المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يُبَاع النسيان فأشتريه ؟!



الباحث عن الحق
22 Apr 2006, 12:22 AM
الدنيا دار الأشقياء ، هل من ماش فيها بأمان ؟؟ الحياة فيها مريرة من شقاء مافيها ، تأملوها قليلا ليرجع تأملكم عن حلم ضائع ، وخوفٍ من المُستقبل ، وأحزان من ذكريات الماضي .

قالوا : لاتحزن ... مامضى فات ، فاطوه بالنسيان .
قلت : تناسي الماضي كذبة استغلها المتاجرين بسعادة الناس ، نعم هناك من ينسى ، ولكن من المستحيل أن يتناسى المرء فينسى . إن في القلب ذكريات مؤلمة ، أو قل : في كل ذكرى أشلاءٌ من قلوبنا ، فكان النسيان الفطري نعمة لنا ، حيث ننسى بعض هذه الذكريات ، فاحمدوا الله على هذه النعمة !

وقالوا : مامضى فات والمؤمل غيبٌ ***** ولك الساعة التي أنت فيها .
قلت : صدقتم ، ولكن الماضي مرتبط بالمستقبل والضحية ... الحاضر ، أرأيتم لو جاءكم ناع يطلب منكم أن تنعوا موت الإبن عند والده ... أليس موت الابن من الماضي ، ونعيه عند والده من المستقبل ، وهمّ اخبار الوالد بوفاة الإبن من الحاضر ؟؟ .... بلى !

رحماك يارب !
كنت قبل عدة أعوام جالسا مع اثنين من الأحبّة ، نستذكر مامرّ علينا من أحداث مريرة فقد كل واحد فيها حبيبه وخليله من الأقارب والأصحاب ، نحكي مامررنا به من مرارة الفراق ، وألم الإفتراق ، فقال ثالثنا : الحمدلله ! لم أجرّب من الذي عايشتماه شيئا !
ردّ عليه صاحبي الثاني : ستعايشها ياصديقي ، فلاخلود إلا في الجنّة أو النار نعوذ بالله من عذابها .
قال صاحبنا : ومايدريك لعلي أموت قبل الخلان ، فلاأعايشها !
ردّ الثاني : عندها ستكون المصيبة عليك أعظم ، إذ مصابك يكون في نفسك .

إنّه قدر الله !
التفت يامسكين من حولك ، وانظر كم فقدت ممن أشعل فراقه أحزانك ، واسأل نفسك : هل توقفت لأجلهم الحياة ؟
ماتوا فما ماتت الدنيا لموتهم ***** ولاتعطلت الأعياد والجمع
اسأل نفسك : ماحالك حين تحس بموعد موتك ؟؟
لقد أثبتت العديد من القصص التي عايشها أناس كثر ، أن بعض الناس يحسّ بدنوّ أجله ، فتكون من ذلك العجائب من القصص المؤثرة :
حدثني من أثق به من طلبة العلم : أن قريبًا له ممن ألبسه الله لباس الصحة والعافية ، وممن رزقه الله من زينة الحياة الدنيا ( المال والبنون ) ، استيقظ في ليلة من الليالي ، وأيقظ زوجته ثمّ طلب منها أن تجمع أولاده ، فلما اجتمعوا عنده ، أخذ يحوقل ويسترجع ، ثمّ قال : لايبقى إلا وجهه - سبحانه - ، أو كلاما نحو هذا ، ثم رجع فنام نومة لم يستيقظ منها ، غير أنه بُدّل فراشه بالتراب ، والوسادة باللحد ...... رحمه الله تعالى .
وذكر عن الشيخ أحمد ديدات - رحمه الله تعالى - أنه أحس بدنو اجله قبل شهر من وفاته ، وأخبر أهله وأصحابه بذلك ، قال ذلك صهره عصام مدير في حوار مع قناة العربية .
وكان لي قريب قبل عدة سنوات ، دخل على أهله في يوم من الأيام ليلا ، فطلبت منه زوجته أن يقوم ببعض أعمال البيت في الغد ، تقول : فطأطأ رأسه ببسمة مشوبة بحزن وقال : مانلحق على بكرا ... مانلحق على بكرا . ومات في الصباح يرحمه الله .
وقبل سنوات قليلة جئت احدى المستشفيات لزيارة صاحب لي في العناية المركزة ، دخلت عليه سلمت ودعوت له التفت بجانبه ، فوجدت شيخا مسنا على سرير يجاور سرير صاحبي ، فاقتربت منه وسلمت عليه ودعوت له ، فهش لي وبش كأنه شاب في كامل صحته - مع وجوده في هذا المكان - ودعا لي ، وجلست عندهما ردحا من الزمن ثم ودعتهما ، وعدت إلى صاحبي بعد يومين ، فإذا ذلك الشيخ مضطجعٌ على فراشه ، وليس عليه غطاء ، وحوله أربعة من الشباب - أظنهم أولاده - يبكون بصمت ، والشيخ يرتعد وترتعش أطرافه ، والعرق قد بلل ثيابه ، وهو يهمس بكلام متتابع غير مفهوم ، ويبدو عليه الألم الشديد ، وأولاده لاحول لهم ولاقوّة ، فالتفت لصاحبي فإذا هو على مثل حالهم يبكي ويذكر الله ، فعلمت أن ذلك الشيخ يحتضر ، ولم أطق الجلوس فخرجت من هول مارأيت ، فعلمت بعدها أنه توفي من الغد ، توقف قلبه ولم تنفعه صواعق الكهرباء ....... يرحمه الله تعالى
هذه نهاية كل حي ، هذه نهايتي ونهايتك ، فلتردد معي ياأخي قول الجبار - جل جلاله - : ( وخلق الإنسان ضعيفا ) .

ختاما /
قد يسأل سائل : ماهي خلاصة ثرثرتك ؟
أقول : لست أدري ...... ولكن أمرّوها كما جاءت ، واكتفوا من القلادة مايحيط بالعنق !


دمتم على خير حال .

ورق التوت
22 Apr 2006, 12:39 AM
الثائر الأحمر

قلم رائع سيال ,ماهذا الإبداع يارجل



جزاك الله خير

ليث
22 Apr 2006, 12:39 AM
حلوه امروها كما جائت


نتمنى ان لانفارق الاصحاب امثالك

نفح الطيب
22 Apr 2006, 05:03 AM
سيدي / الثائر

شكر الله لك هذه الكلمات فإن فيها لموعظة وأي موعظة

الله المستعان

الدب الداشر
22 Apr 2006, 05:06 AM
الثائر الأحمر ..


سلمت وسلم قلمك الجميييييييييييييييييل

قولف استريم
22 Apr 2006, 02:01 PM
أخي ثائر:
سامحك الله ذكرتني وأبكيتني وأحترت بشريط ذكراياتي فمن أين أبدأ بقريب أو صديق .....وهطلت أمام ناظري صورت صديق كنا قبل الفراق نلتقي ومن ذاك اليوم ما ألتقينا فدرس وتعلم الطيران ومكث ثلاث سنوات يحاول بإستماته وكأن القدر يجذبه حتى أماته ..... فبعد أن سلك المجال مل من الطيران وكان من عائله ذات مال وثراء فقبل حادثه وبالجسم الذي عشق ركوبه بيومين كان يتذمر وقال لي والله لست بحاجة لهذا العمل وعملي هذا سبب لي الخسائر في تجارتي الخاصة وأكبر خطأ أرتكبته بحياتي دراسة الطيران فتفاجأت لهذا الشعور وكانت على الطاولة نشرة عن حوادث الطيران أو مقال وأدار بالقلم على عبارة وهو يعبث فبعد الحادث بأسبوع تقريباً اكتشفت بأن قلمه أدار على كلمة (وتوفي الطيار)...... وأقسم بالله أن تلك النشرة وضعت بملف المرحوم حتى يطلع عليها أبناءه والذي كان أكبرهم عند وفاته أقل من ست سنوات .... هذه قصه حقيقية سنه 1423هـ
رحم الله أمواتنا وأمواتكم وأموات المسلمين ....
وعلى الخير نلتقي ......... أبن الاموات / قولف استريم،،،

الوتر الحساس
22 Apr 2006, 05:19 PM
سلمت يدااااااك:)

الباحث عن الحق
23 Apr 2006, 01:34 AM
ورقة التوت , حُـيّيت أخي ووفقك الباري .

ليث , وأنا أتمنى كذلك .

نفح الطيب , عفوا .

الدب الداشر , سلمت أخي .

قولف استريم , نحن في الدنيا ... تذكر هذا ! رحم الله صاحبك .

الوتر الحساس , سلمت أخي .