المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية الباندا ( الجزء الاول ) : عند ربع يأجوج ومأجوج !



الباحث عن الحق
24 Apr 2006, 02:32 AM
يسمونني ( الباندا ) ,

لست من الجنس البشري ولاكرامة ، ولكنني كائن إلكتروني ، فأنا رمز للرفاهيّة والتقدم في قرن الواحد والعشرين ولافخر ، اختراع متدفق الحيوية والتقنية .



كان أول أمري أن فتحت عدستي على من اخترعوني من البشر وانتم بكرامة ، كنت احتقرهم بشدّة في قرَارة نفسي ، ولو كنت أستطيع البصق عليهم لفعلت ، ولكني كنت أعبّر عن احتقاري لهم بالطرق التي أستطيعها ، من إنفجار بطاريّتي في وجوههم ، واستقبال الفيروسات ، والتباطؤ في فتح الملفات بشكل مستفز لهم ، يغلي عقولهم ، ويحرق قلوبهم ، ويسبب الألم في أصابع أرجلهم بشدهم لها مـن القهر والغيظ ... ونحو هذا ، ولاكرامة لربع يأجوج ومأجوج المسخوط عليهم .



نسيت أن أذكر لكم سبب احتقاري لهم ، وهو أنهم مع قوة ذكائهم ، واستغلالهم الكبير لمقدرة عقولهم ، إلا أنهم يعبدون الحجار والأوثان والنار والجزمة - إذا دعت الحاجة - ، ويتركون عبادة رب العالمين خالقهم والمنعم عليهم - سبحانه وتعالى - ، ياالله .. حَيْرُوحُوا من ربنا فين ؟؟



عير أني لاأدعي أن الغيرة المطلقة للتوحيد هي السبب الوحيد لاحتقاري لهم ؛ ولكن هناك سببٌ آخر : وهو أنهم قومٌ لديهم ذكاء خارق ، ومحبّة للتجديد والتطوير ، فعلى ذلك لم ألبث قليلا حتى شرّفت أجيال جديدة من فئتي ، أكثر تقدما وتطورا مني ، ياااهب ! تفوووو .. ماشاءالله .. اللهم صل وسلم على محمد .. اللهم لاحسد ولكن غيظ .. ماأمدى جيت !!



لذلك لم أطل المكث عندهم بعد أن وجدوا أو بالأحرى أوجدوا من هو أكفأ مني وأكثر تقدما وقلة أدب ... أقصد وتقنية !! المهم ... " بَلْـشَوا " فيني ، وأخذوا يفكرون فـي طريقة يتخلصون عبرها مني من جهـة ، ويستفيدون من " قلعِتِي " ماديًا من جهة أخرى .



كنت وصِحابي على طاولة أحد المسؤولين عن " تصريفي " فسمعت هذا الحوار الذي دار بين هذا المسؤول ومساعده :

المسؤول : هااا ... وش قولتك ياجوماهيروا ؟؟ وش " الصّرفة " مع هالإلكترونيات القديمة هاذي؟؟

المساعد : والله إني ماأدري طال عمرك ، مير عندي اقتراح ماأدري هو يجوز لك ولا لأ .

المسؤول : قل مافي إشكال عندنا .

المساعد : بس ماتزعل ولاتتنرفز ؟؟

المسؤول : لا ، أصلا الشغل كله مايحتاج نرفزة وزعل !

المساعد : أنا اقتراحي إننا نقلع هالأجهزة لمنطقة المزابل الإلكترونية !

المسؤول : وشّووووا ؟؟!!!!

المساعد : لا ولاحاجة !!

المسؤول : كيف تتجرّأ إنك تقول مثل هالكلام ؟؟

المساعد : بس إنت طال عمرك قلـ ...

المسؤول : إنت عارف إن منطقة المزابل ماشي فيها سوق الـ(سيناو) و(البياجر) ألحين ، فكيف تبينا ندمّر تجارة هالأجهزة بجهاز متقدم عليها عقد كامل ؟؟



إلى هنا مليت أنا فقررت أن أتدخل في حوارهم ، مع أن جدي ( سيناو ) حذرني كثيرا من الكلام بوجود البشر - وانتم بكرامة - ؛ لأنهم يخافون بشدة ، وعندما يخاف البشري يهرب ، ولكن عندما يخاف ( بشدة ) فإنه يصبح اكثر قوة وبطشا ، بس ماصبرت وفي ستين داهية ، فدخلت معهم بالحوار :

أنا : لو سمحت ياسيّد .. ممكن أتكلم بخصوص موضوعي ... شايفيني قوطي يعني ولاملطشة !

إلتفت إلي المسؤول وصرخ : إنت تاكل تبن وتنطم ، مابقى ألا الجوالات تتكلم قدامـ... .

لم يكمل المسؤول كلمة ( قدّام ) حتى تخشب هو ومساعده لما أدركوا أني أنا الذي أتكلم ، فانطلقوا يتسابقون إلى الباب وهم يصطرخون ، وانا أنظر مدهوشا وأقول في نفسي : هوّ في إييه ؟؟!!!



بعد هذا الحادث أصدر قرار إبعادي إلى منطقة مزبلة الإلكترونيات في أسرع وقت ، وعلمت أن اسم تلك المنطقة الحركي ... أقصد السياسي هو ( الشرق الأوسط ) ، وبعد أن علمت بالقرار توجهت لجدي ( سيناو ) أستنصحه لكي يفيدني عن تلك المنطقة ، حيث أنه - كما علمت - كان منتدبًا فيها مع بداية سوق ( السيناو ) وكان من الاجيال الأوَل لتلك الاجهزة ، لكنه أصبح قديما في تلك المنطقة ، ومن أصبح قديما فيها يُرجع إلى من اخترعوه للذكرى فقط ، فلما دخلت عليه وذكرت له ماأريد ، ماهو إلا أن ذكرت أمامه اسم المنطقة حتى أخذ ينتفض ويتطاير الشرر منه حتى انفجر ، وانا واقف مذهول ، وأقول في نفسي : هوّ في إييه ؟؟!!!



ذهبوا بي وبزملائي إلى المطار ، لكي ينقلونا إلى الشرق الأوسط ، فلفت نظري مشهدين أو قل موقفين غريبين :

الموقف الأول : في المطار ، حيث رأيت رجلا سمعت أنه من دولة في تلك المنطقة اسمها السعودية ، والذي لفت نظري إليه ، هو أنه كان يبكي ويردد : الحمدلله ... اللهم لك الحمد والشكر ، فاستمر على هذه الحال زمنا ، لكنه لم يصبر حتى سجد في الأرض شكرا لله ، وأنا أنظر إليه من ثقب الصندوق الذي كنت داخله ، وقد اعترتني الدهشة الشديدة ، فتحركت العربة التي أنا فيها لتقترب من الرجل شيئا فشيئا ، فرأيت ابنا صغيرا له يبكي - ربما لاستغرابه من بكاء أبيه - فلما مررت من عندهما ، شاهدت الرجل يهدئ روع ابنه ويقول له : لاتبكي ياولدي حزنا ، ولكن ابكي فرحًا واحمد الله - سبحانه وتعالى - على أن لم يبتلينا بركوب طائرات شركة الخطوط السعوديّة ... ثمّ استعبر الرجل وبكى وخرّ ساجدًا !! فقلت في نفسي : هوّ في إييه ؟؟!!!



الموقف الثاني : لاحظت أن جميع من على تلك الطائرة المتجهة إلى دولة السعودية من الأجانب قد أصابهم نوع غريب ومقرف من الأمراض ، حيث رأيت لعابهم يسيل بشدة على ذقونهم ، مع إغماض جزئي للعيون ، وابتسامة باردة وخبيثة ، فعلمت من خلال حديثهم أن تلك البلاد تعني لهم الغنى والثروة ، لوجود الذهب الأسود في تلك البلاد ، فالجميع يحرص على مصاحبتها واللزقة في أهلها . وأنا أسمع هذا الكلام وأردد : هوّ في إييه ؟؟!!!



فحطت الطائرة في السعودية .



انتهت الحلقة الاولى .



الحلقة الثانية :

حكاية الباندا ( الجزء الثاني ) : وتلقفتني أنواع من الناس !



دمتم على خير حال .

هنا الدمام
24 Apr 2006, 04:58 PM
بإنتظار الجزء الثاني

نفح الطيب
24 Apr 2006, 05:08 PM
سيدي / الثائر

هذا ما لا استطيع أن اسميه الا ( ابداع )

انا على احر من الجمر في انتظار الجزء الثاني

تقبل تحياتي

الوتر الحساس
24 Apr 2006, 05:56 PM
راااااااااااااااااائع:)

الباحث عن الحق
24 Apr 2006, 11:33 PM
هنا الدمام , قريب بإذن الله .

نفح الطيب , شكرا على إطرائك ، والثاني قريب بإذن الله .

الوتر الحساس , شكرا لك على إطرائك .

بحار
25 Apr 2006, 12:01 AM
الأخ الثائر............................ أثرت الغبار عن كوامننا فلا تتأخر بالجزء الثاني...

ليث
25 Apr 2006, 01:32 AM
قمة الابدااع


روايه جميله بأسلوب راقي


فلك الشكر وننتظرك

الباحث عن الحق
29 Apr 2006, 11:41 PM
بحار, شكرا لك والجزء الثاني سأنزله في الأيام القادمة بإذن الله .

ليث , شكرا لك على حسن ظنك .

أعتذر عن تأخري ، وسأنزل الجزء الثاني خلال الأيام القادمة - إن شاء الله .

دمتم على خير .