رعب رفحاء
19 Oct 2006, 07:30 AM
ساعـة بكى لها التاريـخ حزنا وكأنها صدمت بهول الحقيقة المرّة .
قالوا رحل فبكت طرقات المدينة ومكة وما بينهما على أقدام راحلة قد وطئت تربة تلك الديار..
فاروق الحق يضطرب ولا يجرأ على التفوه بهذه الحقيقة ، فأصبح يردد كل وريد في جسده لا لا بل محمد سيعود.. محمد لم يرحل.. ويشهر سيفه في مواجهة حقيقة مائلة أمام العيان.
ما زال الكل يقف بصمت وما في القلوب أشدُّ وأنكى ، ويدخل الصديق فتصعق الحقيقة عينيه.. وتتأرجح بداخله نيران وبراكين الأحزان.. يخاطب نفسه بنغمة الفراق ، أهذا خليلي المسجّى؟
ماله لا ينطق؟
أحقاً رحل؟
يقترب وتغلي بداخله مراجل الأدمع ويقبّل جبينه الطاهر ، وتذرف من عينيه دمعة تبرق بالأسى أدفأها الحنين..
كأني بدفقات قلبك تصرخ وداعاً أيها الحبيب.. وفي الجنة نلتقي..
وكأني بعبرتك المخنوقة تئن يا أعظم الرجال هل تركتني!!
أذّن يا بلال! فيستحيل ذلك منه ويسقط من على المنبر مغشياً عليه.
لا عجب ولا تثريب عليك يا مؤذن رسول الله – صلى الله عليك وسلم – فقدغاب بل رحل من كان يأمرك بالصلاة.. أصبحت جوانحك يا بلال تؤذن بداخلها أذان الوداع.. والمنبر الحزين كأني به يشارك بلالاً في حزنه وألمه ، فيعتلي شامخاً ويصرخ في صمته : يا أعظم الرجال هل تركتني!
المسجد الحرام والمآذن والمدينة والشجر والدواب تئن.. يا أعظم الرجال هل تركتني!!
كانت المدينة كروضة زاهرة فأصبح في تلك الساعة لا يسمع إلا الصمت!!
أصبحت بريئة هادئة لا يُرى فيها إلا السكون تلك الساعة من ساعات الزمن وقف عندها التاريخ وسالت دموعه حرى عطرت أرجاء ما بين مشرقٍ ومغرب..
رحلت يا معلم البشرية بعدما أكملت رسالة جليلة على صفحة هذه الأرض رحلت وذكراك ما زالت منقوشة في قلوب المسلمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
رحلت ولم نرَ صورتك الجميلة وصوتك العذب ولكنك في أعماقنا أعظم رجل..
ولكن بإذن الله تعالى نضج فرحاً وسروراً بلقياك في أعالي الفردوس في الجنة وتسقينا بيدك الكريمة الطاهرة من نهر الكوثر ونحشر معك أجمعين.. اللهم آميــن.
فألف صلاة وسلاماً عليك أيها الحبيب.
مــــــــــنقــــــــــول
قالوا رحل فبكت طرقات المدينة ومكة وما بينهما على أقدام راحلة قد وطئت تربة تلك الديار..
فاروق الحق يضطرب ولا يجرأ على التفوه بهذه الحقيقة ، فأصبح يردد كل وريد في جسده لا لا بل محمد سيعود.. محمد لم يرحل.. ويشهر سيفه في مواجهة حقيقة مائلة أمام العيان.
ما زال الكل يقف بصمت وما في القلوب أشدُّ وأنكى ، ويدخل الصديق فتصعق الحقيقة عينيه.. وتتأرجح بداخله نيران وبراكين الأحزان.. يخاطب نفسه بنغمة الفراق ، أهذا خليلي المسجّى؟
ماله لا ينطق؟
أحقاً رحل؟
يقترب وتغلي بداخله مراجل الأدمع ويقبّل جبينه الطاهر ، وتذرف من عينيه دمعة تبرق بالأسى أدفأها الحنين..
كأني بدفقات قلبك تصرخ وداعاً أيها الحبيب.. وفي الجنة نلتقي..
وكأني بعبرتك المخنوقة تئن يا أعظم الرجال هل تركتني!!
أذّن يا بلال! فيستحيل ذلك منه ويسقط من على المنبر مغشياً عليه.
لا عجب ولا تثريب عليك يا مؤذن رسول الله – صلى الله عليك وسلم – فقدغاب بل رحل من كان يأمرك بالصلاة.. أصبحت جوانحك يا بلال تؤذن بداخلها أذان الوداع.. والمنبر الحزين كأني به يشارك بلالاً في حزنه وألمه ، فيعتلي شامخاً ويصرخ في صمته : يا أعظم الرجال هل تركتني!
المسجد الحرام والمآذن والمدينة والشجر والدواب تئن.. يا أعظم الرجال هل تركتني!!
كانت المدينة كروضة زاهرة فأصبح في تلك الساعة لا يسمع إلا الصمت!!
أصبحت بريئة هادئة لا يُرى فيها إلا السكون تلك الساعة من ساعات الزمن وقف عندها التاريخ وسالت دموعه حرى عطرت أرجاء ما بين مشرقٍ ومغرب..
رحلت يا معلم البشرية بعدما أكملت رسالة جليلة على صفحة هذه الأرض رحلت وذكراك ما زالت منقوشة في قلوب المسلمين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
رحلت ولم نرَ صورتك الجميلة وصوتك العذب ولكنك في أعماقنا أعظم رجل..
ولكن بإذن الله تعالى نضج فرحاً وسروراً بلقياك في أعالي الفردوس في الجنة وتسقينا بيدك الكريمة الطاهرة من نهر الكوثر ونحشر معك أجمعين.. اللهم آميــن.
فألف صلاة وسلاماً عليك أيها الحبيب.
مــــــــــنقــــــــــول