الجذاب
11 May 2006, 10:21 AM
عاقبت مديرية الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية في عسير، خطيب أحد المساجد، لقيامه بقراءة خطبة الجمعة من جهاز كومبيوتر محمول، بدلا من الورقة التي عادة ما يستخدمها الخطباء.. وبرر مدير الشؤون الإسلامية والأوقاف في عسير الدكتور عبد الله بن محمد الحميد العقوبة، بأن الإمام قد اتخذ هذه الخطوة منفردا وباجتهاد شخصي، مشيرا إلى أن المعاقبة ليست لاستخدام التقنية الحديثة، وإنما لغرابة الموقف واحتمال انشغال المتابعين للخطبة بمشاهدة الجهاز!.. ذلك باختصار مضمون الخبر الذي نشرته صحيفة «الوطن» السعودية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 9/5/2006.
والحقيقة انني لا أرى في سلوك الإمام ما يستحق العقوبة، فان يقرأ الخطيب من ورقة أم من جهاز كومبيوتر لا فرق في ذلك، فكلاهما وسيلة من وسائل القراءة، لا بل ان القراءة من الكومبيوتر أيسر وأسهل وأوضح.
فحال الكومبيوتر في مساجدنا لعله يكون نفس حال المايكرفون المستخدم في خطب الجمعة، فما الذي يمنع أن نستفيد من التقنية الحديثة لأداء غاياتنا طالما أنها في حكم المباح، وأما مسألة انشغال المصلين بالنظر إلى جهاز الكومبيوتر المحمول، فذلك يصعب قبوله أو حتى تخيله في هذا العصر. فما الذي يجعل الناس تنشغل بذلك الجهاز الصغير المألوف وهم يرونه في غدوهم ورواحهم في فاترينات المحلات التجارية، والإدارات الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص، ناهيك من وجوده في الكثير من البيوت؟!
بصراحة أنا أعتقد أن لدينا فوبيا تقليدية من المستجدات التقنية، فنحن نخافها ونخشاها ونعارضها لأننا نجهل طبيعتها ووظيفتها وأغراضها، وقد كان هذا حالنا مع الهاتف والسيارة والتلفاز وأخيرا الكومبيوتر والإنترنت.
ومن الصدف العجيبة أن تأتي معاقبة هذا الإمام لاستخدامه الكومبيوتر في قراءة خطبة الجمعة، متزامنة مع خبر نشرته الصحف في نفس اليوم الذي يتم فيه إعلان تخصيص الحكومة السعودية مبلغ ثلاثة مليارات ريال سعودي لبرنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية التي تعتمد في أساسها على أجهزة الكومبيوتر.. أي أن البلد مقبل على عصر جديد يصبح فيه الكومبيوتر بديلا عن الورق، فهو أكثر ضمانا ووضوحا وحفظا وتطويعا، أتمنى أن تنصف الأيام ذلك الإمام، فما قام به في تقديري خطوة لا تستحق العقوبة، ولا ينبغي الوقوف منها موقف الرفض، طالما أنها في حدود الجائز والمباح شرعا.
محمد صادق دياب ( جريدة الشرق الأوسط )
والحقيقة انني لا أرى في سلوك الإمام ما يستحق العقوبة، فان يقرأ الخطيب من ورقة أم من جهاز كومبيوتر لا فرق في ذلك، فكلاهما وسيلة من وسائل القراءة، لا بل ان القراءة من الكومبيوتر أيسر وأسهل وأوضح.
فحال الكومبيوتر في مساجدنا لعله يكون نفس حال المايكرفون المستخدم في خطب الجمعة، فما الذي يمنع أن نستفيد من التقنية الحديثة لأداء غاياتنا طالما أنها في حكم المباح، وأما مسألة انشغال المصلين بالنظر إلى جهاز الكومبيوتر المحمول، فذلك يصعب قبوله أو حتى تخيله في هذا العصر. فما الذي يجعل الناس تنشغل بذلك الجهاز الصغير المألوف وهم يرونه في غدوهم ورواحهم في فاترينات المحلات التجارية، والإدارات الحكومية، ومؤسسات القطاع الخاص، ناهيك من وجوده في الكثير من البيوت؟!
بصراحة أنا أعتقد أن لدينا فوبيا تقليدية من المستجدات التقنية، فنحن نخافها ونخشاها ونعارضها لأننا نجهل طبيعتها ووظيفتها وأغراضها، وقد كان هذا حالنا مع الهاتف والسيارة والتلفاز وأخيرا الكومبيوتر والإنترنت.
ومن الصدف العجيبة أن تأتي معاقبة هذا الإمام لاستخدامه الكومبيوتر في قراءة خطبة الجمعة، متزامنة مع خبر نشرته الصحف في نفس اليوم الذي يتم فيه إعلان تخصيص الحكومة السعودية مبلغ ثلاثة مليارات ريال سعودي لبرنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية التي تعتمد في أساسها على أجهزة الكومبيوتر.. أي أن البلد مقبل على عصر جديد يصبح فيه الكومبيوتر بديلا عن الورق، فهو أكثر ضمانا ووضوحا وحفظا وتطويعا، أتمنى أن تنصف الأيام ذلك الإمام، فما قام به في تقديري خطوة لا تستحق العقوبة، ولا ينبغي الوقوف منها موقف الرفض، طالما أنها في حدود الجائز والمباح شرعا.
محمد صادق دياب ( جريدة الشرق الأوسط )