المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هََمََسات في أذني فلسطين



فلسطينى وافتخر
23 Jul 2006, 08:47 AM
في زمن كهذا .. تشعر بأنك في كفاحٍ مستمر، وأنت تحاول السيطرة على جميع عواطفك .. في الوقت الذي يجب عليك أن تفعل ذلك .. لقد سموا هذا شجاعة أدبية، وأطلقوا عليه ذكاءً عاطفياً، وزيّنوه بحلل المجاملات والمداراة والمصالح العامة .. وصدقوا في كثير مما قالوا .. ولكنّ قليلاً خالط الكثير .. فتاه في تلافيفه ..!
لست وحدك الذي تشعر بالألم ولا تستطيع أن تقول: إني أتألم .. فهناك الملايين اليوم يتقطعون ألماً .. ولا يستطيعون أن ينبسوا ببنت شفة ..! لأن سياط الألم تنتشي أكثر كلّما سمعت أنيناً أو عويلاً .. !
لست وحدك الذي تعيش مع من لا تحب .. فهناك الملايين الذين يجالسون مَن يبغضونهم .. إما خوفاً أو طمعاً أو جبناً أو .. حتى رحمة؛ ولا شك أنك ستلعق العلقم حينما تضطر أن تعيش مع مَن تكره .. فقد قال أحمد بن عطاء: "مجالسة الأضداد ذوبان الروح، ومجالسة الأشكال تلقيح العقول". ألم يتألّم المتنبي كثيراً من مجالسة أمثال هؤلاء حتى صرخ بأنّات مكتَّمة:

ومن نكدِ الدنيا على المرءِ أنْ يرى
عدواً له ما من صداقتِهِ بدُّ

لك الله أيها الشعب المصابر .. وأنت تعيش مع أنذل الشعوب وأقذرها كل هذه الدهور.. ولكنّك تعلم بأنك لست وحدك ـ أيها الشعب المجاهد ـ تجرّعت مرارة الظلم المصبوب على رأسك في كل لحظة، فإن شعوباً كثيرة مرّت بمثل ما تمرّ اليوم .. فصبرت وجاهدت .. حتى نالت حريتها ..

مهم جداً ـ يا فلسطيني الحبيبة ـ أن أُلامس أذنيك اللتين تعوّدتا أن تسمع كثيراً من صراخ الخطباء، ونعي الزعماء، وولولة الرفقاء، ولكنّها لا تذكر سوى همسات الشهداء.. بألاّ تنتظري أحداً .. فالدول العظمى يرضي بعضها بعضاً بسحق مقومات العزة في أعصابك، ففي الوقت الذي تعلن فيه أمريكا أسفها وحربها على (المجرمين الذين يقطعون الرؤوس بالسكاكين) فإنها تبارك قتل الأطفال، وهتْك الحرمات، وتعذيب السجناء، وتحطيم البنية التحتية لمدن آمنة، وترى أن إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ليس إرهاباً، وإنما هو دفاع عن النفس.

أن يُختطف جندي إسرائيلي فإن من الطبيعي جداً تبويب كل ردة فعل يهودية في خانة الدفاع عن النفس، ولو كانت إرهابَ قطاعٍ بأكمله، وحرمانه من أبسط حقوق الإنسان، وتفجير محطة الكهرباء، واعتقال مجموعة كبيرة من وزرائه ونوابه، وإذلاله حتى العظم .. حتى لا يرفع في المستقبل أنفاً!!

ولا تنتظري ـ يا فلسطيني ـ أحداً من أمة المليار والنصف.. فكل منهم مشغول بليلاه .. فلا ترخي لهم أذناً حتى لا يزداد همّك وغمّك .. فلن تسمعي سوى أنين مطرب، وتصفيق مشجّع، وهمسات العشّاق في كل مصيف .. بل ربما لم يسمع بعضهم بما جرى لك ولأهلك الأبطال، وهم يتابعون كأس العالم، واسمحي لسمعك العزيز أن ينصت بشفقة وإعذار لشجب خجول، واستنكار مسكون بالشعور بالضعف والتوسّل صرْنا نترقّبهما من دول العالم الإسلامي بشوق بعد كل ضربة جديدة .. مخافة أن نفقدهما نهائياً!! وحتى لا تفقدي الأمل في أمتك التي لا بد يوماً أن تفيق..

أيا فلسطيني الحبيبة .. صدّقيني لا تنتظري أحداً أبداً .. إلاّ من واحدٍ أحدٍ بيده النصر وحده .. كوني معه، ولو نُشرت جذوع شبابك بالمناشير .. فلله الأمر كله، وعليه التّكلان.

هبّي الآن لتتعلمي (صنعة الحياكة) لتخيطي بأناملك الخضراء أثواب العزة وشفوف أعراس المجد. فما ألذّ الموتَ حين يكون ثمناً للكرامة في الدنيا والجنة في الآخرة.

أيتها (الأبية) ..!! كبيرة أنت على الرغم من كل تلك المحاولات المخزية لتاريخ الإنسان المعاصر. عظيمة أنت على الرغم من كل المحاولات اليائسة لتركيعك.

على الرغم من الأذى النفسي الذي نال كرماء أمتك الغائبة عن القرار الفاعل .. حين دبّت ريح الفرقة في الجسد الفلسطيني الواحد .. فقد كانت الفرحة كبيرة حين عادت روح الاتفاق من جديد، ولو أنها على صفيح ساخن..! والوحدة جسر النصر.

إن أمريكا وإسرائيل ـ على الرغم من تقدمهما العلمي والتقني والتخطيطي ـ إلا أنهما مخفقتان تماماً في قضية كبيرة تشغل اهتمامهما .. هي: (القضاء على ما يسمونه: الإرهاب)، فإن ما تقوم به إسرائيل هو إشعال قوي لروح المقاومة والجهاد في فلسطين بعد هدأة نالتها بسبب دخول (حماس) في المعترك السياسي. وفي الوقت نفسه يعطي المسوّغ لاستمرار العدائية لأمريكا المؤيدة بكل صراحة لكل مواقف إسرائيل الظالمة، ويعطي المسوّغ والحجّة لعمليات الرعب والإرهاب التي يقوم بها بعض الخارجين عن جماعة المسلمين ليقتلوا الأبرياء وغير المحاربين، بجهل زاد أُوار أعداء الدين لحربه، وحرب أهله في كل مكان.

ظني يهاتفني بأنّ الانتفاضة الثالثة قادمة .. إنْ لم تكفّ يد الباغين، والله غالب على أمره .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
متفائلٌ ـ واللهِ ـ إن الليلَ زائلْ؟

متفائلٌ وحبوبُ سنبلةٍ تموتْ ..
لتملأ الوادي .. سنابلْ

ليث
23 Jul 2006, 01:54 PM
الله يعطيك العافيه

فلسطينى وافتخر
24 Jul 2006, 01:58 PM
مشكوررررررررررر

اخى ليث على مرورك المميز على مواضيعى

تحياتى لك

فلسطينى وافتخر