ابو باز
16 Apr 2006, 06:00 PM
الحمد لله الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى ، خلق الإنسان من صلصالٍ ، ووفقهُ لمعرفةِ ما يحتاجُ إليه في سائرِ الأحوال ، ثُمَّ جعل منهُ فريقاً إلى الهدى وفريقاً إلى الضلال، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه وصحبه والآل، صلاةً دائمةً إلى يوم الدين والمآل، أمَّا بعد :
فيا أيُّها الأخوةُ في الله:
فهذا رجلٌ يملك بستاناً فيه رياحينُ وأزهارُ وورود ، إذا تعاهدها صاحبها بالسقايةِ والرعايةِ والاحاطة ستنمُو وتينعُ كلَّ حينٍ بإذنِ الله، , لكن لو جعلها نسياً منسيا، وتركها وشأنهَا، فلم يُحطها برعايةِ، فإنَّ الجميعَ ستتفق آراؤهم على أنَّ مآلَ هذا الرياحيِنُ والأزهارِ إلى الخسارة والبوار. وانها لدعوة مع اقبال هذا الصيف الى الاهتمام بالازهار والورود من سقاية بماء الحياة ووضعها في تربة طيبة وجلب مايصلحها من سماد وهواء وابعاد كل مايفسدها ويعكر نموها فالأتربة والغبار والحشرات والديدان ادوات افساد لها
وهكذا أحبتي الكرام: هذه الرياحينُ والزهور هم أبناؤنا , وفلذاتُ أكبادِنا، ومهجُ نفوسِنا، وحباتُ قلوبنِا، هذه الرياحينُ إذا أحطَّتها بنُصحك ورعايتك، نلت ما ترجوهُ بإذن الله تعالى من برِّها وإحسانها، في حياتك وبعد مماتك، وإن أهملتها وضيعتها، فقد حاقَ بك الفساد، وما ربك بظلامٍ للعباد .
أيُّها الإخوة الكرام :والناضر لاولادنا وفلذات اكبادنا ليجد امرا عجيبا تتفطر له الاكباد فذاك ابن لايعرف الصوم ولا الصلاة ظن ان ذلك تخلف ورجعية وان تلك الصلاة مجرد حركات يؤديها المساكين وبدون أي فائدة تذكر ظن ان ترك الصلاة امرا عاديا ماتربى ان تركها كفر وهلاك وخسار وبوار وان المحافظة عليها نور وبرهان وفلاح ونجاة وتوفيق وانس بالله وطمأنينة وسعادة وبعد عن الهموم والغموم وراحة بال واخر وقع في حبال المخدرات فضيع دينه ودنياه واصبح عالة على نفسه واهل بيته يضرب والديه ويفتك ويتاجر بعرضه وشرفه واخر قد تنكر في لبسه ومشيته قد زين شعره وضيق ثوبه واظهر مفاتنه فتقسم اذاك رجل اوامراة واما الجوال الكاميرا فحدث عن ذلك من صور خليعة تخدش الحياء ومقاطع للفيديو تفعل الفاحشة وصور لنساء عاهرات وبدون رقيب ولاحسيب على هذه الجوالات والا فما فائدة والد يشتري لاولاده مثل هذه الاجهزة وتلك والله ماسي ماحدثت الا باهمال التربية وترك العناية بهم منذ الصغر وهي تبدا من اختيار الزوجة الصالحة واتخاذ الأسباب الشرعية
ايها المسلمون :ان انحراف كثير من ابنائنا في سلوكه واخلاقه لهو امر خطير اول من يجني مضاره وعواقبه هم والديه واليك اخي المبارك بعض اسباب الانحراف لعلك ان تتجنبها في تربيتك لاولادك عسى الله ان يخرجهم صالحين نافعين لوالديهم ومجتمعهم . اللهم اهد شباب المسلمين وردهم اليك ردا جميلا يارب العالمين
من الاسباب : اهمال اختيار الزوجة والزام الوالدين او العادات للولد بالزواج ببنت العم او القريب من دون نظر صحيح للاختيار هذا عواقبه وخيمة والا ماذا يرجى من الزواج بامراة خراجة ولاجة همها نفسها وزينتها او امراة يعلو صوتها كل صوت هي الامرة الناهية قولها يطاع وغيرها يعصى فلايلقى أي اهتمام وكيف يتربى الاولاد والام مشغولة خارج البيت وابوهم مشغول ايضا في سهراته وعزائمه او تجاراته فلاشك أن الأبناء سينشؤون نشأة اليتامى ويعيشون عيش المتشردين
وصدق الشاعر :
ليس اليتيمُ من انتهى أبواه مِن ْ *** هم الحياةِ وخلفاهُ ذليلاً
إن اليتيمَ هو الـذي تلقى لـه *** أُماً تخلت أوأباً مشغولاً
ومن الأسباب أيها المسلمون :إهمال التربية في الصغر والتدليل والدلع العاطفةُ الزائدةُ التي تجعلُ الآباءَ يتغاضون عن توجهات أبنائهم ، ويتساهلونَ ببداياتها، أو أنَّهم يتحرجون من مواجهتهم بالنصح والإرشاد ، وبيانِ الأخطاءِ التي تلاحظُ على الأبناءِ وبأسلوبٍ أبويٍّ حكيم .
وهذا يُخالفُ ما كان عليه منهج رسول الله r في التعامل مع الصغار، خذ مثلاً عندما رأى النبي r عمر بن أبي سلمة تطيشُ يدُهُ في الصحفة، فقال لهُ النبي r مبادراً لنُصحه وتوجيههِ : (( يا غلام سمِّ الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك ..)) رواه البخاري .
ولما رأى النبيُ r صبياً قد حُلق بعضُ رأسه وتُرك بعضُه ..لم يسكت r وقال هؤلاءِ أطفالٌ صغار، أو هؤلاءِ في سنِ المراهقة، بل نهاهم عن ذلك وقال : (( احلقوهُ كلَهُ أو اتركوه كلَه )) رواه النسائي ، قارن هذا وبين ما عليه أبناءُ المسلمين اليوم من قصا تٍ غربية حتى وهم صغار، والذي يفعلُ ذلك بهم همُ الآباء- فالله المستعان- لمَّا أخذ الحسنُ بنُ علي- رضي الله عنهما- تمرةً من تمرِ الصدقة فجعلها في فيه، قال النبي r له : كخٍ كخ، ليطرحها، ثم قال : (( أما شعرت أنَّا لا نأكلُ الصدقة)) رواه البخاري ولم تمنعهُ r العاطفةُ الأبويةُ من أن يُحذِّر ولدَه من أكلِ هذه التمرةِ.
فأين الذين يرون أولادَهم يُشاهدون الأفلامَ؟ وينامون عن الصلاة ؟ أين نصحُهم وإرشادُهم وتذكيرُهم بالله تعالى؟ لما دخل ابنٌ لعمرَ بنِ الخطابِ وقد ترجَّل ولبس ثياباً حسنةً(انظروا ايها الاخوة وقارنوا بيننا وبين عمر لتروا الفرق في التربية ) ضربهُ عمرُ بالدرةِ حتى أبكاه، فقالت له حفصة : لم ضربتهُ ؟ قال:رأيتهُ قد أعجبتهُ نفسُهُ فأحببتُ أن أُصغرها إليه، ولمَّا دخل ابنٌ لعبد ِالله بنِ مسعود وكان لابساً لقميصٍ من حرير، قال له: من كساك هذا ؟ قال: أمي ، فقام فشقَّهُ نصفين، وقال له : قل لأمك تكسوك غير هذا . [4]
ونحنُ الآن نرى ارتداءَ بعضِِ أبنائنا ملابسَ تستحي النساء العاقلات من لبسها فكيف بالرجال
ولا عجبا ان النساء ترجلت ................ ولكن تأنيث الرجال عجيب
ومن اسباب انحراف الابناء: النزاع والشقاق بين الآباء والأمهات ارتفاع الاصوات والتخاصم على ادنى سبب وامام اطفالهم : فالولد حين يفتح في البيت عينيه ويرى الخصومة وجو المشاكل بعيدا عن الرحمة والرفق واللين سيترك حتماً جو البيت القاتم ويهرب ليفتش عن رفاق يقضي معهم جل وقته وهناك وبدون علم الابوين يصطاده الصيادون فيوقعونه في شباكهم ويفسدونه أي فساد والطامة الكبرى والمصيبة العظمى الطلاق خراب البيوت وهادم الاسر فالولد الذي قد طلقت والدته وتشتت شمله لايجد الأم التي تحنو عليه ولا الأب الذي يقوم على أمره ويرعاه فإنه لاشك سيندفع نحو الجريمة ويتربى على الفساد لاسيما عند زواج الأم وإهمال الاب
ومن الاسباب ايها المسلمون :اهمال معرفة رفقة الابناء ذكورا او اناث وتركهم يمشون مع من يريدون ويصاحبون مايشاءون والصاحب ساحب والمرء على دين خليله والمرء لابد له من رفقة في حياته لكن ينبغي على الاباء تعريف الابناء من هو الصديق والجليس الصالح وذكر صفاته وتعريفهم ايضا بالجليس السيْ ومضاره ثم بعد ذلك يوجهه لرفقة صالحة تعينه بعد الله على صلاحه واستقامته والمصيبة العظمى ان من الاباء من ينام قرير العين ليلا ونهارا ولايهتم من ابناءه اين هم وماذا يفعلون ومع من يمشون وهناك في الليالي المظلمة تحاك لابنائه الخطط وهو نائم وابنه في شراك ذئاب بشرية همها افساد الابناء وايقاعهم في المخدرات
ومن الاسباب ايها المسلمون : سوء معاملة الأبوين : من الأمور التي يكاد يجمع علماء التربية عليها أن الولد إذا عومل من قبل ابويه المعاملة القاسية وأدب من قبلهم بالضرب الشديد والتوبيخ القارع فان ردود الفعل ستظهر في سلوكه وخلقة مما قد يؤول به الأمر إلى ترك البيت نهائياً للتخلص مما يعانيه من القسوة والمعاملة الأليمة والضرب ليس حلا ولامن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الا ما امر به من جهة الصلاة ان يضرب الطفل اذا ترك الصلاة وعمره عشر سنين ولذا ينبغي للاباء والمربين النظر بعين الشفقة والرحمة لهؤلاء الاطفال المساكين والعطف عليهم وتوجيههم برفق ولين
كذلك ينبغي للمربين والاباء التفريق بين معاملة الكبير والصغير والمراهق فلكل معاملة تليق بهولاتصلح لغيره بحكم السن والتفكير والمرحلة
ومن اسباب انحراف الابناء :عدم متابعتهم في المدارس فالمدرسة محضن من محاضن التربية عظيم يقضي فيها الابناء معظم اوقاتهم فاهمالها واهمال زيارتها امر خطير بل ان المدارس لتشكو من قلة زيارات اولياء الامور والسؤال عن ابنائهم واخلاقهم وسلوكهم وهذا دليل اهمال التربية وتضييع الامانة ومن ضيع الامانة وغش الرعية فهو على خطر عظيم نعوذ بالله من ذلك .
ايها المسلمون : هذه بعض الاشارات وبعض اسباب الانحراف في صفوف الابناء واللبيب تكفيه الاشارة والذكرى تنفع المومنين والعلاج سهل ميسر على من يسره الله عليه ( ياايهاالذين امنوا قووا انفسكم ....................)
الخطبة الثانية :
الحمدلله
أيها الأب الكريم هذه أهم أسباب الانحراف فهي كما ترى عوامل ضارة فإن تداركت الولد في مقتبل العمر وسعيت لتربيته تربية إسلامية حقة وإلا فقد ينشأ على الفساد ويتربى على الانحلال والضلال مما يصعب عليك اقتياده إلى الطريق الصحيح بعد انفلات الزمام
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة .... )
وقال صلى الله عليه وسلم ( مامن عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم مذكرا ان نفع الذرية الصالحة يكون للانسان حتى بعد الموت قال ( اذا مات ابن انقطع عمله الا من ثلاث وذكر منها او ولد صالح يدعو له )
اللهم وفق أبناء الإسلام لما تحب وترضى واهدهم إلى الصراط المستقيم وأحميهم مما يريده أعداء الإسلام لهم
فيا أيُّها الأخوةُ في الله:
فهذا رجلٌ يملك بستاناً فيه رياحينُ وأزهارُ وورود ، إذا تعاهدها صاحبها بالسقايةِ والرعايةِ والاحاطة ستنمُو وتينعُ كلَّ حينٍ بإذنِ الله، , لكن لو جعلها نسياً منسيا، وتركها وشأنهَا، فلم يُحطها برعايةِ، فإنَّ الجميعَ ستتفق آراؤهم على أنَّ مآلَ هذا الرياحيِنُ والأزهارِ إلى الخسارة والبوار. وانها لدعوة مع اقبال هذا الصيف الى الاهتمام بالازهار والورود من سقاية بماء الحياة ووضعها في تربة طيبة وجلب مايصلحها من سماد وهواء وابعاد كل مايفسدها ويعكر نموها فالأتربة والغبار والحشرات والديدان ادوات افساد لها
وهكذا أحبتي الكرام: هذه الرياحينُ والزهور هم أبناؤنا , وفلذاتُ أكبادِنا، ومهجُ نفوسِنا، وحباتُ قلوبنِا، هذه الرياحينُ إذا أحطَّتها بنُصحك ورعايتك، نلت ما ترجوهُ بإذن الله تعالى من برِّها وإحسانها، في حياتك وبعد مماتك، وإن أهملتها وضيعتها، فقد حاقَ بك الفساد، وما ربك بظلامٍ للعباد .
أيُّها الإخوة الكرام :والناضر لاولادنا وفلذات اكبادنا ليجد امرا عجيبا تتفطر له الاكباد فذاك ابن لايعرف الصوم ولا الصلاة ظن ان ذلك تخلف ورجعية وان تلك الصلاة مجرد حركات يؤديها المساكين وبدون أي فائدة تذكر ظن ان ترك الصلاة امرا عاديا ماتربى ان تركها كفر وهلاك وخسار وبوار وان المحافظة عليها نور وبرهان وفلاح ونجاة وتوفيق وانس بالله وطمأنينة وسعادة وبعد عن الهموم والغموم وراحة بال واخر وقع في حبال المخدرات فضيع دينه ودنياه واصبح عالة على نفسه واهل بيته يضرب والديه ويفتك ويتاجر بعرضه وشرفه واخر قد تنكر في لبسه ومشيته قد زين شعره وضيق ثوبه واظهر مفاتنه فتقسم اذاك رجل اوامراة واما الجوال الكاميرا فحدث عن ذلك من صور خليعة تخدش الحياء ومقاطع للفيديو تفعل الفاحشة وصور لنساء عاهرات وبدون رقيب ولاحسيب على هذه الجوالات والا فما فائدة والد يشتري لاولاده مثل هذه الاجهزة وتلك والله ماسي ماحدثت الا باهمال التربية وترك العناية بهم منذ الصغر وهي تبدا من اختيار الزوجة الصالحة واتخاذ الأسباب الشرعية
ايها المسلمون :ان انحراف كثير من ابنائنا في سلوكه واخلاقه لهو امر خطير اول من يجني مضاره وعواقبه هم والديه واليك اخي المبارك بعض اسباب الانحراف لعلك ان تتجنبها في تربيتك لاولادك عسى الله ان يخرجهم صالحين نافعين لوالديهم ومجتمعهم . اللهم اهد شباب المسلمين وردهم اليك ردا جميلا يارب العالمين
من الاسباب : اهمال اختيار الزوجة والزام الوالدين او العادات للولد بالزواج ببنت العم او القريب من دون نظر صحيح للاختيار هذا عواقبه وخيمة والا ماذا يرجى من الزواج بامراة خراجة ولاجة همها نفسها وزينتها او امراة يعلو صوتها كل صوت هي الامرة الناهية قولها يطاع وغيرها يعصى فلايلقى أي اهتمام وكيف يتربى الاولاد والام مشغولة خارج البيت وابوهم مشغول ايضا في سهراته وعزائمه او تجاراته فلاشك أن الأبناء سينشؤون نشأة اليتامى ويعيشون عيش المتشردين
وصدق الشاعر :
ليس اليتيمُ من انتهى أبواه مِن ْ *** هم الحياةِ وخلفاهُ ذليلاً
إن اليتيمَ هو الـذي تلقى لـه *** أُماً تخلت أوأباً مشغولاً
ومن الأسباب أيها المسلمون :إهمال التربية في الصغر والتدليل والدلع العاطفةُ الزائدةُ التي تجعلُ الآباءَ يتغاضون عن توجهات أبنائهم ، ويتساهلونَ ببداياتها، أو أنَّهم يتحرجون من مواجهتهم بالنصح والإرشاد ، وبيانِ الأخطاءِ التي تلاحظُ على الأبناءِ وبأسلوبٍ أبويٍّ حكيم .
وهذا يُخالفُ ما كان عليه منهج رسول الله r في التعامل مع الصغار، خذ مثلاً عندما رأى النبي r عمر بن أبي سلمة تطيشُ يدُهُ في الصحفة، فقال لهُ النبي r مبادراً لنُصحه وتوجيههِ : (( يا غلام سمِّ الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك ..)) رواه البخاري .
ولما رأى النبيُ r صبياً قد حُلق بعضُ رأسه وتُرك بعضُه ..لم يسكت r وقال هؤلاءِ أطفالٌ صغار، أو هؤلاءِ في سنِ المراهقة، بل نهاهم عن ذلك وقال : (( احلقوهُ كلَهُ أو اتركوه كلَه )) رواه النسائي ، قارن هذا وبين ما عليه أبناءُ المسلمين اليوم من قصا تٍ غربية حتى وهم صغار، والذي يفعلُ ذلك بهم همُ الآباء- فالله المستعان- لمَّا أخذ الحسنُ بنُ علي- رضي الله عنهما- تمرةً من تمرِ الصدقة فجعلها في فيه، قال النبي r له : كخٍ كخ، ليطرحها، ثم قال : (( أما شعرت أنَّا لا نأكلُ الصدقة)) رواه البخاري ولم تمنعهُ r العاطفةُ الأبويةُ من أن يُحذِّر ولدَه من أكلِ هذه التمرةِ.
فأين الذين يرون أولادَهم يُشاهدون الأفلامَ؟ وينامون عن الصلاة ؟ أين نصحُهم وإرشادُهم وتذكيرُهم بالله تعالى؟ لما دخل ابنٌ لعمرَ بنِ الخطابِ وقد ترجَّل ولبس ثياباً حسنةً(انظروا ايها الاخوة وقارنوا بيننا وبين عمر لتروا الفرق في التربية ) ضربهُ عمرُ بالدرةِ حتى أبكاه، فقالت له حفصة : لم ضربتهُ ؟ قال:رأيتهُ قد أعجبتهُ نفسُهُ فأحببتُ أن أُصغرها إليه، ولمَّا دخل ابنٌ لعبد ِالله بنِ مسعود وكان لابساً لقميصٍ من حرير، قال له: من كساك هذا ؟ قال: أمي ، فقام فشقَّهُ نصفين، وقال له : قل لأمك تكسوك غير هذا . [4]
ونحنُ الآن نرى ارتداءَ بعضِِ أبنائنا ملابسَ تستحي النساء العاقلات من لبسها فكيف بالرجال
ولا عجبا ان النساء ترجلت ................ ولكن تأنيث الرجال عجيب
ومن اسباب انحراف الابناء: النزاع والشقاق بين الآباء والأمهات ارتفاع الاصوات والتخاصم على ادنى سبب وامام اطفالهم : فالولد حين يفتح في البيت عينيه ويرى الخصومة وجو المشاكل بعيدا عن الرحمة والرفق واللين سيترك حتماً جو البيت القاتم ويهرب ليفتش عن رفاق يقضي معهم جل وقته وهناك وبدون علم الابوين يصطاده الصيادون فيوقعونه في شباكهم ويفسدونه أي فساد والطامة الكبرى والمصيبة العظمى الطلاق خراب البيوت وهادم الاسر فالولد الذي قد طلقت والدته وتشتت شمله لايجد الأم التي تحنو عليه ولا الأب الذي يقوم على أمره ويرعاه فإنه لاشك سيندفع نحو الجريمة ويتربى على الفساد لاسيما عند زواج الأم وإهمال الاب
ومن الاسباب ايها المسلمون :اهمال معرفة رفقة الابناء ذكورا او اناث وتركهم يمشون مع من يريدون ويصاحبون مايشاءون والصاحب ساحب والمرء على دين خليله والمرء لابد له من رفقة في حياته لكن ينبغي على الاباء تعريف الابناء من هو الصديق والجليس الصالح وذكر صفاته وتعريفهم ايضا بالجليس السيْ ومضاره ثم بعد ذلك يوجهه لرفقة صالحة تعينه بعد الله على صلاحه واستقامته والمصيبة العظمى ان من الاباء من ينام قرير العين ليلا ونهارا ولايهتم من ابناءه اين هم وماذا يفعلون ومع من يمشون وهناك في الليالي المظلمة تحاك لابنائه الخطط وهو نائم وابنه في شراك ذئاب بشرية همها افساد الابناء وايقاعهم في المخدرات
ومن الاسباب ايها المسلمون : سوء معاملة الأبوين : من الأمور التي يكاد يجمع علماء التربية عليها أن الولد إذا عومل من قبل ابويه المعاملة القاسية وأدب من قبلهم بالضرب الشديد والتوبيخ القارع فان ردود الفعل ستظهر في سلوكه وخلقة مما قد يؤول به الأمر إلى ترك البيت نهائياً للتخلص مما يعانيه من القسوة والمعاملة الأليمة والضرب ليس حلا ولامن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم الا ما امر به من جهة الصلاة ان يضرب الطفل اذا ترك الصلاة وعمره عشر سنين ولذا ينبغي للاباء والمربين النظر بعين الشفقة والرحمة لهؤلاء الاطفال المساكين والعطف عليهم وتوجيههم برفق ولين
كذلك ينبغي للمربين والاباء التفريق بين معاملة الكبير والصغير والمراهق فلكل معاملة تليق بهولاتصلح لغيره بحكم السن والتفكير والمرحلة
ومن اسباب انحراف الابناء :عدم متابعتهم في المدارس فالمدرسة محضن من محاضن التربية عظيم يقضي فيها الابناء معظم اوقاتهم فاهمالها واهمال زيارتها امر خطير بل ان المدارس لتشكو من قلة زيارات اولياء الامور والسؤال عن ابنائهم واخلاقهم وسلوكهم وهذا دليل اهمال التربية وتضييع الامانة ومن ضيع الامانة وغش الرعية فهو على خطر عظيم نعوذ بالله من ذلك .
ايها المسلمون : هذه بعض الاشارات وبعض اسباب الانحراف في صفوف الابناء واللبيب تكفيه الاشارة والذكرى تنفع المومنين والعلاج سهل ميسر على من يسره الله عليه ( ياايهاالذين امنوا قووا انفسكم ....................)
الخطبة الثانية :
الحمدلله
أيها الأب الكريم هذه أهم أسباب الانحراف فهي كما ترى عوامل ضارة فإن تداركت الولد في مقتبل العمر وسعيت لتربيته تربية إسلامية حقة وإلا فقد ينشأ على الفساد ويتربى على الانحلال والضلال مما يصعب عليك اقتياده إلى الطريق الصحيح بعد انفلات الزمام
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة .... )
وقال صلى الله عليه وسلم ( مامن عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم مذكرا ان نفع الذرية الصالحة يكون للانسان حتى بعد الموت قال ( اذا مات ابن انقطع عمله الا من ثلاث وذكر منها او ولد صالح يدعو له )
اللهم وفق أبناء الإسلام لما تحب وترضى واهدهم إلى الصراط المستقيم وأحميهم مما يريده أعداء الإسلام لهم