الباحث عن الحق
28 Jul 2006, 03:42 PM
الحمد لله الذي أكمل دينه وأظهره على الدين كله ولوكره الكافرون .. الذي نصر عبده و أعز جنده وهزم الأحزاب وحده وقدر أحوال العباد كيف شاء إلى يوم الدين.
و الصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، الذي جعل الله صدق محبته واتباع سنته أصدق دليل و أنصع بينة على التمييز بين أهل صراطه المستقيم وبين الضالين عنه ، والصلاة والسلام على آل بيته و أزواجه وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
فيا أهلنا ويا أحبتنا .. يا أهل لبنان وفلسطين .. يا سندنا بعد الله تعالى .. ويا حماة ثغورنا منذ قرون العز والكرامة .. يا من تقفون على الأرض التي باركها الله وبارك ما حولها :
ثقوا و تيقنوا أنه ما كان لأهلكم وخاصتكم ممن هم حول المسجد الحرام و المسجد النبوي وغيرهم من بقية مناطق العالم الإسلامي أن ينسوا أفضالكم وسابقتكم في الجهاد والنصرة ومقاومة الأعداء على مر التاريخ .وما كان لهم أن ينعموا ويقر لهم قرار وهم يرونكم تتألمون وتكابدون النوازل والفتن الواحدة تلو الأخرى.
لقد اشتدت الأزمات وتتابعت الخطوب وعظم البلاء علينا جميعاً، فلا تكاد تمر محنة وتنقضي إلا وتصاب الأمة بمحنة جديدة وكارثة عظيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله. محن وفتن ، تزهق فيها الأرواح وتنتهك المحارم وتسحق معاني الطفولة ، وتستباح البلاد وتهدم المساجد على رؤوس المصلين، وتهدر معالم البناء والنماء في لحظات ، دون أدنى اكتراث من الأعداء الهمجيين.
واليوم تنكأ الجراح ويتجدد الألم مما يحصل الآن في فلسطين و لبنان ، من اعتداءات حاقدة ومجازر بشعة واستباحة للكرامة و للحقوق الإنسانية في همجية صارخة ، من القوات الصهيونية المجرمة التي تحتل الأرض المقدسة وتدنسها ، وبدعم ومساندة مباشرة من قوة الشر الحقيقية الولايات المتحدة الأمريكية. يتجدد كل ذلك في ظل تخاذل وانهزامية من الدول العربية والإسلامية وسكوت وتواطؤ مخز ومريب من الدول الغربية والشرقية.
لكن ما يزيد الألم والجرح في النفوس والقلوب أكثر وأكثر، هذا الاضطراب والجدل والافتراق الذي نلحظه ونعايشه بين المسلمين اليوم فيما يتعلق بمواقفهم من أطراف النزاع الذين أشعلوا هذه الكارثة في لبنان ، وفاجأوا الأمة بها.
في خضم هذه الأحداث المثيرة تحتقن النفوس ، وتشرئب الأعناق وتتطلع الجماهير فترى أبناءها يقتلون ومصالحها تستلب و أرضها تستباح فتتعلق بكل من يرفع راية المقاومة ضد الكيان الصهيوني وتسير خلفه وتردد شعاراته ، دون أن تعي حقيقة الأمر أو تعرف طبيعة الصراع ، و أن وراء الأكمة ما وراءها .
ومن المفارقات المرة أن تذكرنا هذه النازلة في لبنان بما حصل بين المسلمين في الماضي القريب إبان غزو حزب البعث العراقي للكويت، أو ما قبلها وأشد منها وأعني ثورة الخميني التي رفعت الراية الإسلامية و اغتر بها الكثيرون ثم تبينت حقيقتها ، و التي هي أبعد ما تكون عن الإسلام . فكأن بعض المسلمين لم يعتبروا بعد ولم يستفيدوا من الأحداث المؤلمة والجراح التي لا تزال نازفة .
وليكن في معلومنا جميعا أن المصاب في اضطراب المنهج والتنازع والاختلاف والحيرة وضبابية الرؤية لدى المسلم المعاصر، أشد ألماً وفتكاً من مصاب الدماء والأموال، ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ، فنسأل الله الحفظ والسلامة والثبات على الملة لنا ولكافة إخواننا المسلمين.
ومن هنا فإنني أدعو نفسي وإخواني من أهلنا في لبنان وفلسطين وفي كل مكان ، أن نتجرد من العواطف والانفعالات السلبية ، وأن نقف لحظة صدق مع الله وتضرع إليه بطلب التسديد والهداية والتوفيق لمعرفة الخطأ من الصواب والحق من الباطل، حتى نخرج من هذه المحنة وكل محنة بإذن الله ثابتين ومتكاتفين وغير مبدلين ولا مفرطين. و للوصول لهذه النتيجة فلا بد من أن نتبين الحقائق و أن لا ننخدع بأساليب التمويه والتضليل .
ومن هذا المنطلق فإن استقراء أوضاع المنطقة في مراحلها الأخيرة ، السابقة لهذه الكارثة ، سيقودنا إلى تلمس بعض المتغيرات المختلفة ومن أهمها:
• تحول في طبيعة العلاقة بين الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني الشيعي، أدى إلى الكشف عن مستويات متعددة من التنسيق والتعاون الأمني والعسكري في إدارة الحرب القائمة في أفغانستان والعراق. ووجود هذا التحول لا يتعارض ولا ينفي وجود خلاف حقيقي حول المشروع النووي الإيراني الذي لا يحظى بموافقة أمريكية رغم التطلع الإيراني ، مهما كان حجم التنسيق المرحلي.
• تفاقم فشل الحرب الأمريكية المعلنة على ما تسميه بالإرهاب، دفع لتوسيع وتعميق دوائر الدراسة والرصد للظاهرة الإسلامية في العالم ، ووصل المهتمون بذلك إلى التفريق بين الفرق اٌلإسلامية في موقفها من الحضارة الغربية و قيادتها الأمريكية . وأدركوا أن أهل السنة هم العدو الأبدي الذي لا يمكن إخضاعه وتدجينه ، بخلاف غيره من المذاهب والفرق الأخرى وبخاصة الشيعة .
• تزايد مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الإدارات الأمريكية والأحزاب والشخصيات الشيعية داخل الدول العربية والإسلامية، ويتضح هذا جليا بطبيعة الحال في تفاصيل المشهد العراقي الدامي ، لكنه يتكرر بصور أقل وضوحا ودموية في مناطق أخرى.
• تتابعت المعلومات قبل عملية "الوعد الصادق" التي نفذها حزب الله داخل الخط الأزرق - وليس داخل مزارع شبعا كما جرت العادة في تصفية الحسابات بينه وبين العدو الصهيوني- مشيرة إلى قرب حدوث أزمة ضخمة تفتح الباب واسعا أمام تغييرات محتملة لواقع ومستقبل المنطقة، كما أن التحركات السياسية العالمية وبعض التصريحات تلمح وتصرح بقرب الوصول لما يسمونه بـ (الشرق الأوسط الجديد ).
وبعد استعراض هذه المتغيرات فإن الأمر وإن كان يبدو للوهلة الأولى وكأنه صراع مباشر بين المقاومة اللبنانية وبين الكيان الصهيوني، وكأن حزب الله يقوم بالمقاومة والمواجهة نيابة عن الأمة في وجه الصلف اليهودي، إلا أنه في حقيقته هو أخطر وأعقد من ذلك. إذ لا يخفى أن ما يحدث الآن تدخل فيه أطراف عديدة ، و يسعى كل طرف منها إلى تحقيق أهداف استراتيجية ومكاسب سياسية وعسكرية ، فتلتقي المصالح حينا وتتناقض حينا آخر، ولا يلزم من ذلك أن كل من شارك في هذه الأحداث أو كان طرفا فيها هو مدرك لابعادها وملم بحقيقتها وكافة تفاصيلها، بل قد يكون بعض من يقوم بذلك يتم توظيفهم دون وعي منهم لتحقيق أهداف الأطراف الكبرى .
و الصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، الذي جعل الله صدق محبته واتباع سنته أصدق دليل و أنصع بينة على التمييز بين أهل صراطه المستقيم وبين الضالين عنه ، والصلاة والسلام على آل بيته و أزواجه وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
فيا أهلنا ويا أحبتنا .. يا أهل لبنان وفلسطين .. يا سندنا بعد الله تعالى .. ويا حماة ثغورنا منذ قرون العز والكرامة .. يا من تقفون على الأرض التي باركها الله وبارك ما حولها :
ثقوا و تيقنوا أنه ما كان لأهلكم وخاصتكم ممن هم حول المسجد الحرام و المسجد النبوي وغيرهم من بقية مناطق العالم الإسلامي أن ينسوا أفضالكم وسابقتكم في الجهاد والنصرة ومقاومة الأعداء على مر التاريخ .وما كان لهم أن ينعموا ويقر لهم قرار وهم يرونكم تتألمون وتكابدون النوازل والفتن الواحدة تلو الأخرى.
لقد اشتدت الأزمات وتتابعت الخطوب وعظم البلاء علينا جميعاً، فلا تكاد تمر محنة وتنقضي إلا وتصاب الأمة بمحنة جديدة وكارثة عظيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله. محن وفتن ، تزهق فيها الأرواح وتنتهك المحارم وتسحق معاني الطفولة ، وتستباح البلاد وتهدم المساجد على رؤوس المصلين، وتهدر معالم البناء والنماء في لحظات ، دون أدنى اكتراث من الأعداء الهمجيين.
واليوم تنكأ الجراح ويتجدد الألم مما يحصل الآن في فلسطين و لبنان ، من اعتداءات حاقدة ومجازر بشعة واستباحة للكرامة و للحقوق الإنسانية في همجية صارخة ، من القوات الصهيونية المجرمة التي تحتل الأرض المقدسة وتدنسها ، وبدعم ومساندة مباشرة من قوة الشر الحقيقية الولايات المتحدة الأمريكية. يتجدد كل ذلك في ظل تخاذل وانهزامية من الدول العربية والإسلامية وسكوت وتواطؤ مخز ومريب من الدول الغربية والشرقية.
لكن ما يزيد الألم والجرح في النفوس والقلوب أكثر وأكثر، هذا الاضطراب والجدل والافتراق الذي نلحظه ونعايشه بين المسلمين اليوم فيما يتعلق بمواقفهم من أطراف النزاع الذين أشعلوا هذه الكارثة في لبنان ، وفاجأوا الأمة بها.
في خضم هذه الأحداث المثيرة تحتقن النفوس ، وتشرئب الأعناق وتتطلع الجماهير فترى أبناءها يقتلون ومصالحها تستلب و أرضها تستباح فتتعلق بكل من يرفع راية المقاومة ضد الكيان الصهيوني وتسير خلفه وتردد شعاراته ، دون أن تعي حقيقة الأمر أو تعرف طبيعة الصراع ، و أن وراء الأكمة ما وراءها .
ومن المفارقات المرة أن تذكرنا هذه النازلة في لبنان بما حصل بين المسلمين في الماضي القريب إبان غزو حزب البعث العراقي للكويت، أو ما قبلها وأشد منها وأعني ثورة الخميني التي رفعت الراية الإسلامية و اغتر بها الكثيرون ثم تبينت حقيقتها ، و التي هي أبعد ما تكون عن الإسلام . فكأن بعض المسلمين لم يعتبروا بعد ولم يستفيدوا من الأحداث المؤلمة والجراح التي لا تزال نازفة .
وليكن في معلومنا جميعا أن المصاب في اضطراب المنهج والتنازع والاختلاف والحيرة وضبابية الرؤية لدى المسلم المعاصر، أشد ألماً وفتكاً من مصاب الدماء والأموال، ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) ، فنسأل الله الحفظ والسلامة والثبات على الملة لنا ولكافة إخواننا المسلمين.
ومن هنا فإنني أدعو نفسي وإخواني من أهلنا في لبنان وفلسطين وفي كل مكان ، أن نتجرد من العواطف والانفعالات السلبية ، وأن نقف لحظة صدق مع الله وتضرع إليه بطلب التسديد والهداية والتوفيق لمعرفة الخطأ من الصواب والحق من الباطل، حتى نخرج من هذه المحنة وكل محنة بإذن الله ثابتين ومتكاتفين وغير مبدلين ولا مفرطين. و للوصول لهذه النتيجة فلا بد من أن نتبين الحقائق و أن لا ننخدع بأساليب التمويه والتضليل .
ومن هذا المنطلق فإن استقراء أوضاع المنطقة في مراحلها الأخيرة ، السابقة لهذه الكارثة ، سيقودنا إلى تلمس بعض المتغيرات المختلفة ومن أهمها:
• تحول في طبيعة العلاقة بين الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني الشيعي، أدى إلى الكشف عن مستويات متعددة من التنسيق والتعاون الأمني والعسكري في إدارة الحرب القائمة في أفغانستان والعراق. ووجود هذا التحول لا يتعارض ولا ينفي وجود خلاف حقيقي حول المشروع النووي الإيراني الذي لا يحظى بموافقة أمريكية رغم التطلع الإيراني ، مهما كان حجم التنسيق المرحلي.
• تفاقم فشل الحرب الأمريكية المعلنة على ما تسميه بالإرهاب، دفع لتوسيع وتعميق دوائر الدراسة والرصد للظاهرة الإسلامية في العالم ، ووصل المهتمون بذلك إلى التفريق بين الفرق اٌلإسلامية في موقفها من الحضارة الغربية و قيادتها الأمريكية . وأدركوا أن أهل السنة هم العدو الأبدي الذي لا يمكن إخضاعه وتدجينه ، بخلاف غيره من المذاهب والفرق الأخرى وبخاصة الشيعة .
• تزايد مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الإدارات الأمريكية والأحزاب والشخصيات الشيعية داخل الدول العربية والإسلامية، ويتضح هذا جليا بطبيعة الحال في تفاصيل المشهد العراقي الدامي ، لكنه يتكرر بصور أقل وضوحا ودموية في مناطق أخرى.
• تتابعت المعلومات قبل عملية "الوعد الصادق" التي نفذها حزب الله داخل الخط الأزرق - وليس داخل مزارع شبعا كما جرت العادة في تصفية الحسابات بينه وبين العدو الصهيوني- مشيرة إلى قرب حدوث أزمة ضخمة تفتح الباب واسعا أمام تغييرات محتملة لواقع ومستقبل المنطقة، كما أن التحركات السياسية العالمية وبعض التصريحات تلمح وتصرح بقرب الوصول لما يسمونه بـ (الشرق الأوسط الجديد ).
وبعد استعراض هذه المتغيرات فإن الأمر وإن كان يبدو للوهلة الأولى وكأنه صراع مباشر بين المقاومة اللبنانية وبين الكيان الصهيوني، وكأن حزب الله يقوم بالمقاومة والمواجهة نيابة عن الأمة في وجه الصلف اليهودي، إلا أنه في حقيقته هو أخطر وأعقد من ذلك. إذ لا يخفى أن ما يحدث الآن تدخل فيه أطراف عديدة ، و يسعى كل طرف منها إلى تحقيق أهداف استراتيجية ومكاسب سياسية وعسكرية ، فتلتقي المصالح حينا وتتناقض حينا آخر، ولا يلزم من ذلك أن كل من شارك في هذه الأحداث أو كان طرفا فيها هو مدرك لابعادها وملم بحقيقتها وكافة تفاصيلها، بل قد يكون بعض من يقوم بذلك يتم توظيفهم دون وعي منهم لتحقيق أهداف الأطراف الكبرى .