مراقب
17 Jan 2006, 12:26 AM
.
.
.
الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سبق لنا في الحلقة الأولى و الثانية من هذه السلسلة التعرّف على بعض الأخطاء في أدب المحادثة والمجالسة
ألا و هي ( 1- الـثـرثـرة , 2- الاستئثار بالحديث , 3- الحـديث عن النفـس على سبيل المفاخرة ) ..
على هذين الرابطين :
سلسلة أخطاء في أدب المحادثة و المجالسة .. ( 1 ) (http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=12869&highlight=%C3%CF%C8+%C7%E1%E3%CD%C7%CF%CB%C9)
سلسلة أخطاء في أدب المحادثة و المجالسة .. ( 2 ) (http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=12933&highlight=%C3%CF%C8+%C7%E1%E3%CD%C7%CF%CB%C9)
و هانحن في هذه الحلقة نواصل عرض بعض الأخطاء من كتاب الشيخ الدكتور / محمد إبراهيم الحمد ..
.
الـخـطـأ الـرابـــع : الـغـفـلـة عــن مــغــبـِّـة الـكـــلام :
فهناك من يطلق لسانه بالكلام دونما نظر أو مبالاة في آثاره ، أو أبعاده .
فتجده يطلق القول على عواهنه غير عابىء بما يجره عليه من بلاء أو شقاء ؛ فلربما كان سبباً في مقتله ، و لربما كان سبباً في إذكاء عداوة ، أو إشعال حرب ، أو نحو ذلك .
قال أكثم بن صيفي : مقتل الرجل بين فكيه ( يعني لسانه) .
و قال المهلـَّـب لـ بـنـيـه : اتقوا زلة اللسان ؛ فإني وجدت الرجل تعثر قدمه فيقوم من عثرته ، و يزل لسانه فيكون فيه هلاكه .
قال الشاعر :
يُـصاب الفتى من عـثـرة ٍ بلسانه /// و ليس يُـصاب المرء من عثرة ِ الرِّجْـل ِ
وعثرته من فيه (يعني فمه) ترمي برأسه /// وعثرته في الرجْل تبرى على مهل ِ
والعرب تقول في أمثالها : إياك وأن يضرب لسانك عنقك .
أي إياك أن تلفظ بما فيه هلاكك .
وقال علي رضي الله عنه : اللسان معيار أطاشة الجهل ، وأرجه العقل .
وقال بعض البلغاء : الزم الصمت ؛ فإنه يُكسبك صفوَ المودة ، وَيُؤَمِّنُكَ سوءَ المَغَبَّةِ ، ويُلْبِسُكَ ثوب الوقار ،
و يكفيك مؤونة الاعتذار .
و قال بعضهم : اعقل لسانك إلا عن حق توضحه ، أو باطل تدحضه ، أو نعمة تذكرها .
و قال عمرو بن العاص : زلَّةُ الرِّجْلِ عَظْمٌٌ يجبر ، وزلة اللسان لاتبقي ولاتذر .
بل إن الإنسان قد يتكلم بكلمة لايلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالاً يرفع الله بها درجات ، و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم " .
ولهذا يجب على العاقل أن يخزن لسانه ، وأن يزن كلامه ؛ حتى لايقع فيما لاتحمد عقباه ، فيندم ولات ساعة مندم .
قال ابن المقفع: اعلم أن لسانك أداة مُصْلتة ، يتغالب عليه عقلك ، وغضبك ، وهواك ؛ فكلُّ غالبٍ عليه مُسْتَمْتِعٌ به ، وصارفه في محبته .
فإذا غلب عليه عقلك فهو لك ، وإن غلب عليه شيءٌ من أشباه ماسميت لك فهو لعدوك .
فإذا استطعت أن تحتفظ به ، وتصونه فلا يكون إلا لك ، ولا يستولي عليه ، أو يشاركك فيه عدوك فافعل .
وقال الماوردي :
و اعلم أن للكلام شروطاً لا يسلم المتكلم من الزلل إلا بها ، ولايعرى من النقص إلا بعد أن يستوفيها .
وهي أربعة شروط
فالشرط الأول : أن يكون الكلام لداعٍ يدع إليه ، إما في اجتلاب نفع ، أو دفع ضرر .
والشرط الثاني : أن يأتي به في موضعه ، ويتوخى به إصابة فرصته .
والشرط الثالث : أن يقتصر فيه على قدر الحاجة .
والشرط الرابع : أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به .
ثم شرع بتفصيل ذلك بكلام جميل .
و قال الزمخشري :
خير الألسن المخزون ، وخير الكلام الموزون ؛ فحدِّث إن حدَّثت بأفضل من الصمت ، و زيّـن حديثك بالوقار و حسن السمت .
إن الطيش في الكلام يترجم عن خفة الأحلام ، ومادخل الرفق بشيء إلا زانه ، ومازان المتكلم إلا الرزانة .
عذرًا على الإطـالـة , و شكرا لكم حتى اللقاء في الحلقة القادمة . .
.
.
.
الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سبق لنا في الحلقة الأولى و الثانية من هذه السلسلة التعرّف على بعض الأخطاء في أدب المحادثة والمجالسة
ألا و هي ( 1- الـثـرثـرة , 2- الاستئثار بالحديث , 3- الحـديث عن النفـس على سبيل المفاخرة ) ..
على هذين الرابطين :
سلسلة أخطاء في أدب المحادثة و المجالسة .. ( 1 ) (http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=12869&highlight=%C3%CF%C8+%C7%E1%E3%CD%C7%CF%CB%C9)
سلسلة أخطاء في أدب المحادثة و المجالسة .. ( 2 ) (http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=12933&highlight=%C3%CF%C8+%C7%E1%E3%CD%C7%CF%CB%C9)
و هانحن في هذه الحلقة نواصل عرض بعض الأخطاء من كتاب الشيخ الدكتور / محمد إبراهيم الحمد ..
.
الـخـطـأ الـرابـــع : الـغـفـلـة عــن مــغــبـِّـة الـكـــلام :
فهناك من يطلق لسانه بالكلام دونما نظر أو مبالاة في آثاره ، أو أبعاده .
فتجده يطلق القول على عواهنه غير عابىء بما يجره عليه من بلاء أو شقاء ؛ فلربما كان سبباً في مقتله ، و لربما كان سبباً في إذكاء عداوة ، أو إشعال حرب ، أو نحو ذلك .
قال أكثم بن صيفي : مقتل الرجل بين فكيه ( يعني لسانه) .
و قال المهلـَّـب لـ بـنـيـه : اتقوا زلة اللسان ؛ فإني وجدت الرجل تعثر قدمه فيقوم من عثرته ، و يزل لسانه فيكون فيه هلاكه .
قال الشاعر :
يُـصاب الفتى من عـثـرة ٍ بلسانه /// و ليس يُـصاب المرء من عثرة ِ الرِّجْـل ِ
وعثرته من فيه (يعني فمه) ترمي برأسه /// وعثرته في الرجْل تبرى على مهل ِ
والعرب تقول في أمثالها : إياك وأن يضرب لسانك عنقك .
أي إياك أن تلفظ بما فيه هلاكك .
وقال علي رضي الله عنه : اللسان معيار أطاشة الجهل ، وأرجه العقل .
وقال بعض البلغاء : الزم الصمت ؛ فإنه يُكسبك صفوَ المودة ، وَيُؤَمِّنُكَ سوءَ المَغَبَّةِ ، ويُلْبِسُكَ ثوب الوقار ،
و يكفيك مؤونة الاعتذار .
و قال بعضهم : اعقل لسانك إلا عن حق توضحه ، أو باطل تدحضه ، أو نعمة تذكرها .
و قال عمرو بن العاص : زلَّةُ الرِّجْلِ عَظْمٌٌ يجبر ، وزلة اللسان لاتبقي ولاتذر .
بل إن الإنسان قد يتكلم بكلمة لايلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقي لها بالاً يرفع الله بها درجات ، و إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم " .
ولهذا يجب على العاقل أن يخزن لسانه ، وأن يزن كلامه ؛ حتى لايقع فيما لاتحمد عقباه ، فيندم ولات ساعة مندم .
قال ابن المقفع: اعلم أن لسانك أداة مُصْلتة ، يتغالب عليه عقلك ، وغضبك ، وهواك ؛ فكلُّ غالبٍ عليه مُسْتَمْتِعٌ به ، وصارفه في محبته .
فإذا غلب عليه عقلك فهو لك ، وإن غلب عليه شيءٌ من أشباه ماسميت لك فهو لعدوك .
فإذا استطعت أن تحتفظ به ، وتصونه فلا يكون إلا لك ، ولا يستولي عليه ، أو يشاركك فيه عدوك فافعل .
وقال الماوردي :
و اعلم أن للكلام شروطاً لا يسلم المتكلم من الزلل إلا بها ، ولايعرى من النقص إلا بعد أن يستوفيها .
وهي أربعة شروط
فالشرط الأول : أن يكون الكلام لداعٍ يدع إليه ، إما في اجتلاب نفع ، أو دفع ضرر .
والشرط الثاني : أن يأتي به في موضعه ، ويتوخى به إصابة فرصته .
والشرط الثالث : أن يقتصر فيه على قدر الحاجة .
والشرط الرابع : أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به .
ثم شرع بتفصيل ذلك بكلام جميل .
و قال الزمخشري :
خير الألسن المخزون ، وخير الكلام الموزون ؛ فحدِّث إن حدَّثت بأفضل من الصمت ، و زيّـن حديثك بالوقار و حسن السمت .
إن الطيش في الكلام يترجم عن خفة الأحلام ، ومادخل الرفق بشيء إلا زانه ، ومازان المتكلم إلا الرزانة .
عذرًا على الإطـالـة , و شكرا لكم حتى اللقاء في الحلقة القادمة . .
.