المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حالة الإنفصال بين الفرد المسلم والعمل الخيري أهي أنفة أم جهل!!!!!!



القنديل
01 May 2006, 11:24 AM
حالة الإنفصال بين الفرد المسلم والعمل الخيري

بسم الله الرحمن الرحيم


يوم أمس زرت إحدى الجمعيات الخيرية في مملكتنا الحبيبة واستقبلني موظف الاستقبال ( معاق : شفاه الله) في مكتبه المبعثر في الغرفة الضيقة في المبنى المتهواي ، تشرفت بالجلوس معه دقائق بدون قهوة أو شاي ولكن كانت ابتسامته تكفي عن ذلك كله
كانت لدي كثير من الأسئلة عن الجمعية الخيرية ونشاطها واستثماراتها وخططها المستقبلية ، ولكن كانت الإجابات تفتقر لأشياء كثيرة بسبب غياب المشروع والعمل الغير مؤسس بطريقة صحيحة أو سليمة تكفل نجاح الجمعيات الخيرية.
سألته عن عدد المتطوعين في الجمعية الخيرية فكانت الإجابة محزنة ومؤلمة فلم يكن هنالك من بين العاملين في الجمعية سوى متطوع واحد وهو أمينها العام أما الباقي فكلهم يتقاضون رواتب أو مكافآت !

سألت أحدهم :
إلى أي الوزرات ترجع الجمعيات الخيرية؟
فأجابني : مكتب الدعوة والإرشاد

عارضه الآخر وقال : بل إلى وزارة الشؤون الإجتماعية؟

فضعت بين الإجابتين !!




سألت عن عدد المستفيدين من الجمعية الخيرية في هذه المدينة؟

فأخبرني بأنه يزيد على 600 مستفيد




دخلت إحدى الغرف الضيقة والتي أتخذت مرقداً للأخوة العاملين فيها (سائقوا الباصات) وكانت تحيط بها كثير من الألبسة المستعملة وغيرها من الأطعمة
وأخيراً طلبت منهم كتيب أو منشورة تتحدث عن برامج وأنشطة الجمعية الخيرية ؟
بحثوا لي عن شيء يسكتوني به ولكن للأسف لم يجدوا ؟
غير أنهم وعدوني خيراً بأنهم سوف يرسلونها لي بأقرب وقت ممكن



وما زلت أنتظر؟




ليلة البارحة كنت في أحد فروع الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، ولكن هذه المؤسسة لها قصة جميلة
وأتشرف أن أكون أحد أعضائها المتطوعين البالغين المائة
قصتها باختصار

قبل سنوات كان مكتبها شبيه بمكتب الجمعية الخيرية السابقة الذكر ، ولم يكن بها سوى أشخاص يحسبون على الأصابع وكلهم يتقضاون مكآفات

ولكن الله بعث لها رجلاً نحسبه والله حسيبه من أكثر الناس فضلاً وبركة على مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي وهو والمهندس وحبيبي وأستاذي / أبو ريان

بقي هذا الرجل سنوات وهو يجمع الأموال والتبرعات من تجار المدينة وفي الوقت نفسه يستقطب للندوة رجالات أصحاب كفاءات وخبرات ما بين دكتور ومهندس وكاتب وصحفي ومدرس وطالب

قبل سنتين احتلفنا سوياً بإفتتاح مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي والذي كان مصمم بطريقه إبداعية حيث

كان من طابقين الأول للرجال والثاني للنساء ومزود بصالة كبيرة ومجهزه للمحاضرات والدروس والدورات ومزود أيضاً بمعمل فيه أجهزة الكمبيوتر و الأنترنت وبـ 3M projector

العجيب في حفل الإفتتاح أن أبا ريان لم يحضر!
ولم يكن هنالك سبب مقنع لعدم حضورة

وتفاجأت أيضاً أن الأمين العام للمكتب لم يكن أبو ريان بل عين شخص آخر ؟

وبما أني أعرف أبو ريان بأنه رجل تربوي من الدرجة الأولى

أدركت سر عدم حضوره للحفل وأدركت سر عدم توليه الأمانة العامة للمكتب

إن القضية أكبر من أن تكون منصب ولكن القضية هي قضية تربويه لرجالات الندوة بأن تعمل ولا تطلب الآجر والمكافأة سوى من الله سبحانه وتعالى

سوف أذكر لكن كيف كانت صورة مكتب الندوة ليلة البارحة

1.دورة في المونتاج
2.دورة في الطب البديل
3.اجتماعات من أجل التحضير للمركز الصيفي الذي سيقام للمرة السادسة
4.ولا أدري ماذا كان عند السيدات في الطابق العلوي معي أني قرأت خطاباً موجه لقناة المجد من أجل حضور إحدى البرامج التي ستقيمها السيدات للأطفال
5.كذلك تم التعاقد قبل سنة مع أحد مشائخ الشناقطة من أجل إقامة دروس دورية في الندوة




قبل أسبوع أقام مكتب الندوة لقاء من أجل فلسطين بعنوان ( فلسطين أرض الأنبياء وموطن العلماء ومثوى الشهداء) وقبل أن يبدأ اللقاء أبصرت أحد أساتذتي في الكلية وهو أحد المتطوعين من دولة فلسطين الحبيبة وهو يحمل صورة الشيهد بإذن الله محمد الدرة ويضعها على الجدار ويمسح عنها الغبار فكان لذلك المنظر وقعه المؤثر على النفس



نسيت أن أذكر لكم أن أبو ريان موجود حالياً في آلمانيا منذ أربعة شهور تقريباً ولن يعود إلا بعد سنتين إن شاء الله


الآن أريد أن أذكر لكم لماذا نجح مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي
.
1.أن العمل لم يكن عملاً فردياً وإن كان بأساسه جهود شخص واحد فالآن عدد المتطوعين 100 شخص تقريباً ومن أصحاب الكفاءات العالية ومن دول متفرقة.
2. هناك طبيعة الجدية والإلتزام في العمل المؤسسي فالأخوة المتطوعين والمتطوعات لديهم وضائف ولكنهم يعطون من وقتهم للعمل التطوعي
3. ليس هنالك أنفه من الإنطواء الإنساني تحت مسؤولية الغير أو قيادة الآخرين
4. إيجاد أرضية التنافس بين المتطوعين وإعطائهم فرص للإبداع والإبتكار
5. أنسحاب أبو ريان من الأضواء وتولي مهمة المساندة والدعم الروحي والمعنوي وبناء شخصية الفرد المسلم
6. بناء الروح الأخوية بين المتطوعين وإيجاد البرامج المشتركة بينهم من أجل مزيد من الألفة والمحبة والعمل الجماعي المشترك

أما عن وضع مكتب الجمعية الخيرية فلعنا نسأل أنفسنا ونحاول التعرف أين الخطأ
مع ذكر لا أدري لماذا يتهرب أصحاب الكفاءات والخبرات عن الجمعية الخيرية
ولا أنسى أن أذكرهم بأن عمر بن الخطاب حمل كيس الدقيق على كتفيه و علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل
إذا الإنتماء إلى العمل الخيري شرف عظيم وحمل الصدقات إلى الفقراء من هدي الرعيل الأول وليس من هديهم الجلوس على الكراسي ؟

قبل أن أختم حديثي أعجبني مبني توعية الجاليات لأن فكرته فكرة إبداعية محترفة
فقد جعلوا المبنى متصلاً بالجامع ووضوا مكتبة متطورة هناك
أتدرون مالهدف من ذلك
هو هدف إستقطابي للناس وعرض بدون إعلام أو عناء لبرامجهم المقدمة
فمازال الناس يترددون على الجامع للصلاة ويبصرون في الوقت نفسه شيء اسمه توعية الجاليات

شكراً لكم

قولف استريم
01 May 2006, 01:48 PM
بكل الشكر أخي القنديل على هذا التصور والشرح المنطقي لحال الجمعيات والمقارنه مع الندوة العالمية للشباب الاسلامي وتذكرت الشيخ والاخ الفاضل / الدكتور مانع بن حماد الجهني رحمه الله والذي تشرفت بالجلوس معه شخصياً وصلى صلاة العصر في مكتبي قبل وفاته رحمة الله بأقل من أربعة أول ثلاث أشهر ... فقد كان يحمل هم الشباب الاسلامي وتوفي وهو بطريقة للمطار بحادث سير والله لقد تجاذبت معه أطراف الحديث واكتشفت انني اخاطب علم من أعلام الامة .... رحم الله الدكتور مانع ......
القضية ياأخي عدم وجود المنهجية السليمة والموارد الحقيقية في الجمعيات الخيرية والحاصل الان هي عبارة عن اجتهادات من افراد تحملوا على الانفسة خدمة المجتمع .... وغالباً ما يكونوا من العاملين باعمال اخرى فيؤثر ذلك على جودة العمل المؤدى فلو كان هناك توزيع لمهام العمل من جهه ومن جهه اخرى اشراك افراد المجتمع وتنمية روح العمل الجماعي والخيري فيه ... والقضية الاخرى افتقار الجمعيات للمفهوم الخيري وماهية العمل والقواعد والركائز المؤثر فيه وكذلك قلة الموارد ... فلو كان هناك (تخطيط سليم / وعي / تفاعل الجماعة/ الكادر / الموارد ).. لو قامت الدوله بجعل الجمعيات الخيرية كقطاع خدمي ويتم دعمه من قبل مصلحة الزكاة والدخل ومساهمة القطاعات الخدمية بجزء ضئيل من مداخيلها يذهب للعمل الخيري فماذا قدمت شركة الاتصالات برفحاء مثلاً أو الكهرباء أو غيرها .... حتى الزكوات تحول الى قضاة المحاكم ببعض المناطق وتهمل الجمعية الخيرية بالمنطقة والسداد عن سجناء الدين ليس للجمعيات دور فيه .... ويتم عن طريق الحاكم الاداري هناك أهمال حقيقي وهناك عدم وجود رؤيا واضحة للعمل الخيري وأن كان هناك تطور فهو فردي ومن أفراد وجاء ذلك في بعض الاحيان من مطالبات افراد المجتمع وقد يكون ليس نتاج ابتكارات من اعضاء الجمعية لعدم وجود القواعد والنظم الاساسية ولكن هناك اجتهادات فردية أو ثله من الافراد فتطور الجمعية مرهون بقلة القلة القائمين عليها لماذا لا يكون مجلس الادارة من تسعة اعضاء الى ثلاثين عضو فلا اعتقد حضور جميع الاعضاء دائم .... واستقطاب ذوي الكفاءة العالية بالمنطقة ومن يملك القدرة على الانتاج وتؤخذ القرارات بالتصويت بالاغلبية سبب مشكلتنا انقسام المجتمع الى عدة اقسام والملاحظ منها قسمان ........ وزادة الفجوة حتى اصبح الاختلاف واضح وطال حتى الاشقاء وانشغل القسمان ببعضهما بالنقد من جهه والتفريق من جهه اخرى واصبح كفراً بواحاً في بعض الاحيان الاختلاط باحد افراد ذاك القسم وهذا خطأ فادح فلعل الاختلاط يهدي ويؤثر بالقسم الاخر بطريقة فاعلة واعية فاصبحنا نعرف مسميات جديدة كمثلا استراحة ........ واستراحة ...........
ياأخي يوجد اختلاف واضح في المفهوم الجماعي والحياة الاجتماعية واثرت تلك على جمعيات وحياة المجتمع الاسلامي المدني واثرت فيه تأثير مباشر .... وانعكس ذلك على مفهوم اشراك الافراد بالعمل التطوعي والعمل الجماعي والادراك الحقيقي ........... !!!
في الختام لك مني كل الشكر والمشكلة الحقيقية ضاربة بأعمقها في أعماق النفوس عسى الله ان يصلح الجميع... وعلى الخير نلتقي ........... قولف استريم،،،،

القنديل
02 May 2006, 12:37 AM
أخوي قولف

رحم الله الشيخ الدكتور / الجهني

أدركت في الحياة أنه لن يشاركك همك إلا من عاش الهم ذاته

قولف يعلم الله أن كلامك ثمين لايدرك قيمته إلا من عاش هموم الدعوة وتجرع مرارة الكفاح والتعب والسهر
ولا أدري إي وربي لا أدري لماذا نحضر هناك و نغيب هنا
نحضر هناك لنقول كلمة واحدة يامعي يامع غيري وإذا كنت معي فأنت عظيم من العظماء لم تنجب الجزيرة العربية مثلك وإن كنت مع غيري فأنت حاسد من الحساد أبتلينا بك
يا قولف أقسم بالله العلي العظيم لو أخذنا بكلامك لأصبحت مؤسساتنا الخيرية مثال للحضارة الإسلامية الحديثة والتلاحم الأسري الكبير.
ولكن ياليت قومي يعلمون

نحن يا قولف نعيش أزمة إن لم تكن كارثة

أزمة اليقين السيء وأزمة الرجل الواحد وأزمة غياب البرنامج العملي
أدرك تماماً أن من يقرأ مقالي أو ردي السابق حول أستقالة الشيخ/ المنديل سيضعني في خانة من خانتين إما حاسد أو على البركة

والذي نفسي بيده ماكنت واحداً منهما

ولا أرضى أبداً أن أكون واحداً منهما

لأن الهم أكبر من ذلك بكثير


ما أحب للجمعية الخيرية إلا أن تكون مؤسسة بمعنى مؤسسة لاتقوم على رجل واحد بل على عشرات الرجال





قولف لك مني كل الحب والتقدير والدعاء

ليث
02 May 2006, 07:15 AM
الله يعطيك العافيه اخوي القنديل

الافندى
02 May 2006, 08:37 AM
اخي العزيز / القنديل
بارك الله فيك على هذا الطرح الرائع
السؤال هل حققت اهدافها المنشوده ؟
من المؤكد ان لم تحقق اهدافها هو عقبات يواصل الاخيار العاملين في الصرح تذليلها بقدر المستطاع
هناك دور اساسي لرجال الاعمال والتجار في زكاة اموالهم وايداعها في الجمعيه الخيريه ولكن لهم كل الحق ان يتأكدوا ويطمئنوا ويثقوا ان ما يدفع من زكاة تصل الي مستحقينها سواء من الأطفال الأبرياء الذين قست عليهم ظروف الحياة فحرمتهم من الأهل وجعلت منهم أيتاما أو من المرضي الفقراء
في العمل الخيري يحكم العقل لا العاطفه مع تقديم تنازلات وتسهيلات للمتبرع لان الهدف والغايه اسمى وأعلى من امور الدنيا كلها ومنها ارسال مندوب فهناك بعض الجمعيات يمكنك الاتصال بها للتبرع بأي شيء
ليصلك مندوب عنها بإيصالات رسمية معتمدة وخطاب تفويض للمندوب لتلقي هذه التبرعات‏
ولا يقتصر الامر على التجار فقط فالجمعيه الخيريه لا تزال في حاجة الي يد العون من أصحاب القلوب الرحيمة
والله يوفق الجميع لما يحب ويرضى ‏

القنديل
02 May 2006, 09:11 AM
أخوي ليث

الله يعافيك الغالي ومشكور على مرورك العطر

القنديل
02 May 2006, 09:24 AM
أخوي الأفندي شكراً على مرورك وتعليقك
وإضافتي:

السؤال هل حققت اهدافها المنشوده ؟

مازال الطريق صعب وطويل ويحتاج إلى جهد وإخلاص وتضحية


يحق للمواطن أن يتابع رياله من جيبه إلى مصرفه وهذا هو المعمول به في المؤسسات الخيرية
وكما نعلم بعد أحداث 11 سبتمبر حدثت غربلة للمؤسسات الخيرية وتم فصل كثير من رجالاتها بسبب العمل الغير مقنن.


ولكن المشكلة أخوي الأفندي

أن مؤسساتنا الخيرية تقوم على الإجتهاد وليس على العمل المؤسساتي

وأكبر دليل ما حدث في جمعية رفحاء الخيرية
فلقد كشف لنا الإخوان الذين يطالبون الشيخ الفاضل/ المنديل بالبقاء أن الجمعية الخيرية كانت قائمة على رجل واحد وأنه لايمكن للجمعية أن تستمر بدونه وهذا ينافي العمل المؤسساتي

وكل كلامي وردودي حول هذا الموضوع قائمة على أساس واحد وهو:

ضرورة العمل المؤسساتي

لايمكن لأي مجتمع أن يكون مجتمع راقياً مالم تكون مؤسساته المدنية مؤسسات راقية

في العمل التطوعي الغربي من أجل أن تحجز مكان يجب أن تسجل أسمك ضمن مئات الأسماء وتنتظر أن يأتيك الخبر السعيد بأنه تم قبولك متطوعا
(ألف مبروك))

الزعيم
02 May 2006, 03:15 PM
بارك الله فيكم

القنديل
03 May 2006, 07:41 AM
أخوي الزعيم

شكراً لمرورك الكريم

وإياك نجزى الخير إن شاء الله

الافندى
04 May 2006, 09:31 AM
اخي القنديل

الا ترى ان هناك فرق بين مستوى دخل الفرد في الغرب وفي عالمنا ؟
وتميزنا بورث ثمين من الاعراف والعادات والتقاليد الحميده وفطرتنا هي من تحجب الرؤيا عن حقيقة الفرد والمجتمع تكاد لا تميز بين الغني والفقير
لا اوافقك بان الجمعيه قائمه على رجل واحد