المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الى اب فقد ابنه (الابن ملتزم وحافظ للقران)



العالم
14 May 2006, 01:44 PM
بســــــــــــم اللـــــــــه الرحـــــــمن الرحيــــــــم



لن ابداء معك يا أبا عبدالرحمن بكلمات العزاء فالعزاء كل العزاء يكون لأشخاص غيرك ، أما أنت فلا نملك لك إلا نهنئك على هذه التربيه التي قلما أن يوجد لها مثيل في هذا الزمان ، سبحان الله في هذا الزمان ومع أختلاف المغريات قلما تجد شخص ما في عمر أبنك عليه من الله أوسع الرحمات يكون أهتمامه هو البحث عن الذات والبحث عن كل مايرضى خالقه فيا سبحان الله العمر عمر الورود والهمه والفكر همة وفكر شيخ جليل.

أبا عبدالرحمن وانا أكتب هذه الكلمات أتذكر إمام جامع الإمام احمد بن حنبل عندما أستوقفته عند مدخل الجامع اتجاذب معه اطراف الحديث فإذا ببصره ينحرف عني تجاه شاب يدخل من باب المسجد فألقى السلام ثم ولى ، ونظرات الشيخ تتبعه عاد صاحبي بوجهه تجاهي ثم قاطع حديثي قائلاً ووجه يتهلهل بالأسارير ((هل تعرف أني أختبرت هذا الطالب بما مجموعة ثلاثة أجزاء وحاولت أن أخطائه ولكن ما شاء الله عليه لم أستطع أن اجد عليه اية خطاء)) ومن يعرف الشيخ علي يعرف مدى دقته في مخارج الحروف وفي التجويد.

أعود لحديثي أبالله عليك يا أبا عبدالرحمن هل تجد لك حقاً في أن نعزيك لا والله إلا لأمر شرعي أوجبه الباري وسنة المصطفى علينا ، أبا عبدالرحمن هل تعلم أين كان يتجه أبنك وانت في أقصى الشرق أتعلم أنه علم أن عين ابيه عنه تغيب ولكن عين الباري لاتغيب فمشى على درب أحبه الله ورسوله ، أبا عبدالرحمن أن العزاء كل العزاء ليس لك انت بل هو لزملاء أبنك في حلقات التحفيظ ولمدرسيه الذين طالما أمتعهم في نجابته وبداهته ، إنها سنة الله التي لاتتغير سنة الله في الحياة والمماة سنة الله في جميع شؤن الحياة .

أبا عبدالرحمن إن العين لتدمع وان القلب ليحزن على فراق عبدالله ولكن عندما يتذكر أحبابه طريقة وفاته فإن الإنسان يفرح ويحمد الله على هذه الخاتمه ، كم من أب تجرع مرارة الحسرة والألم على أبنائه وهو يرى الجموع التي أتت لتصلي على ابنك تجرع الألم والحسرة لأنه فرط في تربية أبنائه فأصبحوا حسرة عليه ، أما أنت فأكرر أننا شهود على تأديتك الأمانه تجاه عبدالله وأعانك الله على مابقي منها تجاه البقيه .

ابا عبدالرحمن كما قلنا لايوجد أب لايحزن على فراق أبنه مهما كانت أخلاق الإبن فما بالك إذا كان الإبن بار بوالديه مطيعاً لربه متبعاً لسيرة نبيه لاشك ولاريب أن الحزن سوف يكون أكبر ، أبا عبدالرحمن الحزن والفرح وجهان لعملة واحده فكلهما يولد كبير ثم يصغر .

ونسأل الله أن يكون أعظم حزن مر بك على فراق ابنك هو ما لاحظناه في التكبيريتين الأولى والثانيه حينما صليت بنا على إبنك لأن الحزن أعتصرك ولكنك بفضل الله تغلبت عليه في التكبيرتين الأخيرتين....أعانك الله .



نسأل الله العلي القدير أن يكون إبنك شفيعاً لك يوم القيامه وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

شدقم
14 May 2006, 02:26 PM
نسأل الله العلي القدير أن يكون إبنك شفيعاً لك يوم القيامه وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين