المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع النفس في غفلتها ! ( 2 - 4 )



الباحث عن الحق
01 Aug 2006, 04:43 PM
قمت بزيادت السلسلة من ثلاثة إلى أربعة .

مع النفس في غفلتها ! ( 1 - 4 )
http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=15829

مع النفس في غفلتها ! ( 2 - 4 )

مسكينة من غفلت نفسه ، وجمحت به إلى سبل الشهوات ، ذكرت أن صاحب النفس الغافلة يكره الوحدة ، ويتجنب الإنفراد بنفسه ، إلا أنه - ورغما عنه - تأتي عليه ساعة ، ربما تمتد - رغما عنه كذلك - إلى ساعات وربما أيام يرجع فيها العقل إلى رشده ، ولكنه كمن أحس بخطورة المرض بعد أمدٍ من الإهمال ، وبعد أن تفشى المرض وانتشر في الجسم ، أي : لاينتج عن هذا الرجوع العقلي إلا الذهول و .... الذهول فقط ! ربّما يبكي ، لكن هذا البكاء ليس لتوبة وإنابة ، وإنما يبكي على ماوصل إليه ، يبكي ومافي باله تغيير حاله ، أيبكي وقد قيّد بقيود الذنوب الماضية ، مع إصراره عليها ؟!! هذا صعب عليه ، حاله كحال المسلمين يبكون على هذا الذل الذي هم فيه ، وأسباب النصر بأيديهم - بعون الله - ( إن تنصروا الله ينصركم ) لاتتغير الحال إلا بيد سيد الموقف ( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ) .

ذل المعصية مختوم على جباه العصاة والغافلين من أمثالنا ، يلحظ غافل النفس أن الدنيا اسودت في وجهه ، وأن الناس قد تغيروا عليه ، قيل : من أصلح مابينه وبين الله - سبحانه - ، أصلح الله مابينه وبين الناس ... قلت : ومن أفسد مابينه وبين الله بالمعاصي والذنوب ، ذل أمام الناس وفسد مابينه وبينهم ، ( ومن يُهِن الله فما له من مكرم ) و " جعل الذل والصغار على من خالف أمري " رواه أحمد وقد ذكر عن أحد السلف أنه قال : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق امرأتي ودابتي .

قلت : بل يتعدى الأمر إلى فساد الحياة كلها ، والشعور بالوحشة والضيق ، ياللمسكين ... يمشي بين الناس يسائل نفسه : كيف يضحكون ؟!! كيف حصلوا على السعادة وراحة البال ؟!! كيف طابت أنفسهم فرضيت ؟!! كيف ..... كيف لاينتحرون ؟!! ياللعجب ... انظروا مما يعجب ! من الغريب عنده أن يأتي عليه يوم وهو سعيد مرتاح البال ؛ لأنه اعتاد الكآبة وانعدام الأنس و الضنك .... نعم الضنك : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) . لقد أفسد بحماقة اقترافه للمعاصي وإصراره عليها حياته ونفسه ( وقد خاب من دسّاها ) قال ابن القيم - رحمة الله عليه - : قد خسر من أخفاها وحقرها وصغرها بمعصية الله .

ولماذا لايخيب وقد خسر السعادة الروحانية ، حتى المسمى تبدل ، من المؤمن إلى الفاسق ، ومن طالب علم إلى طالب شهوة ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) سبحان الله ! رجل أحبه الله لعبادته وتقواه فأحبه جبريل والناس ، كيف يرضى الكره له بعد المحبة ، باعه بشهوة أو حتى بطلب الراحة .... آآه من طلب الراحة المزعومة، هي السكين الذي يُطعن به المرء على غفلة .

إن طاعة الله ومايقتضي العمل لها من ترك للشهوات ، والمجاهدة في الطاعات كطلب العلم وقراءة القرآن وآداء الصلوات وغيرها محفوفة - كما في هذه الواجبات التي ذكرتها وغيرها كثير - بالمكاره ، يالصعوبة ترك الدش والغيبة ، وقراءة القرآن وطلب العلم ... أليس كذلك ؟!! هذا خطاب الشيطان لنا ، إلى أن يأتي يوم يزعم فيه غافل النفس أن ارتضى بما اكتسبه وكسبه - كما يزعم - وحان الوقت الآن ليرتاح !! الراحة عنده بالتقليل من أعمال الخير والطاعة ، و ( الإنفتاح !! ) على المعاصي !!

ياغافل النفس ! مالراحة إلا في الجنة ، ذكر هذا إمامنا أحمد بن حنبل حين سُئل : متى الراحة ؟!! فأي راحة تزعمها يامسكين ؟!! أراحة باقتراف المعصية والإصرار عليها ، وتبديل نمط حياتك لتسير حيث سار بك الهوى وقادتك الشهوة ، فما موقفك إذًا إن حان وقت رحيلك ، وانتهت أيامك ، وانقضى عمرك وانت على ( راحتك!! ) ؟

أي خاتمة هذه ؟!!

ربنا اغفر لنا ذنوبنا وثبت أقدامنا ، ربنا أفرغ علينا صبرا ولاتجعلنا من الغافلين ، ربنا أعنا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حُسن عبادتك . آمين

الوتر الحساس
01 Aug 2006, 05:36 PM
آآآآآآآآآآآه يانفس!!!

فإلى متى؟؟؟؟!!!


:::::::::::::::::::::::::::::::::

رائع ومبدع:)

وأذكرك برسالتي إلى نفسي :)

ستراها قريباً!!!

الباحث عن الحق
01 Aug 2006, 11:29 PM
الوتر الحساس ’ أهلا بك ، بانتظار كتابتك حول هذا الموضوع ، وشكرا على طيب مرورك .