عمر بن عبدالعزيز
16 Mar 2006, 05:26 PM
النووي الإيراني.. والحلم الفارسي
مفكرة الاسلام :
أصبحت أخبار البرنامج النووي الإيراني تتصدر عناوين الصحف ووكالات الأنباء، وبدا أن هذا البرنامج هو الأبرز على الأجندة الدولية في الوقت الراهن، وذلك بعد أن قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتحويل الملف النووي الإيراني لمجلس الأمن تمهيدًا لفرض عقوبات، وجاء الرد الإيراني بوقف تعامله مع الوكالة ورفع أجهزتها من المواقع النووية، بل ودراسة انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي مثلما فعلت كوريا الشمالية قبل ذلك.
وفي خضم تلك المواجهة بات العالم الإسلامي منشغلاً بعدة أسئلة حول هوية النووي الإيراني، وتردد الكثيرون في التعبير عن تضامنهم أو ارتياحهم لهذا البرنامج النووي، فبالأمس القريب هلل المسلمون عندما امتلكت باكستان السلاح النووي، ووصفه العالم الإسلامي بأنه 'القنبلة النووية الإسلامية'، ولكن ما لبث هذا الشعور بأن تراجع وخبا عندما تيقن الجميع بأن الغرب لن يسمح بوقوع هذا السلاح في أيد إسلامية، ولكن إذا امتلكته دولة إسلامية، فليظل إذن حبيس الأنظمة العلمانية الموالية للغرب.
واليوم ينظر المسلمون بنظرات تملؤها الريبة والشك عن هوية هذا السلاح النووي الإيراني المرتقب، وإلى أين ستوجه منصات إطلاقه.. هل إلى 'العدو الصهيوني' أم إلى 'الشيطان الأكبر'.. أم إلى نحور من يقف أمام المد الشيعي في المنطقة؟
ولا يستطيع المراقب أن يغض الطرف عما يحدث في العراق أو يستبعد الربط ما بين النووي الإيراني والاحتلال الأمريكي بالعراق؛ فالشيعة من أتباع السيستاني المدعوم إيرانيًا وقفوا على الحياد وهم ينظرون إلى أمريكا وهي تطيح بالنظام العراقي السني، كما تعاونوا مع الاحتلال الأمريكي في العراق حتى تسلموا مقاليد الحكم والسلطة والجيش والشرطة وما يسمى بالحرس الوطني، ولا يزالون ينتظرون المزيد من الأسلحة الأمريكية الثقيلة والخفيفة؛ انتظارًا للخروج الأمريكي المرتقب من العراق، ثم إغلاق الباب خلفهم ونزع أسنان وسائل الإعلام والصحافة الحرة، ثم إطلاق أيادي فيلق بدر وحزب الدعوة الشيعيين على أهل السنة بالعراق، امتدادًا لما يحدث في إقليم الأهواز السني بإيران.
لذا فإن هناك العديد من المحددات في تلك المعادلة النووية بين أمريكا وإيران: أمريكا تملك مفاتيح اللعبة الدولية الممثلة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحشد التأييد الدولي، وإيران تمتلك مفاتيح اللعبة في العراق، وتستطيع بكلمة من السيستاني حشد تظاهرات شيعية حاشدة أو حمل السلاح ضد أمريكا، إضافة إلى إطلال إيران على كل من العراق وأفغانستان، حيث تتواجد القوات الأمريكية هناك، كما لا تعدم إيران نفوذًا شيعيًا داخل أفغانستان ممثلاً في قبائل الهزارة غرب البلاد، وقد ساعدت إيران أمريكا لوجستيًا في غزوها لأفغانستان للإطاحة بنظام طالبان السني، والذي كان يعد من أعتى أعداء إيران في المنطقة.
وبين أمريكا وإيران لا تزال الدول العربية تجلس في مقاعد المتفرجين، تجلس وتنظر 'بحكمة' بلا حراك إلى تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، مع بدء نهش إيران لمقاطع كبيرة من الأمن القومي العربي بدءًا من العراق البوابة الشرقية، في ظل محاولات لاختطاف فلسطين، ومع وجود قاعدة إطلاق صواريخ وفرقعات إعلامية بلبنان على أيدي حزب الله، وبخطب نارية شعبوية من أحمدي نجاد تستغل فراغًا أيدلوجيًا وفكريًا وتتمكن من استقطاب المزيد من الأتباع كل يوم.
نواقيس الخطر تدق.. فهل توقظ العالم العربي من سباته؟
اقول :
نواقيس الخطر تدق من الغرب ومن الشرق ومن جميع الاتجاهات
وصدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال :
((" توشك ان تتداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة الى
قصعتها فقال الصحابة : امن قلة نحن يومئذ يا رسول الله
قال : بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل "))
.
.
مفكرة الاسلام :
أصبحت أخبار البرنامج النووي الإيراني تتصدر عناوين الصحف ووكالات الأنباء، وبدا أن هذا البرنامج هو الأبرز على الأجندة الدولية في الوقت الراهن، وذلك بعد أن قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتحويل الملف النووي الإيراني لمجلس الأمن تمهيدًا لفرض عقوبات، وجاء الرد الإيراني بوقف تعامله مع الوكالة ورفع أجهزتها من المواقع النووية، بل ودراسة انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي مثلما فعلت كوريا الشمالية قبل ذلك.
وفي خضم تلك المواجهة بات العالم الإسلامي منشغلاً بعدة أسئلة حول هوية النووي الإيراني، وتردد الكثيرون في التعبير عن تضامنهم أو ارتياحهم لهذا البرنامج النووي، فبالأمس القريب هلل المسلمون عندما امتلكت باكستان السلاح النووي، ووصفه العالم الإسلامي بأنه 'القنبلة النووية الإسلامية'، ولكن ما لبث هذا الشعور بأن تراجع وخبا عندما تيقن الجميع بأن الغرب لن يسمح بوقوع هذا السلاح في أيد إسلامية، ولكن إذا امتلكته دولة إسلامية، فليظل إذن حبيس الأنظمة العلمانية الموالية للغرب.
واليوم ينظر المسلمون بنظرات تملؤها الريبة والشك عن هوية هذا السلاح النووي الإيراني المرتقب، وإلى أين ستوجه منصات إطلاقه.. هل إلى 'العدو الصهيوني' أم إلى 'الشيطان الأكبر'.. أم إلى نحور من يقف أمام المد الشيعي في المنطقة؟
ولا يستطيع المراقب أن يغض الطرف عما يحدث في العراق أو يستبعد الربط ما بين النووي الإيراني والاحتلال الأمريكي بالعراق؛ فالشيعة من أتباع السيستاني المدعوم إيرانيًا وقفوا على الحياد وهم ينظرون إلى أمريكا وهي تطيح بالنظام العراقي السني، كما تعاونوا مع الاحتلال الأمريكي في العراق حتى تسلموا مقاليد الحكم والسلطة والجيش والشرطة وما يسمى بالحرس الوطني، ولا يزالون ينتظرون المزيد من الأسلحة الأمريكية الثقيلة والخفيفة؛ انتظارًا للخروج الأمريكي المرتقب من العراق، ثم إغلاق الباب خلفهم ونزع أسنان وسائل الإعلام والصحافة الحرة، ثم إطلاق أيادي فيلق بدر وحزب الدعوة الشيعيين على أهل السنة بالعراق، امتدادًا لما يحدث في إقليم الأهواز السني بإيران.
لذا فإن هناك العديد من المحددات في تلك المعادلة النووية بين أمريكا وإيران: أمريكا تملك مفاتيح اللعبة الدولية الممثلة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحشد التأييد الدولي، وإيران تمتلك مفاتيح اللعبة في العراق، وتستطيع بكلمة من السيستاني حشد تظاهرات شيعية حاشدة أو حمل السلاح ضد أمريكا، إضافة إلى إطلال إيران على كل من العراق وأفغانستان، حيث تتواجد القوات الأمريكية هناك، كما لا تعدم إيران نفوذًا شيعيًا داخل أفغانستان ممثلاً في قبائل الهزارة غرب البلاد، وقد ساعدت إيران أمريكا لوجستيًا في غزوها لأفغانستان للإطاحة بنظام طالبان السني، والذي كان يعد من أعتى أعداء إيران في المنطقة.
وبين أمريكا وإيران لا تزال الدول العربية تجلس في مقاعد المتفرجين، تجلس وتنظر 'بحكمة' بلا حراك إلى تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، مع بدء نهش إيران لمقاطع كبيرة من الأمن القومي العربي بدءًا من العراق البوابة الشرقية، في ظل محاولات لاختطاف فلسطين، ومع وجود قاعدة إطلاق صواريخ وفرقعات إعلامية بلبنان على أيدي حزب الله، وبخطب نارية شعبوية من أحمدي نجاد تستغل فراغًا أيدلوجيًا وفكريًا وتتمكن من استقطاب المزيد من الأتباع كل يوم.
نواقيس الخطر تدق.. فهل توقظ العالم العربي من سباته؟
اقول :
نواقيس الخطر تدق من الغرب ومن الشرق ومن جميع الاتجاهات
وصدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال :
((" توشك ان تتداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة الى
قصعتها فقال الصحابة : امن قلة نحن يومئذ يا رسول الله
قال : بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل "))
.
.