المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صاحب الفضيلة... توني بلير!



سعادة الرئيس
25 Mar 2006, 02:04 AM
صاحب الفضيلة... توني بلير!

بدرية العبد الرحمن 15/2/1427
15/03/2006



حين تتحدث النسوان في السياسة يأتين بالعجائب...لذلك أعدكم ألاّ أتحدث في السياسة...لا تتحدث الحريم في السياسة...هكذا قناعتي... وهكذا أريد ألاّ ينزعج أحدكم منتظراً ثرثرة حريمية حول ماهو "لطوال الشوارب"..
لكنني سمعت -من جملة من يسمعون- أن (بلير) أعلنها –جذعة- في الـ(آي تي في) أنه يتحاكم إلى (الله)، وينتظر حكمه في شن الحرب البريطانية الأمريكية ضد الإرهاب...ضد العراق...
إن حسابه إلا على ربه لو تشعرون!!!!

(بلير) الذي لم ينم ليلة اتخاذه قرار دخول بريطانيا الحرب الموجعة التي سلخت الجسد العراقي وأيتمت ولدة وأيّمت نسواناً... يبدو أنه مازال مشغول الضمير بمئات الجثث العراقية والبريطانية والاحتجاجات التي تدين قراره الذي اتضح في النهاية أنه كان وحياً من الرب لفضيلته...تماماً كما أوحى إلى فضيلة الشيخ (بوش) من قبل ليشن حرباً (صليبية) باسم (الله)..!!
تُرى ما الذي يجعلهم يتحدثون بهذه الطريقة المتدينة السلفية والتقيّة جداً..حين يقعون في الحرج مع الضمير والناس..؟
ما الذي يجعل السياسيين يهرعون إلى (الله) ليعلّقوا على مشيئته قراراتهم التي تدمّر، وتحرق، وتقتل...حين يتورّطون ويوقنون أنهم كانوا من الخاطئين؟
وكأن الله تعالى خلق هذا الكون ليقصف بعضه بعضاً...ويحرق بعضه بعضاً...وخلق (بلير)...(وبوش)... وغيرهم من السياسيين الأتقياء الأنقياء...ليوقّعوا عنه (سبحانه) قراراته بإدارة هذا الكوكب، وشن الحروب ضد الأشرار الذين لايحبهم..
سبحانك ربي عما يصفون...ويفترون...!!
هذا الأسلوب ليس فقط سخيفاً ومملاً ...وتكرر في التاريخ لدرجة الهوس...ولكنه ممجوج في زمن الحقائق..والشرف.. والنزاهة... والإعلام الحر...والضمير العالمي الذي يدين القتل العمومي المجاني تحت أي ذريعة وباسم أي شريعة...لايؤمن الآن أن هناك (قتلاً) و(مجازر) و(مسالخ) مقدسة...إلا من طبع الله على قلبه، وجعل على سمعه وبصره غشاوة...
أظنه من المثير للملل أن يستمر استخدام اسم (الله) تقدّست أسماؤه لتمرير الأخطاء التي يرتكبها الإنسان بحق الإنسان...
أعني...ألم يكن من المناسب أكثر أن يقول (بلير) إنه كان يريد أن يرضي الأم أمريكا بتقديم عون لها في حربها التي شرعنتها لنفسها ضد الإرهاب....؟
أولم يكن أنسب أن يقول: إن السياسة ملعونة وأنه لايدخلها أحد إلا وسيلوّث يديه وضميره..؟
أو أن يقول: إن مصالحنا تقتضي أن يموت كذا وكذا من الناس كل عام في سبيل أن تستمر حضارتنا المنقوعة بالدم والنفط..؟
كل هذا في نظري طبيعي أكثر ومهضوم ومعقول أكثر من أن يقحم لفظ الجلالة في أمور لا نختلف على أنها من وساخات البشر...
أعني...ما المشكلة حين يعترف السياسي أنه قذر؟!
وأن السياسة رجس من عمل الشيطان، وأن السياسي لا يعرف الله، ولا يتحاكم إلاّ إلى المصالح الطينية القذرة؟!
أنا أعرف يا فضيلة (بلير) أن ربّنا يقول: (...كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ...)[النساء: من الآية77] .. لتكونوا كوكباً أسعد..
هذه وصفة سهلة وبسيطة أخبرنا بها الربّ لنكون أطهر...لكني أعرف أنك ستقول: إنها وصفة غير قابلة للتطبيق في العقل البشري المهووس والذي لايملؤه إلا التراب...
أنا يعجبني جدا يا (بلير) أن تكون متدينا و"نزيهاًَ" لهذه الدرجة.. وأن تعترف بأن ضميرك مازال يحرقك ويقلقك بشأن حرب العراق...ولكن يثير سخريتي وسخطي من جهة أخرى أن تعدّنا (مسخرة) حين تضع يداً على يد بعد توقيعك قرار (الآرمغيدون) المقدّسة...لتنتظر حكم الله والتاريخ ليفصل بينك وبين ضحايا حربك الربّانية....

الأرض لن تنتظر أن يتحول (بلير) إلى تراب...وتتحول "عنطزة" (بوش) إلى (تاريخ) كي تدينكما أو تمجّدكما..أو تنشغل بسخافاتكما المقدّسة بعد حين...
الأرض ليست كوكباً "فاضياً" ليقوم بتحليلك وتحليل بطولة السوبر (بوش) التي قاومت (الإرهاب) الكائن الهلامي الشرير الذي كان يقبع في العراق كالدجّال... منتظراً حتفه على يدك برأس نووي مقدّس ...ربما وقع بالغلط على طفل ما ...أو أمرأة ما... أو أبو غريب ما...

والله تعالى أكبر وأجل من أن يتحدث عنه (فضيلتك) كقاضٍ متفرغٍ –سبحانه- لمحاكمة سخافاتك السياسية...
وإرادته سبحانه ليست عبثاً يتحدث به السياسيون الأشرار... لا يجوز أن يتحدث السياسيون عن الله تعالى وإرادته...
افهمْ هذا يا (توني) العزيز..

العجيب أنك حين آمنت أنت و(بوش) بالوحي الإلهي الذي أصدر مرسوماً بشن حرب الأخيار ضد الأشرار.. لم تفكّر بالمقابل أن الله –تعالى- ذا القوة المتين نفسه... يملك أن يجعل منك ومن (بوش) عبرة -في الحياة الدنيا قبل الآخرة- حين أفسدتم حربكم المقدّسة وجعلتموها إرهاباً مضاداً ومضحكاً..
وأن يأخذك أخذ عزيز مقتدر بلامحاكمةٍ تقنعك أنها كانت جريمة بحق الإنسان أن تفتعل حرباً قذرة تجيد الثرثرة فيها عن الفضيلة ككل السياسيين...
الكل يعرف أنه لا توجد حرب مقدّسة...ولاحرب نظيفة..ولاقتل نظيف..

الفوضى التي أحدثتها يا(توني بلير) تحتاج إلى محاكمة في الحياة الدنيا قبل الآخرة...نحن الآن نحتاج إلى سنوات طويلة كي نعيد ترتيب ما أفسده الوحي الذي أُنزل عليك وعلى (بوش) في أرض الرافدين... فجعلتها قاعاً صفصفاً...لا ترى فيه إلا بؤساً لمواطنين، وجثثاً لصحفيين وأطفال...ورغباتٍ جنسية مكبوتة لجنودك المنحرفين ...
أنت بحاجة لأن تُحاكم الآن...ليس بعد حين.. ليس بعد أن تفعل فعلتك ثم تقول فيما بعد: فعلتها إذن وأنا من الضّالين!!

أن يُجعل اسم الله تعالى (ذات أنواط) تعلّق عليها غلطات البشر فهو ليس أمراً جديداً..ومن قبل قال الله تعالى :(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ...)!! [لأعراف: من الآية28].
المشكلة في العقول التي لا تتورّع عن توظيف ألفاظ القداسة (الله، الرب) أنها تستصعب الأوامر السهلة التي لا يتطلب تنفيذها أكثر من كف اليد والابتسامة في وجه أخيك..
ولكن اسم الله تعالى يُستخدم دوماً وأبداً حين تهتز الجادة .. حين "يتورّط" السياسي... يبدأ اسم الله يفعل مفعوله العجيب حين يُوظّف ببراعة لجعل الباطل حقاً....والخطأ صواباً... والقذر مقدّساً... والفاحشة عملاً صالحاً عند الضرورة..

الحرب باسم (الله) لم تكن بدعاً في التاريخ...ولطالما أُريق باسم (الله) دماء وأعراض وأموال...
لكنها أمة قد خلت، لها ماكسبت ولكم ماكسبتم...ولاتُسألون عما كانوا يفعلون...
نحن أولاد اليوم...هل سيظل الله تعالى أيضاً يوحي لنا أن نطوّر الأسلحة والفيروسات، وندفن النفايات النووية في البحار، ونضخ دخان النفط إلى ثقوب الأوزون، ونسخّر أطفال العالم الثالث، ونحاصر الدول اقتصادياً، ويمسح أقواناً أضعفنا بالبلاط؟
هل سنظل نصدّق كذبات السياسيين حين يمارسون افتراء منظّماً على اسم الله؟!
حين قال أحدهم ذات تجلٍّ...إنه جمع ما تقاتل عليه الناس منذ قابيل وهابيل...من نفط وأموال وتبغ وأفيون وأراضٍ...وجد أن ثمن الإنسان لايتجاوز بعد هذه الحسبة أكثر من سبع هللات...
حين قال ذلك وأوجعني...وأفهمني أن ثرثرتنا حول (الإنسان) وحقوقه وسعادته ليست أكثر من عبث يقتات منه الكتّاب الفقراء أمثالنا..
عرفت أن لفظة الجلالة (الله) لابد أن تعود إلى موضعها الصحيح في قلوبنا...وأفعالنا ومحبتنا لبعضنا بعضاً...وسعينا لعالم متحابّ متراحم...وألاّ نستخدمها في حروبنا القذرة وأفعالنا البشرية الغبية ...
ليس فقط خوفاً من الله تعالى وعقوبة الافتراء عليه وتحميل اسمه مالا يحمل سبحانه... ولكنه لأنه فعل مفلس ومثير للسخرية أن لا نعرف (الله) إلا حين يتعلق الأمر ببوائقنا البشرية..لنسوّغها، ونستمر في تخدير أنفسنا عن حقيقة ماخُلقنا لأجله...
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [البقرة:213].
صدقت يا فضيلة الشيخ (بلير).. إن الله يفصل بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون..

ورق التوت
26 Mar 2006, 01:04 AM
سعادة الرئيس
أين نشر المقال ؟وماذا تعرف عن الكاتبة؟

ليث
26 Mar 2006, 01:29 AM
منهي بدرية العبد الرحمن؟

سعادة الرئيس
26 Mar 2006, 01:55 AM
المقال نشر في موقع الإسلام اليوم ( موقع الشيخ سلمان العودة )



أما الكاتبة فهي ( بدرية العبدالرحمن العبيد ) شابة سعودية أظنها في منتصف العشرينات من العمر .
لها رواية ضخمة تبلغ ( 650 ) صفحة ، عنوانها ( مدائن الرماد ) من إصدار العبيكان عام 1424 هـ

أيضاً هي تكتب في بعض المواقع و الصحف فقد قرأت لها مقالات في موقع الإسلام اليوم وصحيفة اليوم .

وقد كتب عنها الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي في زاويته في صحيفة الجزيرة مقالاً جميلاً

ابو زياد
26 Mar 2006, 01:59 AM
سعادة الرئيس العالم الإسلامي تنزف جراحه

في العراق وفلسطين وغيرهم نسأل الله الثبات

على الحق ومنقول الا حسبنا الله والنعم الوكيل

سعادة الرئيس
26 Mar 2006, 02:05 AM
شكراً لمرورك وتعليقك ابو زياد

بحار
26 Mar 2006, 02:57 PM
سعادة رئيسي الموقر


مشكلة هذه الجراح إن سمحت لي بتسميتها جراح أنها بفعل أيادينا المسلمة .............

البرهان
27 Mar 2006, 07:19 PM
اختيار موفق لمقال رائع أيها الكاتب

سعادة الرئيس
28 Mar 2006, 12:45 PM
بحار

البرهان


شكراً لمروركما