سرداب
06 Sep 2006, 01:49 PM
السعودية: أصوليون يُحرجون في الإنترنت بعد تدافعهم للثناء على مقال اعتقدوا أنه لداعية إسلامي فاتضح أنه لمفكر ليبرالي
الدمام: فارس بن حزام
كشفت تجربة قام بها أحد المشاركين في ساحات الحوار في شبكة الإنترنت عن تباين تعاطي القراء من الجمهور مع ما يطرح من آراء عبر وسائل الإعلام بين الرفض والقبول، لمجرد اقتران الرأي باسم شخصية تكون غير مرغوبة لدى فئة معينة.
وأحدثت التجربة التي قام بها في منتدى الإقلاع كاتب كنى نفسه باسم «المنفهق» ردود فعل على مستوى المنتديات في السعودية، حين قام بنقل مقالٍ للدكتور تركي الحمد نشر في صفحة الرأي في «الشرق الأوسط» في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت عنوان «الطلبنة.. من أفغانستان إلى السعودية»، وألغى اسم الدكتور الحمد منها، وزعم أنها للشيخ الدكتورعائض القرني. مما نتج عنه تجاوب وتأييد أنصار التيار الأصولي لفكرة المقالة، وطريقة عرض الشيخ القرني لها، ومما جاء في تأييد الفئة الأصولية ما علق عليه الكاتب «الشغموم» حين قال «اعتقد أن الشيخ قد وضع يده على الجرح مباشرة».
وجاءت مشاركة أخرى من كاتب آخر اختار لنفسه اسم «عطو الحر فرصة» قال فيها «ما شاء الله تبارك، مقال رائع لا يصدر إلا من خبير ومطلع على خفايا الأمور، وقد حلل الشيخ الوضع تحليلا دقيقا ولعل هذا المقال يكون ردا على من يخالفون الشيخ عائض فهو في رأي من افضل المشايخ الشباب الذين عاصروا الأحداث وفهموها واستوعبوها، ونحن في الحقيقة في حاجة الى مثل هذه المقالات وهذه الرؤى من علمائنا الكرام لأنها تصحح كثيرا من المفاهيم السوداء الموجودة في بعض العقول المنحرفة عن مفهوم الجهاد والقتال، هذا المقال الجميل الذي وضع النقاط على الحروف من خبير وعالم في مقام الشيخ، الله يجزيه كل خير، فنحن فعلا في حاجتهم في هذا الوقت الذي تمر البلد فيه بمحنة ومنعطف خطير وتحد كبير أمام مجموعة من أصحاب الأدمغة المغسولة». وجاءت مشاركة الكاتب «مرجوج سدير» على هذا النحو «كلام الشيخ عائض القرني.. روعة في حسن الديباجة وبيان الحقائق وتوضيحها». إضافة إلى أن أحد المشاركات، واسمها «الكرتة»، قالت أنها لم تقرأ المقالة، إلا انها، رغم ذلك، أثنت عليها، وشكرت الشيخ القرني وناقل المقالة.
غير أن صاحب الفكرة، التي وصفها الإعلامي تركي الدخيل في حديث معه بأنها «مجنونة وخطيرة»، فاجأ قراء المنتدى والمشاركين في الموضوع ثناءً للشيخ القرني، بأن كشف لهم بعد ساعتين من طرحه بأنه ليس للشيخ الدكتور عائض القرني، وإنما للمفكر الدكتور تركي الحمد، مما أثار ردود فعل واسعة داخل المنتدى.
ويعتبر الدكتور تركي الحمد أكثر الشخصيات السعودية التي تتعرض للهجوم في المنتديات الأصولية.
وتمثلت بعض ردود الفعل، في أن حولت النقاش من إشكالية التعامل مع الرأي وفق الأسماء، وتجاهل الفكرة الأساسية، إلى هجوم جديد بحق الدكتور تركي الحمد، ويشير أحد متابعي الموضوع إلى أنها كانت قاصمة «للمتعاطفين مع التيار الأصولي في المنتدى»، واصفاً تحويل هدف فكرة الموضوع إلى الهجوم على الحمد بأنه «حيلة العاجز».
وفي حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» مع صاحب الفكرة (المنفهق) أشار إلى أن الفكرة، تولدت لديه على اثر متابعته المستمرة لما يطرح في المنتديات، والمدى الذي وصل إليه المشاركون في «التأثر بما يطرح من خلال اسم المرسل، وإهمال الفكرة والتركيز على من قدمها». ومن أجل ذلك كانت التجربة التي افرد لها (المنفهق) موضوعاً حمل عنوان «الرجال تعرف بالحق.. تجربة حية.. تركي الحمد وعائض القرني».
وقال الكاتب «المنفهق» انه فور قراءته لمقالة الدكتور تركي الحمد، تساءل «ماذا لو أن كاتب الموضوع غير الدكتور تركي الحمد، فهل سيجد قبولا بين الناس؟»، وعلى الفور نقل المقالة، وغير اسم الكاتب، بحثاً عن «استطلاع ومعرفة إن كان المدافعون عن الأشخاص يقرأون لهم، وهل الذين يواصلون الهجوم على الكتاب والمفكرين السعوديين هم فقط مسايرون للموضة الطالبانية في محاربة كل مفكر لا يظهر إلى العالم من تحت العباءة الطالبانية، أم انهم يعرفون السبب الذي يهاجمونهم من أجله. وثانياً، لأجل قياس نظام الاندفاع للدفاع غير المحمود لدى البعض».
وبعد أن اتضحت النتيجة السريعة لحالة الدفاع والهجوم تجاه الأشخاص، دون الإطلاع على فكرهم قال الكاتب (المنفهق) «أثبتت هذه التجربة أن الكثير من الموجودين لا يفكرون ولا يعرفون كيف يفكرون ولكنهم سلموا عقولهم لغيرهم كي يفكر بها ويوجهها حيثما شاء».
ولم تختلف فكرة ما قدمه الدكتور تركي الحمد عن منهجه السابق، ورغم ذلك فقد وجدت الفكرة تأييداً من شخصيات كانوا يهاجمونه ما أن يظهر اسمه على موقع ما في ساحات الحوار في الانترنت. وحول ذلك يقول صاحب القضية الدكتور تركي الحمد الذي لم يعلم عنها إلا فور إبلاغه من «الشرق الأوسط» ورحب بها، أن «فكرة كهذه تأتي كإثبات على أزمة نعانيها في التعامل مع الأسماء وإهمال الأفكار. وإن كانت هناك قراءة، فهي عادة ما تنطلق وفق أحكام مسبقة تجاه الكاتب سواء بالتأييد أو الرفض لشخصه، قبل فكرته» وعلى ضوء ذلك كانت هناك تجربة ميدانية خاصة قبل عامين، قام بها أحد الصحافيين السعوديين في منطقة جازان، وتختص بالدكتور تركي الحمد أيضاً، حين قدم لمجموعة من أصدقائه الأصوليين الرافضين لطرح الحمد، نسخة مصورة من كتابه (الحمد) المعنون بـ«السياسة بين الحلال والحرام» بعد أن أبعد الغلاف الذي يشير إلى اسم المؤلف، وسألهم بعد فترة عن مضمون الكتاب، فأبدوا إعجابهم بالطرح الذي وصفوه بـ«السليم والمنطلق من إحساس رجل مسلم». غير أنه فاجأهم بتقديم النسخة الأصلية للكتاب، ويتصدر غلافها اسم «تركي الحمد»، فما كان منهم إلا أن طلبوا إعادة القراءة، لأن «مثل هذا الكاتب يدس السم بالعسل»، وفي نفس الجلسة «أخذوا يسترجعون بعض النقاط في الكتاب، ويزعمون أن الكاتب أراد بالإسلام سوءاً».
الدمام: فارس بن حزام
كشفت تجربة قام بها أحد المشاركين في ساحات الحوار في شبكة الإنترنت عن تباين تعاطي القراء من الجمهور مع ما يطرح من آراء عبر وسائل الإعلام بين الرفض والقبول، لمجرد اقتران الرأي باسم شخصية تكون غير مرغوبة لدى فئة معينة.
وأحدثت التجربة التي قام بها في منتدى الإقلاع كاتب كنى نفسه باسم «المنفهق» ردود فعل على مستوى المنتديات في السعودية، حين قام بنقل مقالٍ للدكتور تركي الحمد نشر في صفحة الرأي في «الشرق الأوسط» في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت عنوان «الطلبنة.. من أفغانستان إلى السعودية»، وألغى اسم الدكتور الحمد منها، وزعم أنها للشيخ الدكتورعائض القرني. مما نتج عنه تجاوب وتأييد أنصار التيار الأصولي لفكرة المقالة، وطريقة عرض الشيخ القرني لها، ومما جاء في تأييد الفئة الأصولية ما علق عليه الكاتب «الشغموم» حين قال «اعتقد أن الشيخ قد وضع يده على الجرح مباشرة».
وجاءت مشاركة أخرى من كاتب آخر اختار لنفسه اسم «عطو الحر فرصة» قال فيها «ما شاء الله تبارك، مقال رائع لا يصدر إلا من خبير ومطلع على خفايا الأمور، وقد حلل الشيخ الوضع تحليلا دقيقا ولعل هذا المقال يكون ردا على من يخالفون الشيخ عائض فهو في رأي من افضل المشايخ الشباب الذين عاصروا الأحداث وفهموها واستوعبوها، ونحن في الحقيقة في حاجة الى مثل هذه المقالات وهذه الرؤى من علمائنا الكرام لأنها تصحح كثيرا من المفاهيم السوداء الموجودة في بعض العقول المنحرفة عن مفهوم الجهاد والقتال، هذا المقال الجميل الذي وضع النقاط على الحروف من خبير وعالم في مقام الشيخ، الله يجزيه كل خير، فنحن فعلا في حاجتهم في هذا الوقت الذي تمر البلد فيه بمحنة ومنعطف خطير وتحد كبير أمام مجموعة من أصحاب الأدمغة المغسولة». وجاءت مشاركة الكاتب «مرجوج سدير» على هذا النحو «كلام الشيخ عائض القرني.. روعة في حسن الديباجة وبيان الحقائق وتوضيحها». إضافة إلى أن أحد المشاركات، واسمها «الكرتة»، قالت أنها لم تقرأ المقالة، إلا انها، رغم ذلك، أثنت عليها، وشكرت الشيخ القرني وناقل المقالة.
غير أن صاحب الفكرة، التي وصفها الإعلامي تركي الدخيل في حديث معه بأنها «مجنونة وخطيرة»، فاجأ قراء المنتدى والمشاركين في الموضوع ثناءً للشيخ القرني، بأن كشف لهم بعد ساعتين من طرحه بأنه ليس للشيخ الدكتور عائض القرني، وإنما للمفكر الدكتور تركي الحمد، مما أثار ردود فعل واسعة داخل المنتدى.
ويعتبر الدكتور تركي الحمد أكثر الشخصيات السعودية التي تتعرض للهجوم في المنتديات الأصولية.
وتمثلت بعض ردود الفعل، في أن حولت النقاش من إشكالية التعامل مع الرأي وفق الأسماء، وتجاهل الفكرة الأساسية، إلى هجوم جديد بحق الدكتور تركي الحمد، ويشير أحد متابعي الموضوع إلى أنها كانت قاصمة «للمتعاطفين مع التيار الأصولي في المنتدى»، واصفاً تحويل هدف فكرة الموضوع إلى الهجوم على الحمد بأنه «حيلة العاجز».
وفي حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» مع صاحب الفكرة (المنفهق) أشار إلى أن الفكرة، تولدت لديه على اثر متابعته المستمرة لما يطرح في المنتديات، والمدى الذي وصل إليه المشاركون في «التأثر بما يطرح من خلال اسم المرسل، وإهمال الفكرة والتركيز على من قدمها». ومن أجل ذلك كانت التجربة التي افرد لها (المنفهق) موضوعاً حمل عنوان «الرجال تعرف بالحق.. تجربة حية.. تركي الحمد وعائض القرني».
وقال الكاتب «المنفهق» انه فور قراءته لمقالة الدكتور تركي الحمد، تساءل «ماذا لو أن كاتب الموضوع غير الدكتور تركي الحمد، فهل سيجد قبولا بين الناس؟»، وعلى الفور نقل المقالة، وغير اسم الكاتب، بحثاً عن «استطلاع ومعرفة إن كان المدافعون عن الأشخاص يقرأون لهم، وهل الذين يواصلون الهجوم على الكتاب والمفكرين السعوديين هم فقط مسايرون للموضة الطالبانية في محاربة كل مفكر لا يظهر إلى العالم من تحت العباءة الطالبانية، أم انهم يعرفون السبب الذي يهاجمونهم من أجله. وثانياً، لأجل قياس نظام الاندفاع للدفاع غير المحمود لدى البعض».
وبعد أن اتضحت النتيجة السريعة لحالة الدفاع والهجوم تجاه الأشخاص، دون الإطلاع على فكرهم قال الكاتب (المنفهق) «أثبتت هذه التجربة أن الكثير من الموجودين لا يفكرون ولا يعرفون كيف يفكرون ولكنهم سلموا عقولهم لغيرهم كي يفكر بها ويوجهها حيثما شاء».
ولم تختلف فكرة ما قدمه الدكتور تركي الحمد عن منهجه السابق، ورغم ذلك فقد وجدت الفكرة تأييداً من شخصيات كانوا يهاجمونه ما أن يظهر اسمه على موقع ما في ساحات الحوار في الانترنت. وحول ذلك يقول صاحب القضية الدكتور تركي الحمد الذي لم يعلم عنها إلا فور إبلاغه من «الشرق الأوسط» ورحب بها، أن «فكرة كهذه تأتي كإثبات على أزمة نعانيها في التعامل مع الأسماء وإهمال الأفكار. وإن كانت هناك قراءة، فهي عادة ما تنطلق وفق أحكام مسبقة تجاه الكاتب سواء بالتأييد أو الرفض لشخصه، قبل فكرته» وعلى ضوء ذلك كانت هناك تجربة ميدانية خاصة قبل عامين، قام بها أحد الصحافيين السعوديين في منطقة جازان، وتختص بالدكتور تركي الحمد أيضاً، حين قدم لمجموعة من أصدقائه الأصوليين الرافضين لطرح الحمد، نسخة مصورة من كتابه (الحمد) المعنون بـ«السياسة بين الحلال والحرام» بعد أن أبعد الغلاف الذي يشير إلى اسم المؤلف، وسألهم بعد فترة عن مضمون الكتاب، فأبدوا إعجابهم بالطرح الذي وصفوه بـ«السليم والمنطلق من إحساس رجل مسلم». غير أنه فاجأهم بتقديم النسخة الأصلية للكتاب، ويتصدر غلافها اسم «تركي الحمد»، فما كان منهم إلا أن طلبوا إعادة القراءة، لأن «مثل هذا الكاتب يدس السم بالعسل»، وفي نفس الجلسة «أخذوا يسترجعون بعض النقاط في الكتاب، ويزعمون أن الكاتب أراد بالإسلام سوءاً».