الجـلف
12 Sep 2006, 10:42 PM
هذرلوجيا
من بدويّ إلى بوش!!
يا فخامة الرئيس بوش أو يا أيها (القشعم) العظيم الذي يحط الآن على الشعلة بالذات من تمثال الحرية الذي تفتخر به بلادكم الجميلة أمريكا، والذي لا نعرف متى يطوي جناحيه الفولاذيين ويغيب في الآماد ليحل محله نسر آخر. ويا أيها النسر الكاسر المهيب الذي يتفرس من علٍ في الآفاق بشراسة تامة ويحدّق في جغرافية الأرض لينقضّ كالصاعقة المدمرة على أيّ كائن يتحرك في الوجود في هذه الغابة البشرية التي اسمها العالم الجديد ليمزقه بمخالبه الحادة ومنسره الفظيع، ها آنذا البدوي الذي يرعى الإبل في صحراوات الشرق ويقبع كنجم وحيد في ليل البيداء على (لبيد) الناقة (الرحول) متشبثاً بالسنام كطائر حزين يرى (حوماً) في السماء، ويتخيل حفيف أجنحة النسور المرعبة الصلفة، ها آنذا يا ملك الفضاء وسيد الغيوم، ويا أيها النسر الكبير أستحلفك بالله العظيم الذي تقول إنك تؤمن به ذات خطبة عصماء لك، وإنك من ثم تؤمن برسوله عيسى عليه السلام وكتابه المقدس الإنجيل، ولن أستحلفك بالطبع بعد الله ب(الأب والروح القدس)؛ لأننا سنعود إلى خلاف الأديان الذي هو ليس موضوعنا الآن، ولكنني أستحلفك أيضاً بالإنسانية والحرية والعدل والمساواة بين شعوب الأرض، كما ينص على ذلك دستوركم العظيم الذي كافحتم طويلاً من أجله وتسيدتم من خلاله العالم وأقمتم هذه الحضارة الرائعة التي عمّ خير منجزاتها الأرض وحققتم من خلالها التمدن والرفاهة والوصال للشعوب تماماً، كما حققتم من خلالها أيضاً الموت والتلوث والدمار لشعوب أخرى. أقول أناشدك من أجل ذلك كله أن تبسطوا العدل في الأرض وأن تمنحوا الحرية للإنسان وأن تتركوا للشعوب حق تقرير المصير وتحموها من الدكتاتورية والتسلط وجنون الحكام، وأن تكونوا عوناً للمظلوم على الظالم وأن تأخذوا حق الضعيف من القوي وأن تطفئوا نيران الحروب (المنسية) التي تشعل كوكبكم الحزين وأن تعلنوا الحرب على المجاعة والفقر والتخلف والجهل والأمراض التي تفتك بالإنسان أياً كان هذا الإنسان على هذا الكوكب الذي يرشح بالمآسي والدماء، هذا الكوكب الذي أجزم يوماً أنكم إذا ما تكللت تجاربكم الفضائية بالنجاح ستغادرونه إلى (كوكب أفضل!!!) وتتركوننا نحن شعوب العالم الثالث أو (التالف)، لا فرق، نعيش على (مخلفاتكم) الحضارية التي ستصبح مجرد ذكريات عن الحضارة الأمريكية التي سادت يوماً ما في حقبة من الزمان على كوكب الأرض. هذا إن لم تتقوض قبل ذلك امبراطوريتكم العظمى مثلما تقوضت قبلها الامبراطوريات السابقة التي سادت الأرض مثل الامبراطورية الرومانية والامبراطورية الفارسية والامبراطورية العثمانية والامبراطورية التي (لا تغيب عنها الشمس) حليفتكم بريطانيا (العظمى سابقاً العظمة الآن!!).
***
سيدي جورج دبليو، بل يا سيد كل هذا العالم الآن، ويا أيها النسر القشعم الذي - كما أسلفت - يقعي على تمثال الحرية الجميل في بلاده الجميلة أمريكا، أقول لك كل هذا وأرجو ألا تنقضّ على ناقتي التي أمتطيها الآن في صحراء الشرق الأوسط وتلطخ مرعاها بالدماء مثلما لطخت جيوشك بالدماء صحراوات أخرى من هذا العالم الفسيح؛ لأنك يا سيدي (صراحة) لم تعد تؤمن كثيراً بالديمقراطية ولا بحرية القول، ولم تعد تستمع للأعراف الدولية ولا مواثيق الأمم المتحدة ولم تتقيد حتى بتعاليم دينك السموح الذي يقول (من صفعك على خدك الأيسر فأدر له خدك الأيمن)؛ وذلك لأنك أصبحت اليوم تصفعه على خده الأيمن ثم الأيسر ثم تصفعه على قفاه بل قد تمحوه من الوجود؛ لذلك لا نريد منك الآن وقبل أن تترك هذا العالم، سواء بالرحيل من البيت الأبيض أو الرحيل من هذا العالم (الفاني)، وهذا شأن كل مخلوق في الدنيا، إذا ما كنت تؤمن حقاً ب(الموت - الرحيل)، أقول: نريد منك فقط أن تترك لك ذكرى جميلة في ذاكرة التاريخ مثلما فعل قبلك رجال أمريكا العظام أمثال جورج واشنطن وأبراهام لنكولن وودرو ويلسون ذي المبادئ الرائعة.
أخيراً، وقبل أن أختم رسالتي إليك، لا أكتمك سراً يا سيدي إن قلت لك إنني الآن وأنا أخاطبك من على ظهر الناقة أخشى أن تكون ناقتي المسكينة قد رعت (حمضاً) مشعاً بدلاً من أن تكون قد رعت حمضاً شجرياً؛ لأن النوق يا سيدي في بلادنا مولعة برعي الحمض، ولكنه ليس حمضك الملوث الذي تركته جيوشك الجرّارة في صحراء الشرق.
***
وأخيراً.. لا أملك إلا أن أحييك بتحية الإسلام (الحقيقي) العظيم وأقول لك: (السلام) عليكم ورحمة الله وبركاته يا جورج دبليو بوش؛ حتى تعرف أن (السلام) هو من أهم مبادئ الإسلام. واسلم. منقول
من بدويّ إلى بوش!!
يا فخامة الرئيس بوش أو يا أيها (القشعم) العظيم الذي يحط الآن على الشعلة بالذات من تمثال الحرية الذي تفتخر به بلادكم الجميلة أمريكا، والذي لا نعرف متى يطوي جناحيه الفولاذيين ويغيب في الآماد ليحل محله نسر آخر. ويا أيها النسر الكاسر المهيب الذي يتفرس من علٍ في الآفاق بشراسة تامة ويحدّق في جغرافية الأرض لينقضّ كالصاعقة المدمرة على أيّ كائن يتحرك في الوجود في هذه الغابة البشرية التي اسمها العالم الجديد ليمزقه بمخالبه الحادة ومنسره الفظيع، ها آنذا البدوي الذي يرعى الإبل في صحراوات الشرق ويقبع كنجم وحيد في ليل البيداء على (لبيد) الناقة (الرحول) متشبثاً بالسنام كطائر حزين يرى (حوماً) في السماء، ويتخيل حفيف أجنحة النسور المرعبة الصلفة، ها آنذا يا ملك الفضاء وسيد الغيوم، ويا أيها النسر الكبير أستحلفك بالله العظيم الذي تقول إنك تؤمن به ذات خطبة عصماء لك، وإنك من ثم تؤمن برسوله عيسى عليه السلام وكتابه المقدس الإنجيل، ولن أستحلفك بالطبع بعد الله ب(الأب والروح القدس)؛ لأننا سنعود إلى خلاف الأديان الذي هو ليس موضوعنا الآن، ولكنني أستحلفك أيضاً بالإنسانية والحرية والعدل والمساواة بين شعوب الأرض، كما ينص على ذلك دستوركم العظيم الذي كافحتم طويلاً من أجله وتسيدتم من خلاله العالم وأقمتم هذه الحضارة الرائعة التي عمّ خير منجزاتها الأرض وحققتم من خلالها التمدن والرفاهة والوصال للشعوب تماماً، كما حققتم من خلالها أيضاً الموت والتلوث والدمار لشعوب أخرى. أقول أناشدك من أجل ذلك كله أن تبسطوا العدل في الأرض وأن تمنحوا الحرية للإنسان وأن تتركوا للشعوب حق تقرير المصير وتحموها من الدكتاتورية والتسلط وجنون الحكام، وأن تكونوا عوناً للمظلوم على الظالم وأن تأخذوا حق الضعيف من القوي وأن تطفئوا نيران الحروب (المنسية) التي تشعل كوكبكم الحزين وأن تعلنوا الحرب على المجاعة والفقر والتخلف والجهل والأمراض التي تفتك بالإنسان أياً كان هذا الإنسان على هذا الكوكب الذي يرشح بالمآسي والدماء، هذا الكوكب الذي أجزم يوماً أنكم إذا ما تكللت تجاربكم الفضائية بالنجاح ستغادرونه إلى (كوكب أفضل!!!) وتتركوننا نحن شعوب العالم الثالث أو (التالف)، لا فرق، نعيش على (مخلفاتكم) الحضارية التي ستصبح مجرد ذكريات عن الحضارة الأمريكية التي سادت يوماً ما في حقبة من الزمان على كوكب الأرض. هذا إن لم تتقوض قبل ذلك امبراطوريتكم العظمى مثلما تقوضت قبلها الامبراطوريات السابقة التي سادت الأرض مثل الامبراطورية الرومانية والامبراطورية الفارسية والامبراطورية العثمانية والامبراطورية التي (لا تغيب عنها الشمس) حليفتكم بريطانيا (العظمى سابقاً العظمة الآن!!).
***
سيدي جورج دبليو، بل يا سيد كل هذا العالم الآن، ويا أيها النسر القشعم الذي - كما أسلفت - يقعي على تمثال الحرية الجميل في بلاده الجميلة أمريكا، أقول لك كل هذا وأرجو ألا تنقضّ على ناقتي التي أمتطيها الآن في صحراء الشرق الأوسط وتلطخ مرعاها بالدماء مثلما لطخت جيوشك بالدماء صحراوات أخرى من هذا العالم الفسيح؛ لأنك يا سيدي (صراحة) لم تعد تؤمن كثيراً بالديمقراطية ولا بحرية القول، ولم تعد تستمع للأعراف الدولية ولا مواثيق الأمم المتحدة ولم تتقيد حتى بتعاليم دينك السموح الذي يقول (من صفعك على خدك الأيسر فأدر له خدك الأيمن)؛ وذلك لأنك أصبحت اليوم تصفعه على خده الأيمن ثم الأيسر ثم تصفعه على قفاه بل قد تمحوه من الوجود؛ لذلك لا نريد منك الآن وقبل أن تترك هذا العالم، سواء بالرحيل من البيت الأبيض أو الرحيل من هذا العالم (الفاني)، وهذا شأن كل مخلوق في الدنيا، إذا ما كنت تؤمن حقاً ب(الموت - الرحيل)، أقول: نريد منك فقط أن تترك لك ذكرى جميلة في ذاكرة التاريخ مثلما فعل قبلك رجال أمريكا العظام أمثال جورج واشنطن وأبراهام لنكولن وودرو ويلسون ذي المبادئ الرائعة.
أخيراً، وقبل أن أختم رسالتي إليك، لا أكتمك سراً يا سيدي إن قلت لك إنني الآن وأنا أخاطبك من على ظهر الناقة أخشى أن تكون ناقتي المسكينة قد رعت (حمضاً) مشعاً بدلاً من أن تكون قد رعت حمضاً شجرياً؛ لأن النوق يا سيدي في بلادنا مولعة برعي الحمض، ولكنه ليس حمضك الملوث الذي تركته جيوشك الجرّارة في صحراء الشرق.
***
وأخيراً.. لا أملك إلا أن أحييك بتحية الإسلام (الحقيقي) العظيم وأقول لك: (السلام) عليكم ورحمة الله وبركاته يا جورج دبليو بوش؛ حتى تعرف أن (السلام) هو من أهم مبادئ الإسلام. واسلم. منقول