المطالب
02 Dec 2005, 02:51 PM
احبتي:
لكل طقوسه، وكما استشهد الصديق الاستاذ فريديس بشطر بيت من الشعر لابي الطيب( لكل امريء من دهره ما تعودا) ، وتختلف الطقوس التي نمارسها لنفس الشيء، بيننا كبشر، الا اننا نتفق على النتيجة ، فكلنا نشرب القهوة، ونستمتع بها كونها ليست غذاءا، الا ان طقوس تناولنا لها، تختلف، باختلاف نظرتنا لها، وتستطيع ان تميز محترف القهوة عن غيره، من خلال طقوسه تلك.
اتذكر صديقا، مغرم بالقهوة الى درجة كبيرة، فيقوم بشراءها خضراء من السوق، وتحميصها منزليا، مع قليل من حب الهال، وخلطات سرية اخرى، ثم ينقلها الى المطحنة، ليقوموا هناك بتنعيمها بدرجة معينة، اما نسبة السكر الى القهوة، والماء، فذلك ما يسميه، سر المهنة.
وعندما تزوره، تجده يتعامل معك باحترافية اللبنانيين، فتجد الفنجان الصيني الابيض، المؤطر بالاطار الذهبي اللامع، اما القهوة بدون وجه، كما يطلق عليها ، فتقل في عينه الى درجة اشعر فيها بالخجل من هذا البروتوكول، مثل شعوره بالخجل مني، وانا اتلفت ببلاهة، فيما بينه، وبين النادل،اما كوب الماء البارد، المرافق للفنجان، البللوري المظهر، فهو، ربما يعتبره صديقي جزء لا يتجزأ من القهوة...
بالنسبة لي، ففنجان القهوة، يمر بمراحل استمتاع مختلفة تبدأ من التقاطه من يد النادل، ان هو قدمه لي مباشرة، والرشفة الاولى، متعة، لا تعادلها متعة، يكفيك منه رائحة البن النفاذة، ونظرته الجميلة، وانت ترى زباد القهوة، يطوف ارجاء سطح الفنجان، والابخرة المتصاعدة منه، كما زوبعة صغيرة، تمور بالروائح الزكية، وانت ترى هذا السطح، شبيها، بوجه الارض من سطح القمر، الا اللون .. فالاستدارة هي الاستدارة، والعواصف هي العواصف، والحياة هي الحياة، والاطلالة هي الاطلالة.
الى وقت قريب، لم اكن احترف احتساء البن، مثلما انا عليه الان، اما وقد، ادمنت هذا الفنجان، فلا بد لي من تهيئة ظروف احتساءة، لتكون متعة احتساؤه، تكمن في طقوسه، وجلعود، ليس من اولئك المنعمين، الذين يتصبحون بمنظر الوردة، ويتمسون بها، فيراها قرب سريرة، وعلى مائدة الافطار، و في الممر بين المنزل والسيارة، وعلى مكتب العمل، الا انه يتمنى، لو كان يمارس طقوس احتساء القهوة، على مرتفعات الالب، او، على الاقل، كرسي صغير، في حديقة منزل ريفي ، في بلدة لا تعرف الغبار... البارحة، القريبة، كنت محتاجا لتناول القهوة مع اي احد، فلم استطع، فكلهم مرتبطون بزواجات، الا ارم سترونق، شربت فنجاني، وهو على الطرف الاخر من الخط، نتبادل اخبار استعدادته لرحلته المقبلة ، الى باريس.
زميلي، ارم استرونق، كان يسأل استاذي فريديس في احدى المشاركات: هل جربت القهوة بدون كافيين ؟ فوجئت ان هناك قهوة بدون كافيين، انا لا اعرف ذلك، لكنني سكتّ، وساجربها، واخبركم.لكني اظن انها كالجو لدينا بلا غبار، كيف نستمتع به !!
لكل طقوسه، وكما استشهد الصديق الاستاذ فريديس بشطر بيت من الشعر لابي الطيب( لكل امريء من دهره ما تعودا) ، وتختلف الطقوس التي نمارسها لنفس الشيء، بيننا كبشر، الا اننا نتفق على النتيجة ، فكلنا نشرب القهوة، ونستمتع بها كونها ليست غذاءا، الا ان طقوس تناولنا لها، تختلف، باختلاف نظرتنا لها، وتستطيع ان تميز محترف القهوة عن غيره، من خلال طقوسه تلك.
اتذكر صديقا، مغرم بالقهوة الى درجة كبيرة، فيقوم بشراءها خضراء من السوق، وتحميصها منزليا، مع قليل من حب الهال، وخلطات سرية اخرى، ثم ينقلها الى المطحنة، ليقوموا هناك بتنعيمها بدرجة معينة، اما نسبة السكر الى القهوة، والماء، فذلك ما يسميه، سر المهنة.
وعندما تزوره، تجده يتعامل معك باحترافية اللبنانيين، فتجد الفنجان الصيني الابيض، المؤطر بالاطار الذهبي اللامع، اما القهوة بدون وجه، كما يطلق عليها ، فتقل في عينه الى درجة اشعر فيها بالخجل من هذا البروتوكول، مثل شعوره بالخجل مني، وانا اتلفت ببلاهة، فيما بينه، وبين النادل،اما كوب الماء البارد، المرافق للفنجان، البللوري المظهر، فهو، ربما يعتبره صديقي جزء لا يتجزأ من القهوة...
بالنسبة لي، ففنجان القهوة، يمر بمراحل استمتاع مختلفة تبدأ من التقاطه من يد النادل، ان هو قدمه لي مباشرة، والرشفة الاولى، متعة، لا تعادلها متعة، يكفيك منه رائحة البن النفاذة، ونظرته الجميلة، وانت ترى زباد القهوة، يطوف ارجاء سطح الفنجان، والابخرة المتصاعدة منه، كما زوبعة صغيرة، تمور بالروائح الزكية، وانت ترى هذا السطح، شبيها، بوجه الارض من سطح القمر، الا اللون .. فالاستدارة هي الاستدارة، والعواصف هي العواصف، والحياة هي الحياة، والاطلالة هي الاطلالة.
الى وقت قريب، لم اكن احترف احتساء البن، مثلما انا عليه الان، اما وقد، ادمنت هذا الفنجان، فلا بد لي من تهيئة ظروف احتساءة، لتكون متعة احتساؤه، تكمن في طقوسه، وجلعود، ليس من اولئك المنعمين، الذين يتصبحون بمنظر الوردة، ويتمسون بها، فيراها قرب سريرة، وعلى مائدة الافطار، و في الممر بين المنزل والسيارة، وعلى مكتب العمل، الا انه يتمنى، لو كان يمارس طقوس احتساء القهوة، على مرتفعات الالب، او، على الاقل، كرسي صغير، في حديقة منزل ريفي ، في بلدة لا تعرف الغبار... البارحة، القريبة، كنت محتاجا لتناول القهوة مع اي احد، فلم استطع، فكلهم مرتبطون بزواجات، الا ارم سترونق، شربت فنجاني، وهو على الطرف الاخر من الخط، نتبادل اخبار استعدادته لرحلته المقبلة ، الى باريس.
زميلي، ارم استرونق، كان يسأل استاذي فريديس في احدى المشاركات: هل جربت القهوة بدون كافيين ؟ فوجئت ان هناك قهوة بدون كافيين، انا لا اعرف ذلك، لكنني سكتّ، وساجربها، واخبركم.لكني اظن انها كالجو لدينا بلا غبار، كيف نستمتع به !!