الميزان
23 Nov 2005, 12:35 AM
كما وعدتكم ووعدت الاخ الوافي فهاهي اخر مقامه كتبتها ارجوا انت تنال استحسانكم
إتحاف الإخوان في طبائع الجيران
الحمد لله الذي خلق فسوى .. سبحانه خلق آدم وحوى .. الجنة أعدها للمتقين .. والنار مثوى الضالين .. جعل القرآن حياة للقلوب .. ونورا يضيء الدروب .. وجعل النبي رسول السلام .. فطال حبه كل الأنام .. لنا في ذكره انس ولذة .. ولنا فيه أعظم الحجة .. وقد علمت أن الناس صنفان .. كالأبيض والأسود وهما شتان .. فرجل يأسرك حبه .. وأخر يزداد لك بغضه .. فمن جاور الأول ساد .. وابتعد عن سُبُل الفساد .. يصبح في حمى الأسود .. فيأمن جانب الجحود .. يأمن مكر العدو اللدود .. ويحطم الأغلال والقيود .. ومن جاور الثاني حاد .. وكان في أعظم جهاد .. لا يأمن على نفسه وماله .. ببساطة : تعرفه من سوء حاله .. الراحة لا يعرف لها تعريف .. تراه يعيش في بيته أسيف .. لا يذوق لذة النوم .. ويبقى ساهرا على الدوم .. يبغي السلامة له سلما .. ويخرج دون أن يصيب مغنما .. فكثيرا ما رددها الابن البار .. يا أبتِ الجار قبل الدار .. فللجار على جاره حقوق .. أقلها أن تسُوق له أطيب النُوُقْ .. وأنا لي جار قريب .. متقلب الطباع غريب .. لا نتزاور كالجيران .. ونتناطح كالثيران .. لنا فيه أعظم العجب .. يجلب المشاكل دون سبب .. في داره تعلوا أصوات المشجعين .. لغط وهرج وصراخ مشين .. الناس تنام قريرة العين .. وأنا كالمهموم من كثرة الدين .. اقضي ليلي في حسرات .. كعسكريٍ كَلَّ من الخفارات .. وما ابرح إلا صوت الآذان .. ينادي أن حي على الجنان .. فتنكرني من شدة التعب .. وقد خرجت من نطاق الأدب .. وأخذت عيوني في احمرار .. وبدا حالي في اصفرار .. فيأتيني من الشيطان طبيب .. ويتودد إلي كالحبيب .. ويبدأ في مواساتي .. ويميل إلى محاباتي .. ويعرب عن شجبه والاستنكار .. ويطالب بتطبيق القرار .. وإذ صوت الإقامة .. يهدى العاصي للاستقامة .. فيعتريني بعض الانتباه .. ويراودني في زائري اشتباه .. ويصيح بالرجوع إلى صلب الموضوع .. الذي قض مضاجع الجموع .. وان القرار واضح لا يحتاج للسوم .. ويجب تطبيقه وهو ( النوم ) .. ويهددني بعواقب الإهمال .. وزيادة الأحمال .. وفي أثناء الجلسة .. يغفو جفني خلسة .. ويرحب بسرعة التجاوب .. ويحث على كثرة التثاؤب .. ثم ترى رأسي في اجتياح .. قد رقد على المخدة في ارتياح .. وتسمع مع الشخير بعض الصفير .. ضاق منه كل شيء حتى السرير .. ولا ترى للطبيب أي اثر .. فهو بلا شك آثر السفر .. فهذا قليل من كثير .. فهل يتدبر بصير .. وتعامل الناس كما تريد .. وتبدأ يومها بالتجديد .. هدى الله العباد .. ورزقهم حسن الرأي والسداد .. وارفقوا بكاتب المقامة .. واسألوا له الاستقامة .. وادعوا له بالزوجة الصالحة .. ولا يجعلها للأكل مالحة .. وأنت تكون من المدرسات .. ولمرتبة المديرة من الطامحات .. وان يبارك لها فيما تجلب .. وان تراعينا فيما تطلب .. وان تسلبني عقلي ولبي .. وأن تكون هي أول وآخر حبي .. وأن تريني العجب العجاب .. مما يأسر القلوب والألباب .. وان تكون لربها عارفه .. ولأصناف المأكولات ماهرة ..
يوم الاثنين 19/10/1426هـ الساعة 10 صباحا..
إتحاف الإخوان في طبائع الجيران
الحمد لله الذي خلق فسوى .. سبحانه خلق آدم وحوى .. الجنة أعدها للمتقين .. والنار مثوى الضالين .. جعل القرآن حياة للقلوب .. ونورا يضيء الدروب .. وجعل النبي رسول السلام .. فطال حبه كل الأنام .. لنا في ذكره انس ولذة .. ولنا فيه أعظم الحجة .. وقد علمت أن الناس صنفان .. كالأبيض والأسود وهما شتان .. فرجل يأسرك حبه .. وأخر يزداد لك بغضه .. فمن جاور الأول ساد .. وابتعد عن سُبُل الفساد .. يصبح في حمى الأسود .. فيأمن جانب الجحود .. يأمن مكر العدو اللدود .. ويحطم الأغلال والقيود .. ومن جاور الثاني حاد .. وكان في أعظم جهاد .. لا يأمن على نفسه وماله .. ببساطة : تعرفه من سوء حاله .. الراحة لا يعرف لها تعريف .. تراه يعيش في بيته أسيف .. لا يذوق لذة النوم .. ويبقى ساهرا على الدوم .. يبغي السلامة له سلما .. ويخرج دون أن يصيب مغنما .. فكثيرا ما رددها الابن البار .. يا أبتِ الجار قبل الدار .. فللجار على جاره حقوق .. أقلها أن تسُوق له أطيب النُوُقْ .. وأنا لي جار قريب .. متقلب الطباع غريب .. لا نتزاور كالجيران .. ونتناطح كالثيران .. لنا فيه أعظم العجب .. يجلب المشاكل دون سبب .. في داره تعلوا أصوات المشجعين .. لغط وهرج وصراخ مشين .. الناس تنام قريرة العين .. وأنا كالمهموم من كثرة الدين .. اقضي ليلي في حسرات .. كعسكريٍ كَلَّ من الخفارات .. وما ابرح إلا صوت الآذان .. ينادي أن حي على الجنان .. فتنكرني من شدة التعب .. وقد خرجت من نطاق الأدب .. وأخذت عيوني في احمرار .. وبدا حالي في اصفرار .. فيأتيني من الشيطان طبيب .. ويتودد إلي كالحبيب .. ويبدأ في مواساتي .. ويميل إلى محاباتي .. ويعرب عن شجبه والاستنكار .. ويطالب بتطبيق القرار .. وإذ صوت الإقامة .. يهدى العاصي للاستقامة .. فيعتريني بعض الانتباه .. ويراودني في زائري اشتباه .. ويصيح بالرجوع إلى صلب الموضوع .. الذي قض مضاجع الجموع .. وان القرار واضح لا يحتاج للسوم .. ويجب تطبيقه وهو ( النوم ) .. ويهددني بعواقب الإهمال .. وزيادة الأحمال .. وفي أثناء الجلسة .. يغفو جفني خلسة .. ويرحب بسرعة التجاوب .. ويحث على كثرة التثاؤب .. ثم ترى رأسي في اجتياح .. قد رقد على المخدة في ارتياح .. وتسمع مع الشخير بعض الصفير .. ضاق منه كل شيء حتى السرير .. ولا ترى للطبيب أي اثر .. فهو بلا شك آثر السفر .. فهذا قليل من كثير .. فهل يتدبر بصير .. وتعامل الناس كما تريد .. وتبدأ يومها بالتجديد .. هدى الله العباد .. ورزقهم حسن الرأي والسداد .. وارفقوا بكاتب المقامة .. واسألوا له الاستقامة .. وادعوا له بالزوجة الصالحة .. ولا يجعلها للأكل مالحة .. وأنت تكون من المدرسات .. ولمرتبة المديرة من الطامحات .. وان يبارك لها فيما تجلب .. وان تراعينا فيما تطلب .. وان تسلبني عقلي ولبي .. وأن تكون هي أول وآخر حبي .. وأن تريني العجب العجاب .. مما يأسر القلوب والألباب .. وان تكون لربها عارفه .. ولأصناف المأكولات ماهرة ..
يوم الاثنين 19/10/1426هـ الساعة 10 صباحا..