المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عايض القرني في قصيدة مؤثرة يعتزل الحياة العامة !!



الراشد
04 Dec 2005, 06:22 AM
يا أرضَ بالقرن ما زلنـا محبينـا
لا البعدُ ينسي ولا الأعـذارُ تثنينـا

فسائلي الغيمَ كم أسقـى معاطفَنـا
وسائلي البرقَ كم أحيـا مغانينـا

لي فيكِ يا دوحةَ الأمجـادِ ملحمـةٌ
محفورةٌ فـي كتـابٍ مـن ليالينـا

يوم الصبا كقميصِ الخـزِ ألبسُـه
والروضُ اخضرُ مملـوءٌ رياحينـا

والرملُ لوحي وأقلامي غصونُ ندا
والربعُ يمطـرهُ القمـريْ تلاحينـا

يا ارضَ بالقرن لو فتشتِ في خَلَدي
وجـدتِ فيـه أخاديـدًا وتأبيـنـا

جرحٌ من الحبِ يا بالقرن ما اندملتْ
أطرافُـهُ بـاتَ يُقصينـا ويُدنينـا

قد زرتُ بعدكِ يا بالقرن كلَّ حمـى
وطرتُ في الجو حتى جئتُ برلينـا

فما رضيتُ سواكم في الهوى بـدلاً
لأننـي عاشـقٌ دنيـاك والديـنـا

رأيتُ باريسَ فـي جلبـابِ راهبـةٍ
شمطاءَ قد بلغتْ في العمرِ سبعينـا

وأنتِ في ريَعَـان العمـرِ زاهيـةٌ
في ميعةِ الحسن إشراقـاً وتكوينـا

أتيتُ واشنطنًـا لا طـاب مربعُهـا
رأيتُ ساحتَها في الضيـقِ سجِّينـا

فلا نسيـمَ كأرضـي إذ يُصبِّحنـا
ولا ندى الطلِ في الوادي يمسِّينـا

ارضُ السنابلِ لا ارضَ القنابلِ يـا
سِحْرَ الوجودِ ويا حـرزَ المحبينـا

يا روضةً طالما هـزَّتْ معاطفَهـا
كأنـهـا بتباشـيـرٍ تحيـيـنـا

وربوةٍ كم درجنـا فـي ملاعبهـا
عهدُ الطفولة يزهـو مـن أمانينـا

والأربعون علـى خـدي مروِّعـةٌ
يا ليت أني أهادي سـنَّ عشرينـا

والغبنُ يكتب في أضلاعنـا خطبًـا
مـدربُ القلـف يعطينـا تمارينـا

يقتاتُ من لحمنا غصْبًـا ويجلُدنـا
ويستقـي دَمَنـا زورًا ويظميـنـا

وإن نظَمْنا بيوتَ الشعـرِ نمدحـه
يظـل بالشَّعَـر المفتـولِ يلوينـا

إذا اقترحنـا علـى أيامنـا طلبًـا
ذقنا المنايا التـي تطـوي أمانينـا

آهٍ على قهـوةٍ سمـراءَ نشربُهـا
في غرفةٍ من ضميمِ الطيِن تؤوينـا

سِجادُها بحصيـرِ النخـلِ ننسجـه
وريشُها بنقـي الصـوفِ يدفينـا

بعنـا الهمـومَ بدنيانـا صيارفـةً
لسنـا جبـاةً ومـا كنـا مرابينـا

لم ندّخِرْ قوتَنـا بخـلاً ليـومِ غـدٍ
لكل يـومٍ طعـامٌ سـوف يأتينـا

ونملأُ الضيـفَ ترحابًـا لننسيَـهُ
ما غابَ من أهله عنـه ويُنسينـا

أمام غرفتِنا يجـري الغديـرُ علـى
صـوتِ الحمـامِ بأبيـاتٍ يُغنينـا

قلوبُ أصحابِنـا طُهْـرٌ وسيرتُهـم
مثلُ الزلالِ الذي في القيظِ يروينـا

أيـامَ لا كدلـكٍ يعـوي بحارتنـا
ولا البواري تـدوّي فـي نوادينـا

واليـومَ أموالُنـا باتـتْ تؤرقُنـا
همًـا وأولادُنـا بالغـمِّ تؤذيـنـا

إذا رفعـنـا بـآيـاتٍ عقيرتَـنـا
قالوا: غلوٌ وهـذا خالـفَ الدينـا

وإن همسنا بحـبٍّ فـي مجالِسنـا
قالـوا: يدبـر أعمـالاً لترديـنـا

وإن لبسنا بشوتًا عرَّضـوا سفهًـا
بأننـا نزدهـي فيهـا مرائيـنـا

وإن تقشَّـف منـا صــادقٌ ورِعٌ
قالوا: يخادِعُنـا عمْـدًا ويغوينـا

إذا صمتنا اقضَّ الصمتُ مضجعَهـم
وإن نطقنا شربنـا كأسَنـا طينـا

إذا أجبْنا علـى الجـوالِ أمطَرَنـا
بالسبِّ مَنْ كـان نغليـه ويغلينـا

وإن أبينـا أتتنـا مـن رسائـلـه
مثل السعيرِ على الرمضاء تشوينـا

قلنا لهـم هـذه الأشيـاءُ حلَّلَهـا
أبو حنيفـة بـل سُقنـا البراهينـا

قالوا: خرقتَ لنا الإجماعَ في شُبَـهٍ
مِن رأيِك الفـجِّ بالنكـراءِ تأتينـا

وإن ضحكنـا أضافونـا بسخريـة
صفـراءَ تملؤنـا غبنًـا وتذوينـا

وإن بكينـا لظلـوا شامتيـن بنـا
كأنهم وحدَهُـم صـاروا موازينـا

تفـردوا بخطايـانـا وأشغلَـهُـم
عن ذكرِ سُوئِهُمُ المُرْدي مساوينـا

ويفرحـون إذا زل النعـال بـنـا
ويهزؤون بمـن يـروي معالينـا

ولا يـرون سـوى أغلاطِنـا أبـدًا
فنقدُهُمْ صارَ فـي أهوائهـم دينـا

وشتْمُهُمْ هو محضُ النصحِ عندهـمُ
وردُّنـا هـو زورٌ مـن مغاوينـا

لحومُهُـم عندنـا مسمومـةٌ أبـدًا
ولحمُنا صارَ تحت النقـدِ سردينـا

فنحـن عنـد الحداثييـن قافـلـةٌ
من الخوارج نقفـو النهـجَ تالينـا

أما الغـلاةُ فإنـا عنـد شيخهمـو
لسنا ثقـاتٍ ومـا كنـا موامينـا

ونحن في شرعِـهِ خُنَّـا عقيدتَنـا
مـن بائعيـن مبادينـا وشارينـا

حتى السياسي مرتابٌ ولو حلفـتْ
لنـا ملائكـةٌ جــاءوا مزكيـنـا

كم مولَعٍ بخلافـي لـو أقـولُ لـه
هذا النهارُ لقـالَ الليـلُ يضوينـا

إذا طلبنـا جليـسًـا لا يوافقُـنـا
واديه ليس علـى قـربٍ بوادينـا

فتاجـرٌ لاهـثٌ ألهتْـهُ ثـروتُـه
عبدَ الدراهمِ قد عـادى المساكينـا

وجاهلٌ كافرٌ بالحرفِ مـا بصُـرَت
عينـاه سِفْـرًا ومـا أمَّ الدواوينـا

ومعْجَـبٌ صَلِـفٌ زاهٍ بمنصـبـه
تواضعٌ منـه فضـلاً أن يماشينـا

فالآن حلَّ لنا هجرُ الجميـعِ وفـي
لـزومِ منزِلِنـا غُنْـمٌ يواسيـنـا

نصاحبُ الكُتُبَ الصفـراءَ نلْثِمُهـا
نشكو لها صخَبَ الدنيـا فتشكينـا

تضمُّنا من لهيبِ الهجـرِ تمطِرُنـا
بالحبِّ تُضحِكُنـا طـورًا وتُبْكينـا

ما في الخيامِ أخو وجـدٍ نطارِحُـه
حديـثَ نجـدٍ ولا خـلٌ يصافينـا

فالزمْ فديتُـك بيتًـا أنـتَ تسكُنُـه
واصمتْ فكلُّ البرايا أصبحوا عينـا

شكرًا لكم أيها الأعـداءُ فابتهجـوا
صارت عداوتُكُـم تينًـا وزيتونـا

علَّمتمونا طِلابَ المجـدِ فانطلقـتْ
بنـا المطامـحُ تهدينـا وتعلينـا

جزاكم اللهُ خيرًا إذْ بكـم صلحـت
أخطاؤنا واستَفَقْنا مـن معاصينـا

دلَلْتُمونـا علـى زلاتِنـا كـرمًـا
وغيرُكُـم بِسُكـارِ المـدحِ يُعمينـا

فسامِحونـا إذا سالـتْ مدامعُـنـا
من لذعِ أسياطِكُم كنتـم مصيبينـا

تجاوزوا عن زفيرٍ مـن جوانِحنـا
حلمًا على زفـراتٍ فـي حواشينـا

ثنـاءُ أحبابِنـا قـد عـاقَ همتَنـا
ولـومُ حسادِنـا أذكـى مواضينـا

ماذا لقينا مـن الدنيـا وعشرتِهـا
عشاقُها نحنُ وهي الدهـرَ تقلينـا

على مصائبهـا ناحـتْ مواجعُنـا
ومـن نكائدِهـا ذابـتْ مآقيـنـا

تغتالُنـا بدواهيـهـا وتنحـرُنـا
صارتْ مخالبُهـا فينـا سكاكينـا

والآن في البيتِ لا خِلٌّ نُسَـرُّ بـه
إلا الكتـابُ يناجينـا ويشجيـنـا

الباحث عن الحق
04 Dec 2005, 04:00 PM
ننتظر قرار الشيخ جزاه الله خيرا إذا انتهت عزلته ، ونقول له.......... لاااااااتحزن .

الملهم
04 Dec 2005, 04:16 PM
جزاك الله خير

أكثروا من ذكر هادم الذات

رفحاوي
04 Dec 2005, 04:50 PM
سمعت الخبر اليوم وصُدمت به ...

نحن بحاجة الى الشيخ عايض وامثاله في هذا الزمن الرمادي ...

جزاه الله خيرا واياك السليلوز ...

العزام
05 Dec 2005, 02:18 AM
فعلااا صدمه للجميع.....!!



ما في الخيامِ أخو وجـدٍ نطارِحُـه
حديـثَ نجـدٍ ولا خـلٌ يصافينـا

فالزمْ فديتُـك بيتًـا أنـتَ تسكُنُـه
واصمتْ فكلُّ البرايا أصبحوا عينا

شكرًا لكم أيها الأعـداءُ فابتهجـوا
صارت عداوتُكُـم تينًـا وزيتونـا


ومشكور اخوووي

هاجس
07 Dec 2005, 10:46 PM
ماالومه ...........هو محتاج لسكينه والراحه

والله يرجعه لنا بالسلامه

بس القصيده خيااااااااااااااااااااااال

الدب الداشر
08 Dec 2005, 12:57 AM
مثل ما قال الباحث عن الحققققققققققققق


وشكراً لك سيلوو