المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبْـعِـدُوها ( 3 - 7 ) : سوسي والشهرة ..... الجميلة والوحش !!



الباحث عن الحق
04 Apr 2006, 03:23 AM
كنت قد كتبت سابقًا موضوعين اثنين بعنوان ( أبعدوها ... ) من أصل سبعة أجزاء ، ثم انقطعت عنها لظروف منعتني من دخول الأنترنت ، وهاأنا أكمل مابدأته ، أسأل الله أن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار . آمين

أبْـعِـدُوها ( 1 - 7 ) : السّوسة " سوسي " .... اللي في بطنه تيس يثغي !
http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=13912


أبْـعِـدُوها ( 2 - 7 ) : " سوسي " .... راقصة في بار الشّائعات !
http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=13963


أبْـعِـدُوها ( 3 - 7 ) : سوسي والشهرة ..... الجميلة والوحش !!

طبعًا الوحش : سوسي ... والجميلة : الشهرة .

كان ياماكان ، حَدَثَ فِي هَذا الزمَان ، أنْ عاشَت فيه " سوسة " تُدعَى " سوسي " في حقدٍ دفين ، وسَيْطرَةٍ مِـن الشياطِـين ، لديها هِـمّة مُرتفِعَة ... لكنّهَا بالعَـكسِ ، ونَظرَة ثاقِبَة ... لكنّها من أحمق ، وَطاقَة عالية ... لكنها من سَفِيه ، ولِـ " سوسي " هَمّ يؤرّقها ، وغمّ يُبْعِدُ النّوم عَن عَيْنَيْها ...... إنّه العشق ؛ يَالَ حَالِ العُـشّـاق مَاأنْـكـدَ عيشِـهـِم ، وأحْصَرَ قـُـلوبهم ، وأسْوَأ حَالهـم :

العِشْقُ لا يَسْتَفِيقُ الدّهْر صَاحِبُهُ ... وإنّمَا يَصْرَعُ المَجْنون فِي الحِين

كانَت " سُوسِي " لايَغشاهَا أمَنَة مِن نُعَاسٌ ولا نَوْم ، تَتَأوّه كالقَطة ، وتَبْـكِي كالنّائِحَة المُسْتأجَرَة ، فَلا تَجِدُ بُدّا مِنَ التّرْويحِ عن نفسِهَا ؛ بالذّهابِ إلى أعَزّ أمَاكِنِهَا ، وأقرَبهَا إلـَى قلبها ؛ لأنّها تجِدُ فِيهَا مِن سُكون النّفس ورَاحَةِ البال مَاتُسلي بهِ عَن نفسِهَا ، تُفضِي إلى مَكانِهَا المُفَضّـل ماتضمُرُه من أحْزَانٍ وشُجُون ، وتَبُث إليه مايَعْتَريهَا من خطوبٍ وآهات ، وَتَزُفّ ماعِندَها من دُمُوع التّمَاسِيح ...آآآ ... أقصد مِن دُموع ٍ حَارّة ، وهَاهِي أنظرُ إليْهَا وَقد ذهَبَت إلى ذَلك المَكان .

وبين المزابلْ .... تُزَفّ الدّمُوع :

بِركلِهَا بـِ ( قوطِي ) فارغ ليَبْتَعِدَ عَنْهَا مَسَافةً قَريبَة ؛ تُعْلِن " سوسي " دُخُولها أعَزّ الأمَاكِن إلى قَلبِهَا ، وأقرَبُها إلى نَفْسِهَا ....... ( المحرُوقَات ) .... حَيْثُ تَجِدُ فِيهَا " سُوسِي " رَاحَة البال ، وَسُكونَ النّفس ، وَهَذا ليْسَ بـِمُسْتَغْرَب أبدًا ، أوَليْسَت هِي مُبْتغاها وغَايتها ؟؟!!! (1) . المهم .. أخَذَت " سُوسِي " مُستقرّها فِي مكان مُرتَفِع بَيْنَ المَزابل ، ولعَمَلها هذا - أيْ وُقوفها في مَكان مُرتفِع بين المزابل - حِكمَة نَفسِيّة ؛ حيث تُمرّن " سُوسِي " نفسَها على اعتلاءِ الزّعامة فِي زاويَة مِن زَوَايَا الدّنيا (1) ، وبَعْدَ أن ِ اسْتَقَرّت " سُوسِي " فِي مكانِهَا ، وَسَادَ الصّمْت الأجْوِاء ، وَعَمّ المَكان الهُدُوء ، وسَـكَتَت الأصْوَاتُ إلا مِن مِواء قِطة ، أو نبَاح كلب - أكرمكم الله - ، انطلَقَت " سُوسِي " في أفكارهَا ، وبَدَأت فِي مُنَادَمَتِها للمكان :
( إييييييهٍ يَا " سُوسِي " !!
إلى مَتَى ؟؟!! ...
إلى مَتَى وَأنْا مَنْبُوذة مِنَ الجَمِيع ؟؟!!
إلى مَتَى وأنَا لسْتُ بالشّهِيرَة؟!
آآآآآه ٍ .... آآآآآهْ !!
فَاقَنِي الأقرَان ... وَتَجَاوَزَنِي الصّغار !!
وأنَا أنَا ... ( مَكانِك سر ) !!
لكنّي أعْرفُ نفسِي جَيّدًا ، العِلمُ ليْسَ لي طريقٌ أسلكه إليه ، وليْسَ لي وُجْهَة مُوَليها ، لاإلى دَعْوة ولاأخْلاق ولا كتابَةٍ ولاخَطابَةٍ ولاإلى أيّ وجْهَةِ خير !!
هل أصْمُت؟!! بالتأكيد لااا ، لكِن مالذي أفْعَله ، فأنَا أحِبّ الشّهْرَة وأفدِيها بِنفسِي...آآآآ ... أقصد .. بـِأهلي وكل قريبٍ لي .... آآآآآآآه ... آآآه :
في القلب مني غرام ***** للنّار فيهِ اسْتِعَارُ
وفِي فُؤادِيَ جَمْرٌ ***** والجَمْرُ فِيهِ شرَارُ
والعَيْنُ تهْطل دَمْعًا ***** فَدَمْعُهَا مِدْرَارُ
ماذا أفْعَل ؟؟ أنا كسُولة مع الخَوَالف ، لاأجيدُ إلا ( البَرْبَرة ) و ( السّوَالِف ) ، ولكل جِهَةِ خَيْر مُخَالِفْ ... فآآآآه ثمّ آآآآه )
لم تَملك " سُوسِي " إلا أن ذَرفَت دمُوعها ، وصَاحَت وشقّت جيْبَها ، ولطمت خدّهَا ، وولوَلت ووَلوَلت .. وَلي وَلي ياوَيْللي !!! ثمّ سكتت وَانْتَبَهَت ، والتَفَتت فإذا القِطط والكلاب ، قدِ ارتفَعَت رؤوسُهَا تَنظر إليْهَا ، ولِسَانُ حَالِهَا : الله لايكثّر الخبُول ... آآآ ... أقصد الخِبلات ، فَتَدَارَكت " سُوسِي " الوَضعَ ، فمَسَحَت دَمْعَهَا بـِبَقايا ثِيَابٍ قدِيمَة ، ثُم أخَذَت نَفَسًا عَمِيقًا مَشُوب برَوائح المَكان ، ثُمّ شخصَت بِعيْنِها قليلا ، فَفَكرت وقدّرت فابْتَسَمَت ، ثمّ قَويت عزيمَتَها فَجْأة ، وقَالت بِصوْتٍ مَسْمُوع : ( لا يَا " سُوسِي " لاتستسلِمِي أبدًا ، فَإنك إنْ لمْ تَصِلِي إلَى الشّهرة عَبْرَ العلم والدّعوة ، فإنّك تسْتطِيعِين أن تَصِلي إليها عَبْرَ أهل العِلمِ والدّعوَة ) سَكتَت " سُوسِي " قَلِيلا متأمّلة فِي هَذهِ الفِكرة التي طرَأت عليْهَا ، ثُمّ ابتسَمَت ابْتِسَامَةً واسعَة ، وقَدْ أعْجبَت بِهَذِه الفِكرة ، فَأكمَلت كلامَهَا قَائِلة :
( وجدتها .... انقدِي المَشهُورين مِن أهْل العِلم والدّعوَة ، شَوّهِي سُمْعَتهُم ، اقذفِيهم بكل سيّئة ، تكلمِي عَنهُم فِي كل مَجلس بِكل نَقِيصة ، تَكلمِي عَنهُم وَكأنّكِ أعْلى مِنهُم ، استَخدِمِي كل وَسِيلةٍ لإسْقَاطِهِم ، وعَلى رأسِها الكذِب .. نعم اكذبي ... واكذِبي ... وَاكذِبـِي حَتّى تُصَدّقِين ؛ بَل حَتّى تُصدّقِين أنْتِ كِذبَتكِ ، اختَاري مِنَ الظنُون أشْنعهَا ، ومِنَ التّفسِيرَاتِ أقبَحَهَا ، وإن أحْسَسْتِ بالخَطر ، وبِأنّك أكتُشِفْتِ فاجْحَدِي وَاكذبي ، وَانْفَي كل مَانُسِبَ إليْكِ مِمّا هوَ فِي الحقِيقَة كلامُكِ ، وَلكِن للضّرُورَاتِ أحْكام ، وَالغَايَة تُبَرّر الوَسِيلة ، وغَايَتِي هِيَ ( الشّهْرَة ) وهِيَ ضَرُورَة بِالنّسبَةِ لدَي ؛ إذًا فَحيّهلا بِالكذِب وَالخَدِيعَة والظنّ السيّء ...... )
ابْتسَمَت " سُوسِي" وَأحسّت بالرَاحَة ... ونظرت إلى السّمَاء ... آآآ ... أقصِد إلى المَزبَلة وقالت : ( هَلـُمّ إلَى الشّهْرَة ) ثمّ قامَت وخرَجَت مِن المَحْرُوقات مُتبرّكة بهَا ؛ لأنّها مُنطلق مَشرُوعها الجَديد ...... ( الطريق إلى الشهْرَة ) .


يتبع

---------------------------------------------------------------------------------------

(1) رُوي عَن الفَارُوق عُمَرُ بن الخَطاب - رَضِيَ الله عَنهُ - أنهُ مَرّ بِمَزْبَلةٍ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا ، فَكأنّ أْصحَابَهُ تَأذّوا بهَا ، فقال : هَذِهِ دُنْيَاكمْ التي تَحْرصُونَ عليْهَا .

الدب الداشر
04 Apr 2006, 04:09 AM
آه ..


سوسي ..










اين ومتى .. كان لك نصيب من الإختفاااااااااااااااااااااااااء ..




قلم سيّال .. أبا عبدالله ..



باركك الله وأجارك من النااار

ليث
04 Apr 2006, 09:10 AM
تسلم ابوعبدالله يعطيك الف عافيه


ابدااااااااااااااااااااااااااااع فلك الشكر

الباحث عن الحق
04 Apr 2006, 11:50 PM
أخي الحبيب الدب الداشر /

آمِين ، وإيّاك جمَعَنِي الله وَإيّاك فِي مُسْتَقَرّ الجِنَان ... حيّاك الله أخِي ، تشرّفْتُ بِمُرُورك على المَوْضُوع .



أخِي العَزيز ليث /

عَفْوًا .... جزاك اللهُ خَيْرا .