الباحث عن الحق
05 Aug 2006, 10:00 PM
إن الإضطرابات الفكرية والإسقاطات التي دارتْ في فضاء الحرب الإسرائلية القائمة .. ولاكتها ألسنةُ وعقولُ النُخب وخرجت تغني بها الجماهير , تعود الى إسقاط هذه النظرات لمبدأ النظام والتكاملية والسقوط في نظرات تجزيئيه تختزل الواقع في زاويةٍ ضيقه , وتكتفي بإعمال النظر في أحد المعطيات دون المعطيات الأخرى..! مما أدى في تجلياته إلى خروج فكرتي نقيض في التعاطي مع الأزمة اللبنانية... وعندئذٍ فإن تجاوز هذه التشوهات التي ذهبت بنا بعيداً عن مسرح الأحداث وجعلت منّا " أضحوكةً " في التعامل مع الأزمات يتطلب توليد رؤية تكاملية تتطلع الى فهم الحدث بمختلف أبعاده وتوظيف السياقات " القبْلية والبعْدية " لصنع رؤيةٍ استراتيجيةٍ لهذه الحرب ومن ثم استخدام لغةٍ إعلامية احترافيةٍ تقدم المعطيات والمقدمات قبل تقديم النتائج للعقل المتلقي .. لا كما وقع كثير من الفضلاء في مفاجأة الناس بالنتائج دون مقدماتها..!
في الوقت الذي تعيش فيه أطراف الأخطبوط الصفوي الرافضي فاعليةً كبرى ينادي هؤلاء بخروج إمامهم " العسكري " من سردابه لتكتمل لوحة النصر , نرى في الطرف المقابل كيف خرج على المستوي السنّي " حارس البوابه والرئيسُ المعصوم " ودخلت مجتمعات أهل السنة المدنية بعلمائها وتجمعاتها وشعوبها للسرداب.. لارأي لها في أموالٍ تنفق ولا في حروب تخاض ...! ففي الوقت الذي تخدمُ فيه _ أكثر _ الحكومات العربية أجندةَ المحتل , ومن ورائهم " المنافقون الجدد " الذين لايرقبون في مؤمنٍ إلاً ولاذمه , تغيب أو يغيّب العلماء والمفكرين والحركات الإسلامية عن أن يكون لها دورٌ فاعل على مسرح الأحداث ... وفي الناحية الأخرى تنشط الحركة الصفوية داخل الدولة " الأم " إيران في برنامجها النووي كسلاح مقابل للسلاح النووي السني في باكستان , لا السلاح الصهيوني كما يصدق البعض الدعاية الصفوية , وتنشط أيضاً في العراق بعد أن بارك " الآيات " الإحتلال الإمريكي من أجل الحصول على حصة الأسد من الكعكة العراقية .. وفي سوريا ينشط الباطنيون في تغيير الديموغرافيا السورية بتزوير الإحصائيات المدنية والهجرات الجماعية من منطقة لأخرى وتوطين العراقيين الرافضة , وفي الخليج تتحرك الأقليات الصفوية الرافضية تحركاً كبيراً في هذه الفترة ويمارسون حرباً باردة مع حكوماتهم , وما نسمعه من تحركات لفصيل حزب الله في الحجاز " القطيف " الا جزءٌ من هذه الفاعلية .. وفي اليمن يمارس أتباع " الحوثي " هذه المهمة وهكذا في الوقت الذي تضيق الحكومات الخناق على المؤسسات والأحزاب والتجمعات الشعبية والتي تسعى لمقاومة هذا المدّ الصفوي ...يمارس الإعلام العربي " المنحل " الذي لاهوية له داخل هذه المعمعه نشر ثقافة الشهوة وإفساد المجتمعات العربية.
إن الكثير من النخب الإسلامية تظنّ أن الإسلام يقدم قوالب جامدة وجاهزة وأن الإجتهاد السياسي والإجتماعي مستمد من النص فقط ولايدرك هؤلاء أن النظرية الإسلامية تفاعلية مع واقعها وأن التحرك بها يجب أن يكون محيطاً بالواقع والبيئة والمتغيرات والمحدودات الكثيرة والممتده والمتجدده .
ومن تأزمات هذه الحرب أنها تقع على أرض " لبنان " النطفة النصرانية التي أخصبت في رحم العالم الإسلامي هذه الدولة المتعددة والمتناقضة الأطياف .. رئيس دولة " نصراني " ورئيس وزراء " سني " ورئيس مجلس نواب" شيعي " وتحت هذه المحاصصة الطائفية يتفرع الشعب اللبناني .. ولو قدّرت هذه الحرب على بقعةٍ أخرى لما حصل كل هذا الجدل .. فالعراق رغم الوجود الرافضي لم يختلف أحد على وجوب التعاون ومقاومة المحتل .. لكن الحسابات في " لبنان " تختلف وحين نريد تقديم رؤية عن هذه الحرب علينا أن ندرس سياقات الأحداث ومشاهدها السياسية السابقة حتى نخرج برؤية تنطلق من فقه الواقع الى استشراف المستقبل .. وهذه ما سأحاول تقديمه هنا بإذن الله
بداية :
النظر الى حزب الله نظرة مجرده تتجاهل سياقات الحزب الأيديولوجية والحركية ستقودنا الى أن نفكر بعقلية رجل الشارع البسيط الذي يرى أن المعركة " إسلام ويهود " , إن الواقع الذي لاينبغي تجاوزه هو ان مايدور اليوم بعبارة مختصرة " حرب إيرانية إسرائلية " على أرض لبنان , والوثائق والتصريحات لحزب الله تؤكد أن عملية " إختطاف الجنديين " كانت بأمر " الفقيه " القابع في إيران ..ومن يتتبع الخطاب الإعلامي السياسي لحزب الله في بدايات الحرب يلحظ فيه خطاباً لايصل الى درجة " خوض حرب مفتوحه " مما يدل على أن حزب الله كان ينوي بهذه العملية تحقيق عدد من المكاسب مع الخروج بأقل الخسائر التي لن تتجاوز قصف بعض مواقع حزب الله .. لذا نرى خطاب " حسن نصر الله " في اول الحرب يتسم بلهجة امتصاص الغضب وتهدئة الوضع فيقول " حرب العقلاء , ضبط النفس , التعقل في اتخاذ المواقف , المراد عملية مبادلة أسرى .." وهكذا كان الأمر حتى تفاجأ حزب الله بالرد الأسرائيلي الذي أراد من هذه العملية تمرير مشاريع مسبقه له ... ولا ينبغي أن نغفل أن حزب الله ليس بالعدو المطلق ولا بالصديق المطلق لإسرائيل إنما هو " حليف استراتيجي " وشهادات صبحي الطفيلي " أحد مؤسسي حزب الله " واضحة بأن " حزب الله بات يشكل حرس الحدود الاسرائيلي... وأن أسرائيل لن تجد قوة أو منظمة غير حكومية تحمي حدودها كحزب الله " .
أراد حزب الله أن يحقق أهدافه لكنّ الواقع والتقديرات لم تصب الحقيقة فخرج حسن نصر الله يتحدث ويقول "سنذهب الى الحرب المفتوحة كما اردتم " وكما تفاجأ هو ، تغيرت قواعد اللعبة , مابعد حيفا , مابعد قانا "لذا لاينبغي أن نتجاهل الأهداف الصفويه من وراء هذه العملية ونتعامل ببساطه لخدمه هذا المشروع الصفوي الرافضي ... يخطئ البعض فيتصور اننا عندما نتحدث عن المشروع الصفوي بالضرورة اننا نتعاطى مع المشروع الصهيوني وهي "اضحوكة" ولكن يوجد من يفكر بهذه العقلية إننا نعتبر كلا المشروعين شر على الامة ينبغي العمل على مدافعته ونعتقد ان مايفعله الصهاينة اعتداء دولة ضد دولة تنتهك فيها جميع مواثيق الارض والسماء ونشعر بالام والحقد معاً المٌ على الابرياء في لبنان وحقد على الصهاينة الاعداء كما نعتقد ان مايفعله هذا الحزب المشبوه ليس له علاقة بجهاد او استشهاد او تحرير كما هي دعايته انما العمل لصالح مشروعه الصفوي ومن هنا يحق للبعض ان يقول ان المشروع الصفوي اكثر خطورة من المشروع الصهيوني اذ لايمكن للجماهير ابدا ان تخدع بالكيان الصهيوني فتعتبره صديقها الذي يناضل من اجلها كما هي الحالة في المشروع الصفوي ونتيجة لذلك قد تدفع هذه الجماهير الثمن باهظا كما دفعته ابان الثورة الخمينية عندما خرجت الجماهير افرادا وجماعات الى الشارع فكانت هي الثمن ، لقد ابيد اخواننا من اهل السنة في ايران ابادة انستهم مايسمعونه عن "استالين" وجميع سفاحي وجزاري العالم وهاهو التأريخ يعيد نفسه فمن الثورة الخمينية الى حزب الله في لبنان مرورا بفرق الموت وفيلق غدر في العراق .
يتبع
.
في الوقت الذي تعيش فيه أطراف الأخطبوط الصفوي الرافضي فاعليةً كبرى ينادي هؤلاء بخروج إمامهم " العسكري " من سردابه لتكتمل لوحة النصر , نرى في الطرف المقابل كيف خرج على المستوي السنّي " حارس البوابه والرئيسُ المعصوم " ودخلت مجتمعات أهل السنة المدنية بعلمائها وتجمعاتها وشعوبها للسرداب.. لارأي لها في أموالٍ تنفق ولا في حروب تخاض ...! ففي الوقت الذي تخدمُ فيه _ أكثر _ الحكومات العربية أجندةَ المحتل , ومن ورائهم " المنافقون الجدد " الذين لايرقبون في مؤمنٍ إلاً ولاذمه , تغيب أو يغيّب العلماء والمفكرين والحركات الإسلامية عن أن يكون لها دورٌ فاعل على مسرح الأحداث ... وفي الناحية الأخرى تنشط الحركة الصفوية داخل الدولة " الأم " إيران في برنامجها النووي كسلاح مقابل للسلاح النووي السني في باكستان , لا السلاح الصهيوني كما يصدق البعض الدعاية الصفوية , وتنشط أيضاً في العراق بعد أن بارك " الآيات " الإحتلال الإمريكي من أجل الحصول على حصة الأسد من الكعكة العراقية .. وفي سوريا ينشط الباطنيون في تغيير الديموغرافيا السورية بتزوير الإحصائيات المدنية والهجرات الجماعية من منطقة لأخرى وتوطين العراقيين الرافضة , وفي الخليج تتحرك الأقليات الصفوية الرافضية تحركاً كبيراً في هذه الفترة ويمارسون حرباً باردة مع حكوماتهم , وما نسمعه من تحركات لفصيل حزب الله في الحجاز " القطيف " الا جزءٌ من هذه الفاعلية .. وفي اليمن يمارس أتباع " الحوثي " هذه المهمة وهكذا في الوقت الذي تضيق الحكومات الخناق على المؤسسات والأحزاب والتجمعات الشعبية والتي تسعى لمقاومة هذا المدّ الصفوي ...يمارس الإعلام العربي " المنحل " الذي لاهوية له داخل هذه المعمعه نشر ثقافة الشهوة وإفساد المجتمعات العربية.
إن الكثير من النخب الإسلامية تظنّ أن الإسلام يقدم قوالب جامدة وجاهزة وأن الإجتهاد السياسي والإجتماعي مستمد من النص فقط ولايدرك هؤلاء أن النظرية الإسلامية تفاعلية مع واقعها وأن التحرك بها يجب أن يكون محيطاً بالواقع والبيئة والمتغيرات والمحدودات الكثيرة والممتده والمتجدده .
ومن تأزمات هذه الحرب أنها تقع على أرض " لبنان " النطفة النصرانية التي أخصبت في رحم العالم الإسلامي هذه الدولة المتعددة والمتناقضة الأطياف .. رئيس دولة " نصراني " ورئيس وزراء " سني " ورئيس مجلس نواب" شيعي " وتحت هذه المحاصصة الطائفية يتفرع الشعب اللبناني .. ولو قدّرت هذه الحرب على بقعةٍ أخرى لما حصل كل هذا الجدل .. فالعراق رغم الوجود الرافضي لم يختلف أحد على وجوب التعاون ومقاومة المحتل .. لكن الحسابات في " لبنان " تختلف وحين نريد تقديم رؤية عن هذه الحرب علينا أن ندرس سياقات الأحداث ومشاهدها السياسية السابقة حتى نخرج برؤية تنطلق من فقه الواقع الى استشراف المستقبل .. وهذه ما سأحاول تقديمه هنا بإذن الله
بداية :
النظر الى حزب الله نظرة مجرده تتجاهل سياقات الحزب الأيديولوجية والحركية ستقودنا الى أن نفكر بعقلية رجل الشارع البسيط الذي يرى أن المعركة " إسلام ويهود " , إن الواقع الذي لاينبغي تجاوزه هو ان مايدور اليوم بعبارة مختصرة " حرب إيرانية إسرائلية " على أرض لبنان , والوثائق والتصريحات لحزب الله تؤكد أن عملية " إختطاف الجنديين " كانت بأمر " الفقيه " القابع في إيران ..ومن يتتبع الخطاب الإعلامي السياسي لحزب الله في بدايات الحرب يلحظ فيه خطاباً لايصل الى درجة " خوض حرب مفتوحه " مما يدل على أن حزب الله كان ينوي بهذه العملية تحقيق عدد من المكاسب مع الخروج بأقل الخسائر التي لن تتجاوز قصف بعض مواقع حزب الله .. لذا نرى خطاب " حسن نصر الله " في اول الحرب يتسم بلهجة امتصاص الغضب وتهدئة الوضع فيقول " حرب العقلاء , ضبط النفس , التعقل في اتخاذ المواقف , المراد عملية مبادلة أسرى .." وهكذا كان الأمر حتى تفاجأ حزب الله بالرد الأسرائيلي الذي أراد من هذه العملية تمرير مشاريع مسبقه له ... ولا ينبغي أن نغفل أن حزب الله ليس بالعدو المطلق ولا بالصديق المطلق لإسرائيل إنما هو " حليف استراتيجي " وشهادات صبحي الطفيلي " أحد مؤسسي حزب الله " واضحة بأن " حزب الله بات يشكل حرس الحدود الاسرائيلي... وأن أسرائيل لن تجد قوة أو منظمة غير حكومية تحمي حدودها كحزب الله " .
أراد حزب الله أن يحقق أهدافه لكنّ الواقع والتقديرات لم تصب الحقيقة فخرج حسن نصر الله يتحدث ويقول "سنذهب الى الحرب المفتوحة كما اردتم " وكما تفاجأ هو ، تغيرت قواعد اللعبة , مابعد حيفا , مابعد قانا "لذا لاينبغي أن نتجاهل الأهداف الصفويه من وراء هذه العملية ونتعامل ببساطه لخدمه هذا المشروع الصفوي الرافضي ... يخطئ البعض فيتصور اننا عندما نتحدث عن المشروع الصفوي بالضرورة اننا نتعاطى مع المشروع الصهيوني وهي "اضحوكة" ولكن يوجد من يفكر بهذه العقلية إننا نعتبر كلا المشروعين شر على الامة ينبغي العمل على مدافعته ونعتقد ان مايفعله الصهاينة اعتداء دولة ضد دولة تنتهك فيها جميع مواثيق الارض والسماء ونشعر بالام والحقد معاً المٌ على الابرياء في لبنان وحقد على الصهاينة الاعداء كما نعتقد ان مايفعله هذا الحزب المشبوه ليس له علاقة بجهاد او استشهاد او تحرير كما هي دعايته انما العمل لصالح مشروعه الصفوي ومن هنا يحق للبعض ان يقول ان المشروع الصفوي اكثر خطورة من المشروع الصهيوني اذ لايمكن للجماهير ابدا ان تخدع بالكيان الصهيوني فتعتبره صديقها الذي يناضل من اجلها كما هي الحالة في المشروع الصفوي ونتيجة لذلك قد تدفع هذه الجماهير الثمن باهظا كما دفعته ابان الثورة الخمينية عندما خرجت الجماهير افرادا وجماعات الى الشارع فكانت هي الثمن ، لقد ابيد اخواننا من اهل السنة في ايران ابادة انستهم مايسمعونه عن "استالين" وجميع سفاحي وجزاري العالم وهاهو التأريخ يعيد نفسه فمن الثورة الخمينية الى حزب الله في لبنان مرورا بفرق الموت وفيلق غدر في العراق .
يتبع
.