المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلات



salah
18 Sep 2006, 11:33 PM
تحيات طيبات وتمام السلام عليكم اخواتي واخواني في رفحاء

آمل أن تغفروا انقطاعي ، فالحنين اليكم يدفعني دفعا لأكون من بعضكم ونحن نوشك على استقبال شهر رمضان المبارك
هنا ستجدون مقاطع قمت باجتزائها من بعض الرحلات التي قمت بها بين عمان ودولة الأمارات .
أتمنى أن تروقكم

1
وصلنا الى الدارة بعد الثانية عشرة بقليل
كان يوم جمعة،
يرد في معاجمنا أنه كان معروفا بيوم العروبة قبل الاسلام واستمرت تسميته قائمة ومستعملة الى ما بعده ، فلقد وردتنا في أشعار كثيرة تعود الى عصور مختلفة. فمن أبيات لمسلم ابن الوليد قالها في هجاء يزيد بن مزيد :

إن كنت تنكر منطقي فاصرخ به
يوم العروبة عند باب المسجـد

وهو أحد اليومين الوحيدين اللذين ليسا من أسماء العدد (الجمعة والسبت)

2

تحدّثت مع السويدي عن امكانية التعرّف على الأماكن الأصلية للأقوام قبل نزوحهم من بيئاتهم من خلال أسماء أعلامهم.
كانت الفكرة في قدرتنا على معرفة الأسماء والأحلاف القبلية القديمة بتعقّب أشباهها في أماكن أخرى.
تحدثنا عن إمكانية ذلك من حضارات تم الاستدلال على قومياتهم وأعراقهم من أسماء أعلامهم كما في الأنباط وأماكن انتشارهم بين سلع والبتراء والدويلات والأقوام العربية في غرب الفرات كالحضر وتدمر والصفائيين والثموديين.
لم يتركوا مدونات بغير الحرف الآرامي ولم تكن أحلافهم تزحف بعيداً عن اليونان كما هو الحال مع الحضر وعلاقتها بالسلوقسيين من حلفاء الاسكندر أو تدمر وعلاقتها بالرومان.
ولكن ما جعل العلماء يطمئنون إلى عروبتهم هو أسماء أعلامهم التي ما زالت شائعة بذات جرسها ولفظها حتى الآن.
ثم تمدّد الحديث حتى تناولنا أبوظبي وأحلافها القبلية القديمة والطريق إليها من العين، فلقد نقل السويدي عن والده إنهم كانوا قبل نحو خمسين سنة يقصدون أبوظبي إلى العين وكلما تقدموا مرحلة باتجاه أبوظبي كلما قلّت الآبار وتغير ماؤها.
حتى إذا شارفوا على الجزيرة، شحّ الماء وعسر استخراجه ثم أخذ بطرف كوفيته وأفردها من طرفيها وتابع الحديث عن والده:
كنا ندلق عليها الماء حتى إذا انتهينا رأينا الديدان الصفراء عالقة فيها، وعندما نهمّ بالشرب فأننا لا نفعل سوى تفادي اندلاقها مع الماء الى حلوقنا اليابسة.

3

من رحلة رافقت فيها البعثة الألمانية في جبل مليحة في صحراء الشارقة


لا شك أن النخلة قد عايشت عرب الجزيرة قبل الإسلام وقد كانت تؤلف مقوّما من مقومات حياتهم. وليس ببعيد أن تقدّس ويقدس غيرها من الأشجار في بلاد أعظمها عقيم أجرد صحراوي، وأقلها واحات ومساقط أمطار كانت لهم بمثابة مراكز تجارية، يوم كانت الصحراء، قبل الإسلام، طريقا هامًا لتجارة العالم القديم.1

يرد في كتابات علماء الجزيريّات أن الأكديين من الأقوام الجزيرية التي استوطنت السهل الرسوبي من بلاد الرافدين بعد هجرتهم شمالا.
وهنا سيكون الحديث عن بذور لاهوت زحف مع هذه الأقوام باتجاه الشمال ونضج فيه بعد أن تصالح مع اللاهوت المحلّي سواء كان سومريا أو م نماذجا العبادات التي كانت سائدة بين الفراتيين الأوائل كما يطلق عليهم علماء الحضارات القديمة.
وبالطبع فأن هذا سيقودنا إلى عبادات الاكديين المرتبطة بتقديس النباتات والأشجار تحديدا.
فلقد صار معروفا ومقرورا به على نحو واسع أن عشتار كانت في إحدى مراحلها ألهًا ذكرًا، كما عند المعينيين في مرحلة من مراحل حياتها وكانت مسؤولة في مرحلتها تلك عن سقي النخيل وجني الثمار والخصب وهو إله أرضي أطلقت عليه النقوش المعينية نعوتا وصفات نباتية. وهو من أقدم آلهة الجزيريين وهناك من الباحثين من يرى أن عبادته انتقلت إلى جميع الأقوام بما فيها الأقوام التي استوطنت شمال الجزيرة والهلال الخصيب.
أما عند البابليين فلقد بدأت عبادة عشتار أو عشتر كإلهة أنثى مسؤولة عن الخصب والنتاج تتمثّل في النخل والماء، وهو ذات ما جاء في نقوش المعينيين وحتى عندما انتقلت إلى مختلف الأقوام الجزيرية فلإنها اقترنت بعبادة النخل والأشجار حتى كانوا يطلقون اسمها على كلّ صنم مصنوع من خشب، وكانت في الغالب على هيئة جذع شجرة فصل عنه أغصانه. ولقد آمن الجزيريون أن عشتار كانت تسكن جذوع الأشجار وقد ظلّ هذا الاعتقاد قائما إلى ظهور الإسلام، والحقيقة فأنه مازال مستمرًا ومتواصلا باختلافات طفيفة.
وقد استمرت عبادتها في الجزيرة العربية باسم العزّى،وهنا أريد أن أتوقف قليلا لتأصيل مفردة "العزّى" خارج السياقات المعجمية العربية التي يرى البعض إنها من اسم الله (العزيز) بينما يذهب النيسابوري إلى إنها مؤنث الأعز وأتوغّل في النقوش البابلية التي وردت فيها مفردة Izzu_sarriوتدلّ كما ذهب إلى ذلك علماء الجزيريات المختلفين إلى (ملك النار) وفي العبرية فيكون اشتقاقها من مصدرين أولهما (عزاز) بمعنى الشديد والمنيع والقوي أو من مفردة (عزّ) بمعنى (ألجأ) ويرى الباحث الدكتور محمد عبد المعين خان إنها تعني ( الأقوى). أما في رواية ( تيودورس بركرن) فهي نجم ، ولقد تشظّت في مشهد العالم القديم بأسماء مختلفة فهي (أسترتا) نجمة الصبح ودعتها طيء (عوزى وفي اليونان وردت في صيغة أفروديت والأرميون (أستيرا). ومعروف أن أستير واستار وستار كلها تعود إلى صيغة اسم الآلهة عشتار.
ومن هنا فأن البحث عمّا يشدّ الاسم إلى بعضه في صيغته القديمة (عشتار) وتحولاته حتى استقراره على صيغته الجديدة(عزّى) سيقودنا إلى محاولة رصد التشابهات التي تدفعهما إلى الاقتران التام.
فلقد بات معروفا أن عشتار تمثّل فصل الشتاء في أسطورة تموز،وهذا يستجيب بشكل كامل إلى مرحلة من مراحل عبادة العزّى عند العرب، فمما هو معروف إن العزى ارتبطت في طور من أطوار عبادتها بفصل الشتاء. ولقد نقل الأزرقي في كتابه "أخبار مكة" ما كانت تقوله العرب : "إنّ ربّكم يشتو بالعزّى لحرّ تهامة" .
وتشترك مع عشتار في الخضرة والخصب بتمثّله بثلاث سمرات خضراء في وادي نخلة.
كما إن هناك دليلا ربّما سيكون حاسما في تأكيد توافقهما التام وهذا ما يمكن تلمّسه في القناع. إذ إن عشتار كما توصف (امرأة تلبس القلائد والقرط والقناع) وهو من ميزاتها، ولم تكن تسفر عن وجهها إلاّ أمام عبّادها) وهذا القناع يمكننا رؤيته في العزّى بجلاء في الأبيات التي اقترنت بمقتلها التي أوردها ابن الكلبي في كتابه الأصنام والأزرقي في تاريخ مكة:

أعــزّى شدّي شدّة لا تكذبــي
أعــزّى ألقي القناع وشمّــري
أعزّى إن لم تقتلي المرء خالدا
فبوئي بإثم عاجل أو تنصّـري

أما الرأي الذي لم يذكره أحد ممن تناولوا العزّى فهو مرتبط بالنار التي كانت إحدى تحوّلاتها الثلاث بعد أن عضد خالد بن الوليد رضي الله عنه السمرات، فلقد ورد في مصادرنا وباختلافات طفيفة: أنه عندما امتثل لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وعضدها (فإذا هو بزِنْجِيّة نافِشَةٍ شَعْرَها واضِعَةٍ يَدَيْها على عاتِقِها تَحْرِق بأنْيابِها وخَلْفَها دُبَيّة السُّلَمِيّ وكان سادِنَها ثم ضَرَبَها فَفَلَق رَأْسَها، فإذا هي حُمَمَةٌ، ثمّ عَضَدَ السَّمُرَةَ وَقَتَل دُبَيَّةَ السادِن).

الباحث عن الحق
18 Sep 2006, 11:48 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
أهلا أهلا بأخينا صلاح ، كنت أظن أن أحدهم قد قام برفع الموضوع لكن لم أجد أي ردود ، ولم أصدق عيني حين شاهدت التاريخ موضوع مميز أخي الفاضل وفقك الله تعالى ، مرحبا بك مرّة أخرى .

همّام
19 Sep 2006, 12:02 AM
وعليكم السلام ورحمة الله

حياك الله كاتبنا الخلوق صلاح كم اشتقت لرؤيتك

salah
19 Sep 2006, 09:45 PM
لباحث عن الحق
كيف أنت أخي العزيز؟
أتمنى لك أياما تليق بطيبوبتك

هذا المكان واكبته منذ سنوات ولي فيه أخوة ليس لي أن أفرّط بأحدهم
وأنت منهم
آمل ألاّ تتقطّع بي أسباب التواصل معكم

salah
19 Sep 2006, 09:48 PM
أخي وصديقي العزيز همام
وأنا أبادلك الشوق بمثله
ستكون عودتي بعد كل هذه المدة كما لو انها عودة الأبن الضال الى بيته وبين عائلته:)

salah
19 Sep 2006, 10:03 PM
تحيات طيبات أيضا وأيضا

وأكتب الآن من مقهى للأنترنت قرب محطة باندكتن في لندن،
وقبل نحو ساعتين أخبرتُ من انني سأقضي رمضان في أبو ظبي، وهذا ما جعلني استبشر خيرا

أكمل ماكنت قد بدأته في الأمس

في حديثي عن العزّى وعشتار واقترانهما ببعض تطرّقت إلى الحديث عن النخلة وعبادتها وتمثّل عشتار فيها أو كونها مرتبطة في سقيها سواء في طور ذكورتها عند المعينيين أو في أطوار أنوثتها. فنعرف أن كتب الإخبارين دفعت إلينا أخبارا عن عبادة أهل نجران لنخلة طويلة بين أظهرهم لها عيد كل سنة، فأن حلّ يقومون من فورهم بتعليق كل حسن من ثيابهم وحليّ نسائهم ثمّ يعكفون عليها يومًا.
وتذكر كتب السير إن عبادة الأشجار كان مستمرة أو على الأقل كان هناك استعداد حتى منتصف العصر الراشدي بتبنّي فكرة عبادتها. إذ ورد في سيرة ابن هشام عن الحارث بن مالك أنه قال، خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بالجاهلية قال: فسرنا معه إلى حنين قال: وكانت كفار قريش ومن سواهم من العرب لهم شجرة عظيمة خضراء يقال لها "ذات أنواط" يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها ويذبحون عندها ويعكفون عليها يوماً قال: فرأينا ونحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة خضراء عظيمة قال: فتنادينا من جنبات الطريق: يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر قلتم والذي نفس محمد بيده كما قال قوم موسى لموسى: "أجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون، إنها السنن لتركبن سنن من كان قبلكم".
وهناك رواية أخرى تعزّز هذا الرأي ترد فيما ذكره الحموي في معجمه عن الحديبية وشجرتها إذ ذكر إنها قرية متوسطة سمّيت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها والتي وردت في النصّ القرآني الكريم ( لقد رضيّ الله عن المؤمنين إذ بايعوك تحت الشجرة) ، وقد أمر الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطعها بعد أن تناهى إلى سمعه إن الناس تزورها من أجل أن تتبرّك بها ، فخشي أن تُعبد. ولقد ذُكر في تفسير الجليلين (سورة الفتح ، الآية 18) إنها كانت سمرة.

أما "ذات أنواط" فأجد أن عبادتها لا تختلف كثيرا عن طقوس عبادة نخلة نجران، وهي سمرات من الطلح الشائك لا يظلّ ولا يثمر ولا ترعاه الإبل إلاّ إذا عضّها الجوع لأنها تسقم منه، ولقد استمرت عبادتها إلى ما بعد الإسلام كما ورد في رسالة الغفران للمعرّي ما يدلّل على ذلك .
ولقد كان العرب يعظّمونها في الجاهلية كما رأينا في خبر غزوة حنين. وذكرها المعرّي مقرنا إيّاها بأثر الحظّ على الحياة:

والجد يدرك أقواما فيرفعهم
وقد يُنال إلى أن يُعبد الحجرا

وشرفتْ ذات أنواط قبائلها
ولم تباين على علاّتها الشجرا

وذكر ابن الأثير أن العرب أطلقت عليها التسمية هذه لأنهم كانوا ينوطون بها أسلحتهم ويعكفون حولها. وذكر ياقوت إنها كانت قريبة من مكة ولقد كانت العرب تفد إليها مرة كل عام ويذبحون عندها ويعتكفون يوما.
وكذلك فأننا أصبحنا نعرف الآن أن (ذو الخلصة) كان صنم تعبدته العرب من خثعم وبجيلة وباهلة وبطون أخرى من العرب ويقع بين مكة واليمن. بينما يرى ابن الأَثير إن في هذا الأمر نظر لأَن ذو لا تُضاف إِلاَّ إِلى أَسماء الأَجناس ، ولقد تبلل الرواة والإخباريون في وصف هيئته فلقد أورد ابن الكلبي أنه مروة بيضاء منقوش عليها كهيئة التاج، وهي الرواية التي انفرد بها ابن الكلبي ولقد جعلته بعض الروايات كعبة اليمن. بينما يدفع الفيروز آبادي التسمية إلى أفق آخر في قوله: أو لأِنَّهُ كان مَنْبِتَ الخَلَصةِ. وهو نبات معروف.
وفي الحقيقة فإن ذا الخلصة كان مشتملا على نصبين أحدهما المروة البيضاء المنقوشة، وثانيهما شجرة الخلصة وهو ضرب من النبت الطيب الرائحة يتعلّق بالشجر ، أوراقه رقاق مدوّرة واسعة له ورد ، ويُطلق عليه العبلاء أيضا.
وذو الخلصة ليس سوى شاهد على تطوّر عبادة النبات وتقديسه.ولقد ورد ذكره في أخبار امرئ القيس لما قتلت بنو أسد أباه حُجراً وخرج يستنجد بمن يعينه على الأخذ بثأره حتى أتى حمير فالتجأ إلى قَيل منهم يقال له مَرثد الخير بن ذي جَدَن الحميري فاستَمده على بني أسد أمتَه بخمسمائة رجل من حمير مع رجل يقال له: قرمل ومعه شُذاذ من العرب واستأجر من قبائل اليمن رجالاً فسار بهم يطلب بني أسد ومَر بتبالة وبها صنم للعرب تعظمه يقال له ذو الخلصة فاستقسم عنده بقداحة وهي ثلاثة الآمر والناهي والمتربص فأجالها فخرج الناهي فجمعها وكسرها وضرب بها وجه الصنم، لو قتل أبوك ما نهيتني، فقال عند ذلك:

لو كنت يا ذا الخلص الموتورا
مثــلي وكان شيخــك المقـبورا
لــن تنــه عن قتـل العداة زورا

قولف استريم
20 Sep 2006, 06:30 AM
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ..... بحق معلومات بسرد تاريخي عذب ... فلك الشكر .....
وشدني ذكر النخله ....... فهطلت في مخيلتي .... تساؤل يتكرر منذ زمن ...... فقد جاء في محكم التنزيل ( تساقط عليك رطباً جنيا ) الآيه .... وكانت وقت ولادة سيدنا المسيح عليه السلام وهذا لا يتفق مع تاريخ احتفال بميلاد المسيح لدى المسيحين فتاريخ 25/12 لايتفق مع الآيه حيث أن هذا التاريخ شتاء فكيف يكون رطباً جنياً .....! فتلك إشاره من الله سبحانه لشيء لا أعلمه مع أنهم متفقين أي المسيحين على قدسية ( التمر ) أتمنى الافاده .... مع اطيب تحيه

أبو هيا
20 Sep 2006, 09:55 AM
من طول الغيبات جاب الغنايم

هلا بصلاح وهلا في مواضيعه المميزه

ليث
21 Sep 2006, 03:03 AM
سأعود للتعليق اخي صلاح



حياااااك الله