المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطفلة (رزان) التي فارقت الحياة ... وبكاء سعد الدوسري وغنام المريخي



البرنس
29 Apr 2006, 01:30 AM
قصة رزان التي عرضت في الإخبارية في برنامج دوائر هذه الليلة



الأربعاء 28 ربيع الأول 1427 - الموافق - 26 ابريل 2006

صحيفة المدينة

علي حواش - أحمد داود - جازان

ودعت جازان فجر أمس الأول الطفلة (رزان) التي فارقت الحياة في مدينة الملك فهد الطبية نتيجة تعرضها لخطأ طبي اودى بحياتها.

وكانت الطفلة ادخلت مستشفى الملك فهد المركزي بجازان لاجراء عملية الزائدة الدودية وبعد عدة ايام من اجرائها عاودها الألم ليتم اكتشاف ان الطبيب الذي قام باجراء الجراحة نسي قطعة شاس طبية طولها 20 سم في بطنها مما ادى إلى وفاتها بعد نقلها إلى مدينة الملك فهد الطبية اثر العملية الثانية التي اجريت لها في جازان لاستخراج قطعة الشاش.

تبدأ قصة رزان كما يحكيها والدها عادل عبدالله العلواني الذي يعمل وكيل رقيب بشرطة جزيرة فرسان انه أب لاربعة اطفال مواهب 11 سنة والمرحومة (بإذن الله) رزان 7 سنوات وعبدالله 5 سنوات ودانيا 20 يوماً ونعيش جميعاً حياة بسيطة بجزيرة فرسان ذات الطبيعة الساحرة والبسيطة وكانت رزان تدرس بمدرسة فرسان الابتدائية الاولى للبنات.. سعيدة بالمدرسة وبزميلاتها كنت ارى فيها السعادة وانا اشاهدها كل صباح ترتدي ملابسها الزرقاء الجميلة والتي يتلاقى لونها مع لون السماء وكانت مليئة بالنشاط والحيوية ولكن قدر الله وما شاء الله فعل فلم تدم السعادة كثيراً حيث عادت رزان في احد الايام من شهر صفر تعاني من بعض الالم بالبطن واعتقدت ان الموضوع بسيط لكن استمرت آهات رزان والتي اصابتني مع والدتها بالفزع ما اجبرني على اصطحابها لمستشفى فرسان العام.

وهناك خضعت للفحص والتحاليل ثم قام الطبيب المعالج بتحويلها لمستشفى الملك فهد المركزي بجازان فزاد قلقي على رزان لانني هكذا ادركت ان الموضوع لم يكن مجرد ارتفاع في درجة الحرارة كما كنت اظن.

بداية المأساة
ويواصل: بالفعل ركبنا العبارة من فرسان لجازان بالبحر وتمنيت ان ارى الابتسامة على وجه رزان ولكنها لم تبتسم وكأنها كانت تعلم ان هذه الرحلة ستكون بداية لنهايتها مع الدنيا كنت ارى اسئلة كثيرة في عيونها وكأنها تسألني إلى اين نحن ذاهبون وطالت اسئلة رزان غير المنطوقة حتى وصلنا لمستشفى الملك فهد المركزي بجازان وهناك تم اجراء الفحص عليها من قبل احد الاطباء المقيمين وبعد اجراء التحاليل اكد انها تعاني من الزائدة ولا بد من اجراء عملية لها في اسرع وقت هنا تغير حالي واحسست انني اغرق في بحر من الخوف ولكن ماذا افعل؟ بالفعل وقعت على اقرار لاجراء العملية وبعد يوم تم اجراء العملية وكنت في غاية القلق الا ان الطبيب اكد لي ان العملية بسيطة وستكون على ما يرام وخرجت رزان من العمليات ثم ظلت لاربعة ايام تحت الملاحظة بعدها تم خروجها وحمدنا الله على الشفاء ورجعت رزان إلى والدتها واخوتها وكنت في غاية السعادة لانها ستعود لمدرستها ثانية لتلقي مع زميلاتها ومعلماتها وقالت انها بالفعل تحب المدرسة.. وبالفعل عادت وعادت السعادة للمنزل ولكنها أيضاً مثل الدنيا لم تدم كثيراً.. فبعد عشرين يوماً من اجراء العملية عاد الالم لرزان واحزنني انها تعاني من الالم في نفس مكان العملية توقعت ان ذلك راجع لاثر الجرح او المضادات الحيوية ولكن الم رزان زاد مما جعلني احملها واعود بها إلى مستشفى فرسان العام وهناك خضعت رزان للعرض والاشعة والتحاليل وكانت المفاجأة...

المفاجأة
اكد لي الطبيب المعالج لها بمستشفى فرسان العام ان هناك جسما غريبا داخل بطن الطفلة.. بالطبع لم اصدق فما هو الجسم الغريب الذي سيكون ببطن رزان ثم طلبت منه التأكد فعاد واكد ان هناك بالفعل جسما داخل بطنها وعلى الفور قام بتحويلها ثانية لمستشفى الملك فهد المركزي بجازان وعدنا للقلق ولا اعرف ماذا يحدث هل هذه دعابة ام حقيقة وما كدت اشعر بالراحة لعودة ابنتي إلى منزلها حتى عدنا لرحلة ثانية رحلة القلق والمتاعب ساعات حتى وصلت لمستشفى الملك فهد بجازان وكان ذلك في صباح الجمعة وقابلت الطبيب المقيم الذي اجرى لها العملية واخبرته بالواقعة فاصيب بالهلع ولم يصدق ثم عاد ثانية وطلب مني عدم القلق واخضع رزان للتحاليل والاشعة ثم كانت المفاجأة الثابتة وهي التأكيد بان هناك ربما قطعة شاش داخل بطن رزان، لم اصدق ما يقال.. هل بهذه السهولة يمكن ان يترك طبيب قطعة قماش او شاش داخل بطن المريض اين الامانة واين المسؤولية وكيف تظل قطعة الشاش داخل بطنها لاكثر من 20 يوما.. كل هذه الاسئلة دارت بخلدي ثم قطعها الطبيب بضرورة اجراء جراحة صغيرة ثابتة لرزان لاخراج الشاش.

في البداية رفضت خوفا على الطفلة ولكن عاد الطبيب واخبرني ان الفتح سيكون صغيراً جداً يصل إلى 3 او 4 سم وبالفعل قمت بالتوقيع على اقرار بموافقتي على اجراء العملية واخبرني انها ستستغرق نصف ساعة وكما ذكرت كان ذلك يوم الجمعة ودخلت رزان إلى غرفة العمليات في العاشرة صباحاً وانتظرت وعد الطبيب نصف ساعة ولكن رزان لم تخرج ولا الطبيب أيضاً ثم طال الانتظار لساعة واثنتين وثلاث.. فعاد القلق.

وبعد 5 ساعات خرج الطبيب ليقطع هذا الشك ووجدت رزان غارقة في سبات عميق من اثر العملية واخبرني الطبيب ان العملية تمت بنجاح وتم استخراج قطعة شاش من داخل بطنها من العملية الاولى مسافتها 20 X 20 سم بالطبع كنت في غاية الالم وانا ارى قطع الشاش الكبيرة امام عيني. وبعدها اتجهت إلى مدير الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور علي بن قاسم القحطاني وعرضت عليه القضية وابدى مشاركته لي في ما تعرضت له الطفلة واخبرني انه سيشكل لجنة طبية لفحص رزان وكذلك سيتم سحب الحالة من الطبيب المعالج ووقفه وعدم تمكنه من مغادرة البلاد بعدها شعرت بالراحة لانني اسعى بالفعل لمعرفة الجاني وكيف يتلاعب بارواح الناس لهذه الدرجة ثم عدت وحملت طفلتي بعد قضائها عدة ايام تحت الملاحظة وعدنا لفرسان وانتظرت قرارات مدير الشؤون الصحية ولكن للأسف لم يتحقق منها شيء فلم يتم تشكيل لجنة للتحقيق مع الطيب او غيره.

ضاع حق رزان
ويكمل والد رزان القصة عاودت الاتصال بمدير الشؤون الصحية لمعرفة آخر اخبار الموضوع ولكنني صدمت عندما قال انه اصدر توجيهاته لمدير مستشفى الملك فهد المركزي بجازان لمتابعة القضية حقيقة شعرت بالحزن هل انتهت القضية على هذا الحال وضاع حق رزان ولكن ماذا اقول قدر الله وما شاء الله فعل.. بعدها عدت الفرسان وتدهورت حالة الطفلة وكنت اشاهد التلفزيون فوجدت لقاء مع د. منصور الحواسي فاتصلت على برنامج بالاخبارية وبالفعل قاموا مشكورين بفتح الحوار لي مع الدكتور منصور الحواسي والذي اصر على الفور بنقل الطفلة لمجمع مدينة الملك فهد الطبية بالرياض وحدد لنا الميعاد وذهبنا إلى مطار جازان وكانت رزان في حالة صحية سيئة واكتملت المأساة مع تأخر اقلاع الطائرة لاكثر من 3 ساعات ولكن الحمد لله وصلنا للرياض وتم استقبالنا من قبل ادارة مدينة الملك فهد الطبية وتم على الفور اجراء التحاليل والاشعة عليها وتم تنويمها لعدة ايام ومن العجيب ان الاطباء المعالجين لها اختلفوا في تحديد طعام خاص لها فالاول طلب تزويدها بالماء والسوائل والثاني بالزبادي بعد ان اتضح ان هناك ربما يكون ثقب بالامعاء او المعدة لم اعلم جيداً وبعد ايام وبالتحديد الاحد الماضي فارقت رزان الحياة على السرير الابيض بمدينة الملك فهد الطبية بمدينة الرياض.. لقد فارقتها بعد معاناة شهر ونصف مع المرض لقد ذهبت النسمة الرقيقة في حياتي و(انا لله وانا اليه راجعون).

ويكمل عم رزان ماجد عبدالله قائلاً: لا بد ان يكون هناك تحقيق مع المقصرين فحتى الآن لم نر اي تحقيق وهل ستذهب رزان نتيجة لخطأ طبي لم يحقق فيه انني اطالب المسؤولين باجراء التحقيقات لمعرفة المتسبب الحقيقي فارواح الناس ليست بهذه البساطة.

وانا عاتب على الشؤون الصحية بمنطقة جازان لانها لم تتعامل مع القضية كما كنا نتوقع.

رأي الصحة
من جانبه قدم الدكتور خالد المرغلاني المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة تعازيه ومواساته لاسرة الطفلة رزان وقال ان موضوع رزان يلقى اهتماماً كبيراً من قبل وزير الصحة د. حمد المانع الذي امر بنقلها منذ نشر قصتها إلى الرياض وفقدان رزان يعز علينا جميعاً مثلها مثل اي طفلة او مواطن سعودي واضاف ان الوزير يتابع حالياً الموضوع باهتمام شديد وسوف يصدر تقرير عن الموضوع باكمله في اقرب وقت ان شاء الله ونكرر تعازينا لاسرة رزان.






أتمنى من الكاتب سعد الدوسري أن يواصل غداً تعليقاته الساخنة على الموضوع في الإخبارية الساعة 10مساء