راصد
26 Nov 2005, 10:42 PM
عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيِّ رَضي اللهُ عَنْهُما أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقال: أَرَأَيْتَ إذَا صَلَّيْتُ الصَّلَواِت الْمكْتُوباتِ، وَصُمْتُ رَمَضانَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلاَلَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ على ذِلكَ شَيْئاً، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ ؟ قال: "نَعَمْ". رواه مسلم
مسجد قيسارية يحول الى خمارة ومطعم شرق أوسطي تقام فيه الحفلات الموسيقية الماجنة ، ويباع فيه تسعون نوعاً من الخمور
قبل قرون عدة وصف الرحالة "ناصري خسرو" المسجد الجامع على شاطىء قيسارية بأنه مسجد جميل يطل المصلي في محرابه الى منظر البحر الجميل , أمّا اليوم فإن الذي يجلس هناك من يريد أن يجمع بين " استمتاعه " بأذواق من الخمور والنظر الى البحر الابيض المتوسط الخلاّب جماله ، ولأنها العين الساهرة على المقدسات فإن مؤسسة مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية تقوم بشكل دوري لتفقد أحوال المقدسات والأوقاف الإسلامية في البلاد ، ولقد كان مسجد قيسارية الجامع – جنوبي حيفا - هو هدف الجولة التفقدية الميدانية الأخيرة.
ذهلت أعين فريق مؤسسة الاقصى عندما شاهدت أن أعمال ترميم واسعة أجريت داخل مسجد قيسارية ليحوّل الى مطعم شرق أوسطي حديث تحت أسم " مطعم هيلنة"- מסעדת הלנה – يضم مطعما وخمارة – بار- يُعرض فيه نحو تسعين نوعا من الخمور للبيع . سلطة تطوير " قيسارية" الاسرائيلية اعتبرت افتتاح هذا المطعم/الخمارة إحدى إنجازاتها العمرانية في قيسارية ، حيث أن المطعم/الخمارة المذكور تم افتتاحه بعد توجه منها الى كل من " أوري برمياس" و"دينيئل زاخ" أصحاب مطعم آخر في مدينة تل أبيب ، واقناعهما لافتتاح هذا المطعم ، وبعد إجراء أعمال بناء وتغيير واسعة داخل غرفتي المسجد استمرت أكثر من عام افتتح هذا المطعم/الخمارة. وقد أعلن عن افتتاح هذا المطعم/الخمارة في عدد من الصحف الإسرائيلية ، كما تم افتتاح موقع خاص للمطعم عبر الشبكة العالمية للمعلومات "الانترنت" ، فيه شرح مستفيض عن المطعم والخمريات التي يقدمها مع التنويه أن في المطعم عرض للأنواع المفضلة من الخمور الإسرائيلية ، واحتواء المطعم على بار فاخر " איכותי " ، ويحتوي موقع المطعم على جدول يبين أنه يباع في البار أكثر من 90 نوعاً من الخمور مع لائحة أسعار ، بالإضافة الى عرض صور عدة للمطعم البار ، تظهر منه صورة مئذنة المسجد ، ومن بين هذه الصور ، صور لأصحاب المطعم وهم يمسكون بأيديكم كاسات الخمر على خلفية مسجد قيسارية ، وقد برزت مئذنة المسجد واضحة للعيان .
في جوف الليل ... ليالي الغناء والخمور في المسجد
وإمعانا في الانتهاك الصارخ لمسجد قيسارية ، ولكي يقوم المطعم/الخمارة بزيادة عدد زبائنه فقد أعلن القائمون عليه أكثر من مرة استضافتهم لحفلات غنائية يُشرب خلالها الخمر ، كاحتفالات "برجولة العالمية " وهي احتفال عالمي يتم من خلاله عرض أجود أنواع الخمور العالمية – والعياذ بالله - ، وعرض المطعم/الخمارة أنه سيتم تناول الخمور بشكل حر دون التقيد بالكمية او دفع ثمن الخمور المحتساة , وغيرها من الاحتفتلات التي تقام داخل المسجد وفي فنائه وتمتد الى ساعات الليل الأخيرة حيث ليالي الهوى والخنى .
مسجد قيسارية : محطات مجد وأنين عذاب
على شاطئ البحر وإلى الجنوب الغربي من مدينة حيفا تشهد مئذنة المسجد الجامع أن قرية قيسارية قرية عربية اسلامية تقع على شاطئ البحر ، بناها الكنعانيون وسموها ( برج ستراتون ) وهي من أقدم المناطق التي سكنها البشر ، ذات موقع أثري،وكان هيرودوس الرومي قد أطلق عليها اسم ( قيصرية) نسبة الى القيصر الروماني ( اوغسطس) .
قام عمرو بن العاص في الفتوحات الاسلامية بحصار قيسارية في جمادي الاولى عام 13 هـ ، ولما توجه الى مصر عهد بحصارها الى يزيد بن أبي سفيان ، فقاتل الروم في قيسارية قتالا شديدا إلا انه اضطر بسبب مرضه عام 18هـ أن يستخلف عليها أخاه معاوية ، بعد ان اخذ موافقة الخليفة عمر بن الخطاب على ذلك . وسار معاوية في جنده حتى نزل في اهل قيسارية ، واستمر القتال حتى تمّ فتحها في شوال من عام 19 هـ بعد ان مضى على حصارها ما يقارب من سبع سنين.
وعند وصل نبأ فتحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كبّر ونادى ان قيسارية فتحت قسرا فكبر المسلمون وكانت آخر ما فتح في بلاد الشام , وظلّت قيسارية في حضن التاريخ الاسلامي الاّ في فترة إحتلال صليبية وسرعان ما حررّها من براثنهم " الظاهر بيبرس" .
عمّرها في آخر لقرن التاسع عشر المسلمون البوسنيون الهاربون من البطش النمساوي في البلقان ، وبنوا فيها مسجدا داخل القرية ، وفي عام 1918 سقطت قيسارية بيد الاحتلال البريطاني ، وفي عام النكبة الفلسطينية أشرف الضابط اسحاق رابين –رئيس الوزراء الأسبق – على ترحيل سكانها وتفريغ القرية من اهلها ودمرت المنازل في معظمها ، اما الآثار العريقة الاسلامية فهدمت أو شُوهت ، اما المسجد داخل القرية فقد حول الى مكتب هندسة لشركة تطوير ، والمصليات الصغيرة حولت الى مراحيض عامة .
امّا المسجد الجامع على شاطىء البحر فقد حوّل قسم منه الى مخزن والآخر الى متحف وصالة عرض ، وافتتح فيه لبعض الوقت مطعم باسم " مطعم تشارلي" ، ومر 45 عام ولم يسمع صوت المؤذن ولم تقم الصلاة الى ان نظمت مؤسسة الأقصى في 7/1/1993 صلاة جمعة هي الاولى بعد النكبة وقام شيخ الاوقاف وشيخ الأقصى يومها يخاطب الأمجاد ويتمسك بتلاببيب الامل المشرق , وفي نفس الوقت يلقي الضوء على واقع المقدسات الاسلامية في البلاد فيقول :" هذه السياسة العنصرية التي بدأت المؤسسة الإسرائيلية تنفيذها كجزء لا يتجزأ من نكبة فلسطين ، فعلى اثر نكبة فلسطين عام 1948 ، قامت المؤسسة الإسرائيلية بإزالة أكثر من 1200 مسجد عن الوجود وعل أثرها أيضا قامت المؤسسة الإسرائيلية بانتهاك حرمة ما تبقى من المساجد والمصليات والمقابر ، حيث حوّلت ما تبقى من مساجدنا التي بنيت قبل عام 1948 الى مطاعم وخمارات ومتاحف وكنس وحظائر لتربية المواشي ، وقامت بجرف آلاف المقابر التي أقيمت قبل عام 1948 ، وبنيت على أنقاض عظام موتانا الفنادق والأحياء السكنية وشقت الشوارع وأقامت المنتزهات العامة ، ولم تتردد بتحويل المصليات الى كنس يهودية ، و الأنكى من كل ذلك أن هذه السياسة التي تفوح بنتن الاضطهاد الديني مازالت تمارس ضد مقدساتنا عامة حتى هذه اللحظة " ،كلمات شيخ الاوقاف والمقدسات تجسد مشهد حي ، للواقع المؤلم لمسجد قيسارية , الماكتبات والمراسلات من قبل " مؤسسة الاقصى " للجهات الرسمية الاسرائيلية لرفع اليد عن مسجد قيسارية لم تلق آذانا ضاغية وراوحت بين التأجيل والمماطلة , ولكن يظل الأمل يحدونا بأنّ عذابات مسجد قيسارية يوما ستنتهي ويرفع الأذان مجددا وما ذلك على الله بعزيز.
المصدر
مؤسسة الاقصى لاعمار المقدسات الاسلامية
مسجد قيسارية يحول الى خمارة ومطعم شرق أوسطي تقام فيه الحفلات الموسيقية الماجنة ، ويباع فيه تسعون نوعاً من الخمور
قبل قرون عدة وصف الرحالة "ناصري خسرو" المسجد الجامع على شاطىء قيسارية بأنه مسجد جميل يطل المصلي في محرابه الى منظر البحر الجميل , أمّا اليوم فإن الذي يجلس هناك من يريد أن يجمع بين " استمتاعه " بأذواق من الخمور والنظر الى البحر الابيض المتوسط الخلاّب جماله ، ولأنها العين الساهرة على المقدسات فإن مؤسسة مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية تقوم بشكل دوري لتفقد أحوال المقدسات والأوقاف الإسلامية في البلاد ، ولقد كان مسجد قيسارية الجامع – جنوبي حيفا - هو هدف الجولة التفقدية الميدانية الأخيرة.
ذهلت أعين فريق مؤسسة الاقصى عندما شاهدت أن أعمال ترميم واسعة أجريت داخل مسجد قيسارية ليحوّل الى مطعم شرق أوسطي حديث تحت أسم " مطعم هيلنة"- מסעדת הלנה – يضم مطعما وخمارة – بار- يُعرض فيه نحو تسعين نوعا من الخمور للبيع . سلطة تطوير " قيسارية" الاسرائيلية اعتبرت افتتاح هذا المطعم/الخمارة إحدى إنجازاتها العمرانية في قيسارية ، حيث أن المطعم/الخمارة المذكور تم افتتاحه بعد توجه منها الى كل من " أوري برمياس" و"دينيئل زاخ" أصحاب مطعم آخر في مدينة تل أبيب ، واقناعهما لافتتاح هذا المطعم ، وبعد إجراء أعمال بناء وتغيير واسعة داخل غرفتي المسجد استمرت أكثر من عام افتتح هذا المطعم/الخمارة. وقد أعلن عن افتتاح هذا المطعم/الخمارة في عدد من الصحف الإسرائيلية ، كما تم افتتاح موقع خاص للمطعم عبر الشبكة العالمية للمعلومات "الانترنت" ، فيه شرح مستفيض عن المطعم والخمريات التي يقدمها مع التنويه أن في المطعم عرض للأنواع المفضلة من الخمور الإسرائيلية ، واحتواء المطعم على بار فاخر " איכותי " ، ويحتوي موقع المطعم على جدول يبين أنه يباع في البار أكثر من 90 نوعاً من الخمور مع لائحة أسعار ، بالإضافة الى عرض صور عدة للمطعم البار ، تظهر منه صورة مئذنة المسجد ، ومن بين هذه الصور ، صور لأصحاب المطعم وهم يمسكون بأيديكم كاسات الخمر على خلفية مسجد قيسارية ، وقد برزت مئذنة المسجد واضحة للعيان .
في جوف الليل ... ليالي الغناء والخمور في المسجد
وإمعانا في الانتهاك الصارخ لمسجد قيسارية ، ولكي يقوم المطعم/الخمارة بزيادة عدد زبائنه فقد أعلن القائمون عليه أكثر من مرة استضافتهم لحفلات غنائية يُشرب خلالها الخمر ، كاحتفالات "برجولة العالمية " وهي احتفال عالمي يتم من خلاله عرض أجود أنواع الخمور العالمية – والعياذ بالله - ، وعرض المطعم/الخمارة أنه سيتم تناول الخمور بشكل حر دون التقيد بالكمية او دفع ثمن الخمور المحتساة , وغيرها من الاحتفتلات التي تقام داخل المسجد وفي فنائه وتمتد الى ساعات الليل الأخيرة حيث ليالي الهوى والخنى .
مسجد قيسارية : محطات مجد وأنين عذاب
على شاطئ البحر وإلى الجنوب الغربي من مدينة حيفا تشهد مئذنة المسجد الجامع أن قرية قيسارية قرية عربية اسلامية تقع على شاطئ البحر ، بناها الكنعانيون وسموها ( برج ستراتون ) وهي من أقدم المناطق التي سكنها البشر ، ذات موقع أثري،وكان هيرودوس الرومي قد أطلق عليها اسم ( قيصرية) نسبة الى القيصر الروماني ( اوغسطس) .
قام عمرو بن العاص في الفتوحات الاسلامية بحصار قيسارية في جمادي الاولى عام 13 هـ ، ولما توجه الى مصر عهد بحصارها الى يزيد بن أبي سفيان ، فقاتل الروم في قيسارية قتالا شديدا إلا انه اضطر بسبب مرضه عام 18هـ أن يستخلف عليها أخاه معاوية ، بعد ان اخذ موافقة الخليفة عمر بن الخطاب على ذلك . وسار معاوية في جنده حتى نزل في اهل قيسارية ، واستمر القتال حتى تمّ فتحها في شوال من عام 19 هـ بعد ان مضى على حصارها ما يقارب من سبع سنين.
وعند وصل نبأ فتحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كبّر ونادى ان قيسارية فتحت قسرا فكبر المسلمون وكانت آخر ما فتح في بلاد الشام , وظلّت قيسارية في حضن التاريخ الاسلامي الاّ في فترة إحتلال صليبية وسرعان ما حررّها من براثنهم " الظاهر بيبرس" .
عمّرها في آخر لقرن التاسع عشر المسلمون البوسنيون الهاربون من البطش النمساوي في البلقان ، وبنوا فيها مسجدا داخل القرية ، وفي عام 1918 سقطت قيسارية بيد الاحتلال البريطاني ، وفي عام النكبة الفلسطينية أشرف الضابط اسحاق رابين –رئيس الوزراء الأسبق – على ترحيل سكانها وتفريغ القرية من اهلها ودمرت المنازل في معظمها ، اما الآثار العريقة الاسلامية فهدمت أو شُوهت ، اما المسجد داخل القرية فقد حول الى مكتب هندسة لشركة تطوير ، والمصليات الصغيرة حولت الى مراحيض عامة .
امّا المسجد الجامع على شاطىء البحر فقد حوّل قسم منه الى مخزن والآخر الى متحف وصالة عرض ، وافتتح فيه لبعض الوقت مطعم باسم " مطعم تشارلي" ، ومر 45 عام ولم يسمع صوت المؤذن ولم تقم الصلاة الى ان نظمت مؤسسة الأقصى في 7/1/1993 صلاة جمعة هي الاولى بعد النكبة وقام شيخ الاوقاف وشيخ الأقصى يومها يخاطب الأمجاد ويتمسك بتلاببيب الامل المشرق , وفي نفس الوقت يلقي الضوء على واقع المقدسات الاسلامية في البلاد فيقول :" هذه السياسة العنصرية التي بدأت المؤسسة الإسرائيلية تنفيذها كجزء لا يتجزأ من نكبة فلسطين ، فعلى اثر نكبة فلسطين عام 1948 ، قامت المؤسسة الإسرائيلية بإزالة أكثر من 1200 مسجد عن الوجود وعل أثرها أيضا قامت المؤسسة الإسرائيلية بانتهاك حرمة ما تبقى من المساجد والمصليات والمقابر ، حيث حوّلت ما تبقى من مساجدنا التي بنيت قبل عام 1948 الى مطاعم وخمارات ومتاحف وكنس وحظائر لتربية المواشي ، وقامت بجرف آلاف المقابر التي أقيمت قبل عام 1948 ، وبنيت على أنقاض عظام موتانا الفنادق والأحياء السكنية وشقت الشوارع وأقامت المنتزهات العامة ، ولم تتردد بتحويل المصليات الى كنس يهودية ، و الأنكى من كل ذلك أن هذه السياسة التي تفوح بنتن الاضطهاد الديني مازالت تمارس ضد مقدساتنا عامة حتى هذه اللحظة " ،كلمات شيخ الاوقاف والمقدسات تجسد مشهد حي ، للواقع المؤلم لمسجد قيسارية , الماكتبات والمراسلات من قبل " مؤسسة الاقصى " للجهات الرسمية الاسرائيلية لرفع اليد عن مسجد قيسارية لم تلق آذانا ضاغية وراوحت بين التأجيل والمماطلة , ولكن يظل الأمل يحدونا بأنّ عذابات مسجد قيسارية يوما ستنتهي ويرفع الأذان مجددا وما ذلك على الله بعزيز.
المصدر
مؤسسة الاقصى لاعمار المقدسات الاسلامية