رفحاء82
31 Mar 2006, 10:19 PM
الدكتور/ عبدالله زقيل........
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
جلستُ مع ثُلةٍ من الإخوةِ كان منهم مَنْ حضر مؤتمر النصرةِ في البحرين ، وقد أثنوا على المؤتمر ثناءً عطراً في العديد من جوانبه ومنها القرارات والتوصيات التي خرجوا بها ، ومن أهمها – في رأي - : " الالتزام بوثيقة المقاطعة الاقتصادية ووثيقة ضوابط النصرة الصادرتين عن المؤتمر كضوابط شرعية لاستمرار النصرة " ، وهذا ما أكدهُ الإخوةُ الذين حضروا المؤتمر ، وقالوا أن المؤتمر ثمن الاعتذار الذي أبدته شركة " آرلا الدنماركية للأغذية " مع عدم رفع المقاطعةِ عن الشركةِ ، ولكن تفاجأ الجميعُ ببيانٍ صادرٍ عن موقعِ " الإسلامِ اليوم " على الشبكةِ بتوقيعِ رئيس المؤتمرِ الدكتور يوسف القرضاوي ، والأمين العام الدكتور سلمان العودة – عفا الله عنهما - يستثني الشركةَ من المقاطعةِ لأسبابٍ غريبةٍ عجيبةٍ .
ولي مع هذا البيانِ وقفاتٌ :
• الوقفةُ الأولى :
صدر القرار في تاريخ 28 – 2 – 1427هـ ، والمؤتمر عُقد في يومي الأربعاء والخميس 22 - 23صفر 1427هـ الموافق 22 - 23 مارس 2006م ، فكيف صدر بعد انتهاءِ المؤتمرِ ؟! ... وهل كان الحاضرون للمؤتمرِ لا يعلمون به ؟! ... وهل حصلت خدعةٌ للحضور ؟! ... هل حصلت مؤامرةٌ في المؤتمر ؟! ... نريدُ أجوبةً على الأسئلةِ ! إن هذا لشيءٌ عجاب !
بالرغم من تأكيدِ الإخوةِ الذين حضروا المؤتمر أن المؤتمر ثمن فقط ما قامت به الشركة ، ركزوا " ثمن " ولم يستثني من قرارِ المقاطعةِ أيّ شركةٍ مهما كانت ...
• الوقفةُ الثانية :
عندما ذهب الداعية عمرو خالد والدكتور طارق السويدان إلى الدنمارك لعقد مؤتمرٍ في بلادٍ طعنت في أعز ما نملك غضب الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ، وكان موقفهُ واضحاً من ذهابِهم إلى هناك ، ورجعوا – مع الأسف – بخفي حنين ، ولكننا إذ بنا نجدُ من خلال هذا البيانِ الصادرِ بعد انتهاءِ المؤتمر أن المؤتمر وقع في مثل ما وقع فيه من ذهب إلى هناك ، وخالفوا موقف الأمةِ من المقاطعةِ ، وهو موقفٌ واضحٌ في أن المقاطعةَ ليست لشركةٍ معينةٍ ، بل للحكومةِ الدنماركيةِ وموقفها المخزي والمتعنت من الإساءة لنبينا صلى اللهُ عليه وسلم ، فلماذا إذاً أقمتم الدنيا ولم تقعدوها عندما أقيم مؤتمر الدنمارك ؟! ولماذا قلتم : " مَنْ خولهما بالتحركِ نيابةً عن الأمةِ ؟! والآن يطرحُ السؤالُ نفسهُ على هذا البيانِ .
• الوقفةُ الثالثة :
هذا الاستثاء له تبعاتهُ وآثارهُ ومن أهمها أنه فتٌ من عضد الأمةِ بعد أن اجتمعت وأجمعت على مقاطعة المنتجاتِ الدنماركية بجميع أنواعها وأصنافها ، وأيضاً تبديدٌ لتلك الجهودِ المباركةِ سواء كانت من الحكومات أو الأفراد أو التجار بعد الحدث والتي كان لها الأثرُ البالغُ في اقتصادِ الدنمارك وتكبدت خسائر بالمليارات ، واللهُ قد أمر الأمة بالاجتماعِ على الخير قال تعالى : " وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ " [ الأنقال : 46 ] ، قَالَ مُجَاهِد : وَذَهَبَتْ رِيح أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ نَازَعُوهُ يَوْمَ أُحُد .
وأخشى أن يكونَ وَرَاء الأكَمةِ مَا وَرَاءَهَا من خلال هذا البيان ، فقد ظهرت تصريحاتٌ غريبةٌ في بعضِ الصحفِ في أثناء المؤتمر في البحرين تشعرك أن الأمر مبيتٌ ! وأن المواقفَ تغيرت ! ومن ذلك ما صرح به الشيخ احمد عكاري المتحدث الرسمي باسم « اللجنة الاوروبية لنصرة خير البرية » وأحد قادة مسلمي الدنمارك ، لـ«الشرق الأوسط» ( 23 – 3 – 2006م ) حيث قال : إن مسلمي الدنمارك لم يطالبوا بالمقاطعة ، بل فرضت علينا ولم نتأثر بها إطلاقا» ، مستدركا أنه ما دامت المقاطعة قد حدثت « فلنبحث عن سبل وقف هذه المقاطعة » ، معتبرا أن هناك خطوات باتجاه تخفيف حدة الأزمة ، ومنها ما قامت به شركة آرلا فودز ، ونأمل في أن تتبعها بقية الشركات الدنماركية الأخرى » .
سبحان الله ! هذا كلامٌ عجيبٌ غريبٌ ! بعد كلّ هذه الجهودِ يأتي المتحدثُ الرسمي بمثل هذا الكلام ، ماذا جرى ؟! ما سبب انقلاب الموقفِ 180 درجة ؟! وفي الحقيقة بدأتُ أصدقُ ما قيل أن هناك ترتيبات وأمور تحدثُ في الخفاءِ للتخفيف من جذوةِ المقاطعةِ .
• الوقفةُ الرابعةُ :
سيكون هذا البيان بمثابةِ شماتةٍ من أعداءِ المقاطعةِ ، والذين كتبوا ونادوا عند بدايتها بأنه لا جدوى من المقاطعةِ ، وكانت أقلامهم تقول : ما ذنب التجار ؟ ما ذنب الحكومة الدنماركية والمسيء صحيفة في بلادها ؟ ما ذنب الشعبِ الدنماركي ؟ وغير ذلك من التبريرات الساذجة ، ولكنهم الآن وبعد صدور البيان سيظهرون الشماتةَ والسخريةَ من انقلابِ المواقفِ ، وستذكرون ما أقولُ لكم بعد صدور هذا البيانِ .
• الوقفةُ الخامسةُ :
المطالبةُ باستمرارِ المقاطعةِ للمنتجاتِ الدنماركيةِ حتى تعتذر الحكومةُ الدنماركيةُ اعتذاراً رسمياً يعلمُ به القاصي والداني ، ومحاكمة الرسام الذي سخر من نبينا صلى الله عليه ، ولا مجال للمساومةِ ، ونبينا صلى اللهُ عليه وسلم أعز وأغلى من جبنةِ بوك والبقرات الثلاث وزبدة لورباك ، فلن نموت جوعاً إذا لم نأكلها ، وستثيتُ الأيامُ أن هناك من يريدُ أن يساومَ في موضوعِ المقاطعةِ على حسابِ أمورٍ أخرى ، ويتعذر بأعذارٍ واهيةٍ ... قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
وعلى من أصدر البيان أن يتقي اللهَ ، ولا يساوم في نبينا صلى اللهُ عليه وسلم من أجل أعذارٍ واهيةٍ ، وليتنا نرجعُ إلى علماءِ الأمةِ العاملين وهم - وللهِ الحمد – متوافرون ، وليس إلى أولئك الذين قدمتهم القنواتُ الفضائيةِ ولمعتهم حتى أصبحوا – مع الأسف – مرجعاً للأمةِ في كلّ كبيرةٍ وصغيرةٍ تصاب بها الأمةَ ، وليس لمجرد ظهوره في قناةٍ فضائيةٍ تخولهُ أن يتكلمَ نيابةً عن الأمةِ ، أو يجتمع في مؤتمر يتحدث فيه بلسان الأمةِ وهي لم تخولهُ بذلك .
وأكتفي بهذه الوقفاتِ التي أسألُ اللهَ أن يجعل فيها بياناً واضحاً وشافياً لمن أراد الحقّ .
إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ .
• كتبه
عبد الله زقيل
الجمعة 2 ربيع الأول 1427 هـ
الرابط
http://alsaha2.fares.net/sahat?14@149.uZp2cwiRm6E.0@.2cc0c552
الحمدُ للهِ وبعدُ ؛
جلستُ مع ثُلةٍ من الإخوةِ كان منهم مَنْ حضر مؤتمر النصرةِ في البحرين ، وقد أثنوا على المؤتمر ثناءً عطراً في العديد من جوانبه ومنها القرارات والتوصيات التي خرجوا بها ، ومن أهمها – في رأي - : " الالتزام بوثيقة المقاطعة الاقتصادية ووثيقة ضوابط النصرة الصادرتين عن المؤتمر كضوابط شرعية لاستمرار النصرة " ، وهذا ما أكدهُ الإخوةُ الذين حضروا المؤتمر ، وقالوا أن المؤتمر ثمن الاعتذار الذي أبدته شركة " آرلا الدنماركية للأغذية " مع عدم رفع المقاطعةِ عن الشركةِ ، ولكن تفاجأ الجميعُ ببيانٍ صادرٍ عن موقعِ " الإسلامِ اليوم " على الشبكةِ بتوقيعِ رئيس المؤتمرِ الدكتور يوسف القرضاوي ، والأمين العام الدكتور سلمان العودة – عفا الله عنهما - يستثني الشركةَ من المقاطعةِ لأسبابٍ غريبةٍ عجيبةٍ .
ولي مع هذا البيانِ وقفاتٌ :
• الوقفةُ الأولى :
صدر القرار في تاريخ 28 – 2 – 1427هـ ، والمؤتمر عُقد في يومي الأربعاء والخميس 22 - 23صفر 1427هـ الموافق 22 - 23 مارس 2006م ، فكيف صدر بعد انتهاءِ المؤتمرِ ؟! ... وهل كان الحاضرون للمؤتمرِ لا يعلمون به ؟! ... وهل حصلت خدعةٌ للحضور ؟! ... هل حصلت مؤامرةٌ في المؤتمر ؟! ... نريدُ أجوبةً على الأسئلةِ ! إن هذا لشيءٌ عجاب !
بالرغم من تأكيدِ الإخوةِ الذين حضروا المؤتمر أن المؤتمر ثمن فقط ما قامت به الشركة ، ركزوا " ثمن " ولم يستثني من قرارِ المقاطعةِ أيّ شركةٍ مهما كانت ...
• الوقفةُ الثانية :
عندما ذهب الداعية عمرو خالد والدكتور طارق السويدان إلى الدنمارك لعقد مؤتمرٍ في بلادٍ طعنت في أعز ما نملك غضب الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ، وكان موقفهُ واضحاً من ذهابِهم إلى هناك ، ورجعوا – مع الأسف – بخفي حنين ، ولكننا إذ بنا نجدُ من خلال هذا البيانِ الصادرِ بعد انتهاءِ المؤتمر أن المؤتمر وقع في مثل ما وقع فيه من ذهب إلى هناك ، وخالفوا موقف الأمةِ من المقاطعةِ ، وهو موقفٌ واضحٌ في أن المقاطعةَ ليست لشركةٍ معينةٍ ، بل للحكومةِ الدنماركيةِ وموقفها المخزي والمتعنت من الإساءة لنبينا صلى اللهُ عليه وسلم ، فلماذا إذاً أقمتم الدنيا ولم تقعدوها عندما أقيم مؤتمر الدنمارك ؟! ولماذا قلتم : " مَنْ خولهما بالتحركِ نيابةً عن الأمةِ ؟! والآن يطرحُ السؤالُ نفسهُ على هذا البيانِ .
• الوقفةُ الثالثة :
هذا الاستثاء له تبعاتهُ وآثارهُ ومن أهمها أنه فتٌ من عضد الأمةِ بعد أن اجتمعت وأجمعت على مقاطعة المنتجاتِ الدنماركية بجميع أنواعها وأصنافها ، وأيضاً تبديدٌ لتلك الجهودِ المباركةِ سواء كانت من الحكومات أو الأفراد أو التجار بعد الحدث والتي كان لها الأثرُ البالغُ في اقتصادِ الدنمارك وتكبدت خسائر بالمليارات ، واللهُ قد أمر الأمة بالاجتماعِ على الخير قال تعالى : " وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ " [ الأنقال : 46 ] ، قَالَ مُجَاهِد : وَذَهَبَتْ رِيح أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ نَازَعُوهُ يَوْمَ أُحُد .
وأخشى أن يكونَ وَرَاء الأكَمةِ مَا وَرَاءَهَا من خلال هذا البيان ، فقد ظهرت تصريحاتٌ غريبةٌ في بعضِ الصحفِ في أثناء المؤتمر في البحرين تشعرك أن الأمر مبيتٌ ! وأن المواقفَ تغيرت ! ومن ذلك ما صرح به الشيخ احمد عكاري المتحدث الرسمي باسم « اللجنة الاوروبية لنصرة خير البرية » وأحد قادة مسلمي الدنمارك ، لـ«الشرق الأوسط» ( 23 – 3 – 2006م ) حيث قال : إن مسلمي الدنمارك لم يطالبوا بالمقاطعة ، بل فرضت علينا ولم نتأثر بها إطلاقا» ، مستدركا أنه ما دامت المقاطعة قد حدثت « فلنبحث عن سبل وقف هذه المقاطعة » ، معتبرا أن هناك خطوات باتجاه تخفيف حدة الأزمة ، ومنها ما قامت به شركة آرلا فودز ، ونأمل في أن تتبعها بقية الشركات الدنماركية الأخرى » .
سبحان الله ! هذا كلامٌ عجيبٌ غريبٌ ! بعد كلّ هذه الجهودِ يأتي المتحدثُ الرسمي بمثل هذا الكلام ، ماذا جرى ؟! ما سبب انقلاب الموقفِ 180 درجة ؟! وفي الحقيقة بدأتُ أصدقُ ما قيل أن هناك ترتيبات وأمور تحدثُ في الخفاءِ للتخفيف من جذوةِ المقاطعةِ .
• الوقفةُ الرابعةُ :
سيكون هذا البيان بمثابةِ شماتةٍ من أعداءِ المقاطعةِ ، والذين كتبوا ونادوا عند بدايتها بأنه لا جدوى من المقاطعةِ ، وكانت أقلامهم تقول : ما ذنب التجار ؟ ما ذنب الحكومة الدنماركية والمسيء صحيفة في بلادها ؟ ما ذنب الشعبِ الدنماركي ؟ وغير ذلك من التبريرات الساذجة ، ولكنهم الآن وبعد صدور البيان سيظهرون الشماتةَ والسخريةَ من انقلابِ المواقفِ ، وستذكرون ما أقولُ لكم بعد صدور هذا البيانِ .
• الوقفةُ الخامسةُ :
المطالبةُ باستمرارِ المقاطعةِ للمنتجاتِ الدنماركيةِ حتى تعتذر الحكومةُ الدنماركيةُ اعتذاراً رسمياً يعلمُ به القاصي والداني ، ومحاكمة الرسام الذي سخر من نبينا صلى الله عليه ، ولا مجال للمساومةِ ، ونبينا صلى اللهُ عليه وسلم أعز وأغلى من جبنةِ بوك والبقرات الثلاث وزبدة لورباك ، فلن نموت جوعاً إذا لم نأكلها ، وستثيتُ الأيامُ أن هناك من يريدُ أن يساومَ في موضوعِ المقاطعةِ على حسابِ أمورٍ أخرى ، ويتعذر بأعذارٍ واهيةٍ ... قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
وعلى من أصدر البيان أن يتقي اللهَ ، ولا يساوم في نبينا صلى اللهُ عليه وسلم من أجل أعذارٍ واهيةٍ ، وليتنا نرجعُ إلى علماءِ الأمةِ العاملين وهم - وللهِ الحمد – متوافرون ، وليس إلى أولئك الذين قدمتهم القنواتُ الفضائيةِ ولمعتهم حتى أصبحوا – مع الأسف – مرجعاً للأمةِ في كلّ كبيرةٍ وصغيرةٍ تصاب بها الأمةَ ، وليس لمجرد ظهوره في قناةٍ فضائيةٍ تخولهُ أن يتكلمَ نيابةً عن الأمةِ ، أو يجتمع في مؤتمر يتحدث فيه بلسان الأمةِ وهي لم تخولهُ بذلك .
وأكتفي بهذه الوقفاتِ التي أسألُ اللهَ أن يجعل فيها بياناً واضحاً وشافياً لمن أراد الحقّ .
إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ .
• كتبه
عبد الله زقيل
الجمعة 2 ربيع الأول 1427 هـ
الرابط
http://alsaha2.fares.net/sahat?14@149.uZp2cwiRm6E.0@.2cc0c552