المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النزيف المؤلم وراء الحقيقه



الجـلف
25 Aug 2006, 11:15 PM
وراء كل باب سنعرف الحقيقة ولكن أمام الباب لا حقيقة لنا ولا حقيقة لما حولنا وإنما كل ما هنالك: كذب جميل وحقيقة مؤلمة) ومن بين ابتسامات الناس وأحاديثهم حولنا، يتشكل أمامنا سؤال خفي يتسلل إلينا، يتطفل على علامات التعجب يثيرها، يحولها لاستنكار؟ ينازل الأمان بداخلنا ويبرز الشك، يداعب الثقة الثابتة في أعماقنا يحرضها على الرحيل أو مجرد الاهتزاز، هذا السؤال لا نملك الإجابة عليه ولا يقبل الإجابات الافتراضية؟ وهو عن الخل الوفي والمحب الأمين واستحالة وجوده بيننا؟
إن كل الألم والحيرة والحزن بعينه هو الغربة، غربة الروح هي الغربة الحقيقية التي تستنزف كل أعصابك وقدرتك على الاحتمال، وتجعلك ترفض الوهم والخداع أو الخيانة والاستغفال، فتتجاوز سلالمه لتصعد دائماً إلى ذروة الحقيقة، فتبحث عنها تنادي بها وتمجدها، لتبقى هي الأرضية التي تفترشها دائماً، ولتبقى هي النار التي تستدفئ بها في ليالي الصقيع، ولكن ماذا لو وجدت أنك أصبحت غريباً على صديق أحببته، وكل ذنبك أنك وجدت فيه نبضاً يرسم مشواراً ومنديلاً أبيض يجفف حبات العرق ولهيب الدموع ووجدت أنه الجسر المتين الذي تريد العبور به عبر متاهات الحياة ورأيت أنه بادلك المحبة هو الآخر في وقت من الأوقات، حيث كان يراك كما يقول الفجر الوحيد في أضلعه والماء حين تجدب الأرض من تحت أقدامه..
ماذا تفعلين لو جدت أن صلاحية الصدق قد انتهت في حياته، وماذا تفعل لو فوجئت أن هذا الصديق بات يتعامل معك لمجرد استهلاك الوقت الذي يجمعكما وفي حناياه على عقارب الساعة البطيئة غيظ شديد لأنها لا تستعجل هذا الوقت الذي أصبحت ثوانيه ثقيلة الخطى؟
وماذا لو وجدت أنك لست سوى ممثل على خشبة المسرح، تمارس دورك الذي تتقنه بصدق وعفوية؟ ولكنك لا تدرك ما الذي يدور خلف الكواليس، بل إنك لا تعرف إطلاقاً ما هو عنوان المسرحية! عندها مؤكّد ستحزن ولن يكون الحزن لأجله، بل من أجلك، فإحساسك بأنك بركان موقوت سيثور يوماً ما وأول شيء ستحرقه الحمم هو أنت، هو إحساس يدفعك إلى القلق الأزلي المخيف!
فإنّى لك أن تحظى بحرية اختيار الطمأنينة في زمن أنت نفسك لم تختر المجيء إليه، ولو خيّرت لرفضت أن تعاشر من تعاشر بعد سنين العمر، وأنى لك أن تجد الصدق والوفاء وأنت مخدوع حتى النخاع، والألحان الرتيبة حولك تمضغك ثم تلفظك عبر جثة هذا الليل الضخم المتهالك، فالصديق المزيف أصبح كالظل يمشي وراءك عندما تكون في الشمس ويختفي عندما يجيء الليل.. عندها تكون في هذا الموقف بمعايشتك الأحداث السابقة، توقف ولا تجعل الأمل ينتحر في قلبك الحزين، ولا تجعل ذرات اليأس المنتحبة تفتت كيانك قد تكون محاولة يائسة لتبريد الكبد المتفطّر، ولكن ضعفك لن يقودك إلا إلى الضياع لتتوه في متاهات الأيام بحيث لن تعرف لك طريقاً وستجعل الثقة تحترق ببطء وتدفن في نفسك، عندها لن يعلم أحد بمعاناتك أو شقائك ولن يروا سوى انكسارك وضعفك.. وروحاً لا تعيش إلا على هاوية اليأس..
لذا يجب أن تؤمن بأنه بدون الوفاء والصدق والأمانة لا يوجد حب ولا أي فضيلة على وجه الأرض!
وبان داخل كلامنا هناك مساحة بيضاء لم يدنسها نزيف الجرح أو تلوثها سود الليالي..
مساحة يتوق من يكتشفها في حناياه أن يتأملها بعض الوقت، عندما تعتصره الآلام، وتخترقه سهام الكذب والخداع والخيانة وعندما يفتقد الأمن والأمان، والصدق والسلام والراحة والاطمئنان..
هذه المساحة يجب أن تبقى كما هي، ناصعة، طاهرة، بيضاء، حتى لا نفتقد الصفاء، والسعادة والطمأنينة والثقة والقوة عند الحاجة إليها في عز المواقف الملطخة بالنزيف المؤلم، ابحث عن هذه المساحة حتماً ستجدها داخلك.

أبو الطيب
26 Aug 2006, 01:30 AM
أخي الجلف

لا يدل ما كتبته على أنك جلف!!!!!

ولكن يدل على مشاعر و أحاسيس مرهفة ...

تحياتي لك ...

الجـلف
26 Aug 2006, 03:58 AM
يوجد لدينا بعض من الأحاسيس المرهفه

ولكن العبر ليست بالكلام

بل بالخشونه ((الجلوفه))