نفح الطيب
25 Nov 2005, 11:46 PM
الموت ماذا يعني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أيها السادة الكرام
في منتدانا الطيب
بعد السلام
وفائق الاحترام
مساء الخير
ثم أما بعد :
الموت حقيقة مسلمة لامراء فيها ولا جدال قال الله تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت ) ولست أريد هنا
تقرير هذه الحقيقة فإن محاولة تقريرها ضرب من اللغو الذي لاطائل تحته :
وكيف يصح في الأذهان شيء ............ إذا احتاج النهار الى دليل
والشيء الذي قصدت إليه هنا هو التذكير ببعض معاني الموت ، فإن كثيرا من الناس يغفل وينسى
تلك المعاني حتى كأنه لم يؤمن بالموت أو لايقر بهذه الحقيقة ، ولهذا تعجب كثير من العقلاء من
حال الناس وغفلتهم مع إيمانهم بهذه الحقيقة فقال أحدهم :
ولم أر مثل الموت حقا كأنه ............ إذا ماتخطته الأمانيّ باطل
وقال الشاعر ان عثيمين رحمه الله :
هو الموت مامنه ملاذ ومهرب .............. متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة .............. عليه مشى طفل وكهل وأشيب
ولكن علا الران القلوب كأننا ............. بما قد علمناه يقينا نكذب
وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : ( مارأيت يقينا لاريب فيه أشبه بشك لايقين فيه من يقين نحن
فيه ) يعني الموت رحمه الله وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت فقال : (
أكثروا من ذكر هاذم اللذات ) وأمر عليه الصلاة والسلام بزيارة القبور فقال : ( زوروا القبور فإنها
تذكركم الآخرة ) والنظر في محلة الأموات من أبلغ العظات :
وعظتك أجداث صمت ............. ونعتك أزمنة خفت
وتلمت عن أوجه ................ تبلى وعن صور سبت
وأرتك قبرك في الحياة .......... وأنت حي لم تمت
أيها السادة : إن كثيرا من الناس اليوم مافهم هذه الحقيقة فهما يناسبها كما فهمها السلف الصالح
رضوان الله عليهم الذين كان الواحد منهم يعيش في دنيا الناس والموت لايفارق مخيلته ولذلك اختلف
حالنا عن حالهم فأكثروا هم العمل وأكثرنا نحن الكلام والجدل وكان هذا البون الشاسع بين سيرتهم
العطرة المشرقة وحالنا المظلمة حتى إن أحدنا إذا قرأ سيرهم وطالعها بدا له وكأنها أحلام وأساطير
مع أنها كانت حياة واقعية وسيرة ذاتية لأناس هم من البشر إلا أن البشر يتفاوتون فبعضهم يحاكي
الملائكة وبعضهم يحاكي الأنعام السائمة .
وهذه بعض معاني الموت ودلالاته وهي داخلة فيما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الإكثار
من ذكر الموت .
فأول معاني الموت : هو أنه لايفرق بين صغير ولا كبير ولا ذكر ولا أنثى ولا بين مأمور أو أمير
ولا شريف أو وضيع ( إذا جاء أجلهم لايستقدمون ساعة ولايستأخرون )
هل زرت المقابر ؟ ألم يلفت انتباهك مابين القبور من تفاوت ؟ ذاك قبر كبير وآخر صغير وآخر
بينهما :
فيهن ولدان وأطفال وشبان وشيب
فالموت إذن لايهاب أحدا ولا يراعي حال أحد :
لا تأمن الموت في طرف ولا نفس ........... ولو تمنعت بالحجاب والحرس
واعلم بأن سهام الموت نافذة ................. لكل مدرع منها ومترس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ............. إن السفينة لاتجري على يبس
ومن معاني الموت : هو أنه مع وضوح شأنه وظهور آثاره إلا أنه سر من الأسرار التي حيرت
العقول وأذهلت الألباب فلم يستطع حاذق الأطباء له علاجا :
إن الطبيب بطبه ودوائه ........... لايستطيع دفاع نحب قد أتى
ماللطبيب يموت بالداء الذي .......... قد كان يبريء مثله فيما مضى
مات المداوي والمداوى والذي ........... جلب الدواء وباعه ومن اشترى
ومن معانيه : أن هذه الروح التي بين جنبيك تخرج من جسدك فيبقى الجسد بلا روح عند ذلك يكون
الجسد جمادا من الجمادات بعد أن كان حيا قبل لحظات فتتعطل فائدة هذا الجسد مع انه باق على
حاله حتى انه ليحفر له في مكان ضيق من الارض ويهال عليه التراب وهذا دليل على ان الانسان
انسان بروحه لابجسده :
ياخادم الجسم كم تسعى لخدمته ......... أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها ........ فأنت بالروح لابالجسم انسان
ومن معانيه : أنه بحلوله ونزوله ينقطع عمل الإنسان قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا مات ابن آدم
انقطع عمله ......... ) فإذا نزل الموت وحلّ انقطع العمل فلا ينفع الندم على التفريط حينئذ :
والمرء لايصحبه في القب الا عمله
ومن الأشياء التي لايحسن تركها عند ذكر الموت السكرات وهي جمع سكرة وسكرة الموت شدته
وهمه وغشيته وهذه السكرات الشديدة يمر بها كل ميت ولا ينجو منها أحد فإنه قد مر بها أكرم
الخلق على الله محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان يدخل يديه في ماء كان عنده عند موته فيمسح
بهما وجهه ويقول : ( لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ) :
لكل امريء من سكرة الموت سكرة ........... وأي امريء من سكرة الموت يفلت
ومن معاني الموت : أنه نقلة من دار الى دار ينقل من محلة الأحياء الى محلة الأموات ومن دار
الدنيا الى دار الآخرة وليس الموت هو آخر المطاف :
فلو أنا إذا متنا تركنا ........... لكان الموت راحة كل حي
ولكن إذا متنا بعثنا ............ ونسأل بعدها عن كل شي
ثن ان الانسان اذا اكثر من ذكر الموت استفاد عدة فوائد :
منها : المسارعة في التوبة والنشاط للعبادة فيكون الانسان في سباق مع الوقت فالعمر قصير
والحساب عسير والخطر المحدق كبير ومن لم يعمل صالحا في دنياه ندم وخسر في أخراه
ومن فوائد ذكر الموت : أنه يورث القناعة إذ الموت نهاية كل حي ففيم الهم والحزن على فوات
شيء من حطام الدنيا وزخرفها :
وما غبطة حي الى الممات يصير
وتقبلوا تحيات نفح الطيب
أيها السادة الكرام
في منتدانا الطيب
بعد السلام
وفائق الاحترام
مساء الخير
ثم أما بعد :
الموت حقيقة مسلمة لامراء فيها ولا جدال قال الله تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت ) ولست أريد هنا
تقرير هذه الحقيقة فإن محاولة تقريرها ضرب من اللغو الذي لاطائل تحته :
وكيف يصح في الأذهان شيء ............ إذا احتاج النهار الى دليل
والشيء الذي قصدت إليه هنا هو التذكير ببعض معاني الموت ، فإن كثيرا من الناس يغفل وينسى
تلك المعاني حتى كأنه لم يؤمن بالموت أو لايقر بهذه الحقيقة ، ولهذا تعجب كثير من العقلاء من
حال الناس وغفلتهم مع إيمانهم بهذه الحقيقة فقال أحدهم :
ولم أر مثل الموت حقا كأنه ............ إذا ماتخطته الأمانيّ باطل
وقال الشاعر ان عثيمين رحمه الله :
هو الموت مامنه ملاذ ومهرب .............. متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة .............. عليه مشى طفل وكهل وأشيب
ولكن علا الران القلوب كأننا ............. بما قد علمناه يقينا نكذب
وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : ( مارأيت يقينا لاريب فيه أشبه بشك لايقين فيه من يقين نحن
فيه ) يعني الموت رحمه الله وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت فقال : (
أكثروا من ذكر هاذم اللذات ) وأمر عليه الصلاة والسلام بزيارة القبور فقال : ( زوروا القبور فإنها
تذكركم الآخرة ) والنظر في محلة الأموات من أبلغ العظات :
وعظتك أجداث صمت ............. ونعتك أزمنة خفت
وتلمت عن أوجه ................ تبلى وعن صور سبت
وأرتك قبرك في الحياة .......... وأنت حي لم تمت
أيها السادة : إن كثيرا من الناس اليوم مافهم هذه الحقيقة فهما يناسبها كما فهمها السلف الصالح
رضوان الله عليهم الذين كان الواحد منهم يعيش في دنيا الناس والموت لايفارق مخيلته ولذلك اختلف
حالنا عن حالهم فأكثروا هم العمل وأكثرنا نحن الكلام والجدل وكان هذا البون الشاسع بين سيرتهم
العطرة المشرقة وحالنا المظلمة حتى إن أحدنا إذا قرأ سيرهم وطالعها بدا له وكأنها أحلام وأساطير
مع أنها كانت حياة واقعية وسيرة ذاتية لأناس هم من البشر إلا أن البشر يتفاوتون فبعضهم يحاكي
الملائكة وبعضهم يحاكي الأنعام السائمة .
وهذه بعض معاني الموت ودلالاته وهي داخلة فيما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الإكثار
من ذكر الموت .
فأول معاني الموت : هو أنه لايفرق بين صغير ولا كبير ولا ذكر ولا أنثى ولا بين مأمور أو أمير
ولا شريف أو وضيع ( إذا جاء أجلهم لايستقدمون ساعة ولايستأخرون )
هل زرت المقابر ؟ ألم يلفت انتباهك مابين القبور من تفاوت ؟ ذاك قبر كبير وآخر صغير وآخر
بينهما :
فيهن ولدان وأطفال وشبان وشيب
فالموت إذن لايهاب أحدا ولا يراعي حال أحد :
لا تأمن الموت في طرف ولا نفس ........... ولو تمنعت بالحجاب والحرس
واعلم بأن سهام الموت نافذة ................. لكل مدرع منها ومترس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ............. إن السفينة لاتجري على يبس
ومن معاني الموت : هو أنه مع وضوح شأنه وظهور آثاره إلا أنه سر من الأسرار التي حيرت
العقول وأذهلت الألباب فلم يستطع حاذق الأطباء له علاجا :
إن الطبيب بطبه ودوائه ........... لايستطيع دفاع نحب قد أتى
ماللطبيب يموت بالداء الذي .......... قد كان يبريء مثله فيما مضى
مات المداوي والمداوى والذي ........... جلب الدواء وباعه ومن اشترى
ومن معانيه : أن هذه الروح التي بين جنبيك تخرج من جسدك فيبقى الجسد بلا روح عند ذلك يكون
الجسد جمادا من الجمادات بعد أن كان حيا قبل لحظات فتتعطل فائدة هذا الجسد مع انه باق على
حاله حتى انه ليحفر له في مكان ضيق من الارض ويهال عليه التراب وهذا دليل على ان الانسان
انسان بروحه لابجسده :
ياخادم الجسم كم تسعى لخدمته ......... أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها ........ فأنت بالروح لابالجسم انسان
ومن معانيه : أنه بحلوله ونزوله ينقطع عمل الإنسان قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا مات ابن آدم
انقطع عمله ......... ) فإذا نزل الموت وحلّ انقطع العمل فلا ينفع الندم على التفريط حينئذ :
والمرء لايصحبه في القب الا عمله
ومن الأشياء التي لايحسن تركها عند ذكر الموت السكرات وهي جمع سكرة وسكرة الموت شدته
وهمه وغشيته وهذه السكرات الشديدة يمر بها كل ميت ولا ينجو منها أحد فإنه قد مر بها أكرم
الخلق على الله محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان يدخل يديه في ماء كان عنده عند موته فيمسح
بهما وجهه ويقول : ( لا إله إلا الله إن للموت لسكرات ) :
لكل امريء من سكرة الموت سكرة ........... وأي امريء من سكرة الموت يفلت
ومن معاني الموت : أنه نقلة من دار الى دار ينقل من محلة الأحياء الى محلة الأموات ومن دار
الدنيا الى دار الآخرة وليس الموت هو آخر المطاف :
فلو أنا إذا متنا تركنا ........... لكان الموت راحة كل حي
ولكن إذا متنا بعثنا ............ ونسأل بعدها عن كل شي
ثن ان الانسان اذا اكثر من ذكر الموت استفاد عدة فوائد :
منها : المسارعة في التوبة والنشاط للعبادة فيكون الانسان في سباق مع الوقت فالعمر قصير
والحساب عسير والخطر المحدق كبير ومن لم يعمل صالحا في دنياه ندم وخسر في أخراه
ومن فوائد ذكر الموت : أنه يورث القناعة إذ الموت نهاية كل حي ففيم الهم والحزن على فوات
شيء من حطام الدنيا وزخرفها :
وما غبطة حي الى الممات يصير
وتقبلوا تحيات نفح الطيب