أمواج الشرقية
18 Aug 2006, 04:59 PM
المقامة السياسية للأديب عائض القرني
( وتلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا )
( الولاية نعمت المرضعة و بئست الفاطمة )
( كل بطاح من الناس له يوم بطوح )
من مخبر القوم شطت دارهم ونأت * أني رجعت إلى كتبي و أوراقي
عِفتُ الســـيــاسة حــتى مــا ألِمُ بها * وقد رددت إلـيـها كــل مــيــثاقِ
لأنـــها جـَــشَّـــمـَـتــنــي كل نـائـبـةٍ * وأنـــهــا كــلفتـني غير أخلاقي
مالك في ديار السياسة تجوس ، اهرب من ساس يسوس ، أما علمت أن وجهها منحوس ، ورأسها منكوس ، وهي التي قطعت الرؤوس ، وأزهقت النفوس ، وضيعت الفلوس ، وحملت الناس على اليمين الغموس ، طريقها معكوس ، ووجهها عبوس ، سوَّدت الطروس ، وكسَّرت التروس ، وخلعت الضروس ، وكسفت لأجلها الشموس ، وفتحت بظلمها الحبوس ، وقطعت بجورها الغروس ، الدنيا بدونها كالعروس ، وهي التي عطلت الناموس ، وأباحت المحرمات للمجوس .
إن نصف الناس أعداء لمن * ولي الأحكام ، هذا إن عدل ! .
عقرت المأمون في طرطوس ، وقتلت محمد بن حميد في طوس ، واجتاح بها ديار الإسلام أهل البوق والناقوس ، إذا أقبلت تدوس ، وإذا أدبرت تحوس ، وبذريعتها لعب الأمريكان في العالم والرُّوس ، تدب في القلوب كالسوس ، وتختفي في العقول كالجاسوس ، عاشقها يتخبطه الشيطان كأنه ممسوس .
أشار إليها الحسين فخطفت رأسه ، ومازحها الحجاج فخلعت أضراسه ، وداعبها أبو مسلم فأحرقت لباسه ، و زارها مصعب بن الزبير فقتلته وحرّاسه ، وأحبها يزيد فقطعت أنفاسه ، وصافحها المختار فمزقت أحلاسه ، وأحبها المهلب فاقتلعت أساسه ، و عشقها المتوكل فسلطت عليه جُلاّسه ، وشربها القاهر فكسرت عليه كأسه ، وعانقها ابن الزيات فأحرقت قرطاسه ، وجالسها ابن المقفع فأخمدت أنفاسه ، كم من ذكي ضيعت مراسه ، وكم من غبي أخرجت وسواسه ، السياسة بالنفاق نجاسه ، وبالغباء تياسة ، و بالغدر تعاسة ، و بالجور خساسة ، وبالظلم شراسة ، اجتنبها أهل الكياسة ، إلا على التعاسة ، تقاتلوا عليها حسدا و نفاسة ، قتل البرامكة لأجلها بحجة عبّاسة ، فأصبحوا بعد الملك خبرا في كراسة ، وبعد الوزارة دفترا على ماسة ، هي الوسواسة الخناسة ، تذهب بالجنابة و الكياسة ، وكم من شجاع اذهبت بأسه ، وعقرت أفراسه ، أهلها يسمون ساسة ، كل منهم حمل على أخيه فأسه .
سعيد النورسي بالسياسة نسي ، لينين و إستالين قتلوا بالسياسة الملايين ، فكتبوا في تاريخ الملاعين ، هولاكو الغازي وهتلر النازي قتلوا باسم السياسة الإنسانية ، فأصبحوا في الخانة المنسية .
الكــلــب أكـــرم عــشــرة * وهو في النهاية في الخساسة
من معشر طلبوا الــرئاسة * قــبــل تــحـقــيــق الــرِّئـاسَة
كسر كسرى بالسياسة ظهور أهل فارس فقيل له : لم فعلت ذلك ؟ فقال : ساس يسوس فهو سائس ، وقصّر قيصر بالسياسة أعناق الروم فقيل له : لم هذا الصنيع يا محروم ؟ فقال : أردت إصلاح البلاد ، ورحمة العباد .
كدعواك كل يدَّعي صحة العقل * ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل
بقنابل سياسة العميان ، دمرت اليابان ، وقتل الصرب الألبان ، واحتل الروس الأفغان ، ودمروا الشيشان ، وجلد المستضعفين شاهُ إيران ، واعتدى الألمان على الجيران ، لكن ذكر كل كافر بربه : ( فكلا أخذنا بذنبه ) .
وكل ما سبق حديث عن السياسة الفاجرة الكافرة ، الساحرة الساخرة ، وهي السياسة البدعية ، القائمة على ظلم الرعية ، وإهدار الحقوق المرعية ،من رأسمالية ، و بعثية ، ونازية ، وشيوعية ، وصان الله السياسة الشرعية ، رحمة بالبشر ، و اتّباع للأثر ، ومحاربة من كفر ، وردع من فجر ، وهي التي على دستور عمر ، إمام السياسة الشرعية الرسول ، أعدل العدول ، و أفقه الناس في المنقول و المعقول ، وصاحبه الصّديق ، بالأمة رفيق ، له عهد مع العدل وثيق ، وقلب من التقى رقيق ، وتلميذه عمر الذي كان وهو خليفة يئن من الجوع ، ويلبس المرقوع ، وتغلبه الدموع ، أولئك هم الناس ، بهم يضرب القياس ، ويحل الأمن ويدفع البأس ، وليس لمن خالفهم إلا الإفلاس ، والابتئاس ، والإتعاس ، ليت السيف الحداد ، لا تعاون أهل الفساد ، في ظلم العباد ، فبسياسة الجور والعناد ، قتل الحسين بسيف ابن زياد ، بأي سياسة يكرم جهلة الأنباط ، وتدفع الجوائز لأهل الانحطاط ، ويجلد أحمد بن حنبل بالسياط ، على البلاط .
فيا موتُ زُر إن الحياة ذميمة * ويا نفس جدِّي إن دهركِ هازلُ .
بأي سياسة يتولى الوليد بن يزيد ، وهو الرعديد ، البليد ،المريد ، وهو الذي فتح المصحف فوجد فيه : ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ) ، غنته الجارية ، وهو في السُّكر ، والنّكر ، شارد الفكر ، ذاهب الذكر ، تارك الشكر ، فقال من الطرب : إلى أين أطير ؟ ، قال العلماء : طر إلى السعير يا عير ( فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين ) ، بأي سياسة يصبح الحجاج الوزير ، صاحب الدف و الزير ، ليقتل ابن الزبير ؟! .
بأي سياسة يذبح سعيد بن جبير ، العالم النحرير ، و المحدث الشهير ، وتعطى الجوائز لزرياب ، و تخلع عليه الثياب ، و العلماء يدفعون عند الأبواب .
لو أن المأمون فقه سنّة الرسول الأمين ، و لو أن المعتصم درس سنّة المعصوم ، لما عذبوا أحمد بن حنبل ، ناصر سنّة النبي المبجل ، لأن أحمد بن أبي دؤاد ، أشغلهم عن الإسناد ، بأقوال أهل الفساد ، وبنقولات فلاسفة بغداد ، وجهلة السّواد .
يا لها من سياسة خربة تكرم الزنديق وأعوانه ، وتضع ابن تيمية في زنزانة ، وتحجب عنه إخوانه ، بالسياسة تغزو العالم المزدكية ، وتحكم بغداد الأسرة البرمكية ، ويقتل ذو النفس الزكية ، بأي سياسة خرج التتار ، بكل بتَّار ، فخّربوا الديار ، وقتلوا الصالحين الأبرار ، وهدموا كل مسجد ودار .
دستم من رستم ، مع هليا مريام منجستم ، يا كم تنجستم ، و غرتكم الأماني وتربصتم ، وفي مراتع الذل انتكستم ، وفي أسواق المجد أفلستم ، بأي سياسة سمى الشيوعيون أنفسهم بالرفاق ، وهم أهل النفاق و الشقاق ، وسوء الأخلاق .
كنّي أبو جعفر الخرساني أبا مسلم ، فلما ذبحه قال : مت يا أبا مجرم .
أبو مسلم تبختر ، وتكبر ، فبقر بطنه أبو جعفر ، بالخنجر ، فسحب بعد الملك في السلك وجرجر ، ما شاء الله يجلس الخليفة في بغداد ، على الوساد ، ويصفق له العباد ، ويحرسه الأجناد ، فتغنيه الجارية بصوت جميل ، وشعرها يميل :
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ
فيقع الخليفة في الطرب ، فيصب على الجارية الذهب ، واحمد بن حنبل مسجون في الحق بلا سبب ، يجلس الخليفة العبّاسي ، على الكرسي ، ويقول : يا ناس قبّلوا رأسي ، وامسحوا مداسي ، وقرّبوا قرطاسي .
فيقوم شاعر طرطور ، ومنافق مدحور ، فيقول : ما خلق الله مثلك أيها الخليفة ، فأنت صاحب الأخلاق الشريفة ، والمعاني اللطيفة ، و الأمجاد المنيفة ، فيقول الخليفة : يا غلام : أعطه ألف دينار ، واكتبوه من خدم الدار ، فشعره تاج الأشعار ، وهذا سفيان الثوري عالم الديار ، وزاهد الأمصار ، لا يجد كسرة خبز طيلة النهار .
بأي سياسة يشرّد الشعب المسلم في فلسطين على الفور ، بوعد بلفور ، وقلوبه على الظلم تفور ، والعالم الإسلامي بارد جامد هامد ، جاحد شارد خامد ، لا يثور كأنه مغمور أو مغرور ، أو مسحور ، ويحتل فلسطين اليهود ، إخوان القرود بلا حدود ، ولا قيود ، ولا شهود .
لو كُنتُ من مازن لم تستبـح إبلي * بنو اللقيطة من ذهل ابن شيبانا
قوم إذا الشــر أبــدى نـاجذيه لهم * طــاروا إلـيه زرافات ووحدانا
لا يســـألون أخاهم حـــين يندبهم * في النائبات على ما قال برهانا
وصح لساااان عائض القرني
( وتلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا )
( الولاية نعمت المرضعة و بئست الفاطمة )
( كل بطاح من الناس له يوم بطوح )
من مخبر القوم شطت دارهم ونأت * أني رجعت إلى كتبي و أوراقي
عِفتُ الســـيــاسة حــتى مــا ألِمُ بها * وقد رددت إلـيـها كــل مــيــثاقِ
لأنـــها جـَــشَّـــمـَـتــنــي كل نـائـبـةٍ * وأنـــهــا كــلفتـني غير أخلاقي
مالك في ديار السياسة تجوس ، اهرب من ساس يسوس ، أما علمت أن وجهها منحوس ، ورأسها منكوس ، وهي التي قطعت الرؤوس ، وأزهقت النفوس ، وضيعت الفلوس ، وحملت الناس على اليمين الغموس ، طريقها معكوس ، ووجهها عبوس ، سوَّدت الطروس ، وكسَّرت التروس ، وخلعت الضروس ، وكسفت لأجلها الشموس ، وفتحت بظلمها الحبوس ، وقطعت بجورها الغروس ، الدنيا بدونها كالعروس ، وهي التي عطلت الناموس ، وأباحت المحرمات للمجوس .
إن نصف الناس أعداء لمن * ولي الأحكام ، هذا إن عدل ! .
عقرت المأمون في طرطوس ، وقتلت محمد بن حميد في طوس ، واجتاح بها ديار الإسلام أهل البوق والناقوس ، إذا أقبلت تدوس ، وإذا أدبرت تحوس ، وبذريعتها لعب الأمريكان في العالم والرُّوس ، تدب في القلوب كالسوس ، وتختفي في العقول كالجاسوس ، عاشقها يتخبطه الشيطان كأنه ممسوس .
أشار إليها الحسين فخطفت رأسه ، ومازحها الحجاج فخلعت أضراسه ، وداعبها أبو مسلم فأحرقت لباسه ، و زارها مصعب بن الزبير فقتلته وحرّاسه ، وأحبها يزيد فقطعت أنفاسه ، وصافحها المختار فمزقت أحلاسه ، وأحبها المهلب فاقتلعت أساسه ، و عشقها المتوكل فسلطت عليه جُلاّسه ، وشربها القاهر فكسرت عليه كأسه ، وعانقها ابن الزيات فأحرقت قرطاسه ، وجالسها ابن المقفع فأخمدت أنفاسه ، كم من ذكي ضيعت مراسه ، وكم من غبي أخرجت وسواسه ، السياسة بالنفاق نجاسه ، وبالغباء تياسة ، و بالغدر تعاسة ، و بالجور خساسة ، وبالظلم شراسة ، اجتنبها أهل الكياسة ، إلا على التعاسة ، تقاتلوا عليها حسدا و نفاسة ، قتل البرامكة لأجلها بحجة عبّاسة ، فأصبحوا بعد الملك خبرا في كراسة ، وبعد الوزارة دفترا على ماسة ، هي الوسواسة الخناسة ، تذهب بالجنابة و الكياسة ، وكم من شجاع اذهبت بأسه ، وعقرت أفراسه ، أهلها يسمون ساسة ، كل منهم حمل على أخيه فأسه .
سعيد النورسي بالسياسة نسي ، لينين و إستالين قتلوا بالسياسة الملايين ، فكتبوا في تاريخ الملاعين ، هولاكو الغازي وهتلر النازي قتلوا باسم السياسة الإنسانية ، فأصبحوا في الخانة المنسية .
الكــلــب أكـــرم عــشــرة * وهو في النهاية في الخساسة
من معشر طلبوا الــرئاسة * قــبــل تــحـقــيــق الــرِّئـاسَة
كسر كسرى بالسياسة ظهور أهل فارس فقيل له : لم فعلت ذلك ؟ فقال : ساس يسوس فهو سائس ، وقصّر قيصر بالسياسة أعناق الروم فقيل له : لم هذا الصنيع يا محروم ؟ فقال : أردت إصلاح البلاد ، ورحمة العباد .
كدعواك كل يدَّعي صحة العقل * ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل
بقنابل سياسة العميان ، دمرت اليابان ، وقتل الصرب الألبان ، واحتل الروس الأفغان ، ودمروا الشيشان ، وجلد المستضعفين شاهُ إيران ، واعتدى الألمان على الجيران ، لكن ذكر كل كافر بربه : ( فكلا أخذنا بذنبه ) .
وكل ما سبق حديث عن السياسة الفاجرة الكافرة ، الساحرة الساخرة ، وهي السياسة البدعية ، القائمة على ظلم الرعية ، وإهدار الحقوق المرعية ،من رأسمالية ، و بعثية ، ونازية ، وشيوعية ، وصان الله السياسة الشرعية ، رحمة بالبشر ، و اتّباع للأثر ، ومحاربة من كفر ، وردع من فجر ، وهي التي على دستور عمر ، إمام السياسة الشرعية الرسول ، أعدل العدول ، و أفقه الناس في المنقول و المعقول ، وصاحبه الصّديق ، بالأمة رفيق ، له عهد مع العدل وثيق ، وقلب من التقى رقيق ، وتلميذه عمر الذي كان وهو خليفة يئن من الجوع ، ويلبس المرقوع ، وتغلبه الدموع ، أولئك هم الناس ، بهم يضرب القياس ، ويحل الأمن ويدفع البأس ، وليس لمن خالفهم إلا الإفلاس ، والابتئاس ، والإتعاس ، ليت السيف الحداد ، لا تعاون أهل الفساد ، في ظلم العباد ، فبسياسة الجور والعناد ، قتل الحسين بسيف ابن زياد ، بأي سياسة يكرم جهلة الأنباط ، وتدفع الجوائز لأهل الانحطاط ، ويجلد أحمد بن حنبل بالسياط ، على البلاط .
فيا موتُ زُر إن الحياة ذميمة * ويا نفس جدِّي إن دهركِ هازلُ .
بأي سياسة يتولى الوليد بن يزيد ، وهو الرعديد ، البليد ،المريد ، وهو الذي فتح المصحف فوجد فيه : ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ) ، غنته الجارية ، وهو في السُّكر ، والنّكر ، شارد الفكر ، ذاهب الذكر ، تارك الشكر ، فقال من الطرب : إلى أين أطير ؟ ، قال العلماء : طر إلى السعير يا عير ( فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين ) ، بأي سياسة يصبح الحجاج الوزير ، صاحب الدف و الزير ، ليقتل ابن الزبير ؟! .
بأي سياسة يذبح سعيد بن جبير ، العالم النحرير ، و المحدث الشهير ، وتعطى الجوائز لزرياب ، و تخلع عليه الثياب ، و العلماء يدفعون عند الأبواب .
لو أن المأمون فقه سنّة الرسول الأمين ، و لو أن المعتصم درس سنّة المعصوم ، لما عذبوا أحمد بن حنبل ، ناصر سنّة النبي المبجل ، لأن أحمد بن أبي دؤاد ، أشغلهم عن الإسناد ، بأقوال أهل الفساد ، وبنقولات فلاسفة بغداد ، وجهلة السّواد .
يا لها من سياسة خربة تكرم الزنديق وأعوانه ، وتضع ابن تيمية في زنزانة ، وتحجب عنه إخوانه ، بالسياسة تغزو العالم المزدكية ، وتحكم بغداد الأسرة البرمكية ، ويقتل ذو النفس الزكية ، بأي سياسة خرج التتار ، بكل بتَّار ، فخّربوا الديار ، وقتلوا الصالحين الأبرار ، وهدموا كل مسجد ودار .
دستم من رستم ، مع هليا مريام منجستم ، يا كم تنجستم ، و غرتكم الأماني وتربصتم ، وفي مراتع الذل انتكستم ، وفي أسواق المجد أفلستم ، بأي سياسة سمى الشيوعيون أنفسهم بالرفاق ، وهم أهل النفاق و الشقاق ، وسوء الأخلاق .
كنّي أبو جعفر الخرساني أبا مسلم ، فلما ذبحه قال : مت يا أبا مجرم .
أبو مسلم تبختر ، وتكبر ، فبقر بطنه أبو جعفر ، بالخنجر ، فسحب بعد الملك في السلك وجرجر ، ما شاء الله يجلس الخليفة في بغداد ، على الوساد ، ويصفق له العباد ، ويحرسه الأجناد ، فتغنيه الجارية بصوت جميل ، وشعرها يميل :
قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ
فيقع الخليفة في الطرب ، فيصب على الجارية الذهب ، واحمد بن حنبل مسجون في الحق بلا سبب ، يجلس الخليفة العبّاسي ، على الكرسي ، ويقول : يا ناس قبّلوا رأسي ، وامسحوا مداسي ، وقرّبوا قرطاسي .
فيقوم شاعر طرطور ، ومنافق مدحور ، فيقول : ما خلق الله مثلك أيها الخليفة ، فأنت صاحب الأخلاق الشريفة ، والمعاني اللطيفة ، و الأمجاد المنيفة ، فيقول الخليفة : يا غلام : أعطه ألف دينار ، واكتبوه من خدم الدار ، فشعره تاج الأشعار ، وهذا سفيان الثوري عالم الديار ، وزاهد الأمصار ، لا يجد كسرة خبز طيلة النهار .
بأي سياسة يشرّد الشعب المسلم في فلسطين على الفور ، بوعد بلفور ، وقلوبه على الظلم تفور ، والعالم الإسلامي بارد جامد هامد ، جاحد شارد خامد ، لا يثور كأنه مغمور أو مغرور ، أو مسحور ، ويحتل فلسطين اليهود ، إخوان القرود بلا حدود ، ولا قيود ، ولا شهود .
لو كُنتُ من مازن لم تستبـح إبلي * بنو اللقيطة من ذهل ابن شيبانا
قوم إذا الشــر أبــدى نـاجذيه لهم * طــاروا إلـيه زرافات ووحدانا
لا يســـألون أخاهم حـــين يندبهم * في النائبات على ما قال برهانا
وصح لساااان عائض القرني