نفح الطيب
03 Feb 2006, 04:31 PM
معلم الثانوي بين الواقع والآمال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أيها السادة الكرام
في منتدانا الطيب
بعد السلام
وفائق الاحترام
مساء الخير وكل عام وأنتم بخير
يقول العلماء : (الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) وبناء على هذه القاعدة فإني أقول : إنه لا أحد
يستطيع أن يعلم مايبذله معلم المرحلة الثانوية من جهد ، ويعانيه من تعب إلا من عمل في هذه
المرحلة مديراً أو وكيلاً أو مرشداً أو معلماً ، ولقد عملت في المراحل الثلاث ، وأدركت بعد عملي
في المرحلة الثانوية الفرق الواسع ، والبون الشاسع بين المرحلة الثانوية والمرحلتين المتوسطة
والإبتدائية ، وقديماً قال أبو الطيب :
لايعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها
إن العمل في المرحلة الثانوية يامعشر التربويين ممن لم يسبق لكم العمل في هذه المرحلة متعب بقدر
ماتحمله هذه الكلمة من معنى ، ومرهق بقدر ماتحمله هذه الكلمة من معنى ، ومجهد بقدر
ماتحمله هذه الكلمة من معنى .
صدقوني فلست مبالغاً ، ولا معطياً الأمر أكبر من حجمه ، بل لعلي قصرت في نقل الواقع .
وإنني أشعر أني لا أزال حتى الآن بحاجة إلى إعادة الكلمات السابقة بسياق مختلف ، وتعبير آخر
حتى أصيب كبد الحقيقة ، وأبين حجم المعاناة ، خصوصاً إذا كان عدد الطلاب كثيفاً ، ولايجد المعلم
من الإدارة نصيراً ، أو العكس بأن لاتجد الإدارة من المعلم تجاوباً ، ولا تعاوناً ، عندها لاتسأل عن
حجم الفوضى ، وقدر الخلل .
وإنك لتمر بإحدى المدارس الثانوية دون أن تدخلها فيظهر لك منظرها من الخارج كأحسن ما أنت
راءٍ ، وإن بداخلها من الفوضى ، وعدم السيطرة على الطلاب مالايوصف ، مع قلة حيلة
العاملين ، وإن حصل ضبط فذلك بعد جهد جهيد ، وتعب ونصب ، واجتهادات شخصية من
العاملين على خوف منهم ووجل لأنها ليست نظامية في غالب الأحوال ، ووالله لو تبع العاملون
النظام ، لركب الطلاب على رؤوسهم ، وما استطاعوا تربية ، ولا تدريساً ، هذا هو الواقع يامعاشر
التربويين وبكل صراحة ، ودون تلميح .
ثم ينصرف المدرس في نهاية عمله إلى المنزل مرهقاً ، متعباً ، خائر القوى ، مشتت التفكير ،
لايفكر إلا في الجولة الثانية من المعركة والتي تبدأ مع صباح كل يوم جديد ، وهو في أثناء ذلك
يندب حظه ، ويدعوربه ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ) .
لست مبالغاً صدقوني يامعشر المربين ، هذا هو واقع مدرس الثانوي ، وهذه حاله فلا تنسوا إخوانكم
من دعائكم .
والسؤال هو ماسبب هذا الحال ، وكيف يمكن تغييره ؟؟
والذي يظهر لي أن السبب الأصلي هو الضعف العام في الأخلاق عند أكثر الطلاب ، والناتج من
قلة الدين ورقته ، وهذا داء دوي ، ومرض عصي ، يحتاج علاجه إلى تكاتف المجتمع عامة ،
وعملهم في وجهة واحدة وهو علاج عسير ، ولكنه ليس بمستحيل ، بل يحتاج إلى نفس طويل ،
واعتماد على الله مع صبر وإخلاص .
والسبب الآخر هو انعدام العقوبة التي تردع الطالب ، فإن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ،
والحل هو إيجاد عقوبة مناسبة ، لكل مخالفة لابأس بأن تصل إلى طرد الطالب من المدرسة نهائياً
أو دفع غرامة مالية ، وذلك بعد عقد لجنة خاصة تدرس المخالفة وتحقق فيها وتخلص إلى عقوبة
مناسبة .
قد أكون حالماً ولكني متفائل ، وإلا يتحقق ماذكرت فهي مُنى
منىً إن تكن صدقاً تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا
لا أدري كيف انتهى الحديث بي إلى هذا مع أنه لم يكن من أربي .
أعود فأقول إن معلم الثانوي وبإزاء هذا الواقع فإن لديه آمالاً لو تحققت ، لهان عليه بعض مايلقى
منها :
1. أن يخفض نصابه من الحصص ، فإنه من الإجحاف أن يكون نصابه مماثلاً لنصاب غيره
من مدرسي المراحل الأخرى .
2. أن يكون هناك نظام يحميه ، ويعاقب الطالب ـ إذا أخطأ في حقه ـ من خلاله .
3. أن يمكن من النقل إلى المراحل الأخرى بسهوله ، فإن المشاهد أن مدرس الثانوي لايلبى
طلبه في النقل إلا بعد جهد جهيد ، وزمن بعيد .
4. أن يعفى من المراقبة والمناوبة ، ويفرغ لهما بعض المدرسين ، أو يُوظف للقيام بهما
موظفون مختصون .
وتقبلوا تحيات نفح الطيب
أيها السادة الكرام
في منتدانا الطيب
بعد السلام
وفائق الاحترام
مساء الخير وكل عام وأنتم بخير
يقول العلماء : (الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) وبناء على هذه القاعدة فإني أقول : إنه لا أحد
يستطيع أن يعلم مايبذله معلم المرحلة الثانوية من جهد ، ويعانيه من تعب إلا من عمل في هذه
المرحلة مديراً أو وكيلاً أو مرشداً أو معلماً ، ولقد عملت في المراحل الثلاث ، وأدركت بعد عملي
في المرحلة الثانوية الفرق الواسع ، والبون الشاسع بين المرحلة الثانوية والمرحلتين المتوسطة
والإبتدائية ، وقديماً قال أبو الطيب :
لايعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها
إن العمل في المرحلة الثانوية يامعشر التربويين ممن لم يسبق لكم العمل في هذه المرحلة متعب بقدر
ماتحمله هذه الكلمة من معنى ، ومرهق بقدر ماتحمله هذه الكلمة من معنى ، ومجهد بقدر
ماتحمله هذه الكلمة من معنى .
صدقوني فلست مبالغاً ، ولا معطياً الأمر أكبر من حجمه ، بل لعلي قصرت في نقل الواقع .
وإنني أشعر أني لا أزال حتى الآن بحاجة إلى إعادة الكلمات السابقة بسياق مختلف ، وتعبير آخر
حتى أصيب كبد الحقيقة ، وأبين حجم المعاناة ، خصوصاً إذا كان عدد الطلاب كثيفاً ، ولايجد المعلم
من الإدارة نصيراً ، أو العكس بأن لاتجد الإدارة من المعلم تجاوباً ، ولا تعاوناً ، عندها لاتسأل عن
حجم الفوضى ، وقدر الخلل .
وإنك لتمر بإحدى المدارس الثانوية دون أن تدخلها فيظهر لك منظرها من الخارج كأحسن ما أنت
راءٍ ، وإن بداخلها من الفوضى ، وعدم السيطرة على الطلاب مالايوصف ، مع قلة حيلة
العاملين ، وإن حصل ضبط فذلك بعد جهد جهيد ، وتعب ونصب ، واجتهادات شخصية من
العاملين على خوف منهم ووجل لأنها ليست نظامية في غالب الأحوال ، ووالله لو تبع العاملون
النظام ، لركب الطلاب على رؤوسهم ، وما استطاعوا تربية ، ولا تدريساً ، هذا هو الواقع يامعاشر
التربويين وبكل صراحة ، ودون تلميح .
ثم ينصرف المدرس في نهاية عمله إلى المنزل مرهقاً ، متعباً ، خائر القوى ، مشتت التفكير ،
لايفكر إلا في الجولة الثانية من المعركة والتي تبدأ مع صباح كل يوم جديد ، وهو في أثناء ذلك
يندب حظه ، ويدعوربه ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ) .
لست مبالغاً صدقوني يامعشر المربين ، هذا هو واقع مدرس الثانوي ، وهذه حاله فلا تنسوا إخوانكم
من دعائكم .
والسؤال هو ماسبب هذا الحال ، وكيف يمكن تغييره ؟؟
والذي يظهر لي أن السبب الأصلي هو الضعف العام في الأخلاق عند أكثر الطلاب ، والناتج من
قلة الدين ورقته ، وهذا داء دوي ، ومرض عصي ، يحتاج علاجه إلى تكاتف المجتمع عامة ،
وعملهم في وجهة واحدة وهو علاج عسير ، ولكنه ليس بمستحيل ، بل يحتاج إلى نفس طويل ،
واعتماد على الله مع صبر وإخلاص .
والسبب الآخر هو انعدام العقوبة التي تردع الطالب ، فإن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ،
والحل هو إيجاد عقوبة مناسبة ، لكل مخالفة لابأس بأن تصل إلى طرد الطالب من المدرسة نهائياً
أو دفع غرامة مالية ، وذلك بعد عقد لجنة خاصة تدرس المخالفة وتحقق فيها وتخلص إلى عقوبة
مناسبة .
قد أكون حالماً ولكني متفائل ، وإلا يتحقق ماذكرت فهي مُنى
منىً إن تكن صدقاً تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا
لا أدري كيف انتهى الحديث بي إلى هذا مع أنه لم يكن من أربي .
أعود فأقول إن معلم الثانوي وبإزاء هذا الواقع فإن لديه آمالاً لو تحققت ، لهان عليه بعض مايلقى
منها :
1. أن يخفض نصابه من الحصص ، فإنه من الإجحاف أن يكون نصابه مماثلاً لنصاب غيره
من مدرسي المراحل الأخرى .
2. أن يكون هناك نظام يحميه ، ويعاقب الطالب ـ إذا أخطأ في حقه ـ من خلاله .
3. أن يمكن من النقل إلى المراحل الأخرى بسهوله ، فإن المشاهد أن مدرس الثانوي لايلبى
طلبه في النقل إلا بعد جهد جهيد ، وزمن بعيد .
4. أن يعفى من المراقبة والمناوبة ، ويفرغ لهما بعض المدرسين ، أو يُوظف للقيام بهما
موظفون مختصون .
وتقبلوا تحيات نفح الطيب