المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاتبة من رفحاء .. حصة الجربوع ..



حماد الرويان
09 Jun 2006, 09:51 PM
الموضوع رقم ( 1)

تحت عنوان (( الكتابة على صفحة الماء.. ))
http://www.mediatechpro.com/gif_samples/mm3/butterflyT.gifhttp://www.mediatechpro.com/gif_samples/mm3/butterflyT.gifhttp://www.mediatechpro.com/gif_samples/mm3/butterflyT.gif
الكاتبة .. حصة إبراهيم الجربوع – رفحاء

لماذا.. يظل بعض الكتّاب - خاصة - أصحاب الأعمدة والزوايا منذ اشتغاله بالكتابة حتى اعتزاله يمرر وأحيانا - يوضح - بشكل لافت،
أنه لم يكتب وينشر إلا بتأثير من الهم الاجتماعي والحس الوطني؟!
وكأن القارئ لا يعلم ذلك.. الأمر..
الذي يجعل أفكاره ورؤاه لكثير من الأمور تبدو مموهة ومشوهة
حيث يحاول خلال المساحة المتاحة له اثبات ذلك، ولولا الحياء لأقسم على ذلك بعد كل سطر يكتبه.
وعندما يتأكد ويحس - طبعاً - بينه وبين نفسه -
أنه أوصل للقراء غيرته وحرصه على المصلحة العامة يبدأ في كتابة فكرته وبلورة موضوعه
ولكن أين الفكرة؟؟ ضاعت الفكرة!!

(وبلش) بالموضوع.. وامتلأ العمود..
ويظهر الأمر بصورة جلية في مقالات الكاتب غير المتفرغ للكتابة (الموظف)
حينما يتصدى للكتابة في موضوع ما يمس جهة عمله إدارة..
كانت.. أم وزارة..!!
يصبح بين خيارين كلاهما - مر - إما كتابة أو لا كتابة!!!
ولكن كيف لا يكتب!!!
وهو ما فتئ يمرر للقراء إنه - مواطن.. كاتب.. صالح!!.
إذا يكتب وعليه أن يذكر القراء وغير القراء؟؟
أنه إنما يكتب للمصلحة العامة وإن - غضب مرؤوسوه -
ويسوق الأدلة والبراهين والمسوغات اللازمة ثم ينتهي الأمر به
كمن كتب ولم يكتب شارك في الطرح
ولم يشارك واكب الحدث ولم يواكبه وانتهى وهو لم يرض أحدا والأهم من ذلك لم يغضب أحد؟

مثل هذا الكاتب لا يستطيع السيطرة على فكرة مقاله لذا تكثر في زاويته العبارات المستعارة
والجمل القصيرة
ويكثر من الاستناد إلى الرسائل - الايميلات -
حتى أنك تجد عموده اليوم وغداً وبعد بعد الغد عبارة عن (إيميل) من قارئ،
وشكوى من مواطن
وكأن الأبواب أغلقت إلا باب عموده!!
ثم ينشر ردود الأفعال حول الشكاوى - وقد - تكون من أعلى المستويات!
فيصبح لزاويته صدى ولقلمه مدى،
في الوقت الذي لم يضف قيمة أو يشكل وجداناً للقارئ،
كما لم يؤصل لفكر أو منهج. وأنا هنا لا أنكر عليه مقدرته على التفكير والابداع،
إنما يتفلت منه الابداع وتتملص من بين يديه الأفكار، مثله كمثل من يكتب على صفحة الماء.

وأجزم أنه لم يمنح فرصة الكتابة إلا بعد أن أثبت مهارة وقدرة على الكتابة

لكن مع مرور الوقت وبفعل الضغوطات الوظيفية (والملامات) الاجتماعية وتراجع الخلفية الثقافية!!

يحاول جاهدا أن يمسك القلم من النص
وحينما يمسك الكاتب القلم من النص تصبح الحروف باهتة والنقاط غير واضحة!.

بالتالي يكف القارئ عن المتابعة!!
أو ينظر لعموده أو زاويته انها جزء من جغرافية (المكان)
الجريدة شأنها شأن الثوابت في أي جريدة كالاعلانات المتفرقة،
التي لا يمكن أن تقرأ إلا من المعلن أو من أصحاب الاهتمامات الغربية!!
كما تفتقد ويلاحظ غيابها!!.

ولأن القارئ في الأساس يبحث عمن يضع له النقاط على الحروف
فلا وقت لديه في هذا الزمن المتسارع..!
لقراءة الفكرة الواضحة المباشرة!! فضلا عن التي بلا نقاط.

إن تعاطي الكتابة بهذا الشكل والاستمرار عليها لا تمكن الكاتب من تطوير ذاته كما تساهم في تراجع خلفيته الثقافية،
لأنه استمرأ الكتابة بهذه الطريقة المريحة،
لذا من المستحيل أن تجد له كتاباً بمقومات الكتاب المعروفة
أو قصة أو مجموعة قصصية أقصى ما يمكن أن نرى له كتاباً يجمع بين دفتيه شتات مقالاته التي قد تكون متناثرة في أكثر من صحيفة.!

ولا يمكن أن يدخل به التاريخ وإن بقي في الجغرافيا..!!
وأكثر ما أعجب له حينما يصنف نفسه ضمن الطبقات الثقافية العليا!!
لذا تراه يزاحم المثقفين في كل مكان فتألف وجوده في المشهد الثقافي،
ومن عاشر القوم صار منهم!!!

بالله عليكم؟

مع من يصنف هذا الكاتب..؟

http://www.mamarocks.com/edclap.gifhttp://www.mamarocks.com/edclap.gifhttp://www.mamarocks.com/edclap.gif
كان النشر في يوم الأحد 8 جمادى الأولى 1427 هـ في جريدة الجزيرة صفحة الرأي

حماد الرويان
09 Jun 2006, 09:56 PM
الموضوع ( 2)
تحت عنوان (( رحيلٌ بلا وداع ))

إلى.. الفقيدة الغالية..
إلى موضي وحصة و.. و.. وإلى نفسي؟؟ شيء من حرفي يعبر عن صادق حزني ومواساتي
أذان يرتفع ويملأ الكون أماناً وجلالاً وهيبة
الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله..
قرآن يُتلَى..
(والفجر وليال عشر)..
.. {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}..
وقعٌ أقدام تتسارع وأنفاسٌ ملهوفة..
تزداد سرعتها إلى أن تصل آخر الممر..
تخف السرعة.. وتمشي الهوينا.. لكن الأنفاس لا تزال ملهوفة
يا.. إلهي لِمَ توقفت الأنفاس.. لقد
فُتح الباب..
وما زال القرآن يُتْلَى.. الآية الكريمة تملأ المكان.. يقيناً.. إيماناً
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}
رحلتَ.. يارب إليك..
ولكن؟؟ حتى موعد الرحيل..
كان الزمن قصيراً..
بقيت تفاصيل كثيرة.. لم نقمْ بها..معاً!!
ريوف.. أُخيتي..
رحلتِ.. بلا.. وداع؟؟
هلا عذرتيني..
هلا عذرتيني.. في الدعاء وفي البكاء؟؟
سأبكيكِ!!
ما.. بقي في المحاجر من دموع..
سأبكي.. ويبكي معي.. الكون.. أطياف ونوع..
.. سأدعو
سأدعو.. ما سجدت لله في خشوع..
يارب.. رحماك.. فأنت.. الملاذ..
إذا ضاق الملاذ؟؟ بلا.. اتساع..
رحماك ربي.. إذا اتشح.. المقام.. بالسواد.. بالظلام
فأضيء إلهي المآل بنور عفوك.. وأودعه السكينة والسلام
كيما يطيب - لأخيتي - يارب في الدار.. المقام
يارب..
مَنْ للمقيم.. خلاكَ؟
مَنْ للسقيم.. عداكَ..؟
مَنْ للمضطر إذا.. دعاكَ..
يارب.. سواكَ..؟
يارب كما ألهمتني.. صبراً.. ارزقني..
يارب.. احتسابا..
نشر هذا المقال في يوم الجمعة الموافق ( 14 ) ربيع الثاني من عام 1427 هـ في جريدة الجزيرة صفحة الرأي ..

حماد الرويان
09 Jun 2006, 09:59 PM
الموضوع رقم ( 3 )
تحت عنوان ((( رفحاء.. ومدن الملح ... ))

ترى هل ظن الكاتب الراحل (عبدالرحمن منيف) يوماً أن تتنازع عليه مدن وقرى نجد إلى أيها ينتمي؟
أم أنه ظن أن تتنازعه بغداد وبيروت ودمشق وهي التي أغوته عن نجد.. التي بادلته بالجفاء والوفاء.
لقد رحل محروماً من نجد مفوتاً فرصة المجد بنجد!! فالمجد بنجد طعم آخر؟
فنجد هي القلب وما عداها الأطراف..

واليوم مدينتي الصغيرة رفحاء تنازعه عنوان روايته (مدن الملح)!!

ذلك أنها إحدى مدن الملح و(الملح) هنا ليس ملح (الطعام) أو ملح البحر وإنما من الملح والملاحة والمليح وهو عكس القبيح.
وكل زائر لها لابد أن يصفها بالمليحة أو (المملوحة) وهو وصف اعتاد الناس أن يطلقونه على من أوتي شطراً من الجمال وكثيراً من الجاذبية..
هذه المدينة الرائعة التي أحيت الصحراء من حولها لها من الجاذبية والسحر الحلال ما يجعل القاطنين فيها يتغزولون بها - بل - كثير من المارين عليها استلطفوها!! وآخرون صارت لهم المقر الدائم.
لقد تناغمت مع التطور..
فلم تسبقه فتشيخ! ولم تتركه لتتخلف..!!
لذا لا غرابة أن تراها حاضرة في ذاكرة المحبين لها على مدار العام.
فليالي الصيف فيها كأنما هي في سمر مع ليالي أبها!!
وشتاؤها هبة الله تعالى للصحراء القاحلة التي تعرف أن للمطر طعما آخر مختلف؟
لذا تتمخض عنه فياض من العشق والعشب..
أزاهير وألوان من الروعة تتناثر على الروابي والجبال باتساق رباني بديع..!!
يخالها الناظر ضرباً من الوهم لا (درب من - العشق - العشب).
لقد صاغت نفسها كأنما واسطة العقد في قلب الصحراء..
وإذا لم تتوارد في الذاكرة الجمعية كثيراً فهذا لا يعيبها..
فقد مرت من هنا زبيدة.. وبارك هارون الرشيد.. دربها.. ومرت قوافل الحجاج..
تترى.. تتفيأ ظلاً.. وتشرب قراحا.
لقد التفت إليها التاريخ.. وطبع الملح على جبينها.. وحاصرها العشق من كل جانب..
وأمسكت بتلابيب التقدم.. تتجمل كل يوم.. كعروس في غاية الروعة والجمال..
وأهلها ينتظروا الخطاب.. من يسبق من.. يا رجال المال والأعمال.

كان النشر في يوم الجمعة الموافق 13 جمادى الأولى 1427 هـ في صفحة الرأي

الوتر الحساس
09 Jun 2006, 10:34 PM
مقالات رائعة

وقد أعجبني الموضوع الثاني
تحت عنوان (( رحيلٌ بلا وداع ))




::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

>> شاردة << رفحاء.. ارتقي العلياء

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

ليث
10 Jun 2006, 10:42 AM
اشكرك ابا فيصل... والشكر موصول للاخت حصه


مقالات راااااااائعه

STAR2006
11 Jun 2006, 12:29 AM
:k::k::k::k::k:

الدب الداشر
25 Jun 2006, 02:03 PM
.

.

.

حصة الجربوع صديقة لوالدتي الله يحفظها بس الوالدة إتهت للرواية وحصة للكتابة .. قريباً والدتي ستصدر رواية - يومياتنا في محو الأمية ؟-


بالنسبة المشرفة للأستاذة حصة الجربوع -لكي لا يحصل لبس خطير جداً- ..

أقول بأنها كاتبة رائعة .. وأعتقد بأن هناك كاتبة أخرى لوفـُـتح لها المجال .. لأصبح مقالها مرادف لمقاد الدكتورة نورة السعد ..

الكاتبة التي أعني هي الأستاذة الفاضلة صاحبة الدين والخلق الرفيع / مزنة الفريح ..

دُرر رفحاوية ..


شكرا حجي حماد

الجبل الأخضر
25 Jun 2006, 04:48 PM
مواضيع قوية
وفي الصميم
برأيي المتواضع اذا استمرت بهذا النهج نحن امام كاتبة الشمال
والله الموفق

ابن زيدون
24 Jul 2006, 12:49 AM
وهناك ايضاً مقالات لم تذكروها هذه احداها


مسألة العقوق.. اعرفْ نفسك
حصة إبراهيم الجربوع /رفحاء


تظل مسألة عقوق الوالدين تُثار بين الحين والآخر رغم أن الموضوع محسوم من الناحية الشرعية حيث قرن الله عز وجل في كتابه الكريم بر الوالدين بعبادته كما أن سنة الرسول الكريم أوضحت أنه من أوجب الواجبات وأن البر بالوالدين سبيل إلى كل خير..
وبلا شك نجد مَنْ الناس من يتهاون في أمر ربه وبالتالي يتهاون في واجباته ومنها بر الوالدين وبالتالي فأمر العقوق ليس مستغرباً على هؤلاء ولكن المستغرب على أولئك الذين يلتزمون بأمر دينهم صلاةً وصياماً وزكاةً وأصبحوا آباء وأمهات ولا يزالون في العقوق ماضين..!!!
إن منْ يتأمل حال أولئك لا يجد لديهم نقصاً في العلم أو التجربة بل قد تجده أكثر الناس نجاحاً وأيسرهم حالاً، ينعم بأهنى عيشة، تُفتح له الأبواب، يأتمر الكثيرون بأمره ولكن عندما تلقي نظرة على والديه تجدهما أشد الناس بؤساً!!! إذا مر عليهما في السنة كان جلوسه لحظة وسؤاله كلمة، ينظر إلى المكان باشمئزاز وهو الذي تربى فيه!!! يتلثم بغطاء رأسه تأففاً من رائحة المكان!!!
لماذا هذا العقوق..؟ لِمَ؟؟؟
هل كما يقولون (فتش) عن المرأة..
لِمَ لا يكون (فتش) عن العقل فهو من أجّل النعم التي فضل الله بها الإنسان على كثير ممن خلق!! وقد وقفت على (23) آية في القرآن الكريم يتعجب الله جل شأنه من تغييب الإنسان لعقله في مواطن كثيرة.. {.. أَفَلَا يَعْقِلُونَ} (يس آية 9).
لِمَ يغيب أو يُغيب عقل الرجل في هذه المسألة تحديداً أليس في العقل ميزان تُقاس به الأمور ويوزن به الصواب والخطأ؟.. لقد كانت المرأة ومازالت ناقصة عقل ودين فكيف تتحكم في عقل الرجل؟.. ذلك سر لا تعرفه غير تلك النسوة المتجبرّات اللاتي لم يجعلن الله عليهن رقيباً!!!
وسر لا يعرفه إلا الرجال الذين سلموا عقولهم لنساء وصفهن الله عز وجل في كتابه الكريم بأن كيدهن عظيم.
إنني في هذا المقال - وأنا المرأة - حينما أتحدث عن عقوق الرجال لا أعول على النساء كثيراً - وإن كان لهن أثر كبير في برّ كثير من الرجال بوالديهم - ولكن أعول على عقل الرجل ومستوى تفكيره.. وأتعجب لِمَ لا يسأل الرجل نفسه - وإن لم يكن - عاقاً - فكيف بالعاق يسأل للمعرفة (اعرف نفسك) وللعلم؟!.
والإنسان بحاجة إلى السؤال الذي تفضي إجابته إلى الحقيقة وبالتالي إلى الحق
اسأل.. لِمَ تسأل.. اسألوا:
كيف بعدت الشقة بيني وبين والديّ؟
لِمَ لا أرى أهلي في بيتي وأراهم في بيت أخي؟
هل أزور أهلي كما تزور زوجتي أهلها؟
هل تستقبل زوجتي أهلي في بيتي كما تستقبل أهلها في بيتي؟
هل تحبني زوجتي؟
هل تتمنى زوجتي لي الخير؟
لماذا لم تذكرينني وتدفعينني إلى بر والديّ؟
لماذا لم تفعل ذلك وأنا الذي لم أمنعها يوماً من أهلها؟
لِمَ هي تبرّ بأهلها وأنا أبرّ بأهلها؟
أليس والدي أحق بالبر؟
استمر في الأسئلة وجاوب الإجابة الصحيحة فأنت في امتحان رباني سيعرض عند رب العرش العظيم وعلى الخلائق أجمعين واحرصْ على أن تكون الإجابة صحيحة كما تحرص أن تكون إجابتك على اختبارات الدنيا!!!
هل أقضي الأعياد والعطلات مع أهلي؟،
هل أنفقت على والديّ يوماً؟
هل أشعر والديّ عندما أسافر؟
كم مرة أخذت رأي والدي؟
كم مرة أهديت والديّ هدية؟
هل اتصل بهم يومياً؟
ثم يحاكم نفسه قبل أن يُحاكم بأن يتجرد من نوازع الشر من فتن النساء والمال ومن الغيبة والنميمة ويستحضر نوازع الخير التي فطر الله الإنسان عليها ولا غضاضة في أن يتمثل المحاكمة كمدعٍ ومُدعَى عليه وليسأل نفسه
يا نفس.. يا نفس.. يا نفس..
هل تحسين بالتقصير اتجاه والديك؟،
هل تستطيعين التعايش مع هذا التقصير؟،
هل ترين أن الناس يتعاملون مع والديهم كما تفعلين؟،
هل ترين نماذج من بر الوالدين وتتمنين أن تكوني مثلها؟،
ما الذي يمنعك من ذلك؟.
في حالة مرض والديك هل يقض ذلك مضجعك؟،
هل ندمت يوماً على أمر فعلته لوالديك؟،
هل تلاشى الندم سريعاً أم بطيئاً؟،
هل فعلت أمراً آخر بعد ذلك وندمت عليه؟،
هل تلاشى الندم بصورة أسرع هذه المرة؟،
هل لاحظت أن لا ندم تشعرين به تجاه والديك مهما فعلت مع توالي الأيام والسنوات؟،
هل والداك جديران بالحب؟،
هل يجب أن يكون الوالدان جديرين بالحب حتى تحبيهما يا نفس؟،
إذن: هل تحبين والديك؟؛
هل ما تقومين به يا نفس فعل المحبين؟...
فإذا انتهى من محاكمة نفسه ولم يبكِ ويتأوه ويتحسر على عمره الذي مضى في العقوق.. فلا خير فيه
وبطن الأرض خير له من ظهرها.. فلا بكته الأعين ولا حزنت عليه القلوب.
أما ما يتعلق بعقوق النساء فعلى النقيض من ذلك فأنا أعول على قلوبهن لا على عقولهن هذه المضغة الصغيرة التي قال عنها الرسول الكريم: (إذا صَلُحَتْ صَلُحَ الجسد كله...)، البرّ ينبع منها كما هو الحب والشفقة، فإن نقصان عقل المرأة هو كمال في عاطفتها فكيف ينقص بر المرأة بوالديها ولا يزيد؟! ؛ ويل لقلوب الأمهات التي مُلئت حباً للزوج والأبناء وعجزت عن حب الوالدين والبر بهما.
وهل في عقوق المرأة أيضاً (فتش) عن الرجل؟،
نعم فالرجل قادر على أن يمنع المرأة من بر والديها وقادر على أن يدفعها إلى برهما ولكن أين قلب المرأة في التعامل مع الرجل؟، لِمَ لا يكون لها دور في التذكير بحق والديها؟، لِمَ تستسلم؟، لم لا تبحث عن مكامن الخير في زوجها لدفعه إلى مساعدتها في بر والديها؟.
تزيد من برها بأهله، تكرم أصحابه، تزور أقرباءه وتعينه على الصلة، فإن لذلك أثراً في تلمس الرجل حاجات المرأة إلى الصلة بأهلها وأقربائها.
ولا ريب أن عقوق النساء أشد وأمضى على الوالدين، حيث تظل المرأة مصدراً للحب والعطف والحنان وأقدر من الرجل على البر ولعمري هذه مطالب الوالدين عند الكبر.
أما ما تفعله المرأة العاقة فهو بلا شك ينزع عنها كل صفات الأمومة وإن كانت أماً وينزع عنها الحب ولو كانت نهراً جارياً.. أنَّى لها الحب وهي لم تحب أبويها!!
على أن عقوق النساء يظهر بشكل لافت حينما تتزوج المرأة من الرجل الأعلى مستوىً منها، فالحياة المنعمة والارتفاع إلى طبقة أعلى يجعلها تنظر إلى والديها بالعين التي تتبرأ لا العين التي تبر فيتبع ذلك قلة في الزيارات ومن ثم انقطاع فعقوق.. وصدق الباري حينما قال {فَإنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}(الحج آية 46).
على ذلك لا يمكن تعميمه فعقوق النساء موجود على المستويات والشرائح كافة وبالتالي على المرأة كما الرجل أن تحاسب نفسها وتحاكمها.. قبل يوم الحساب..
لكن ما هي النقطة التي يبدأ الرجل والمرأة العاقان بداية العود إلى البرّ.. وفي ظني ليس هناك أفضل من اللحظة التي يحتضن الرجل أو المرأة طفلهما ويشتَّما تلك الرائحة التي لا تكون إلا في ابنهما وكيف تتغلغل في نسيج قلبه وتعطيه إحساساً لا يمكن أن يصفه بشر أو يخطه قلم..
تلك غريزة الأمومة والأبوة التي جُبلت عليها الخلائق ونشعر بها ولا يمكن أن تتغير أو تتبدل أو تُلغى بل تزيد وتتوقد عاماً بعد عام وهي ما يشعر بها آباؤنا وأمهاتنا منذ ولادتنا وإلى أن يحط الشيب في رحالنا
فيا إلهي وخالقي كما منحتنا إياها لا تحرم والدينا منها بعقوقنا وتحجّر قلوبنا وصلف عقولنا..!!!! آمين.


فعلاُ مقاله رائعه..

فلسطينى وافتخر
24 Jul 2006, 01:56 PM
مشكورررررررررررر

مقالات فعلا يعجز عندها القلم

عن التعبير والرد عليها

سلمت يداك

ابن زيدون
26 Jul 2006, 01:32 AM
سأعود لدفتري وسبورتي
حصة الجربوع


دخلت المكتب منهكةً وأغلقت الباب.. ومن فرط ما تعاني أطفأت الأنوار! كأني بها تريد أن لا يراها أحد! رمت بثقلها على الكرسي، وما لبثت أن قامت «آه.. لقد نسيت أطفأت الأنوار، عفوًا عفوًا.. أريد فقط أن أغلق الباب». قلت لها: «لا عليك.. اهدئي واجلسي.. تنفسي بعمق». جلست ونظرت إليّ بتمعن.. كانت تلك النظرة كافية لأن أعرف ما تريد قوله. وقبل أن تتكلم بادرتها:
- لقد مللت.. لاتريدين البقاء.. العمل لا يناسبك.. فقدت الحيوية والنشاط.. وهذا الهدوء الذي يسود يبعث في نفسك السأم والملل!
رفعت بصرها بتثاقل قائلة: تمامًا، هذا ما أشعر به، وأكثر من ذلك طبيعة هذا العمل تربكني. عليّ أن أتجول في جميع المدارس صباح كل يوم متأبطة اختباراتي للإشراف. لك أن تتخيلي أول يوم زاولت فيه عملي الجديد، قمت بزيارة ميدانية لإحدى المدارس، وكان مهمتي تقتضي أن أتابع أداء معلمات مادتي في المدرسة. وأي معلمات هن؟! فهذه سبق أن علمتني في المرحلة الابتدائية، وهذه زاملتني في المرحلة الثانوية، وتلك ابنة الجيران... والأدهى والأمر أن إحداهن زوجة أخي التي ترغب في الخروج من بيت العائلة إلى بيت مستقل! كيف لي أن أتواصل معهن وأعطيهن التوجيهات اللازمة وهن يكدن أن يفترسنني بنظراتهن؟! أكاد أسمع همهمات صدورهن: «متى صارت مشرفة؟!.. الله يعين على طلباتها.. من زمان وأنا أعرفها.. طالعة فيها شوي.. لا تتعبن أنفسكن ترى ما يعجبها العجب...» هذا أول يوم لي في الوظيفة ولمست ذلك، كيف إذا توالت الأيام وتعاقبت الزيارات؟! إنني متفاجئة جدًا من طبيعة هذا العمل. لم يكن كما تصورت!
قاطعتني: ولم أنتظر؟! أنتظر حتى أرى ما تقوله الزميلات يتجسد أمامي وأتحول مع مرور الوقت إلى كومة من اللحم على مكتب يمضي يومي كأمسي وغدي كيومي؟! أما سمعت ما تتناقله الزميلات في مكتب الإشراف عن حالهن؟!
أجبتها: وأنت، ألا تعرفين ثرثرة النساء؟! إنه لا يعدو كلامًا تحاول من خلاله الزميلات ضمك إلى «حزب المتقاعسات».
ألم يقلن لك: إن هذا العمل «روتيني» وإن عليك أن تلبسي عباءتك ثم تركضين نحو الباص بيدك فنجان قهوة تضعينه عند باب بيتك قبل الخروج، ثم تحشرين نفسك في الحافلة، حيث لا تجدين لك موطئ قدم.. وعليك النزول عند كل محطة وقوف لإفساح المجال لرفيقات طريقك بالنزول... وغيرك من الموظفات يشربن القهوة و«يحلين» معها بأصناف الحلويات؟ ألم يخبرنك بأن دورة حياتك ستنقضي بين البيت والمدرسة؟
ألم يقصصن عليك حكاياتهن مع المديرات واستقبالهن عند زيارة المدارس.. هذه مديرة مرحة، وهذا حانقة، وأخرى متكبرة، وتلك ترى المدرسة إحدى ممتلكاتها الخاصة؟ بالتأكيد حدثنك عمن رأين من المعلمات (أيضًا)، بل أظن أنهن شرحنهنّ كلهنّ بمشارط ألسنتهن، وأطلقن عليهن من الأوصاف ما الله به عليم! ووصل الأمر بهن أن أطلقن عليهن من الأحكام التي لا يمكن نقضها ولا حتى بـ«محكمة العدل الدولية» وأجبرنك على قبول هذه الأحكام، وكأن لا رأي لك ولا بصيرة!
طيب.. أستاذتي، ما دمت تعرفين كل هذا فقد أصبحت مهمتي سهلة.. ولا تستغربي إذا طلبت منك الإعفاء من مهامي الوظيفية في الإشراف التربوي. مالي ولهذه الوظيفة؟! إنها وظيفة بلا نتائج يمكنني رؤيتها ومتابعتها! وأنا في طبيعتي أحب العمل وأبغض «الروتين».. أحب أن أرى نتيجة عملي كل ساعة في عيون طالباتي... أراه اعتزازًا بوطن، وعشقًا لتاريخ أمة، وتطلعًا لمستقبل مشرق.. كيف لي أن أحقق ذاتي مع معلمات يرفضن الجديد والتجديد؟! وكيف لي أن أتناغم مع «حزب المتقاعسات» هنا وأنا التي تكره الركون إلى الركود؟! «إن لي نفسًا تواقة» إلى العمل المثمر، ترى كل عمل تقوم به قليلاً مقابل ما تأخذ!
إن عملي كمعلمة ليلبي حاجة نفسي إلى العطاء.. عفوًا أستاذتي، أعلم أنك ستحدثيني عن «حزب المتفانيات» الذي تريدينني نواة له لتثني من عزمي على طلب الإعفاء.. عفوًا لا أستطيع فرؤية المتقاعسة عن العمل تورث الكسل والخمول. سأعود لدفتري وسبورتي، حيث باب فصلي موصد عن الملل، ونوافذه مشرعة لأشعة الشمس التي تنير الزوايا المظلمة في حياة طالباتي.




هذه المقاله كتبت في مجلة المعرفه لكن لااتذكر تاريخ نشرها

ابن زيدون
26 Jul 2006, 01:41 AM
إمرأة وصلت إلى مشارف "القوامة"!
حصة إبراهيم الجربوع





وكان ياما كان في سالف العصر والأوان ......
كان فيه بنت لديها من الطموح والرغبة في العمل لتحقيق ذاتها ما يفوق الوصف وقدر لها أن تلتحق بالكلية وتتخرج معلمة.
وعلى طريقة جدتي، الزبدة، سارت بها الحياة لتجد نفسها في مواقع وظيفية متعددة تحملت أعباءها بكل أمانة ومسؤولية حينًا، وبكل أمانة وبشيء من التذمر أحياناً أخرى، كما تحملت أوزارها بالصبر والاحتساب. ولما تشعبت بها ظروف الحياة وجدت نفسها كما هي مسؤولة عن وظيفة تتطلب منها الكثير، وأسرة ترقب دخولها وخروجها، وتأمل أن تقتنص من الوقت ما يكفي لتمنح هذه الأسرة ذلك الدفء الذي لطالما حدثت به نفسها أن تمنحه لها لو قدر أن تكون لها أسرة ... وكانت الأسرة.
وعلى نهج جدتي في سرد القصة.
كان للبنت صديقة لها الأحلام والطموحات نفسها، وحصلت على المؤهل نفسه لكن تعيينها في إحدى المدن الكبيرة لم يتح لها التدرج في الوظائف، وبقيت قانعة دون بديل أن تبقى معلمة بالمرحلة الابتدائية.
وذات يوم حدث في أسرة البنت ما جعلها تعيد التفكير في كثير من الأمور!
فحدثت نفسها وأثقلت!
لم عليّ أن أبقى في عملي متأخرة عن زميلاتي بأكثر من ساعة ونصف الساعة ؟ لم علىّ أن أكون آخر من يبقى في العمل وأول من يباشر وصديقتي أول من تتمتع بالإجازة وآخر من يباشر! ما الفرق؟
هي تعمل أقل، تتعرض لضغوط أقل، تسعد بها أسرتها أكثر، وتعطي أسرتها من اهتمامها بقدر أكبر! هي مستقرة من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى البيت! وأنا يتعين علىّ أن أكون كل يوم في مكان، مع ما تمثله بعض الأماكن من خطورة الطريق ومشاكل التأخر، وكلنا في ميزان واحد!!
يا إلهي لماذا أفكر بهذه الطريقة؟ ما كنت يومًا أشغل نفسي بالمقارنات، وما كنت يومًا أحسد أحدًا على ما فيه من الخير، إنها الوساوس!!
أعوذ بالله من الوسواس الخناس ، لا إنها الغبطة، بالتأكيد إنها الغبطة، ولا غيرها لم لا أكون مثلها؟ يوم أن شج رأس ابنتي كان علىّ أن أوقظها من نومها كل ساعتين، كما أمر الطبيب، وكان علىّ الذهاب إلى عملي، ذهبت وتركتها في رعاية الخادمة.
وكانت صديقتي ومثلها الكثير تنعم بالوجود في بيتها تحتضن أطفالها في ذلك الوقت، كيف أعتذر لصغيرتي وهذا اختياري؟! وكيف أوضح لها أني لو كنت في مكان آخر لكنت بجوارها وما كنت أدعها تزدرد العبرات، وكنت قد تعذبت بتلك النظرات التي تتوسلني وما استطعت!!
وبين الاستقالة، والحاجة، وبين الطموح وحب العمل، والعودة إلى البداية، ثم بين الأمومة، والوظيفة!
كنت !!!
ككل النساء امرأة تنوء بأعباء كثيرة وصلت بها إلى مشارف القوامة، لو صحت!!
وبلا شك كنت ولا مناص، المرأة العاملة المظلومة!! أو المرأة العاملة في المكان الخاطئ .
هكذا قالت ـ وهكذا هي الحقيقة ـ ولكن من يفتح النوافذ لتدخل الشمس إلى الزوايا المظلمة في حياتنا.
قامت وكأني أرقبها تفتح النافذة، وتنظر إلى الأفق البعيد، وفي نفسها شيء من حتى.




هذه أيضاً كتبت في مجلة المعرفة

ابن زيدون
28 Jul 2006, 01:17 PM
عندما.. يتساوى الحزن والفرح
حصة إبراهيم الجربوع / رفحاء




عندما تنوء ظهورنا بأعباء الحياة وأخطائنا.. ويتساوى الفرح والحزن، تختفي مباهج الحياة تصبح الروح كالهشيم تذروها الرياح.. بل تعصف بها إلى حيث تريد بلا مقاومة أو رغبة ولو في التشبث بخيوط آمال أتعبت الأجساد من ملاحقتها أزماناً وبات الاستسلام خيارها الوحيد والاستسلام والهزيمة وجهان للحظ العاثر وإذا حط أي منهما في نفوسنا حل الشقاء وبات الحديث عن المعاناة حديث لا يمل.. نجتر الحزن والألم ونتلذذ بالعذاب وكأنما للحياة وجه واحد حزين كئيب.
في هذه الحالة ليس لك إلا مكان واحد يعيد إلى نفسك معنى وجودها ويعطيك الفرصة لتكون أنت كما تريد أنت.. كائن بشري سعيد وحر يعرف أن للحزن طعماً واحداً وأن للسعادة ألف طعم.. هذا المكان بمجرد دخولك إليه يعيد إليك صياغة نفسك من جديد!!! ففيه لحظات ميلاد جديدة وأنفاس من الإيمان تملأ الصدور اطمئناناً وسكينة لو احتضنك الكون كله لن تجد الطمأنينة كما في هذا المكان أنه حرم الله الآمن يا لهذا المكان العظيم!! أنه بيت الله.
بالتأكيد كلنا نعرف ذلك ولكن هل كلنا نستشعر ذلك؟ تخيل ذلك وقل في نفسك أنا في جوار بيت الله.. انظر إلى الكعبة الشريفة مجرد حجر أسود لكن تكتسيه هيبة وشرف تعجز أن تكتسيها قصور العالم؟ بيت الله العتيق يدعونا إليه ربنا بلا شروط أو قيود أو حجز أو موعد، يقبلنا فيه بهمومنا وأحزاننا بأفراحنا بذنبوبنا وخطايانا.. فيه يتبدل الخوف أمناً والشقاء سعادة.
فيه تصغر الهموم وتكبر الهمم ويصبح للحياة معنى وللوجود غاية.. والله لو عرف العالم ما فيه من الخير لأتوه حبواً.. فإلى متى لندن وباريس حيث يتساوى الفرح والحزن وتبقى الحياة قبلهما وبعدهما عبئاً كبيراً والموت عبئاً أكبر.. إلى متى؟.
هي... والدموع
لا أراها إلا باكية لدرجة إنني بت على يقين إنها لم تستخدم عينيها كما استخدمتهما في البكاء كانت الدموع تنساب من عينيها وتتناثر كحبات المطر بزخمها وتسارعها وحجمها.. قلت لما البكاء والاستمرار عليه.. ألا يكفي البكاء.. ألم تذهب الأحزان؟؟ ألم تتعودي الألم؟؟ ألم يجدِ الصبر.؟؟ ألم.. ألم..؟؟
قالت إني صابرة ولكني لا أملك إلا أن أبكي؟؟ سأبكي حزني وأسفي على نفسي حتى تبيض عيني سكت ولم أعقب وتركتها والآية الكريمة تصدح في أذني {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} (84) سورة يوسف.
تغريبة الشرق والغرب
عندما يسافر الشرق إلى الغرب نقول تغريبة وهذا صحيح فهي غربة ويا غريب كن أديباً؟.. ولكن عندما يسافر الغرب إلى الشرق هل نقول تشريقة - ولو مجازاً - نعم فقد يشرق بالإسلام وقد يشرق بدماء الأبرياء..؟؟.






نشرت المقاله في جريدة الجزيرة يوم الجمعة 03 رجب 1427 هـ 28 يوليو 2006 م العدد 12356

ابن زيدون
28 Jul 2006, 01:29 PM
يا وزارة الخدمة المدنية.. تحجّر اللبن في صدور الأمهات

حصة إبراهيم الجربوع ـ رفحاء




شدني مقال في العدد (130) بعنوان «يا وزارة التربية.. اعتبرونا بشرًا» للأخت فاطمة السهيمي هذه الرائعة التي ما فتئت تنعش ذائقتنا بكتاباتها الجميلة. الأمر الذي دعاني إلى الكتابة حول الموضوع نفسه.
حينما أصدرت الخدمة المدنية لائحة الإجازات الجديدة حددت إجازة الوضع أربعين يومًا، وقد تمتد إلى تسعين يومًا (بعد موافقة الطبيب) إذا احتاجت الأم أو الطفل، ثم يحق للموظفة الحصول على ما يسمى بـ«رعاية المولود» بحد أدنى ثلاث سنوات بربع الراتب.
التساؤل: من الذي أصدر هذه اللائحة وقرر الأربعين يومًا هل هم رجال أم نساء؟ ذلك ما يدور حوله النقاش بين الموظفات، لدرجة أن إحداهن قالت: «يا ناس ماذا أفعل وقد خلقني الله امرأة؟! حتى أمر حملي وولادتي ونفاسي ورعاية مولودي يتحكم فيها ويقررها الرجال؟!».
إن الغضب والعتب يكاد يصيبنا بالإحباط. إنه يقتلنا. كيف أعمل وكيف أعطي وقد وهبني الله عامين وسلبني إياهما الرجل؟! هكذا ببساطة!
إننا حينما ننادي بحقوق المرأة لا تنحصر مطالبنا في قيادة السيارة أو استخراج بطاقة.. تلك أمور هامشية لا نراها ضمن سلم الأولويات، وإنما نطالب أن يكون شأن المرأة للمرأة.
هل هذا من الصعوبة بحيث لا تستطيع المرأة تحقيقه؟! ثم من الذي يقرر صلاحية المرأة بالتصدي لسن اللوائح والأنظمة التي تخصها؟ نعود ونقول: «الرجل» وإلى متى؟!
أين الرجال الذين أصدروا هذه اللائحة من قول الصادق الأمين ـ بأبي وأمي هو ـ عليه الصلاة والسلام واصفًا حق الأم :«ولو بطلقة واحدة». إنها عبارة اختزلت كل الكلمات وجميع العبارات التي من الممكن أن تصف ذلك النصب الذي تحسه المرأة عند الولادة وما يترتب عليها.
لقد تعاملت اللائحة مع إجازة الوضع كما تعاملت مع بقية الإجازات، فقد طالها مقص الرقيب!
وكأنما إجازة الوضع رحلة استجمام للأم يجب ضبطها والحد منها. فإذا ما أرادت الأم أن تطول هذه الإجازة فهي وشطارتها!
ثم إن اللائحة حاولت أن تحمل المرأة المسؤولية وكأنها تقول: «والله أنا لا دخل لي إذا خائفة على نفسك أو طفلك فأحضري تقريرًا طبيًا من هنا أو هناك ومددي إجازتك إلى تسعين يومًا براتب كامل... وإذا كنت تحبين طفلك وحريصة عليه أكثر فمددي الإجازة إلى ثلاث سنوات بربع الراتب»! يا له من تملص غريب.. حتى من استشعار المسؤولية!
لكن اللائحة لم تخبر الموظفات اللاتي يتحملن مسؤولية الإنفاق على عوائلهن كيف يمكنهن الوفاء بمتطلبات هذه العوائل بربع الراتب؟! هل علينا أن نقول ما لا نريد قوله حتى يقتنع واضعو اللائحة ومقرروها أننا بحاجة على الأقل إلى شهرين حتى نعود تدريجيًا للعمل كما ينبغي؟! لما لا تتحمل وزارة التربية والتعليم مسؤولياتها في هذا الموضوع وتقوم باستطلاع آراء الموظفات حول اللائحة؟! كيف ترتضي الظلم الواقع على منسوباتها؟! من يعالج النفسيات المتعبة جراء هذا الغبن؟!
ثم لماذا يحرم أطفالنا من الرضاعة الطبيعية على إثر تعميم وزارة التربية والتعليم؟!
بعد كل هذا لا تسألوا عن هشاشة عظام الأطفال وتسوس أسنانهم فلقد تحجر اللبن في صدور الأمهات ومعه تحجرت القلوب!





كتبت في مجلة المعرفة

ابن زيدون
28 Jul 2006, 01:37 PM
أبي .. مضت بك الحياة
حصة إبراهيم الجربوع



أبي ....
الآن
وقد تعبت؟
مضت بك الحياة...
إلى دروب لا تبغيها... ومتاهات من الآهات
لم تألفها....!!
كنت... تمسك جاهداً بتلابيب العزم..
متوكلاً..... جازماً.. أن تكون... القوي..
كم؟؟؟ تمقت الركون إلى الدعة..
لم أرك يوماً...
متأبّطاً عباءتك...
جالساً في (المشراق)
مع أصدقائك... الذين مضت بهم
الأيام... والآلام...
ينتظرون الظهر..... حتى يأتي...
ثم ينتظرون
العصر...
ثم ينتظرون ...
الليل!!!
وإذا جاء الليل.. لم يناموا!!
انتظاراً للنهار؟؟
كان يومك... عملاً..
وغدك...أملا....
وليلك... استغفاراً...
اليوم.. وقد تعبت..
وترجّلت..
كفارس... أضناه التعب...
لا تحزن...
لا تيأس....
فمثلك...
أبي.....
جدير أن يفخر..... يصبر... يحتسب
ولو لم تفعل شيئاً في الدنيا...
لكفاك بياض قلبك..... وعفّة لسانك
أما وقد تعبت... وصبرت..
بقي.... أمر.... نظرتك
أرجوك.. أبي...
لا ترمقني بتلك النظرة المثقلة..
بالعتاب.. والعبارات!!!!
فما من سبيل...
رحل.. بلا وداع..
وأخذ معه....
الأمل....
وأبقى....
الغصة؟
والذكريات.....
اعتبره ... يا... أبي
يوماً جميلاً..
ومضى... ك كل الأيام الجميلة التي رحلت؟
اعتبره حلماً
راودك... ك كل الحالمين...
و..... تلاشى...
أرجوك أبي.....
آه .... يا أبي إنّ نظرتك... قالت ما يخفي قلبك الطيب....
وما.. عجز أن يقوله لسانك....
أبي.... أبي..
لا تنظر للخلف...
تذكّر... {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (46)سورة الكهف




نشرت في جريدة الجزيرة يوم الجمعة 24 صفر 1427 هـ 24 مارس 2006 م العدد 12230

ابن زيدون
28 Jul 2006, 01:45 PM
أطياف.. نساء
حصة إبراهيم الجربوع/ رفحاء






* قطر الندى.. لولو
هبة الله لي.. الذي وهب وأجزل..
رفيقة دربي.. مضى العمر برفقتها.. كأنه لحظات..
صغنا أحلامنا معا.. ورسمنا طريقنا معا.. وطوينا همومنا معا..
حمدا لك رب.. أن جعلتها أختي..
* الصغيرة.. نانا..
تظلين صغيرة في عيني كطفلة تتمسك بطرفي ثوبي خوفا من أن ينتزعها أحد.. وإن كبرت..
بقلب كبير يتسع ولا يضيق..
يا طفلتي الصغيرة.. احتويتك زمنا.. وها أنت تحتويني عمرا..
كفاك.. فضلا لا يجاري.. كفاك..
* غادة الشمس.. زينة الحياة الدنيا
بريق عينيها يختزل معاني الحياة..
صرت أما.. بقدومها إلى الدنيا..
فكانت المطر الذي سقي يباب قلبي..
وأزهر مشاعر من الحب والأمل..
فليحفظك الله.. رواء لقلبي ومدادا لقلمي.
* العطاء بلا حدود.. عقيلة..
فتاة بألف رجل.. مذهب صلاح.. وقلب من ذهب.. حينما نمل ونستكين وحينما نكون غير قادرين على العطاء تكون عقيلة.. تسهل بين يديها عظام الأمور فتمنح القوة وتعطي الدافعية بقلب يملؤه الخير..
عندما نراها نرى المناهل العذبة النقية.. ومعها لا نتردد في أن نشرب العذب الصافي..
يا لهذا القلب الكبير أما آن لك تستريح.. وحق لك الراحة.
* الصوت المبحوح.. أماني..
.. فتاة مفعمة بالحب والحياة.. قادرة على أن تصوغ من الحروف المبعثرة شعرا ومن الكلمات المتقاطعة نثرا.. تحمل بين أضلعها هموما تؤرقها ليس بينها ذاتها.. كلما ألتقيها أجد أن للخير ألف عنوان وأن للعطاء صورا وألوانا.. تؤمن أن الفرد قادر على أن يؤثر في القليل والقليل في الكثير وصولا إلى الوطن والأمة..
حينما نحبط تكون الأماني وعندما نتعثر نجد أماني حقيقة تحول الواقع إلى أمل يبشر بغد أفضل وبعزيمة أقوى.






نشرت المقاله في جريدة الجزيرة يوم السبت 05 جمادىالآخرة 1427 هـ 01 يوليو 2006 م العدد 12329

ابن زيدون
28 Jul 2006, 01:59 PM
لغز «ابن عجلان»
حصة الجربوع - رفحاء



لم يكن يدور في خلدنا نحن المتدربات (مساعدات مكاتب الإشراف) أن للإشراف التربوي وجوهًا أخرى غير تلك التي ألفناها وألفتنا خلال السنوات الماضية، إلى أن التحقنا ببرنامج الإشراف الفعال الذي نظم بمركز التدريب بالدمام.
لقد كان التدريب حدثًا بارزًا وجديدًا للأغلبية منا، ونحن اللاتي هجرن مقاعد الدراسة منذ مدد متفاوتة لا تقل في المتوسط عن سبع سنوات! لذا حاولنا التمشي مع البرنامج وكأننا لا نزال في بدايات التخرج بلا أدنى خبرة.
لقد رأت مجموعة منا أنه لا يمكن التسليم بما جاء في البرنامج باعتباره حلمًا قد يتحقق يوماً ولكن ليس على أيديهن في ظل ما تراه من تداخل في مهام الإشراف التربوي وطغيان الجانب الإداري على العمل الفني. في حين رأى البعض الآخر أن التدريب ضرورة ملحة، وأن التدريب بعد التطبيق أكثر إلحاحًا لكن البرنامج عجز عن الوفاء بمطالبها، حيث دعا كثير من المشرفات إلى إصدار التعاميم التي تدعم تطبيق كل ما مر في البرنامج (وكان المدرب يعي ذلك ويتهرب منه بذكاء).
انتهى البرنامج وظل السؤال الذي غص في حلوقنا: هل نستطيع تطبيق كل ما تعلمناه في البرنامج ومواجهة عواقب ذلك؟
في تصوري أن الإجابة عن هذا السؤال هي التي تضع البرامج التدريبية الحالية والمستقبلية على المحك.. فإذا سلمنا بأن التدريب مهم بل ومهم جدًا فإن تطبيق ما تم التدريب عليه لا يقل أهمية، وذلك أمر يشغل بال المدربين والمتدربين. وإلا ما الفائدة من التوسع في التدريب إذا كان المتدرب يتعلم شيئًا، ثم بعد التدريب عليه أن يطبق في عمله شيئًا آخر مضادًا له في الاتجاه؟!
على أن ذلك لم يقف عقبة أمام البعض الذين يحاولون إيجاد الثغرات والمسوغات التي تجعلهم في حل أمام الرقابة في حال طبقوا البرامج التدريبية التي تعلموها.
الرقابة التي ترى أن المشرف (أو المشرفة) عليه أن يلتزم بالتوجيهات والتعليمات مهما كانت ما لم يأت ما ينسخها بتعميم.
وحال التدريب بهذا الشكل يذكرني بلغز «ابن عجلان» لـ«وضحاء» حينما أعطاها كيسًا من المال واشترط عليها أن تنفق منه وهو «مسكّر» ومختوم!
فالتدريب بلاشك كنز، ولكنه بالتأكيد ليس لغزًا يحتم على المتدربة أو المتدرب أن يستنزف الوقت والجهد ليوجد الثغرات والمسوغات حتى يطبق ما تدرب عليه.
لقد كان التدريب بحق فرصة رائعة للتعلم عن استراتيجيات الإشراف وطرق التفكير، كما كان فرصة للالتقاء بالقيادات من مختلف المناطق. ولكون الفئة المستهدفة بالتدريب هي «مساعدات مراكز ومكاتب الإشراف التربوي»، حيث تشابهت الهموم والصعوبات ووجدتني وأنا القادمة من مدن الصحراء ألتقي زميلاتي في مدن الساحل لنتحدث ونتناقش في هموم مشتركة تواجه طبيعة عملنا. فلقد اتفقنا دون تخطيط أو بنود مكتوبة على أن الإشراف التربوي ظل بمعزل عن التوصيف الحقيقي، حيث مارس الدور الرقابي أكثر من الدور الفني المهني! وظلت التعاميم واللوائح تكبل المشرفات التربويات وتحد من حماسهن. وبمرور الوقت ألزمت هذه التعاميم واللوائح المشرفات التربويات الكراسي أو ساهمت في تسربهن من الإشراف التربوي!
لقد أجمعت الأخوات على أن الإشراف التربوي بشكله ومضمونه الحالي لا يؤمن الرضا الوظيفي للمشرفات وخاصة المتميزات اللاتي تعودن العمل الجاد والمثمر. على أن أخطر ما يواجهه الإشراف التربوي في نظرنا هو إجبار المشرفات التربويات على البقاء في الإشراف التربوي دون رغبتهن!
لذا رأى بعضنا أن التدوير في وظائف المشرفات التربويات مهم جدًا فمعه تتجدد الدماء والطاقات، ويضاف للإشراف التربوي طاقات جديدة قادرة على الإبداع والتميز.
ومما تعلمنا في البرنامج أن السيرة الذاتية للشخص الناجح لابد أن تتغير على الأقل مرة كل عام بإضافة إنجاز. ولو طبقنا ذلك على الإشراف التربوي بمجمله، وقلنا ماذا تتضمن السيرة الذاتية للإشراف التربوي بالمملكة؟ كم كتابًا في التربية والاستراتيجيات (وليس الإحصاء) تولى الإشراف التربوي طباعته؟ كم عدد المشرفات التربويات التي تم إيفادهن للحصول على الماجستير والدكتوراه؟ كم مرة تم تجديد دليل العمل في الإشراف التربوي منذ تأليفه 1419هـ؟ كم دورة تدريبية نفذها الإشراف التربوي للمشرفات التربويات ولمديرات المراكز والمكاتب على أيدي الخبيرات والمختصات، وليس على أيدي بعضهن بعضًا؟ كم بحثًا إجرائيًا واستطلاع رأي تم للمشرفات التربويات يخص طبيعة عمل المشرفة الفني؟
لقد بات من الضروري أن تتحسن السيرة الذاتية للإشراف التربوي كيما تتحسن السيرة الذاتية للمشرفات التربويات والقيادات التربوية.




نشرت في مجلة المعرفة

كـــــر فـــــر
28 Jul 2006, 03:12 PM
روعه .............خيال ...........جمال............ أبداع




ماهذا يا حصـــــــة

ابن زيدون
15 Oct 2006, 02:12 AM
مقالة جديدة نشرت في العدد الاخير من مجلة المعرفة (شهر شعبان ) 1427هـ
المتفرقات.. ريا وسكينة


حصة إبراهيم الجربوع/ رفحاء

تعينت قبل عشر سنوات في مدرسة بعيدة إلى حد ما عن بيتي, سعيت بعد مرور سنة على أن أنتقل من هذه المدرسة إلى أخرى قريبة من بيتي.
وفعلًا انتقلت على أن ذكرياتي في هذه المدرسة وما تعلمته فيها أثر لاحقًا على بقية سنوات عمري في مهنة التدريس... فهذه المدرسة كانت مزيجًا بين جيلين من كافة النواحي فمديرة المدرسة من الرعيل الأول والمساعدة من الجيل الجديد والمعلمات مزيج من الفتيات التي انضممن إلى المهنة حديثًا وبين معلماتهن الأوائل اللائي في عمر أمهاتهن بل إن اثنتين منهن الآن جدات.
وكان التعليم فيها يترنح بين النظم والأساليب القديمة وبين الإطلالة على استحياء على الواقع الجديد بتطوره وأساليبه الحديثة هذا المزيج البشري والإداري هو الذي أعطى لهذه المدرسة هذا التأثير الكبير علي!!
بطبيعة الحال كمعلمة جديدة كنت مندفعة ومتحمسة إلى الحد الذي لو أعطتني مديرة المدرسة النصاب الكامل لقبلت حتى لو زدت عن جميع المعلمات المهم أن أدرس وأشرح وأعلم الطالبات.
لقد كانت فكرة كون الطالبات تستمد مني المعلومات تستهويني أو بتعبير أدق ترضي طموحي و( غروري) وهذه – حقيقة - فعندما تعلم وتحس أنك الأول والوحيد الذي أوصل للطالبة المعلومة فهذا يعطيك إحساسًا رائعًا...
لكن وجدت في هذه المدرسة من تمكن من - فرملة - هذا الاندفاع فبعد الاجتماع الأول للمعلمات مع مديرة المدرسة يبدو أن اندفاعي وحماسي اتضح للجميع من خلال مناقشة المديرة في كل ما تقوله. وكنت كلما طرح موضوع ووقف الجميع عنده اعتراضًا كنت أتدخل كقوة حفظ السلام وأوقف المناقشة ببيان رغبتي في تحمل موضوع الخلاف سواء مقرر مادة ما وريادة فصل ما أو الإشراف على نشاط جمعية ما والحمد لله أن المواضيع المطروحة لم يكن فيها اختلاف كبير.
كنت وقتها أدرس جميع الفصول وأشرف على جميع الأنشطة وأتولى مسؤولية ريادة الصفوف كلها... وقد لاحظت همهمة بين المعلمات كلما تكلمت ولا أعلم لماذا.
ويبدو أن الحماس قد سد أذني كما شل تفكيري... المهم انتهى الاجتماع وأخذت زيادة في نصيبي من الحصص كما أسند لي ريادة فصل والإشراف على نشاط إحدى الجمعيات.
ولما عدت إلى غرفة المعلمات كانت المعلمتان الجدتان باستقبالي حيث أشارتا إليّ بالجلوس بينهن ولم هممت بسحب كرسي لأجلس أمامهن رفضن فوسعن لي مكانًا بينهن وحشرنني فيه وكانت أنفسهن تكاد تصم أذني وبعيون جاحظة كأنما لف عليهما حبل المشنقة وللحظات تخيلت نفسي (بين ريا وسكينة)!!! وقلت لهن نعم.
فردت المعلمة الجدة الأولى نعم الله عليك ثم أردفت المعلمة الجدة الثانية.. شوفي يا حبيبتي نحن اعتدنا على نظام معين في المدرسة واعتادته مديرتنا من عشرين سنة وأنت للتو خرجت من البيضة تسعين لتغييره.
واندهشت وقلت وماذا فعلت قالت المعلمة الجدة الأولى يوم تناقشنا مع المديرة حول موضوع الحصص لما تدخلت وقلتي أنا أخذ الحصص الزائدة وأبديت استعدادًا لتحمل المزيد.
قلت وما في ذلك؟
قالت المعلمة الجدة الثانية فيها النون وما يعلمون لقد أخللت بنظام المدرسة، فالحصص التي تحملتها كانت تجمع لنا وتعطى لنا باعتبارها من المتفرقات وهي لا تحتاج إلى شرح - بتاتًا البتة -وسبق أن حفظناها وحضرناها كتابيًا لمدة عشرين عامًا واليوم حينما تحملت جزءًا منها نقص نصابنا وأعطتنا المديرة مقررات للصفوف العليا لا نعرف كيف نفهمها فضلًا عن أن ندرسها!!!!!!!
عليك الذهاب الآن للمديرة وتقولين لها أريد نصابي من الحصص كبقية زميلاتي وحبذا الصفوف العليا وإلا يصير لك كما يصير لزميلتك تلك؟ اذهبي واسأليها.
سحبت نفسي من بينهن وأنا أحس أني كمولودة خرجت إلى الحياة أريد نفسًا عميقًا وأريد أن أصرخ بأعلى صوتي فقد كتمتا علي نفسي وكدت أختنق!
خرجت من الغرفة وذهبت إلى برادة الماء وشربت وغسلت وجهي واستعذت من الشيطان على أن عبارة (بتاتًا البتة) لاتزال تترد على لساني وكيف لا تحتاج إلى شرح؟
وعندما نويت العودة التقيت زميلتي المشار علي بسؤالها واستأذنتها بالحديث وسألتها عما حدث لها فقالت قبل أن أكمل حديثي افعلي ما قالتا لك وإلا سترين ما لا يسرك وقد يمضي عامك بالنكد بدلًا من الفرح، فهاتان المعلمتان أغلب المعلمات صويحباتهن وإذا اتفقتا على معادتك سيعملن المستحيل لمضايقتك... سيعطلن إنجازك ويحقرن عطاءك ويصادرن تفوقك ويبخسن حقك, وستضطرين إلى حمل حقيبتك معك وستضطرين إلى الاستراحة في فصلك! لما؟ الأمر لا يستحق؟إلا إذا؟ قلت إلا إذا.... ماذا؟
إذا كان لك نفس طويل على المقاومة والوقوف في وجه الطوفان... فإن قليلاً من المعلمات صمدن وتحملن وتمكن من اكتساب احترامنا واكتسبن اعتدادًا كبيرًا بأنفسهن!
قلت سأكون منهن، وإني والله قادرة ليس لأن يقال قوية ! ولكن لأغير ثوابت وضعت ساهمت في بقاء هذه المدرسة تدار وتدرس الطالبات فيها بأثر رجعي.....
ويعلم الله كم كانت سنة شاقة حرب خفية ومعلنة ولكني تمكنت من الصمود واقتربت ولا أقول انضممت إلى مجموعة من المعلمات، ولأول مرة في المدرسة وضعت لوحة إعلانات في غرفة المعلمات كنت أضع فيها ما أقتبسه من بعض الكتب وأكتب مقالات وعبارات في التربية وطرق التدريس الحديثة، ومن خلالها أوصل رسائل في أهمية العمل وإبراز قيم الأمانة والصبر والحق والعدل، وكنت مثابرة على هذه الطريقة في الحوار مع الأصدقاء حتى و هي تمزق بين الفترة والأخرى ...
لقد كان لعملي في المدرسة صدى حتى لدى الطالبات وكنت على وشك إحداث تغيير بنهاية العام ولكن انقضى العام وكنت قد وضعت البذرة وتحتاج إلى من يرويها... صدر نقلي وانتقلت إلى مدرسة، و قد صقلت في مدرستي القديمة فكنت كمن أمضى عقدًا من الزمن في التعليم لا سنتين... استمر حماسي وقل اندفاعي فحصلت على فرص وظيفية متعددة آخرها مشرفة تربوية للإدارة المدرسية وذلك بعد مرور عشر سنوات على تعييني وكان علي الإشراف على عدة مدارس من بينهن مدرستي القديمة.
ولما دخلت المدرسة وأنا أمشي في طريقي إلى غرفة الإدارة وإذا بصوت إحدى المعلمات الجدات يصدح بصوت عال والطالبات يرددن كما كانت تفعل قبل عشر سنوات (الله رب الخلق أمدنا بالرزق) التفت فإذا هي جالسة وتتدلى بشحمها ولحمها وقد ألقت جسدها على كرسي الطالبة الصغير الذي تفضل الجلوس عليه كما كانت قبل عشر سنوات.
وعرفت أن البذرة لم يسقها أحد وأن المتفرقات هي المفرقات والمفارقات في هذه المدرسة.

ابونايف
15 Oct 2006, 04:48 AM
يعطيكم العافيه جميعآ مواضيع ممتازه جدآ متمنين للجميع التوفيق !!


وللجميع تحياتي !