مجرد محاولة
04 May 2006, 01:10 PM
.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
فإن الغاية التي من أجلها خلق الله تعالى الناس : عبادته وحده لا شريك له . وقد أمرنا بإتباع شريعته والاحتكام إليها في أمور حياتنا كلها ؛ السياسيةِ والاجتماعيةِ والإعلاميةِ والتعليميةِ والتجاريةِ وغيرها ، قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) (النساء59) . وقال تعالى (( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )) (يوسف40). وقال تعالى : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً )) ( الأحزاب 36).
وقد منَّ الله تعالى على هذه البلاد بإعلان الحكم والتحاكم إلى الكتاب والسنة منذ نشأتها ، كما جاء في النظام الأساسي للحكم في المادة السابعة من الباب الثاني ونصها : " يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله .. وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة"اهـ.
وقد خالفت وزارة الثقافة والإعلام هذا النهج ؛ بتبنيها وإصرارها على نشر ما حرم الله ؛ من الفكر المنحرف، والمناوأة الظاهرة للدعوة والدعاة وحلقات تحفيظ كتاب الله ، والسعي في نشر الفساد والرذيلة وبث الشبهات بين أبنائنا وبناتنا ، وحمل لواء الدعوة إلى تغريب المجتمع ؛ كالدعوة إلى التبرج والسفور ، والاختلاط المحرم ، وقيادة المرأة للسيارة ، وإنشاء النوادي النسائية ، وفتح دور السينما ، وعروض الأزياء ، ومسابقات ملكات الجمال ، وإبراز المرأة المتبرجة والمخالطة للرجال في العمل على أنها مثال المرأة السعودية ، وهكذا إذا كانت مغنية ، أو مذيعة ، أو نادلة في مقهى ،أو مدربة سباحة ، أو تقود الطائرة ، أو فارسة تشارك في مسابقات الفروسية .. .
ولا زالت الوزارة تجاهر وتتوسع في نشر الصور الخليعة ، والمعازف والغناء ، والسماح بدخول الصحف والمجلات المنحرفة إلى المملكة ، والتي تتضمن موضوعات مفسدة للفكر ، ومثيرة للغرائز ، وتحمل على أغلفتها الصور الفاتنة . إضافةً إلى تقليص البرامج الدعوية في التلفاز وإذاعة القرآن الكريم . وكم يحزن المسلم أن يصل إعلامنا إلى هذا المستوى من الضعف والهوان .
ونرى أن مضي الوزارة في هذا المنكر ، وسكوت المسلمين عنه ، كلاهما من أسباب حلول العقوبات العامة بالمجتمع ، وأن إنكار المنكر والإقلاع عنه من أهم أسباب رضى الله تعالى ورفع العقوبات .
قال الله تعالى : (( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ )) ( غافر 21 ) .
وقال تعالى : (( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )) (الشورى 30) وقال تعالى: (( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) (الأنفال 25) .
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه خطب الناس فقال : " إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا اللَّهُ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ ) أخرجه أحمد بإسناد صحيح .
والواجب على ولاة الأمر ــ وفقهم الله ــ منع هذا الفساد ، وإلزام الوزارة بشرع الله تعالى ، وبما تضمنه نظام الحكم الأساسي ، وبنود سياسة الإعلام السعودي ، ومحاكمة المتسببين في هذا الانحراف من القائمين على الوزارة لدى القضاء الشرعي ، ووضع لجنة شرعية عليا مستقلة في وزارة الإعلام ، ويتولى ترشيحها هيئة كبار العلماء .
وأن يرتقى إعلامنا ليكون على مستوى قضايا الأمة ، ولائقاً بمكانة بلادنا الإسلامية بانضباطه بالشرع ، والقيام بالدعوة إلى الله ، ونفع المسلمين بأعلى درجات التقنية الإعلامية الحديثة في الجذب والتأثير .
ونخاطب أيضاً كل مشارك في الإعلام المنحرف من مستثمرين أو إداريين أو موظفين : أن يتقوا الله تعالى ، وأن يدركوا خطر ما هم فيه ؛ فكل من استمع محرماً أو شاهده فعلى كل من كان سبباً فيه مثل آثامهم . ونذكرهم بعظم شأن المجاهرة بالمعصية ؛ لأنها تخرج العبد عن المعافاة ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) متفق عليه.
ونوصي الدعاة إلى الله بضرورة البناء الإعلامي الهادف بعيداً عن المحرمات والمشتبهات بما يحقق نشر الخير ودفع الباطل .
ونرى أن من أهم أسباب الإصلاح : السعي الحثيث في إبعاد بطانة السوء التي استفاض سوؤها ، وتلبس الحق بالباطل ، وتدفع البلاد إلى الهاوية ، وتحول بين ولاة الأمر والمصلحين . والواجب استبدالها ببطانة أخرى من أهل الاستقامة والعدالة والكفاءة .
ونسأل الله تعالى أن يوفق ويسدد ولاة الأمر في بلادنا إلى ما يحب ويرضى ، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا ، وأن يقينا شر الفتن . والحمد لله رب العالمين .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
فإن الغاية التي من أجلها خلق الله تعالى الناس : عبادته وحده لا شريك له . وقد أمرنا بإتباع شريعته والاحتكام إليها في أمور حياتنا كلها ؛ السياسيةِ والاجتماعيةِ والإعلاميةِ والتعليميةِ والتجاريةِ وغيرها ، قال الله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) (النساء59) . وقال تعالى (( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )) (يوسف40). وقال تعالى : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً )) ( الأحزاب 36).
وقد منَّ الله تعالى على هذه البلاد بإعلان الحكم والتحاكم إلى الكتاب والسنة منذ نشأتها ، كما جاء في النظام الأساسي للحكم في المادة السابعة من الباب الثاني ونصها : " يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله .. وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة"اهـ.
وقد خالفت وزارة الثقافة والإعلام هذا النهج ؛ بتبنيها وإصرارها على نشر ما حرم الله ؛ من الفكر المنحرف، والمناوأة الظاهرة للدعوة والدعاة وحلقات تحفيظ كتاب الله ، والسعي في نشر الفساد والرذيلة وبث الشبهات بين أبنائنا وبناتنا ، وحمل لواء الدعوة إلى تغريب المجتمع ؛ كالدعوة إلى التبرج والسفور ، والاختلاط المحرم ، وقيادة المرأة للسيارة ، وإنشاء النوادي النسائية ، وفتح دور السينما ، وعروض الأزياء ، ومسابقات ملكات الجمال ، وإبراز المرأة المتبرجة والمخالطة للرجال في العمل على أنها مثال المرأة السعودية ، وهكذا إذا كانت مغنية ، أو مذيعة ، أو نادلة في مقهى ،أو مدربة سباحة ، أو تقود الطائرة ، أو فارسة تشارك في مسابقات الفروسية .. .
ولا زالت الوزارة تجاهر وتتوسع في نشر الصور الخليعة ، والمعازف والغناء ، والسماح بدخول الصحف والمجلات المنحرفة إلى المملكة ، والتي تتضمن موضوعات مفسدة للفكر ، ومثيرة للغرائز ، وتحمل على أغلفتها الصور الفاتنة . إضافةً إلى تقليص البرامج الدعوية في التلفاز وإذاعة القرآن الكريم . وكم يحزن المسلم أن يصل إعلامنا إلى هذا المستوى من الضعف والهوان .
ونرى أن مضي الوزارة في هذا المنكر ، وسكوت المسلمين عنه ، كلاهما من أسباب حلول العقوبات العامة بالمجتمع ، وأن إنكار المنكر والإقلاع عنه من أهم أسباب رضى الله تعالى ورفع العقوبات .
قال الله تعالى : (( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ )) ( غافر 21 ) .
وقال تعالى : (( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )) (الشورى 30) وقال تعالى: (( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) (الأنفال 25) .
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه خطب الناس فقال : " إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا اللَّهُ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ بَيْنَهُمْ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابِهِ ) أخرجه أحمد بإسناد صحيح .
والواجب على ولاة الأمر ــ وفقهم الله ــ منع هذا الفساد ، وإلزام الوزارة بشرع الله تعالى ، وبما تضمنه نظام الحكم الأساسي ، وبنود سياسة الإعلام السعودي ، ومحاكمة المتسببين في هذا الانحراف من القائمين على الوزارة لدى القضاء الشرعي ، ووضع لجنة شرعية عليا مستقلة في وزارة الإعلام ، ويتولى ترشيحها هيئة كبار العلماء .
وأن يرتقى إعلامنا ليكون على مستوى قضايا الأمة ، ولائقاً بمكانة بلادنا الإسلامية بانضباطه بالشرع ، والقيام بالدعوة إلى الله ، ونفع المسلمين بأعلى درجات التقنية الإعلامية الحديثة في الجذب والتأثير .
ونخاطب أيضاً كل مشارك في الإعلام المنحرف من مستثمرين أو إداريين أو موظفين : أن يتقوا الله تعالى ، وأن يدركوا خطر ما هم فيه ؛ فكل من استمع محرماً أو شاهده فعلى كل من كان سبباً فيه مثل آثامهم . ونذكرهم بعظم شأن المجاهرة بالمعصية ؛ لأنها تخرج العبد عن المعافاة ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) متفق عليه.
ونوصي الدعاة إلى الله بضرورة البناء الإعلامي الهادف بعيداً عن المحرمات والمشتبهات بما يحقق نشر الخير ودفع الباطل .
ونرى أن من أهم أسباب الإصلاح : السعي الحثيث في إبعاد بطانة السوء التي استفاض سوؤها ، وتلبس الحق بالباطل ، وتدفع البلاد إلى الهاوية ، وتحول بين ولاة الأمر والمصلحين . والواجب استبدالها ببطانة أخرى من أهل الاستقامة والعدالة والكفاءة .
ونسأل الله تعالى أن يوفق ويسدد ولاة الأمر في بلادنا إلى ما يحب ويرضى ، وأن يحفظ علينا ديننا وأمننا ، وأن يقينا شر الفتن . والحمد لله رب العالمين .