حامل المسك
06 Sep 2006, 12:05 PM
كانت أيامه عبارة عن روتين مملل هجرة السعادة
قلبه فهو من هم إلى غم لا يعرف أن يبتسم بل إنك تستغرب إذا رأيت أسنانه أبوه في الستين وأمه لاتقل عن ذلك كثيرا
أخوانه صغار فهو الأمل لأهله ويرتقبون نفعه أنتم تعرفون أن كثير من الآباء لايحرص على التربية الحقة بل يحرص على
توفير اللقمة وهذا في نظرة هو المطلوب منه أمه لاتقرأ ولاتكتب فهي أميه وأبوه أيضا كذلك أبوه يشتغل مع كبر سنه
في أي شغل كل ذلك من أجله وأجل أن يكون رجلا من عرض الناس يعتمد على نفسه وينفع والديه وأخوته ولكن
المشكلة أنه لم يبالي بل كان عاقا" همه أن يشتري الدخان وينفخ من الزقاير ويركب مع كل ضايع ويرجع مع كل
سربوت لاتصدقون إن قلت لكم أنه يرفع صوته على أمه بل يضربها أحيانا وهي ترجوه وتقبل يديه ألا يفعل
ذلك رسب في دراسته فهو لم يكمل المتوسطة ولايريد الوظيفة بل يرى أن من حقه أن يصرف أبوه عليه
في قلب أبيه جمرة ولكن لايريد أن يبوح بذلك لخوفه أن يترك إبنه المنزل ويذهب مع رفقاء المصالح
أيام متكررة لايعرف الصلاة ولا الصيام إما أغنية أو دخان فهو فاشل ويعلم أنه فاشل
ولايريد إلا أن يكون فاشل لأنه تبلد فصار لايفرق بين الصح والخطأ فا الصح مارآه صح لاتسألوني عن دموع أمه طوال الليل فأنتم تعرفون أن الإنسان يصدم من صديقه إذا خانه فكيف إذا كانت الصدمة من إبن يضرب أمه فهي
تنام على دموع وتصحو عليها جعل أيامها جحيم في يوم من الأيام رأى ذلك الشاب مجلس فيه شباب
(مطاوعة) ثياب قصيرة ولحى طويلة فقال لصديقة قف وتعال نضحك عليهم فهم ساذجون مغفلون
الشباب المطاوعة فرحوا برأيتهم وأستقبلوهم إستقبال حار بإبتسام لم يصدق نفسه فهو دائما مشطوف من
الناس ولايقدره أحد لأن الذي يضع نفسه في الحضيض لايراه الناس إلا في الحضيض
إستغرب كثيرا وأثر فيه الموقف همس في أذن صاحبه فقال له: لقد أحرجونا بطيبهم فدعنا
نستمع لهم ثم ننصرف قال له صاحبه: أين كلامك قبل قليل ألست تريد أن تضحك عليهم وتستهزأ بهم
فقال: لم أكن أتوقع أن المطاوعة يبتسمون كنت أظنهم يبكون فأردت أن أضحك أثناء همسهما تكلم
أحد الشباب المطاوعة كلمة جميلة إنشرح له صدر هذا الشاب
أحس بالإنشراح فهو لم يسمع من كلمات الدين إلا تلك الكلمات في حصص الدين قديما
قاما بعد الكلمة وهذا الشاب يحس بإنشراح قال لصاحبه :أريد البيت
لأول مرة يأتي البيت مبكرا" وجد أمه سهرانه تنتظره وهذه عادتها لاتنام
تنتظره فإذا جاء المنزل صرخ في وجهها أو دفعها بشدة لتذهب وتكمل شريط أحزانها وتستدعي ما
بقى من دموع وهو يذهب لينام بلاتفكير في حالها إستغربت أمه هذه المرة فقد أتى ساكنا على غير
عادته وقبل رأسها وهل الدموع وبكى طويلا معتذرا إلى أمه
لاتكادون تتصورون شدة فرحة أمه به فبكت وهذه المرأة إن فرحة بكت وإن حزنت بكت دموعها
سلاحها وهي غالبا" مظلومة وحزينة قرر هذا الشاب التوبة فاغتسل وصلى حتى أذن
الفجر وأنتم تعرفون أن لكل جديد لذة فكيف إذا كان الجديد عليه هي التوبة والإقبال على الله
ذهب للمسجد وصلى السنة جلس ليتأتأ في قراءة القرآن فهو لايجيد القراءة
كان لهم جار(مطوع) درس معه في المدرس وهو في نفس مستواه ورسب كثيرا وترك المدرسة إلى غير
رجعه لم يجده في المسجد لأنه كان يريد أن يخبره
بأنه تاب وأنه يريد أن يتطوع رجع إلى البيت ووجد أبوه يفطر ليذهب ويترزق
ربه فقبل رأسه وأعتذرمنه فدمعة عين أبيه وما أشد الموقف الذي تبكي فيه الرجال
في صلاة الظهر لم ير ذلك المطوع صمم أن يذهب إلى بيته
طرق الباب فخرج له صاحبه القديم في المدرسة شعره طويل ولحيته كثة أستقبله في حرارة
وأدخله منزله قال له ذلك الشاب أني لم أرك في المسجد
ضحك منه صاحبه وقال أنا لا أصلي في هذه المساجد لأن الذي يصلي فيها كفار
إستغرب لأنه على معلوماته الضحلة يعرف أن الكفار لايصلون
لكن صاحبة أكمل كلامه وقال إن هذه الدولة كافرة والناس كفار (يعني بس هو المسلم)
ولأن هذا المطوع جاهل أحضر بعض الكتب التي تتكلم على الكفار وأقنع هذا الشاب أن المقصود
فيها الدولة هذه والناس هؤلاء وهذا الشاب لجهله فهو لم يترك الدخان ولايعرف
القرآن إقتنع بهذا الفكر فصار لايرى الناس إلا أبو لهب أو أبو جهل
وأمه المسكينة يراها حمالة الحطب لايوجد في قاموسه إلا حرام أو كافر مع أنه
حديث عهد بإستقامة كان قديما شديدا على أمه وهو يعلم أنه مخطئ أم
الآن فهو شديد عليها ويرى أنه على صواب لأنه يراها حمالة الحطب
تشدد كثيرا وكثيرا كان يعيش في جحيم لوحده ويشاركه أبواه بسببه
والآن أصبح يعيش في جحيم آخر وكل أهله يشاركونه حتى أخواته الصغار فهو لايريدهن أن
يلعبن لأن اللعب حرام أطال شعره وقصر ثوبه
وصار شيخا لثلاثة في نفس مستواه العلمي الضحل طوال الليل متابعه لأشرطة ممنوعة وسماع
لأشرطة تجعل الحليم حيران أو دخول على مواقع التكفيرين ليجد من يأيد قوله
فكر التكفير كما تعلمون من أخطر الأفكار وأشدها ومشكلة التكفيريين أنهم لايسمعون
كلام العلماء بل يكفرون العلماء المطاوعة في مدينة هذا الشاب كثير وأكثرهم
ممتازين ومعتدلين ولكن المشكلة أن الناس يظنون أن كل من أعفى
لحيته صار مطوعا أو كل من قصر لحيته صار كذلك
وهذه هي غلطة هذا الشاب ولكن الآن تسمم فكره
وترسخ في مخه أن الدولة كافرة والناس كفار
الحقيقة أنه لم يجد السعادة لأن السعادة هي أن
تدخل السرور على من حولك وهذا أدخل الهم على
أقرب الناس إليه
أبوه يدعو ربه أن يرجع إبنه كما كان ولايكون
كذلك
كلم أبنه كثيرا ولكن لم يرد عليه
بكى كثيرا ولكن لافائدة
قبض على إبنه وهو يخطط على عملية إرهابية وسجن
وأزدادت الأمراض على وأشتد الهم ورقدت في
المستشفى لتلقى ربها بعد عمر كان أوله أمل
وآخره ألم
هذا الشاب لم يحزن لأن قلبه أقسى من رأسه
فرأسه يابس
أبوه كبرت فيه السن ولايستطيع الحركة فصار
يعيش هو وأبناءه على نفقات المحسنين
وهذا الشاب خرج من السجن بعد مده وحلق لحيته
وعاد لشلته وزاد في غيه وأستعمل المخدرات
وكان الخاتمة عندما وجد ميتا في أحد الشوارع
فقد تعاطى جرعة زائدة عند أصحابه
وماكان منهم إلا أن ألقوه في الشارع بعدما
تأكدوا من موته.
_تمت_
قلبه فهو من هم إلى غم لا يعرف أن يبتسم بل إنك تستغرب إذا رأيت أسنانه أبوه في الستين وأمه لاتقل عن ذلك كثيرا
أخوانه صغار فهو الأمل لأهله ويرتقبون نفعه أنتم تعرفون أن كثير من الآباء لايحرص على التربية الحقة بل يحرص على
توفير اللقمة وهذا في نظرة هو المطلوب منه أمه لاتقرأ ولاتكتب فهي أميه وأبوه أيضا كذلك أبوه يشتغل مع كبر سنه
في أي شغل كل ذلك من أجله وأجل أن يكون رجلا من عرض الناس يعتمد على نفسه وينفع والديه وأخوته ولكن
المشكلة أنه لم يبالي بل كان عاقا" همه أن يشتري الدخان وينفخ من الزقاير ويركب مع كل ضايع ويرجع مع كل
سربوت لاتصدقون إن قلت لكم أنه يرفع صوته على أمه بل يضربها أحيانا وهي ترجوه وتقبل يديه ألا يفعل
ذلك رسب في دراسته فهو لم يكمل المتوسطة ولايريد الوظيفة بل يرى أن من حقه أن يصرف أبوه عليه
في قلب أبيه جمرة ولكن لايريد أن يبوح بذلك لخوفه أن يترك إبنه المنزل ويذهب مع رفقاء المصالح
أيام متكررة لايعرف الصلاة ولا الصيام إما أغنية أو دخان فهو فاشل ويعلم أنه فاشل
ولايريد إلا أن يكون فاشل لأنه تبلد فصار لايفرق بين الصح والخطأ فا الصح مارآه صح لاتسألوني عن دموع أمه طوال الليل فأنتم تعرفون أن الإنسان يصدم من صديقه إذا خانه فكيف إذا كانت الصدمة من إبن يضرب أمه فهي
تنام على دموع وتصحو عليها جعل أيامها جحيم في يوم من الأيام رأى ذلك الشاب مجلس فيه شباب
(مطاوعة) ثياب قصيرة ولحى طويلة فقال لصديقة قف وتعال نضحك عليهم فهم ساذجون مغفلون
الشباب المطاوعة فرحوا برأيتهم وأستقبلوهم إستقبال حار بإبتسام لم يصدق نفسه فهو دائما مشطوف من
الناس ولايقدره أحد لأن الذي يضع نفسه في الحضيض لايراه الناس إلا في الحضيض
إستغرب كثيرا وأثر فيه الموقف همس في أذن صاحبه فقال له: لقد أحرجونا بطيبهم فدعنا
نستمع لهم ثم ننصرف قال له صاحبه: أين كلامك قبل قليل ألست تريد أن تضحك عليهم وتستهزأ بهم
فقال: لم أكن أتوقع أن المطاوعة يبتسمون كنت أظنهم يبكون فأردت أن أضحك أثناء همسهما تكلم
أحد الشباب المطاوعة كلمة جميلة إنشرح له صدر هذا الشاب
أحس بالإنشراح فهو لم يسمع من كلمات الدين إلا تلك الكلمات في حصص الدين قديما
قاما بعد الكلمة وهذا الشاب يحس بإنشراح قال لصاحبه :أريد البيت
لأول مرة يأتي البيت مبكرا" وجد أمه سهرانه تنتظره وهذه عادتها لاتنام
تنتظره فإذا جاء المنزل صرخ في وجهها أو دفعها بشدة لتذهب وتكمل شريط أحزانها وتستدعي ما
بقى من دموع وهو يذهب لينام بلاتفكير في حالها إستغربت أمه هذه المرة فقد أتى ساكنا على غير
عادته وقبل رأسها وهل الدموع وبكى طويلا معتذرا إلى أمه
لاتكادون تتصورون شدة فرحة أمه به فبكت وهذه المرأة إن فرحة بكت وإن حزنت بكت دموعها
سلاحها وهي غالبا" مظلومة وحزينة قرر هذا الشاب التوبة فاغتسل وصلى حتى أذن
الفجر وأنتم تعرفون أن لكل جديد لذة فكيف إذا كان الجديد عليه هي التوبة والإقبال على الله
ذهب للمسجد وصلى السنة جلس ليتأتأ في قراءة القرآن فهو لايجيد القراءة
كان لهم جار(مطوع) درس معه في المدرس وهو في نفس مستواه ورسب كثيرا وترك المدرسة إلى غير
رجعه لم يجده في المسجد لأنه كان يريد أن يخبره
بأنه تاب وأنه يريد أن يتطوع رجع إلى البيت ووجد أبوه يفطر ليذهب ويترزق
ربه فقبل رأسه وأعتذرمنه فدمعة عين أبيه وما أشد الموقف الذي تبكي فيه الرجال
في صلاة الظهر لم ير ذلك المطوع صمم أن يذهب إلى بيته
طرق الباب فخرج له صاحبه القديم في المدرسة شعره طويل ولحيته كثة أستقبله في حرارة
وأدخله منزله قال له ذلك الشاب أني لم أرك في المسجد
ضحك منه صاحبه وقال أنا لا أصلي في هذه المساجد لأن الذي يصلي فيها كفار
إستغرب لأنه على معلوماته الضحلة يعرف أن الكفار لايصلون
لكن صاحبة أكمل كلامه وقال إن هذه الدولة كافرة والناس كفار (يعني بس هو المسلم)
ولأن هذا المطوع جاهل أحضر بعض الكتب التي تتكلم على الكفار وأقنع هذا الشاب أن المقصود
فيها الدولة هذه والناس هؤلاء وهذا الشاب لجهله فهو لم يترك الدخان ولايعرف
القرآن إقتنع بهذا الفكر فصار لايرى الناس إلا أبو لهب أو أبو جهل
وأمه المسكينة يراها حمالة الحطب لايوجد في قاموسه إلا حرام أو كافر مع أنه
حديث عهد بإستقامة كان قديما شديدا على أمه وهو يعلم أنه مخطئ أم
الآن فهو شديد عليها ويرى أنه على صواب لأنه يراها حمالة الحطب
تشدد كثيرا وكثيرا كان يعيش في جحيم لوحده ويشاركه أبواه بسببه
والآن أصبح يعيش في جحيم آخر وكل أهله يشاركونه حتى أخواته الصغار فهو لايريدهن أن
يلعبن لأن اللعب حرام أطال شعره وقصر ثوبه
وصار شيخا لثلاثة في نفس مستواه العلمي الضحل طوال الليل متابعه لأشرطة ممنوعة وسماع
لأشرطة تجعل الحليم حيران أو دخول على مواقع التكفيرين ليجد من يأيد قوله
فكر التكفير كما تعلمون من أخطر الأفكار وأشدها ومشكلة التكفيريين أنهم لايسمعون
كلام العلماء بل يكفرون العلماء المطاوعة في مدينة هذا الشاب كثير وأكثرهم
ممتازين ومعتدلين ولكن المشكلة أن الناس يظنون أن كل من أعفى
لحيته صار مطوعا أو كل من قصر لحيته صار كذلك
وهذه هي غلطة هذا الشاب ولكن الآن تسمم فكره
وترسخ في مخه أن الدولة كافرة والناس كفار
الحقيقة أنه لم يجد السعادة لأن السعادة هي أن
تدخل السرور على من حولك وهذا أدخل الهم على
أقرب الناس إليه
أبوه يدعو ربه أن يرجع إبنه كما كان ولايكون
كذلك
كلم أبنه كثيرا ولكن لم يرد عليه
بكى كثيرا ولكن لافائدة
قبض على إبنه وهو يخطط على عملية إرهابية وسجن
وأزدادت الأمراض على وأشتد الهم ورقدت في
المستشفى لتلقى ربها بعد عمر كان أوله أمل
وآخره ألم
هذا الشاب لم يحزن لأن قلبه أقسى من رأسه
فرأسه يابس
أبوه كبرت فيه السن ولايستطيع الحركة فصار
يعيش هو وأبناءه على نفقات المحسنين
وهذا الشاب خرج من السجن بعد مده وحلق لحيته
وعاد لشلته وزاد في غيه وأستعمل المخدرات
وكان الخاتمة عندما وجد ميتا في أحد الشوارع
فقد تعاطى جرعة زائدة عند أصحابه
وماكان منهم إلا أن ألقوه في الشارع بعدما
تأكدوا من موته.
_تمت_