مراقب
22 Dec 2005, 10:09 AM
.
.
.
.
الأخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سبق لنا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة التعرّف على أحد الأخطاء في أدب المحادثة والمجالسة ألا و هو ( الـثـرثـرة ) ..
و هانحن في هذه الحلقة نواصل عرض بعض الأخطاء من كتاب الشيخ الدكتور / محمد إبراهيم الحمد ..
...
الـخــطــأ الـثــانـــي : الاســتـــئـــثـــار بـالـحــديــث :
فهناك من يثرثر حديثه ، ولكنه يعطي غيره فرصة كي يتحدث .
والثرثرة قبيحة_ كما مرّ _ وأقبح منها أن يستأثر المرء بالحديث ، فلا يعطي غيره فرصة لأن ينبس ببنت شفة .
والأثرة بالحديث آفة قبيحة ، يغفل عنها كثير من المتحدثين ؛ لظنهم أن سكوت من أمامهم إنما هو إعجاب بكلامهم ، وموافقة لهم على الإطالة.فيحسن بالمتحدث تجنب الاستئثار بالحديث وأن لايعيب على غيره ذلك ويبيحه لنفسه .
فمن الأدب بالكلام أن يقتصد المسلم في تحدثه في المجالس ، وأن ينأى بنفسه من صنيع بعض الناس ، ممن لايستحيون من امتلاك ناصية الحديث في محافل الناس ، فيملأون الأفئدة بالضجر من طول مايتحدثون .
قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي :
إياك أن تتصدى في مجالسك مع الناس للترؤس عليهم وأنت لست برئيس ، وأن تكون ثرثاراً متصدراً بكل كلام.
وربما من جهلك وحمقك ملكت المجلس على الجلوس ، وصرت أنت الخطيب والمتكلم دون غيرك .
وإنما الآداب الشرعية والعرفية مطارحة الأحاديث ، وكلٌ من الحاضرين يكون له نصيبٌ من ذلك ، اللهم إلا الصغار مع الكبار ، فعليهم لزوم الأدب ، وأن لا يتكلموا إلا جواباً لغيرهم . .
...
الـخـــطـــأ الـثــالـــث : الـحـديـث عـن الـنـفـس عـلـى سـبـيـل الـمـفــاخـــرة :
فبعض الناس لايفتأ يتحدث عن نفسه ، فيذكر محاسن نفسه ، ويمتدح أعماله ، ويفتخر بما يصدر منه من أفضال وأياد ٍ .
و يدخل في ذلك تحدثه عن إعجابه بكلامه ، و تصـنـيـفـه ، و شـِعـْـره ، وسائر مايخصه .
و يدخل في ذلك_ أيضاً _ حديثه عن ذكاء أولاده ، و ذكر أخبارهم ، و الحديث عن زوجته ، وحسن تدبيرها ، ونحو ذلك.
و الأصل في مدح الإنسان نفسه المنع ؛ لقوله _ عز وجل _ [ فلا تزكوا أنفسكم ] (النجم: 32) .
و تزكية النفس داخلة في باب الافتخار غالباً .
فإن وجد ما يقتضي الحديث عن النفس وتزكيتها_إما للتعريف بنفسه، وإما لتوضيح الأمور المبهمة، وإما لدفع تهمة ، وإما لغير ذلك من الأمور المشروعة , فإن تلك التزكية جائزة ، ومدح النفس والحديث عنها حينئذٍ لاغبار عليه.
قال الإمام النووي :
واعلم أن ذكر محاسن نفسه ضربان : مذموم ومحبوب .
فالمذموم أن يذكر للافتخار ، و إظهار الارتفاع ، والتميز على الأقران ، وشبه ذلك.
والمحبوب أن يكون فيه مصلحة دينية، وذلك بأن يكون آمراً بمعروف، أو ناهياً عن منكر، أو ناصحاً بمصلحة، أو معلماً، أو مؤدباً، أو واعظاً، أو مذكراً، أو مصلحاً بين اثنين، أو يدفع عن نفسه شراً، أو نحو ذلك، فيذكر محاسنه ناوياً بذلك أن يكون هذا أقرب إلى قبول قوله، واعتماد مايذكره.
وقد جاء لهذا المعنى مالايحصى من النصوص .
ثم ساق أمثلة على ذلك ( انظر الأذكار للنووي ) .
.
نكتفي بهذا , و حتى الحلقة القادمة : دمـتـم في حفظ الله و رعايته .
...
.
.
.
الأخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سبق لنا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة التعرّف على أحد الأخطاء في أدب المحادثة والمجالسة ألا و هو ( الـثـرثـرة ) ..
و هانحن في هذه الحلقة نواصل عرض بعض الأخطاء من كتاب الشيخ الدكتور / محمد إبراهيم الحمد ..
...
الـخــطــأ الـثــانـــي : الاســتـــئـــثـــار بـالـحــديــث :
فهناك من يثرثر حديثه ، ولكنه يعطي غيره فرصة كي يتحدث .
والثرثرة قبيحة_ كما مرّ _ وأقبح منها أن يستأثر المرء بالحديث ، فلا يعطي غيره فرصة لأن ينبس ببنت شفة .
والأثرة بالحديث آفة قبيحة ، يغفل عنها كثير من المتحدثين ؛ لظنهم أن سكوت من أمامهم إنما هو إعجاب بكلامهم ، وموافقة لهم على الإطالة.فيحسن بالمتحدث تجنب الاستئثار بالحديث وأن لايعيب على غيره ذلك ويبيحه لنفسه .
فمن الأدب بالكلام أن يقتصد المسلم في تحدثه في المجالس ، وأن ينأى بنفسه من صنيع بعض الناس ، ممن لايستحيون من امتلاك ناصية الحديث في محافل الناس ، فيملأون الأفئدة بالضجر من طول مايتحدثون .
قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي :
إياك أن تتصدى في مجالسك مع الناس للترؤس عليهم وأنت لست برئيس ، وأن تكون ثرثاراً متصدراً بكل كلام.
وربما من جهلك وحمقك ملكت المجلس على الجلوس ، وصرت أنت الخطيب والمتكلم دون غيرك .
وإنما الآداب الشرعية والعرفية مطارحة الأحاديث ، وكلٌ من الحاضرين يكون له نصيبٌ من ذلك ، اللهم إلا الصغار مع الكبار ، فعليهم لزوم الأدب ، وأن لا يتكلموا إلا جواباً لغيرهم . .
...
الـخـــطـــأ الـثــالـــث : الـحـديـث عـن الـنـفـس عـلـى سـبـيـل الـمـفــاخـــرة :
فبعض الناس لايفتأ يتحدث عن نفسه ، فيذكر محاسن نفسه ، ويمتدح أعماله ، ويفتخر بما يصدر منه من أفضال وأياد ٍ .
و يدخل في ذلك تحدثه عن إعجابه بكلامه ، و تصـنـيـفـه ، و شـِعـْـره ، وسائر مايخصه .
و يدخل في ذلك_ أيضاً _ حديثه عن ذكاء أولاده ، و ذكر أخبارهم ، و الحديث عن زوجته ، وحسن تدبيرها ، ونحو ذلك.
و الأصل في مدح الإنسان نفسه المنع ؛ لقوله _ عز وجل _ [ فلا تزكوا أنفسكم ] (النجم: 32) .
و تزكية النفس داخلة في باب الافتخار غالباً .
فإن وجد ما يقتضي الحديث عن النفس وتزكيتها_إما للتعريف بنفسه، وإما لتوضيح الأمور المبهمة، وإما لدفع تهمة ، وإما لغير ذلك من الأمور المشروعة , فإن تلك التزكية جائزة ، ومدح النفس والحديث عنها حينئذٍ لاغبار عليه.
قال الإمام النووي :
واعلم أن ذكر محاسن نفسه ضربان : مذموم ومحبوب .
فالمذموم أن يذكر للافتخار ، و إظهار الارتفاع ، والتميز على الأقران ، وشبه ذلك.
والمحبوب أن يكون فيه مصلحة دينية، وذلك بأن يكون آمراً بمعروف، أو ناهياً عن منكر، أو ناصحاً بمصلحة، أو معلماً، أو مؤدباً، أو واعظاً، أو مذكراً، أو مصلحاً بين اثنين، أو يدفع عن نفسه شراً، أو نحو ذلك، فيذكر محاسنه ناوياً بذلك أن يكون هذا أقرب إلى قبول قوله، واعتماد مايذكره.
وقد جاء لهذا المعنى مالايحصى من النصوص .
ثم ساق أمثلة على ذلك ( انظر الأذكار للنووي ) .
.
نكتفي بهذا , و حتى الحلقة القادمة : دمـتـم في حفظ الله و رعايته .
...