المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع النفس في غفلتها ( 3 - 4 ) : الأسباب !



الباحث عن الحق
09 Aug 2006, 08:07 PM
مع النفس في غفلتها ! ( 1 - 4 )
http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=15829

مع النفس في غفلتها ! ( 2 - 4 )
http://www.rafha.com/vb/showthread.php?t=15893


مع النفس في غفلتها ( 3 - 4 ) : الأسباب !

لاأزعم أني قد أتممت وصف النفس الغافلة في الحلقتين الماضيتين ، لا ... ولو أطلت في وصفها ، وأسهبت في الكلام عنها لجاوزت العشرين حلقة ... صدقوا هذا .

سأتجاوز الكلام عنها إلى الحديث عن الأسباب الحقيقية والخفية والتي تؤدي إلى غفلة النفس ، منها مايلقي بالنفس إلى مستنقعات الغفلة مباشرة ، تفاجيء حتى صاحب تلك النفس ، ومنها ماتجره شيئا فشيئا إلى أودية الغفلة السحيقة المظلمة ، تجرعه من كأسها على مهل ، ربما لأنها أكبر من أن تساغ بجرعة ، والنتيجة - على كل حال - واحدة ( غفلة النفس ) .


السبب الأول / ذنوب الخلوات :

وهي أعظم أسباب الإنتكاسات كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم - رحمة الله عليه - ، وهي ككرة الثلج عندما تنحدر من أعلى إلى أسفل ، كلما زادت انحدارا كلما عظمت وكبرت ، ينحدر الإنسان وهو يرتكب معاصي الخلوات ، يخاف من كل شيء ... كل شيء إلا من الله - عز وجل - ، أقسم لو أن قطة وقفت تنظر إليه وهو يقارف المعصية لاستحيا وخجل ، كلما زاد انحدارا زاد في الفجور وقلة الإيمان والتجرء على اقتراف المعاصي .

السبب الثاني / الإستسلام للفراغ :

النفس إن لم تشغلها بالطاعة أشغلتك بالمعصية ، لاأظن أن اللهو المباح مبرر قوي لغافل النفس ، أي لهو مباح في زمن الفضائيات والإنفتاح السيء القبيح ؟!! في فراغك التام إشغال للشيطان ، ذروة دوام الأباليس حين فراغك ، لايني الوسواس يزين لك المعصية ويجيش لك الصور والأخيلة التي ترفع المعصية إلى مقام سام ... لكنه تحت دستور الشهوة ، والمهلكة حين اجتماع الشباب والفراغ ووجود الشر والقدرة عليه ، قال أبو العتاهية :

إن الشباب والفراغ والجدة **** مفسدة للمرء أي مفسدة


السبب الثالث / التشديد على النفس :

لابد أن نعلم أولا أنه لم يكن اتباع السنة والإجتهاد في تطبيقها ( ظاهرا وباطنا ) تشددا ، التشدد هو تجاوز السنة مغالاة في تطبيق نتائجها ، الزهد من نتائج تطبيق السنة ، لكن الغلو في التطبيق هو تجاوز لها ، لذلك قال صلى الله عليه وسلم لمن نوى ترك الزواج وصيام الدهر وغيره ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) لم يكن عدم الإهتمام بنظافة الثياب من الدين ، ولم يكن العبوس دائما وسوء الخلق من الدين ، لم يكن معاداة العاصي وبغض شخصه من الدين ، لم يكن الغلو في تقديس العادة وجعله من الثوابت من الدين ، النفس ثائرة ، الكبت يولد الإنفجار ، ويكفي التشدد سوءا أن أربابه استقلوا عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم .


السبب الرابع / الذنوب الصغيرة :

أما الإصرار عليها فيحولها إلى كبيرة ، قال أهل العلم : لاصغيرة مع الإصرار . يالسخفنا حين نفكر بحقارة المعصية - في نظرنا - وننسى عظمة من عصينا ، قال صلى الله عليه وسلم "إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه" .


السبب الخامس / الترفيه المبالغ فيه :

ساعة وساعة .... نعم ، لكن البعض يبالغ في ساعة اللهو ، ويبني عليها نفسه وعلاقته بغيره ، تتأسس صداقاته مع غيره على ساعة اللهو ، وإن كان يجعل ساعة الإيمان غطاءا لهذه العلاقة ، لتستظل علاقته تحت ( تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه ) وهذا يستحيل ، حين تكر الأيام ، وتطوى السنون ، تكشف حقيقة هذه العلاقة المزيفة .


السبب السادس / الإستسلام للفتور :

لابد أن تمر على المسلم ساعات يغمر الفتور روحه ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن لكل عمل شرة ( أي : حدة ونشاطا ) ولكل شرة فترة ( أي : استرخاء وفتور ) ، فمن فتر إلى سنتي فقد نجا، وإلا فقد هلك " فمن استسلم بفتوره للمعاصي وترك الواجبات كان فتوره إلى شر ، قال ابن القيم رحمه الله: ( تخلل الفترات للسالكين أمر لا بد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم رجي له أن يعود خيرا مما كان ) وقال أحد العلماء : ( إن النفس لها إقبال وإدبار، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات ) .
.

السبب السابع / تأثير الصحبة :

الأخ في الله ، أو الحبيب في الله هو من يسحبك إلى الإيمان والصلاح وترى أثر ذلك عليك ، في قربك من الله عز وجل ، أما من خدرك بالترفيه واللعب والبعد عن مجالس الذكر فما هو بالصاحب ، وإن طالت لحيته إلى سرته ، وقصر ثوبه إلى أسفل ركبته .

هذا مااستحضرته ، عسى الله أن يكتب لي ولكم مافيه خيري الدنيا والآخرة . آمين

ليث
09 Aug 2006, 08:16 PM
جزااااااك الله خير

الباحث عن الحق
09 Aug 2006, 10:15 PM
ليث ’ وإياك ، شكرا على مرورك .

نفح الطيب
10 Aug 2006, 03:09 PM
جزااااااك الله خير

وانا اقول مثل ليث

الباحث عن الحق
10 Aug 2006, 04:44 PM
نفح الطيب ’ وإيّاك ، شكرا على طيب مرورك .