نفح الطيب
11 Aug 2006, 03:02 PM
.
.
.
.
.
كتب المفكر المعروف / جمال سلطان هذا المقال الرائع :
نقطة الضعف الأساسية في قناة الجزيرة هي العقدة السعودية، لا يوجد برنامج إخباري أو سياسي أو اقتصادي
أو ديني أو ثقافي إلا ويتسلل في أثنائه "شكة" عن السعودية، وأحيانا يكون الموضوع بعيدا للغاية عن الشأن
السعودي، وفجأة تجد المذيع أو مقدم البرنامج ينحرف بالكلام إلى السؤال عن الموقف السعودي في كذا أو الرأي
السعودي في كذا وهات يا توبيخ.
وعادة ما يتم استطلاع رأي الشخصيات المعادية تقليديا للسياسات السعودية، ويفسح لها من الوقت الكثير على
غير المعتاد، الخلاف السعودي القطري قديم، وأسبابه معقدة والحساسيات بين البلدين شهيرة، ومن المفهوم أن
توظف قطر مؤسساتها الإعلامية بما يخدم رؤاها وصراعاتها السياسية في المنطقة، ولكن كنا نتمنى أن يكون
ذلك بعيدا عن اللعب بنار الطائفية، وأيضا بعيدا عن قناة الجزيرة التي نعتز بها معشر العرب بوصفها البديل الكفء
للإعلام الغربي.
قناة الجزيرة تمثل الآن درعا سياسيا وثقافيا للسياسة القطرية، لدرجة أن أحدا في العالم العربي لم يسأل ما هو
موقف قطر من العدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين، ولماذا كل هذا الصمت، فالمثقفون العرب يبحثون عن رأي
الجزيرة ولا يبحثون عن رأي قطر، وعندما تحدث الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري ومؤسس الجزيرة
وراعيها أمس عن إدانته الموقف العربي، وأن دولا بصمتها تعين العدوان على لبنان، نسي أن يذكرنا بما هو
الموقف القطري نفسه الذي لم نسمع به حتى اليوم، كما لم نقرأ عن دولار واحد أرسل من قطر إلى لبنان أو فلسطين
في المحنة الأخيرة. فقط سمعنا الشيخ حمد وهو يؤكد لنا على الهواء مباشرة أن إسرائيل لها الحق في الوجود
والحياة والأمن، وهي تذكرة على كل حال في غير أوانها ومناسبتها.
لم أكن أحب أن أقلب هذه المواجع لولا سقطة الجزيرة خلال الأسبوع الماضي في مجموعة برامجها ونشراتها
التي عالجت العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث انزلقت الجزيرة في خطيئة توظيف الشأن الطائفي لخدمة
التحرشات القطرية السعودية، من خلال التركيز على الجدل الشيعي السني، والتركيز على دمج موقف أهل السنة
بالموقف الرسمي السعودي.
لم تكن هناك مشكلة في التركيز على المرجعيات الشيعية في لبنان والقيادات السياسية الشيعية، حتى وإن كان
بعضها قد لوثت يده بدماء آلاف الأبرياء وارتكب مذابح ضد الإنسانية وتاريخه الدموي تعرفه المخيمات الفلسطينية
تحديدا، في الوقت الذي يقدم نفسه اليوم كمناضل ويتمسح في المقاومة وهو مبتوت الصلة عنها، وقد أفردت
الجزيرة له مساحات واسعة بدون معنى، ولكن الخطيئة الأهم هي إشعال الجدل الطائفي من خلال البرامج الدينية
والإخبارية وغيرها رغم الإدراك الكامل لحساسيات هذا الملف، وأن الخوض فيه وتسخينه تقوم به قنوات "بير
السلم" وليس قناة محترمة في حجم الجزيرة.
أرجو أن يكون هناك عقلاء في القناة يوقفون هذا الهزل فيما لا يقبل الهزل، وأن يكون هناك أيضا حكماء في
قطر يوقفون الاسترسال في هذا "المنزلق" الخطير، أنا لا يعنيني في شيء أن يتخذ البعض الجزيرة ساحة خلفية
لتصفية حسابات وحساسيات قطرية سعودية، فالذي يدفع للزمار يختار اللحن الذي يعجبه، وإن كنت أربأ بزملاء
وأصدقاء من معدي البرامج ومقدميها في القناة المرموقة أن يقبلوا على أنفسهم مثل هذا "الاستئجار"، لأنه مهين
أخلاقيا، بيد أن ما يعنيني ـ أولا وأخيرا ـ في تلك المسألة هو أن نبعد الجزيرة عن السقوط في "وحل" الطائفية
http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentid=8057
تقبلوا تحياتي
.
.
.
.
كتب المفكر المعروف / جمال سلطان هذا المقال الرائع :
نقطة الضعف الأساسية في قناة الجزيرة هي العقدة السعودية، لا يوجد برنامج إخباري أو سياسي أو اقتصادي
أو ديني أو ثقافي إلا ويتسلل في أثنائه "شكة" عن السعودية، وأحيانا يكون الموضوع بعيدا للغاية عن الشأن
السعودي، وفجأة تجد المذيع أو مقدم البرنامج ينحرف بالكلام إلى السؤال عن الموقف السعودي في كذا أو الرأي
السعودي في كذا وهات يا توبيخ.
وعادة ما يتم استطلاع رأي الشخصيات المعادية تقليديا للسياسات السعودية، ويفسح لها من الوقت الكثير على
غير المعتاد، الخلاف السعودي القطري قديم، وأسبابه معقدة والحساسيات بين البلدين شهيرة، ومن المفهوم أن
توظف قطر مؤسساتها الإعلامية بما يخدم رؤاها وصراعاتها السياسية في المنطقة، ولكن كنا نتمنى أن يكون
ذلك بعيدا عن اللعب بنار الطائفية، وأيضا بعيدا عن قناة الجزيرة التي نعتز بها معشر العرب بوصفها البديل الكفء
للإعلام الغربي.
قناة الجزيرة تمثل الآن درعا سياسيا وثقافيا للسياسة القطرية، لدرجة أن أحدا في العالم العربي لم يسأل ما هو
موقف قطر من العدوان الإسرائيلي على لبنان وفلسطين، ولماذا كل هذا الصمت، فالمثقفون العرب يبحثون عن رأي
الجزيرة ولا يبحثون عن رأي قطر، وعندما تحدث الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري ومؤسس الجزيرة
وراعيها أمس عن إدانته الموقف العربي، وأن دولا بصمتها تعين العدوان على لبنان، نسي أن يذكرنا بما هو
الموقف القطري نفسه الذي لم نسمع به حتى اليوم، كما لم نقرأ عن دولار واحد أرسل من قطر إلى لبنان أو فلسطين
في المحنة الأخيرة. فقط سمعنا الشيخ حمد وهو يؤكد لنا على الهواء مباشرة أن إسرائيل لها الحق في الوجود
والحياة والأمن، وهي تذكرة على كل حال في غير أوانها ومناسبتها.
لم أكن أحب أن أقلب هذه المواجع لولا سقطة الجزيرة خلال الأسبوع الماضي في مجموعة برامجها ونشراتها
التي عالجت العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث انزلقت الجزيرة في خطيئة توظيف الشأن الطائفي لخدمة
التحرشات القطرية السعودية، من خلال التركيز على الجدل الشيعي السني، والتركيز على دمج موقف أهل السنة
بالموقف الرسمي السعودي.
لم تكن هناك مشكلة في التركيز على المرجعيات الشيعية في لبنان والقيادات السياسية الشيعية، حتى وإن كان
بعضها قد لوثت يده بدماء آلاف الأبرياء وارتكب مذابح ضد الإنسانية وتاريخه الدموي تعرفه المخيمات الفلسطينية
تحديدا، في الوقت الذي يقدم نفسه اليوم كمناضل ويتمسح في المقاومة وهو مبتوت الصلة عنها، وقد أفردت
الجزيرة له مساحات واسعة بدون معنى، ولكن الخطيئة الأهم هي إشعال الجدل الطائفي من خلال البرامج الدينية
والإخبارية وغيرها رغم الإدراك الكامل لحساسيات هذا الملف، وأن الخوض فيه وتسخينه تقوم به قنوات "بير
السلم" وليس قناة محترمة في حجم الجزيرة.
أرجو أن يكون هناك عقلاء في القناة يوقفون هذا الهزل فيما لا يقبل الهزل، وأن يكون هناك أيضا حكماء في
قطر يوقفون الاسترسال في هذا "المنزلق" الخطير، أنا لا يعنيني في شيء أن يتخذ البعض الجزيرة ساحة خلفية
لتصفية حسابات وحساسيات قطرية سعودية، فالذي يدفع للزمار يختار اللحن الذي يعجبه، وإن كنت أربأ بزملاء
وأصدقاء من معدي البرامج ومقدميها في القناة المرموقة أن يقبلوا على أنفسهم مثل هذا "الاستئجار"، لأنه مهين
أخلاقيا، بيد أن ما يعنيني ـ أولا وأخيرا ـ في تلك المسألة هو أن نبعد الجزيرة عن السقوط في "وحل" الطائفية
http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentid=8057
تقبلوا تحياتي