المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمطار الصيف الصهيونية..لتدمير المقاومة أم لبعثها ؟



فلسطينى وافتخر
10 Jul 2006, 01:45 PM
الحملة الإسرائيلية العسكرية الأكبر منذ ثلاث سنوات على الأقل، والتي بدأت فجر الأربعاء 28 /6 / 2006 م، والمسماة أمطار الصيف، والتي شاركت فيها طائرات f 16 النفاثة ، ومروحيات الآباتشي لتحقيق أكبر قدر من الضحايا في صفوف أطفال فلسطين خصوصا وشعبها الباسل عموما، وكذا الهجوم بالدبابات على جنوب وشمال غزة، وعمليات اقتحام لعدد من مدن الضفة الغربية بهدف اعتقال عدد من وزراء حماس وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني التابعين لحماس، والضرب بالمدفعية في أكثر من مكان ، وتدمير محطات الكهرباء والمياه والجسور... هذه العملية لا يمكن وصفها إلا بالانحطاط والخسة والغدر والجبن، وهي تكشف للمرة الألف أن الكيان الصهيوني كيان عدواني حتى النخاع وأنه لا ينفع معه المفاوضات أو المساومات؛ بل المقاومة والمقاومة دائما، ويكفي أن نعرف مثلا أن وزير الحرب الصهيوني الذي يقود تلك العملية هو عامير بيرتس رئيس حزب العمل، وليس شارون مثلا، وهذا يعني أنه لا فرق في التحليل النهائي بين ليكود وعمل وكاديما أو شارون ، ونيتانياهو وأولمرت وبيرتيس وبيريز؛ فالجميع في العدوان إسرائيليون، والجميع يقتل المدنيين العزل .. والجميع يضرب محطات الكهرباء والماء ، ويهلك الحرث والنسل !!
العملية تستهدف - كما يقول الكيان الصهيوني - إطلاق سراح أحد الجنود الإسرائيليين المخطوفين، وهذا للوهلة الأولى هو الكذب الصريح؛ فعملية خطف جنود إسرائيليين ليست الأولى من نوعها، ولم يحدث رد الفعل الصهيوني عليها بمثل هذه الطريقة سابقا، ومن ناحية ثانية فإن الاعتداءات الصهيونية على الفلسطينيين من جميع الأنواع والأحجام والأشكال لم تتوقف قط قبل اختطاف الجندي الصهيوني، وحتى أثناء الهدنة من طرف واحد التي التزمت بها الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس؛ بل إن قتل أسرة فلسطينية بكاملها بالقصف في شاطئ غزة تم قبل عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي بأيام .
علينا إذن أن نبحث عن الأسباب الحقيقية لعملية "أمطار الصيف" خاصة إذا أخذنا في اعتبارنا أن حماس حاولت التهدئة وتعددت تصريحات ومواقف يمكن أن تُفهم على أنها قبول ضمني بالهدنة أو حتى بالاعتراف بإسرائيل مقابل حل مقبول ، وآخرها الموافقة بالأحرف الأولى على وثيقة الأسرى، أي أن إسرائيل لن تقبل من حماس ولا غير حماس إلا الانبطاح الكامل وهذا مستحيل، إذن فإن تصفية حماس، بل وتصفية كل المقاومة بأي درجة كانت هو هدف إسرائيلي ثابت، ومن ثم فإن الهدف الأول للعملية هو المزيد من الضغط على حماس، والإطاحة بحكومة حماس، وهو يدخل في إطار المؤامرة على حماس التي بدأت قبل الانتخابات البرلمانية الفلسطينية واستمرت أثناءها وبعدها، حصار الجوع، ومنع المساعدات الأمريكية والأوروبية وعدم تحويل حقوق الحكومة من الجمارك والضرائب التي تحصلها السلطات الإسرائيلية لحساب السلطة، ومنع وصول المساعدات التي جمعتها الشعوب العربية والإسلامية إلى الداخل الفلسطيني ـ والمحصلة عدم صرف رواتب الموظفين لعدة أشهر، والوصول إلى حافة الجوع، ولم يبق إلا ضرب محطات الكهرباء والماء والجسور كي تزداد حياة الفلسطينيين صعوبة ، أو تصل إلى حد اللامعقول ؛ فيكفر الناس بحماس ويتخلون عنها، ولكن في المقابل فإن ما تفعله إسرائيل يزيد من إحساس الشعب الفلسطيني بالظلم، وتخلي العالم عنه وإحساسه بأن إسرائيل شر مطلق ومن ثم تزداد قاعدة المقاومة . وتصبح العملية وقودا جديدا لكل فصائل المقاومة حماس والجهاد وكتائب شهداء الأقصى أي بزيادة التلاحم والفرز داخل الشعب الفلسطيني، فيصبح من يطرح المقاومة هو المشروع ومن يطرح السلام مع إسرائيل بأي ثمن هو اللقيط، ويكون الفرز هو الجهاد وحماس وكتائب شهداء الأقصى ولجان المقاومة الشعبية،والجبهة الشعبية..الخ ، كل الشرفاء من فتح وغير فتح في خندق واحد، والعملاء في الخندق المواجه .
الهدف الثاني للعملية هو إعادة شيء من الثقة للشارع الإسرائيلي الذي اهتزت ثقته بشدة بالجيش الصهيوني، لأن المقاومة التي نجحت في حفر خندق والوصول إلى وحدة صهيونية عسكرية في كفر سالم "كفار شالوم" على حدود غزة، والاشتباك مع الجيش الصهيوني في تلك المنطقة وإظهار المقاومة كفاءة وقدرة أعلى من الجيش الصهيوني شديد التدريب، ونجاح تلك المقاومة في خطف جندي من داخل دبابته ومن وسط الجيش الصهيوني ، يعني أن الجيش الصهيوني لم يعد درعاً قادرا على حماية إسرائيل، وإذا كانت العملية الاستشهادية الفلسطينية يمكن وصفها أنها ضد مدنيين؛ فإن العليمة الأخيرة "عملية الوهم المتبدد" وهم سطوة وقدرة الجيش الصهيوني الذي بددته سواعد المقاومة، قد نسفت آخر القلاع النفسية لدى الإسرائيليين، ومن ثم فإن اليأس من المشروع الصهيوني برمته سيكون هو عنوان المرحلة بعد إثبات المقاومة الفلسطينية تفوقها على الجيش الصهيوني برمته، وهو أمر له ما بعده .
الأسباب التقليدية الأخرى للعملية وكذا ما كشفت عنه العملية هي أن الكيان الصهيوني كيان عدواني لا يستطيع أن يعيش بدون عدوان، وأن أمريكا والغرب وربما العالم كله لم يفعل شيئا لحماية الفلسطينيين، ولن يفعل في المستقبل ؛ فلا شك أن ما قامت به إسرائيل في تلك العملية غير مسبوق عالميا؛ فضرب محطات توليد الكهرباء و خزانات المياه ، ؛ بالإضافة إلى التهجير من الخوف من رفح وغيرها، ومن قبل ذلك عدم صرف المرتبات يعني أن هناك محاولة كاملة الملامح تتم تحت سمع وبصر العالم لإبادة الشعب الفلسطيني بالجوع والمدافع والطائرات والأمراض والخوف أي أن الشعب الفلسطيني سيفقد ثقته بالكامل في العالم ولن يعتمد إلا على المقاومة؛ فالمقاومة تعني له الموت بكرامة أو إنزال الألم بالعدو أيضا، ولكن الخضوع يعني الموت خوفا وكمدا وجوعا، وأيضا بقذائف المدفعية وقنابل الطائرات