قلم
19 Dec 2005, 11:44 PM
عندما تتبغدد الليبرالية!
--------------------------------------------------------------------------------
قبل سنوات، كنت أكتب في مجلة كويتية جريئة ومثيرة، اسمها "الحدث". بعد إحدى المقالات التي نشرتها لي اتصل بي رئيس التحرير الأستاذ "ماضي الخميس" ليقول لي مازحاً، وصادقاً في نفس الوقت: "يا بختك يا عم.. وزارة الإعلام حوّلتك إلى النيابة، والنيابة حوّلتك إلى المحكمة، وذلك بتهمة خدش الحياء العام"!
ولا أدري ما الذي فعلته وقتها لـ"الحياء العام" حتى يغضب مني؟!!
ولم أذهب للمحكمة، بل ذهب محامي المجلة نيابة عني وعن آخرين غيري، ولا أعرف كيف انتهى الحكم وقتها... الذي أعرفه أنني بعد عدة أشهر كنت مدعواً إلى أحد مهرجانات الكويت الرائعة.. ولم أُوقف على الحدود، ولم يتم تفتيشي بحثاً عن كلمة أو مقالة مهربة!
أتذكر - فقط - ابتسامة موظف المنفذ الحدودي، وهو يقول لي بلهجة كويتية محببة: "هلا والله بأهلنا".
الذي أريد أن أقوله لكم - بعد هذه المقدمة الطويلة - أن الكويت بلد رائع وحر وبهي..
وصحافته كانت الملجأ للكثير من المبدعين العرب.. ومحاكمه كانت نزيهة وطيبة: إن عاقبتك، فهي تعاقبك مع وقف التنفيذ!
بلد يحترم إنسانية الإنسان، ويتحمل الاختلاف مهما كان لونه واتجاهه.
ومع هذا، فهذا البلد الرائع لم يعجب الدكتور "أحمد البغدادي"، فقبل أشهر وضع إعلاناً يطلب فيه من أي دولة أوروبية منحه اللجوء السياسي (مع إعفائهم من تحمل تكاليف إقامته ومعيشته!) لأن أحدهم اشتكى عليه، وحوّله إلى المحكمة، لم تعد الكويت - بزعمه - تتحمل الاختلاف، ولا تمنحه حريّة التعبير!
الغريب والعجيب لدى هذا "الليبرالي" العتيد، أنه قبل أيام ناقض كل ما كان يؤمن به من "مبادئ" وفعل ما لم يقبل أن يفعله الآخرون معه، عندما تقدّم بشكوى ضد صحيفة "الوطن" الكويتية، ورئيس تحريرها، وأحد كتابها.. وتم تحويلهم إلى المحكمة لمحاكمتهم على إثر هذه الشكوى.
أين (حرية التعبير مكفولة للجميع).. يا دكتور؟
أين (احترام الاختلاف.. والرأي والرأي الآخر)؟
هل التهجم على النبي - عليه أفضل الصلاة والسلام - حلال، واختلاف يجب احترامه والمطالبة بتدريس الموسيقى بدلاً من القرآن الكريم، حلال، ويدخل ضمن حريّة التعبير؟.. أما التهجم على "أحمد البغدادي" فهو حرام.. ويؤدي بصاحبه إلى النار..
أو إلى المحكمة؟!... أم إن "حرية التعبير" لها الحق أن تشكك بالثوابت، وليس لها أي حق بلمس شعرة من رأس "د. أحمد البغدادي"!
ألم تسمع بهذا البيت، يا دكتور: "لا تنه عن خلق وتأتي مثله... عار عليك إذا فعلت عظيم"... عار عليك يا دكتور!
نسيت أن أقول لكم إن رئيس تحرير "الوطن" الكويتية الذي تم تحويله إلى المحكمة..
هو أحد أفراد الأسرة الحاكمة "الصباح"...
وهذه والله لن تجد لها مثيلا ً في وطننا العربي من محيطه الى خليجه .. لانه من المحيط الى الخليج يكفي أن يكون " رئيس التحرير " أبن خالة عمّة جدّة خال أحد النافذين بمؤسسة الحكم ليمنحه هذا حصانة أبدية ضد أي شكوى !!
ألم أقل لكم: إن "الكويت" بلد رائع وحر وبهي.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-12-17/writers/writers10.htm
- محمد الرطيان -
* ما كُتب بالاحمر : تم حذفه .
--------------------------------------------------------------------------------
قبل سنوات، كنت أكتب في مجلة كويتية جريئة ومثيرة، اسمها "الحدث". بعد إحدى المقالات التي نشرتها لي اتصل بي رئيس التحرير الأستاذ "ماضي الخميس" ليقول لي مازحاً، وصادقاً في نفس الوقت: "يا بختك يا عم.. وزارة الإعلام حوّلتك إلى النيابة، والنيابة حوّلتك إلى المحكمة، وذلك بتهمة خدش الحياء العام"!
ولا أدري ما الذي فعلته وقتها لـ"الحياء العام" حتى يغضب مني؟!!
ولم أذهب للمحكمة، بل ذهب محامي المجلة نيابة عني وعن آخرين غيري، ولا أعرف كيف انتهى الحكم وقتها... الذي أعرفه أنني بعد عدة أشهر كنت مدعواً إلى أحد مهرجانات الكويت الرائعة.. ولم أُوقف على الحدود، ولم يتم تفتيشي بحثاً عن كلمة أو مقالة مهربة!
أتذكر - فقط - ابتسامة موظف المنفذ الحدودي، وهو يقول لي بلهجة كويتية محببة: "هلا والله بأهلنا".
الذي أريد أن أقوله لكم - بعد هذه المقدمة الطويلة - أن الكويت بلد رائع وحر وبهي..
وصحافته كانت الملجأ للكثير من المبدعين العرب.. ومحاكمه كانت نزيهة وطيبة: إن عاقبتك، فهي تعاقبك مع وقف التنفيذ!
بلد يحترم إنسانية الإنسان، ويتحمل الاختلاف مهما كان لونه واتجاهه.
ومع هذا، فهذا البلد الرائع لم يعجب الدكتور "أحمد البغدادي"، فقبل أشهر وضع إعلاناً يطلب فيه من أي دولة أوروبية منحه اللجوء السياسي (مع إعفائهم من تحمل تكاليف إقامته ومعيشته!) لأن أحدهم اشتكى عليه، وحوّله إلى المحكمة، لم تعد الكويت - بزعمه - تتحمل الاختلاف، ولا تمنحه حريّة التعبير!
الغريب والعجيب لدى هذا "الليبرالي" العتيد، أنه قبل أيام ناقض كل ما كان يؤمن به من "مبادئ" وفعل ما لم يقبل أن يفعله الآخرون معه، عندما تقدّم بشكوى ضد صحيفة "الوطن" الكويتية، ورئيس تحريرها، وأحد كتابها.. وتم تحويلهم إلى المحكمة لمحاكمتهم على إثر هذه الشكوى.
أين (حرية التعبير مكفولة للجميع).. يا دكتور؟
أين (احترام الاختلاف.. والرأي والرأي الآخر)؟
هل التهجم على النبي - عليه أفضل الصلاة والسلام - حلال، واختلاف يجب احترامه والمطالبة بتدريس الموسيقى بدلاً من القرآن الكريم، حلال، ويدخل ضمن حريّة التعبير؟.. أما التهجم على "أحمد البغدادي" فهو حرام.. ويؤدي بصاحبه إلى النار..
أو إلى المحكمة؟!... أم إن "حرية التعبير" لها الحق أن تشكك بالثوابت، وليس لها أي حق بلمس شعرة من رأس "د. أحمد البغدادي"!
ألم تسمع بهذا البيت، يا دكتور: "لا تنه عن خلق وتأتي مثله... عار عليك إذا فعلت عظيم"... عار عليك يا دكتور!
نسيت أن أقول لكم إن رئيس تحرير "الوطن" الكويتية الذي تم تحويله إلى المحكمة..
هو أحد أفراد الأسرة الحاكمة "الصباح"...
وهذه والله لن تجد لها مثيلا ً في وطننا العربي من محيطه الى خليجه .. لانه من المحيط الى الخليج يكفي أن يكون " رئيس التحرير " أبن خالة عمّة جدّة خال أحد النافذين بمؤسسة الحكم ليمنحه هذا حصانة أبدية ضد أي شكوى !!
ألم أقل لكم: إن "الكويت" بلد رائع وحر وبهي.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-12-17/writers/writers10.htm
- محمد الرطيان -
* ما كُتب بالاحمر : تم حذفه .