوهم فيه بالمال ، وليس إفطار الصائمين إلا ودليلا واحد على ذلك ، وإن كانت مشاريع تفطير الصائمين
الموجودة اليوم بوضعها الحالي شيئا انفرد به رمضان اليوم عن رمضان الأمس .
أما ترائي الهلال فإنه كان معروفا في رمضان الأمس وكان الناس يخرجون ويرونه بدون مشقة وربما رآه من
أهل الحي الواحد عدد غير قليل فأما اليوم فإن الناس تخاذلوا عن ذلك وصار الذي يخرج منهم لهذه المهمة قليلا
متواكلين على غيرهم .
رمضان الأمس يا أيها السادة كان محترما من الجميع ويندر أن ترى من ينتهك حرمة الشهر بفطر أو معاكسة أو
تفحيط بخلاف اليوم فإنه وجد من يجاهر بالفطر ويعاكس ويفحط ويسرق في شهر الصوم .
وأما الأكلات فإني أزعم أن ( الشوربة ) و ( الشربة ) بنوعيها الأحمر والأصفر من الأشياء التي لم تتغير على كثرة
المتغيرات بل هي موجودة وبنفس الطريقة التي كانت تحضر بها في الماضي والحاضر وإن كان لها في الماضي
طعم خاص يجل عن الوصف وذلك لندرتها وعدم إمكان الحصول عليها إلا في رمضان أما اليوم فهي في متناول اليد
في كل وقت بحمد الله .
( اللقيمات ) يا أيها السادة : كان لها سوق في رمضان الأمس أما اليوم فإن سوقها قد ذهب ولم تعد لها تلك
الشعبية ليحل محلها الفطائر والسنبوسة والمطبق وليسحبوا البساط من تحتها .
وأما الجلي والكريم والمهلبية فهي أشياء لم تكن موجودة في رمضان الأمس البعيد أما رمضان الأمس القريب
فعرف هذه الأشياء ولا تزال موجودة إلى اليوم .
العمرة في رمضان يا أيها السادة : مما انفرد به رمضان اليوم فإن الحرم يزدحم بالعمار في رمضان بخلاف
رمضان الأمس فإنك قليلا ما ترى أحدا أدى العمرة أو حتى تاقت نفسه للعمرة في رمضان .
بقي أن أقول : انه أتى علي حين من الدهر ورمضان يأتي في العطلة ولم يكن فيه دراسة وهذا شيء ربما يكون
غريبا لمن لم يدرك تلك المرحلة فإن أول عام دخلت فيه الدراسة في رمضان هو عام : 1407 هـ إن لم أكن واهما
أي قبل 19 عاما تقرببا هذا فيما أدركت وإلا فإن بعض من نسألهم ممن يكبروننا سنا يذكرون أنه في عام 1390 هـ
وما قبلها كان رمضان وقتا للدراسة .
ذكرت ذلك لأن الكثير ممن أدرك رمضان في تلك المرحلة يشعر بالفرق الكبير بين أن تكون الدراسة في رمضان
وأن تكون خارجه .
على كل حال سيأتي علينا حين من الدهر ليس بالبعيد إن مد الله في أعمارنا ثلاث أو اربع سنوات ويكون
رمضان في عطلة الصيف ، فهل سندركه ؟ وهل إذا أدركناه سندرك رمضان في الشتاء ويكون وقتا للدراسة مرة
أخرى ؟ الله المستعان .
هذه بعض الخواطر كتبتها على عجل
تقبلوا تحياتي
أيها السادة الكرام
في منتدانا الطيب
بعد السلام
وفائق الاحترام
مساء الخير
ثم أما بعد:
الذي جرأني على الكتابة في هذا الموضوع هو أني أدركت رمضان في الصيف وأدركته في الشتاء ، وإلا فإني
لست كبيرا بالقدر الذي يتوهمه من يقرأ العنوان لأول وهلة .
ربما شك البعض في هذا الكلام وظنوه من قبيل مايذكر من أن الانسان لايمكن أن يخبر بعمره الحقيقي عندما
يسأل عنه بل يحاول في تصغير سنه إن كان كبيرا جهده ، ولكن هو ماذكرت لكم فإن عمري يتجاوز الثلاثين ولمّا
يصل الأربعين بعد .
أعود لأقول إنني أدركت شهر رمضان في ( مربعانية ) الصيف إن كان للصيف ( مربعانية ) ولم يكن في البيت في
ذلك الوقت ( مكيف ) ليس لأن المكيف غير موجود ولكن لأننا كنا حديثي عهد ببادية والبيت الذي نسكنه انتقلنا إليه
بعد بيت الشعر فالأمر في البيت الجديد أفضل من حيث الظل والراحة من البيت القديم بكثير ، وكان الواحد منا يكسر
حدة الحر برش ( الشرشف ) بالماء والالتفاف به فإن هذا يعمل قريبا من عمل المكيف ، ثم انفتحت علينا الحياة
حتى صار ( المكيف ) العادي لا يلبي رغباتنا لنتجاوزه إلى ( ال سبلت ) كما يسمى فلله الحمد فهو من فضل الله
علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون .
ثم إني أدركت يا أيها السادة شهر رمضان في ( مربعانية ) الشتاء حيث البارد القارص حتى لقد أدركته وأنا
ملتحف ببشت ( الوبر ) فوق ثياب ( الصوف ) والمدفئة أمامي ليس بيني وبينها سوى ( سانتيمترات ) وإن عظام
الحنك عندي لتفعل فعل الزلزال .
وبين إدراكي لرمضان في الحر والقر أحداث وذكريات منها المضحك ومنها المبكي ( وتلك الأيام نداولها بين
الناس ... ) والحياة لا يدوم على حال لها شان .
أيها السادة : لعل من الأشياء المشتركة بين الأمس واليوم فيما يخص شهر الصوم هو الفرحة الغامرة بقدومه عند
الناس على اختلاف طبقاتهم وأعمارهم وأجناسهم ، فهذا الشعور الغامر الذي يستقبل به هذا الشهر من الكبار
والصغار والذكور والإناث والأغنياء والفقراء شيء لم يتغير بل هو اليوم امتداد لما كان بالأمس .
وكذلك صلاة التراويح والقيام وقراءة القرآن هي من الأشياء المشتركة وإن كانت طولا وقصرا تختلف بين وقت
وآخر والشيء الذي يتكرر كل عام هو العلاقة المتوترة بين بعض الأئمة وجماعته من حيث طول صلاته وقصرها
حتى إنه ربما مضى الثلث الأول من الشهر وهذه المشكلة قائمة ثم تخف شيئا فشيئا حتى يرضى كل بما قسم الله
له فإما ان يخضع الإمام لما يريده منه جماعة المسجد أو العكس ، وإن كان حل هذه المسألة سهلا بالنسبة للإمام
النابه ، وتطييب خواطر الجماعة والكلام الطيب معهم كفيل بإذهاب ما في نفوسهم .
أيها السادة : من الأشياء المشتركة والتي يلاحظها كل أحد أن الناس تخف نفوسهم لفعل الخير في هذا الشهر
وتجود جيبوهم فيه بالمال ، وليس إفطار الصائمين إلا ودليلا واحد على ذلك ، وإن كانت مشاريع تفطير الصائمين
الموجودة اليوم بوضعها الحالي شيئا انفرد به رمضان اليوم عن رمضان الأمس .
أما ترائي الهلال فإنه كان معروفا في رمضان الأمس وكان الناس يخرجون ويرونه بدون مشقة وربما رآه من
أهل الحي الواحد عدد غير قليل فأما اليوم فإن الناس تخاذلوا عن ذلك وصار الذي يخرج منهم لهذه المهمة قليلا
متواكلين على غيرهم .
رمضان الأمس يا أيها السادة كان محترما من الجميع ويندر أن ترى من ينتهك حرمة الشهر بفطر أو معاكسة أو
تفحيط بخلاف اليوم فإنه وجد من يجاهر بالفطر ويعاكس ويفحط ويسرق في شهر الصوم .
وأما الأكلات فإني أزعم أن ( الشوربة ) و ( الشربة ) بنوعيها الأحمر والأصفر من الأشياء التي لم تتغير على كثرة
المتغيرات بل هي موجودة وبنفس الطريقة التي كانت تحضر بها في الماضي والحاضر وإن كان لها في الماضي
طعم خاص يجل عن الوصف وذلك لندرتها وعدم إمكان الحصول عليها إلا في رمضان أما اليوم فهي في متناول اليد
في كل وقت بحمد الله .
( اللقيمات ) يا أيها السادة : كان لها سوق في رمضان الأمس أما اليوم فإن سوقها قد ذهب ولم تعد لها تلك
الشعبية ليحل محلها الفطائر والسنبوسة والمطبق وليسحبوا البساط من تحتها .
وأما الجلي والكريم والمهلبية فهي أشياء لم تكن موجودة في رمضان الأمس البعيد أما رمضان الأمس القريب
فعرف هذه الأشياء ولا تزال موجودة إلى اليوم .
العمرة في رمضان يا أيها السادة : مما انفرد به رمضان اليوم فإن الحرم يزدحم بالعمار في رمضان بخلاف
رمضان الأمس فإنك قليلا ما ترى أحدا أدى العمرة أو حتى تاقت نفسه للعمرة في رمضان .
بقي أن أقول : انه أتى علي حين من الدهر ورمضان يأتي في العطلة ولم يكن فيه دراسة وهذا شيء ربما يكون
غريبا لمن لم يدرك تلك المرحلة فإن أول عام دخلت فيه الدراسة في رمضان هو عام : 1407 هـ إن لم أكن واهما
أي قبل 19 عاما تقرببا هذا فيما أدركت وإلا فإن بعض من نسألهم ممن يكبروننا سنا يذكرون أنه في عام 1390 هـ
وما قبلها كان رمضان وقتا للدراسة .
ذكرت ذلك لأن الكثير ممن أدرك رمضان في تلك المرحلة يشعر بالفرق الكبير بين أن تكون الدراسة في رمضان
وأن تكون خارجه .
على كل حال سيأتي علينا حين من الدهر ليس بالبعيد إن مد الله في أعمارنا ثلاث أو اربع سنوات ويكون
رمضان في عطلة الصيف ، فهل سندركه ؟ وهل إذا أدركناه سندرك رمضان في الشتاء ويكون وقتا للدراسة مرة
أخرى ؟ الله المستعان .
هذه بعض الخواطر كتبتها على عجل
تقبلوا تحياتي