برافووو
16 Nov 2006, 12:40 PM
أطروحة أكاديمية تتحدث عن نهج الباب المفتوح لخادم الحرمين الشريفين
مجالس الملك عبدالله تجسيد للسياسة المتوازنة وترجمة لعلاقته مع شعبه
* صحيفة الجزيرة. رفحاء - منيف خضير:
أنهى الباحث طالب بن فداع الشريم رسالة ماجستير بعنوان (سياسة الباب المفتوح في المملكة العربية السعودية
وآثارها الأمنية)، دراسة تطبيقية على مجلس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وقد ناقشت
لجنة مشكلة من اللواء د. سعد بن علي الشهري (وكيل كلية الدراسات العليا بجامعة الأمير نايف العربية للعلوم الامنية
والمشرف على الرسالة) والامير د. بندر بن سلمان آل سعود (مستشار خادم الحرمين الشريفين)، ود. محمد بن عبدالله آل
زلفة (عضو مجلس الشورى) ناقشت الرسالة مؤخراً وتمت إجازتها...
(الجزيرة) التقت الباحث السعودي - طالب بن فداع الشريم ليلقي الضوء على أبرز سمات المجالس المفتوحة لخادم الحرمين الشريفين، وأبعادها المتنوعة.
أهداف الدراسة:
في البداية أكد الشريم أن الدراسة تهدف إلى التعرف إلى السمات الرئيسة لسياسة الباب المفتوح وخلفيتها التاريخية
والتركيز على المجلس المفتوح لخادم الحرمين الشريفين وآثارها الامنية ودراسة سبل تطويرها لتعزيز العلاقة بين القيادة
والمجتمع لتوفير قناة أقصر إلى متخذ القرار ومعالجة القضايا الوطنية، وأضاف: والقيادة السعودية حرصت على
المحافظة على سياسة الباب المفتوح منذ عهد المؤسس- رحمه الله - مروراً بعهد خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان وليا
للعهد انطلاقا من الموروث الاسلامي والعربي القديم لهذه المجالس التي يستقي منها القادة المشورة والرأي ويتلمسون عن قرب قضايا رعاياهم.
وقد تميز مجلس خادم الحرمين بمميزات عكست شخصيته المحببة وتركت أثرها على مرتادي المجلس ابتداء من حرصه على
أن يفتتح المجلس بقراءة القرآن الكريم وشرح معانيه ودلالاته، ثم تميزه بفن الإصغاء وحرصه على توجيه إشارات ودلالات عميقة عبر أحاديث وكلمات موجزة ومنتقاة تتناقلها الألسن لعمق أثرها.
وأشار الشريم إلى أن هذه الدراسة جاءت على أربعة فصول خصص الفصل الأول منها لإلقاء الضوء على مدخل الدراسة،
ثم تناول الفصل الثاني الإطار النظري للدراسة والبعد التاريخي والاسلامي لها، أما الفصل الثالث فهو عن منهج الدراسة وإجراءاتها ثم عرض النتائج وتحليلها في الفصل الرابع.
ملامح سياسة الباب المفتوح:
وعن أبرز ملامح هذه السياسة قال الباحث طالب الشريم: سياسة الباب المفتوح إحدى دعائم الحكم السعودي فقد نصت
المادة الثالثة والاربعون من النظام الأساسي للحكم على أن (مجلس الملك وولي العهد، مفتوحان لكل مواطن، ولكل من له
شكوى أو مظلمة، ومن حق كل فرد مخاطبة السلطات العامة فيما يعترض له من الشؤون)، وتتجلى سياسة الباب المفتوح
في سياق الاقوال المأثورة للملك عبدالعزيز- رحمه الله وفي سيرته حيث وصف الزركلي مجلس الملك بقوله: (كان للملك
أوقات مخصصة لمجلسه العام، يدخله فيها كل قادم عليه..)، وسار أبناء المؤسس على نهجه مما ترك استقراراً مهما في
البلاد نتيجة هذا المبدأ الشوري الذي ينطلق من تطبيق الشريعة الاسلامية.
شخصية الملك وأثرها على المجلس:
مما لاشك فيه ان شخصية الملك تلقي بظلالها على مرتادي مجلسه، فخادم الحرمين نشأ في كنف والده وأكسبه ذلك
صفات قيادية وبعداً سياسياً ترك أثره على قراراته فيما بعد، والملك طويل القامة ذو ملامح عربية يعشق الصحراء
والفروسية ويميل إلى البساطة، ويتسم ذلك بمكارم الأخلاق، وعرف عنه أنه يمقت الغدر وهو رجل سياسي لديه التزام
أدبي بكل القضايا التي يؤمن بها، ويؤمن بالحوار ويسعى إليه، ويظهر البعد الانساني في شخصيته من خلال مواقفه
مثل جولته على الاحياء الفقيرة في الرياض، ومنها ايضا إنشاؤه مؤسسة حملت اسم والديه وفاء وبراً، وأيضاً مبادراته
الحكومية والاهلية المتنوعة كالصندوق الخيري لمعالجة الفقر والاسكان التنموي وغيرها..
وتُبرز مواقفه السياسية شخصيته الصارمة المؤمنة بقضايا أمتها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ويظهر ذلك عند
زيارته لواشنطن عام 1998م حينما كان وليا للعهد حيث رفض التوقيع على البيان الختامي لأنه لم يتضمن القدس وتأخر البيان ثلاثين ساعة ليخرج البيان متضمنا الإشارة للقدس صراحة!
ويرى الباحث الشريم أن خطابات الملك وكلماته التي يلقيها في المجلس المفتوح تشتمل على مرتكزات ثابتة تعكس
تفكيره، أوله الالتزام بثوابت الدين والقيم والأصالة (إن انتماءنا الاسلامي هو أهم مقومات وجودنا)، ويمثل بناء الانسان
وتطويره أهم اولوياته، كما ان الملك فاجأ كثيرين بأسلوب مختلف في تعامله مع الشعب بطريقة مناهضة للصورة
النمطية لبعض الزعماء الذين يحيطون شخصيتهم بهالة من الرسميات، إضافة إلى عرض ملحوظاته على اجهزته الحكومية من منطلق كل مسؤول مؤتمن وكل مؤتمن محاسب.
باب مفتوح وقلب مفتوح: ويضيف الشريم : للمجلس أهمية كبيرة عند خادم الحرمين الشريفين فكثيرا ما يؤكد على رجاله على حسن معاملة
المواطنين والصبر عليهم ويقول لهم: (انقلوا الصفات الحميدة التي ربيتكم عليها)، وكثيراً ما أوقف الملك الموكب الخاص
به من أجل كبير سن أو معاق ليستمع اليهم ويحل قضاياهم، وللمواطن القادم من أماكن بعيدة أولوية ومعاملة خاصة
عند الملك الذي يرى أن هذا المواطن يحل ضيفا على أحد أقاربه أو يستأجر سكناً مكلفا!!
والملك يعد أبرز من يطبق سياسة الباب المفتوح من خلال استقبال مواطنيه بإنسانية حيث يحنو على الشيخ الكبير
ويساعد العاجز.
والمجلس يتميز بتنظيم قلما يوجد في نظرائه حيث يستوعب المجلس أكثر من 800 شخص في وقت واحد، ويصل عدد
العرائض إلى أكثر من 4000 آلاف عريضة يومياً، وقد تم إنشاء مبنى خاص يطلق عليه شؤون المواطنين ويشتمل على
العديد من الكبائن المزودة بالموظفين المختصين.
أما العلماء والأمراء والوجهاء والزوار الرسميون فلهم مراسم تنظيمية خاصة حيث يدخل الملك عليهم ويحييهم بتحية
الاسلام ويأخذ مكانه من المجلس ثم تبدأ المراسم اليومية ويدعوهم الملك بعد ذلك للطعام ويحرص على الجميع ويعطي
الفرصة لمن يريد التحدث إليه ثانية من المواطنين الذين يرغبون ذلك، وقد تم تخصيص يوم الاثنين لذوي الاحتياجات الخاصة
والايتام، ويعتقد الشريم انه من الصعوبة التعامل مع أناس أتوا كضيوف لكل منهم توجه ومستوى ثقافي وبأعداد كبيرة ولكن سعة قلب الملك احتضنتهم جميعا ً!
ومن أبرز العرائض اليومية يقول الشريم:
أبرزها القضايا العامة وطلبات العلاج وقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة والايتام وقضايا المنازعات المختلفة والقضايا
الخاصة وطلبات الاراضي والمنح السكنية والمساعدات المالية.
الأهمية الأمنية لسياسة الباب المفتوح:
ويشدد الباحث على أهمية هذه المجالس في تدعيم فكرة الشأن الأمني حيث يقول : من خلال استقبالات الملك وأحاديثه
العامة في مجلسه يظهر أهمية ذلك في محاربة ظاهرة التطرف والانحراف الفكري والإجرام بحق الوطن من خلال تصريح
الملك بالرؤية السياسية حيال تلك القضايا ومناقشتها امام جميع المستويات الاجتماعية عبر مجالسه المفتوحة وعبر
وسائل الإعلام المختلفة، والقضايا الأمنية كانت دائمة الحضور في مجلس الملك، ويظهر ذلك من خلال استقباله لوفود
الوطن إثر الأحداث الإرهابية التي مرت بها المملكة.
كما تشتمل خطاباته في مجلسه على العديد من المضامين الأمنية التي يستشهد فيها غالبا بآيات من القرآن الكريم
وأحاديث المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ويزنها مناداته لشعبه بأيها الإخوة والأخوات.
وهو ينبه كل غافل بالرجوع إلى جادة الصواب معطيا الفرصة للفئة الباغية من خلال العفو الذي أصدر بحقهم مفنداً
مواقف هذه الفئة بكلمات ومواقف أعادت الثقة بالأمن الوطني ليكون أمن البلاد محصناً، وهذا تعبير من المليك عن
العلاقة بين القيادة السياسية والشعب بأنه علاقة ارتباط وتقدير، وهذا سر من أسرار الاستقرار والأمن الذي تعيشه
المملكة- ولله الحمد-. ولم يربط الملك بين الأسرة وجرم أولادها الذين قاموا بالأعمال التخريبية والإرهابية حين قال: (أسر
المغرر بهم نعرفهم رجالا أوفياء لدينهم ووطنهم).
كما لم يبخل على رجال الأمن وأسر الشهداء بالتقدير الأدبي والمادي، وختم الشريم هذه الفكرة بإيجازها قائلاً:
ويمكننا القول: إن لسياسة الباب المفتوح آثاراً أمنية يمكن إجمالها بأنها توضح السياسة الأمنية العامة للدولة الداخلية
والخارجية وتعزيز الهيبة الأمنية للبلاد.
توصيات لتطوير المجالس المفتوحة:
والباحث طالب بن فداع الشريم خلص في رسالته إلى العديد من التوصيات التي يراها ضرورية لتطوير هذه المجالس لخدمة
المواطن حيث قال:
نرى تفعيل هذه المجالس لتكون قناة شورية لتقديم الرأي والمشورة لولاة الأمر من خلال تعزيز هذه المجالس مفهوما
وممارسة، واستثمار هذه السياسة لتوصيل السياسة العامة للمواطنين لمعرفة توجهات الدولة وقناعتهم بها، وتوسيع
ممارسة هذه المجالس لمعرفة اتجاهات الرأي العام وتحليلها وتطوير آلية المجلس وجعلها ملزمة لكل مسؤول في الحكومة
لتكون متاحة للجميع لتعزيز الأمن النفسي للمواطن، كما نوصي بتطوير الجانب الاداري للمجالس لتتحول إلى عمل
مؤسسي يعتمد المتابعة والتنسيق لتوجيهات القيادة السياسية، ونوصي ايضا بضرورة إنشاء وحدة لتحليل المشكلات
الواردة للمجلس والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة ووضع نظم معلومات متطورة، وحث وسائل الإعلام على التوعية
بأهمية هذه المجالس والاستفادة من أسلوب الملك وحرصه على تحقيق الخيارات الأفضل للمواطنين.
وختم الباحث السعودي طالب بن فداع الشريم حديثه بالشكر الجزيل لكل من ساعده على إنجازهذه الدراسة، مقدما
الإهداء لخادم الحرمين الشريفين ملهمه الأول لهذا المشروع الأكاديمي الجديد الذي يتمنى أن يكون قد وفق في تسليط
الضوء على هذا البعد الشوري في سياسة المملكة العربية السعودية.
مجالس الملك عبدالله تجسيد للسياسة المتوازنة وترجمة لعلاقته مع شعبه
* صحيفة الجزيرة. رفحاء - منيف خضير:
أنهى الباحث طالب بن فداع الشريم رسالة ماجستير بعنوان (سياسة الباب المفتوح في المملكة العربية السعودية
وآثارها الأمنية)، دراسة تطبيقية على مجلس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وقد ناقشت
لجنة مشكلة من اللواء د. سعد بن علي الشهري (وكيل كلية الدراسات العليا بجامعة الأمير نايف العربية للعلوم الامنية
والمشرف على الرسالة) والامير د. بندر بن سلمان آل سعود (مستشار خادم الحرمين الشريفين)، ود. محمد بن عبدالله آل
زلفة (عضو مجلس الشورى) ناقشت الرسالة مؤخراً وتمت إجازتها...
(الجزيرة) التقت الباحث السعودي - طالب بن فداع الشريم ليلقي الضوء على أبرز سمات المجالس المفتوحة لخادم الحرمين الشريفين، وأبعادها المتنوعة.
أهداف الدراسة:
في البداية أكد الشريم أن الدراسة تهدف إلى التعرف إلى السمات الرئيسة لسياسة الباب المفتوح وخلفيتها التاريخية
والتركيز على المجلس المفتوح لخادم الحرمين الشريفين وآثارها الامنية ودراسة سبل تطويرها لتعزيز العلاقة بين القيادة
والمجتمع لتوفير قناة أقصر إلى متخذ القرار ومعالجة القضايا الوطنية، وأضاف: والقيادة السعودية حرصت على
المحافظة على سياسة الباب المفتوح منذ عهد المؤسس- رحمه الله - مروراً بعهد خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان وليا
للعهد انطلاقا من الموروث الاسلامي والعربي القديم لهذه المجالس التي يستقي منها القادة المشورة والرأي ويتلمسون عن قرب قضايا رعاياهم.
وقد تميز مجلس خادم الحرمين بمميزات عكست شخصيته المحببة وتركت أثرها على مرتادي المجلس ابتداء من حرصه على
أن يفتتح المجلس بقراءة القرآن الكريم وشرح معانيه ودلالاته، ثم تميزه بفن الإصغاء وحرصه على توجيه إشارات ودلالات عميقة عبر أحاديث وكلمات موجزة ومنتقاة تتناقلها الألسن لعمق أثرها.
وأشار الشريم إلى أن هذه الدراسة جاءت على أربعة فصول خصص الفصل الأول منها لإلقاء الضوء على مدخل الدراسة،
ثم تناول الفصل الثاني الإطار النظري للدراسة والبعد التاريخي والاسلامي لها، أما الفصل الثالث فهو عن منهج الدراسة وإجراءاتها ثم عرض النتائج وتحليلها في الفصل الرابع.
ملامح سياسة الباب المفتوح:
وعن أبرز ملامح هذه السياسة قال الباحث طالب الشريم: سياسة الباب المفتوح إحدى دعائم الحكم السعودي فقد نصت
المادة الثالثة والاربعون من النظام الأساسي للحكم على أن (مجلس الملك وولي العهد، مفتوحان لكل مواطن، ولكل من له
شكوى أو مظلمة، ومن حق كل فرد مخاطبة السلطات العامة فيما يعترض له من الشؤون)، وتتجلى سياسة الباب المفتوح
في سياق الاقوال المأثورة للملك عبدالعزيز- رحمه الله وفي سيرته حيث وصف الزركلي مجلس الملك بقوله: (كان للملك
أوقات مخصصة لمجلسه العام، يدخله فيها كل قادم عليه..)، وسار أبناء المؤسس على نهجه مما ترك استقراراً مهما في
البلاد نتيجة هذا المبدأ الشوري الذي ينطلق من تطبيق الشريعة الاسلامية.
شخصية الملك وأثرها على المجلس:
مما لاشك فيه ان شخصية الملك تلقي بظلالها على مرتادي مجلسه، فخادم الحرمين نشأ في كنف والده وأكسبه ذلك
صفات قيادية وبعداً سياسياً ترك أثره على قراراته فيما بعد، والملك طويل القامة ذو ملامح عربية يعشق الصحراء
والفروسية ويميل إلى البساطة، ويتسم ذلك بمكارم الأخلاق، وعرف عنه أنه يمقت الغدر وهو رجل سياسي لديه التزام
أدبي بكل القضايا التي يؤمن بها، ويؤمن بالحوار ويسعى إليه، ويظهر البعد الانساني في شخصيته من خلال مواقفه
مثل جولته على الاحياء الفقيرة في الرياض، ومنها ايضا إنشاؤه مؤسسة حملت اسم والديه وفاء وبراً، وأيضاً مبادراته
الحكومية والاهلية المتنوعة كالصندوق الخيري لمعالجة الفقر والاسكان التنموي وغيرها..
وتُبرز مواقفه السياسية شخصيته الصارمة المؤمنة بقضايا أمتها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ويظهر ذلك عند
زيارته لواشنطن عام 1998م حينما كان وليا للعهد حيث رفض التوقيع على البيان الختامي لأنه لم يتضمن القدس وتأخر البيان ثلاثين ساعة ليخرج البيان متضمنا الإشارة للقدس صراحة!
ويرى الباحث الشريم أن خطابات الملك وكلماته التي يلقيها في المجلس المفتوح تشتمل على مرتكزات ثابتة تعكس
تفكيره، أوله الالتزام بثوابت الدين والقيم والأصالة (إن انتماءنا الاسلامي هو أهم مقومات وجودنا)، ويمثل بناء الانسان
وتطويره أهم اولوياته، كما ان الملك فاجأ كثيرين بأسلوب مختلف في تعامله مع الشعب بطريقة مناهضة للصورة
النمطية لبعض الزعماء الذين يحيطون شخصيتهم بهالة من الرسميات، إضافة إلى عرض ملحوظاته على اجهزته الحكومية من منطلق كل مسؤول مؤتمن وكل مؤتمن محاسب.
باب مفتوح وقلب مفتوح: ويضيف الشريم : للمجلس أهمية كبيرة عند خادم الحرمين الشريفين فكثيرا ما يؤكد على رجاله على حسن معاملة
المواطنين والصبر عليهم ويقول لهم: (انقلوا الصفات الحميدة التي ربيتكم عليها)، وكثيراً ما أوقف الملك الموكب الخاص
به من أجل كبير سن أو معاق ليستمع اليهم ويحل قضاياهم، وللمواطن القادم من أماكن بعيدة أولوية ومعاملة خاصة
عند الملك الذي يرى أن هذا المواطن يحل ضيفا على أحد أقاربه أو يستأجر سكناً مكلفا!!
والملك يعد أبرز من يطبق سياسة الباب المفتوح من خلال استقبال مواطنيه بإنسانية حيث يحنو على الشيخ الكبير
ويساعد العاجز.
والمجلس يتميز بتنظيم قلما يوجد في نظرائه حيث يستوعب المجلس أكثر من 800 شخص في وقت واحد، ويصل عدد
العرائض إلى أكثر من 4000 آلاف عريضة يومياً، وقد تم إنشاء مبنى خاص يطلق عليه شؤون المواطنين ويشتمل على
العديد من الكبائن المزودة بالموظفين المختصين.
أما العلماء والأمراء والوجهاء والزوار الرسميون فلهم مراسم تنظيمية خاصة حيث يدخل الملك عليهم ويحييهم بتحية
الاسلام ويأخذ مكانه من المجلس ثم تبدأ المراسم اليومية ويدعوهم الملك بعد ذلك للطعام ويحرص على الجميع ويعطي
الفرصة لمن يريد التحدث إليه ثانية من المواطنين الذين يرغبون ذلك، وقد تم تخصيص يوم الاثنين لذوي الاحتياجات الخاصة
والايتام، ويعتقد الشريم انه من الصعوبة التعامل مع أناس أتوا كضيوف لكل منهم توجه ومستوى ثقافي وبأعداد كبيرة ولكن سعة قلب الملك احتضنتهم جميعا ً!
ومن أبرز العرائض اليومية يقول الشريم:
أبرزها القضايا العامة وطلبات العلاج وقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة والايتام وقضايا المنازعات المختلفة والقضايا
الخاصة وطلبات الاراضي والمنح السكنية والمساعدات المالية.
الأهمية الأمنية لسياسة الباب المفتوح:
ويشدد الباحث على أهمية هذه المجالس في تدعيم فكرة الشأن الأمني حيث يقول : من خلال استقبالات الملك وأحاديثه
العامة في مجلسه يظهر أهمية ذلك في محاربة ظاهرة التطرف والانحراف الفكري والإجرام بحق الوطن من خلال تصريح
الملك بالرؤية السياسية حيال تلك القضايا ومناقشتها امام جميع المستويات الاجتماعية عبر مجالسه المفتوحة وعبر
وسائل الإعلام المختلفة، والقضايا الأمنية كانت دائمة الحضور في مجلس الملك، ويظهر ذلك من خلال استقباله لوفود
الوطن إثر الأحداث الإرهابية التي مرت بها المملكة.
كما تشتمل خطاباته في مجلسه على العديد من المضامين الأمنية التي يستشهد فيها غالبا بآيات من القرآن الكريم
وأحاديث المصطفى- صلى الله عليه وسلم- ويزنها مناداته لشعبه بأيها الإخوة والأخوات.
وهو ينبه كل غافل بالرجوع إلى جادة الصواب معطيا الفرصة للفئة الباغية من خلال العفو الذي أصدر بحقهم مفنداً
مواقف هذه الفئة بكلمات ومواقف أعادت الثقة بالأمن الوطني ليكون أمن البلاد محصناً، وهذا تعبير من المليك عن
العلاقة بين القيادة السياسية والشعب بأنه علاقة ارتباط وتقدير، وهذا سر من أسرار الاستقرار والأمن الذي تعيشه
المملكة- ولله الحمد-. ولم يربط الملك بين الأسرة وجرم أولادها الذين قاموا بالأعمال التخريبية والإرهابية حين قال: (أسر
المغرر بهم نعرفهم رجالا أوفياء لدينهم ووطنهم).
كما لم يبخل على رجال الأمن وأسر الشهداء بالتقدير الأدبي والمادي، وختم الشريم هذه الفكرة بإيجازها قائلاً:
ويمكننا القول: إن لسياسة الباب المفتوح آثاراً أمنية يمكن إجمالها بأنها توضح السياسة الأمنية العامة للدولة الداخلية
والخارجية وتعزيز الهيبة الأمنية للبلاد.
توصيات لتطوير المجالس المفتوحة:
والباحث طالب بن فداع الشريم خلص في رسالته إلى العديد من التوصيات التي يراها ضرورية لتطوير هذه المجالس لخدمة
المواطن حيث قال:
نرى تفعيل هذه المجالس لتكون قناة شورية لتقديم الرأي والمشورة لولاة الأمر من خلال تعزيز هذه المجالس مفهوما
وممارسة، واستثمار هذه السياسة لتوصيل السياسة العامة للمواطنين لمعرفة توجهات الدولة وقناعتهم بها، وتوسيع
ممارسة هذه المجالس لمعرفة اتجاهات الرأي العام وتحليلها وتطوير آلية المجلس وجعلها ملزمة لكل مسؤول في الحكومة
لتكون متاحة للجميع لتعزيز الأمن النفسي للمواطن، كما نوصي بتطوير الجانب الاداري للمجالس لتتحول إلى عمل
مؤسسي يعتمد المتابعة والتنسيق لتوجيهات القيادة السياسية، ونوصي ايضا بضرورة إنشاء وحدة لتحليل المشكلات
الواردة للمجلس والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة ووضع نظم معلومات متطورة، وحث وسائل الإعلام على التوعية
بأهمية هذه المجالس والاستفادة من أسلوب الملك وحرصه على تحقيق الخيارات الأفضل للمواطنين.
وختم الباحث السعودي طالب بن فداع الشريم حديثه بالشكر الجزيل لكل من ساعده على إنجازهذه الدراسة، مقدما
الإهداء لخادم الحرمين الشريفين ملهمه الأول لهذا المشروع الأكاديمي الجديد الذي يتمنى أن يكون قد وفق في تسليط
الضوء على هذا البعد الشوري في سياسة المملكة العربية السعودية.