الميزان
23 Nov 2006, 06:17 PM
رحمك الله يا عبدالرحمن .. أذكّر بك فلا أتذكرك !
ينكر الكثير منا ان للموت حقيقة نعرفها لكننا نتهرب منها .. حقيقة الموت في انه راحه .. حتى وان اضمرتها الشفاه الا ان القلوب ترتعد لها ..
تتعد الأسباب والموت واحد .. والمتمعن للمعمعة والفوضى العارمه واخبار الموت هنا وهناك لتيقن ان الموت راحة .. ولتمناه قبل ان تسوء الايام ولازداد تمنيه له عندما تُغِيرُ عليه تلك الهواجس المخيفة والمتنبأة بليل أسود
ومهما اطلت النظر .. او أكثرت من السفر .. او جافاك القدر .. او تهربت من الألم بكثرة الابر .. او رُمت أنياب البرغوث في الوبر ..
ومهما علت همتك .. وتفاخرت بقوتك .. او أخفيت رقَتَك .. او خففت من حِدتِك ..
ومهما على شأنٌ انت فيه .. او ابديت للغير ألف سبب وجيه .. أو حاولت اخفاء وجهك الكريه ..
ومهما علت بك المناصب .. أو هددت بكل عذاب واصب .. أو حُزت كل شيء انت له راغب ..
ومهما كنت أنت ! ورغم كل شيء ..
اخفض رأسك الصغير والذي لطالما انتفخ وانتفخ .. اخفضه تواضعا ومذلة لمن خلق الموت .. قيل للفضيل بن عياض : ما أعجب ما رأيت ؟ فقال : قلب عرف الله , ثم عصاه ..
رحمك الله يا عبدالرحمن .. والله اني لأُذكر بك ولا أذكرك .. وكم تمنيت لقائك لِمَا سمعت عنك .. لكنها الاقدار كما قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه : ما من آدمي الا ومعه مَلَك يقيه ما لم يقدر له , فإذا جاء القدر خلاّه واياه ..
لا تثريب عليك يا عبدالرحمن بعد اليوم .. فقد خضت غمار ما نخشاه ونخشى سماع أخباره .. ودخلت لعالم كم فاز به عظيم وكم تمناه كريم .. رحمك الله ورحم آلك وجمعكم في منتهى رحمته ..
تركت دنيا العنا .. تركتنا وقد برأت ذمتك من عفيفات تونس .. تركتنا وآخر عهد بالقدس مدنسه .. تركتنا والحرمات مهانه .. تركتنا وأنت دائن لا مديون ديونك سيستردها لك اعدل العادلين وأحكم الحاكمين .. أخيرا تركتنا وانت شهيد وانا بذلك زعيم ..
كتبت هذا لأفند ذكرك الطيب بيننا ولو بالقليل .. كتبت ذلك لأغطي لحظاتك الاخيره .. كتبت ذلك وفي اعتقادي ان اجاري قناة العربية عندما نقلت تشييع جنازة وزير الصناعه في لبنان .. كتبت ذلك لأقول للعربية وللعالم انه في هذا اليوم غسلناه وكفناه ودفناه .. كتبت ذلك لأقول للعربية ان عندنا في هذا البلد أفضل من ذاك الولد ..
لعلي اكون كنفح الطيب أديت الأمانة ..
رحمك الله يا عبدالرحمن .. أذكّر بك فلا أتذكرك !
ينكر الكثير منا ان للموت حقيقة نعرفها لكننا نتهرب منها .. حقيقة الموت في انه راحه .. حتى وان اضمرتها الشفاه الا ان القلوب ترتعد لها ..
تتعد الأسباب والموت واحد .. والمتمعن للمعمعة والفوضى العارمه واخبار الموت هنا وهناك لتيقن ان الموت راحة .. ولتمناه قبل ان تسوء الايام ولازداد تمنيه له عندما تُغِيرُ عليه تلك الهواجس المخيفة والمتنبأة بليل أسود
ومهما اطلت النظر .. او أكثرت من السفر .. او جافاك القدر .. او تهربت من الألم بكثرة الابر .. او رُمت أنياب البرغوث في الوبر ..
ومهما علت همتك .. وتفاخرت بقوتك .. او أخفيت رقَتَك .. او خففت من حِدتِك ..
ومهما على شأنٌ انت فيه .. او ابديت للغير ألف سبب وجيه .. أو حاولت اخفاء وجهك الكريه ..
ومهما علت بك المناصب .. أو هددت بكل عذاب واصب .. أو حُزت كل شيء انت له راغب ..
ومهما كنت أنت ! ورغم كل شيء ..
اخفض رأسك الصغير والذي لطالما انتفخ وانتفخ .. اخفضه تواضعا ومذلة لمن خلق الموت .. قيل للفضيل بن عياض : ما أعجب ما رأيت ؟ فقال : قلب عرف الله , ثم عصاه ..
رحمك الله يا عبدالرحمن .. والله اني لأُذكر بك ولا أذكرك .. وكم تمنيت لقائك لِمَا سمعت عنك .. لكنها الاقدار كما قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه : ما من آدمي الا ومعه مَلَك يقيه ما لم يقدر له , فإذا جاء القدر خلاّه واياه ..
لا تثريب عليك يا عبدالرحمن بعد اليوم .. فقد خضت غمار ما نخشاه ونخشى سماع أخباره .. ودخلت لعالم كم فاز به عظيم وكم تمناه كريم .. رحمك الله ورحم آلك وجمعكم في منتهى رحمته ..
تركت دنيا العنا .. تركتنا وقد برأت ذمتك من عفيفات تونس .. تركتنا وآخر عهد بالقدس مدنسه .. تركتنا والحرمات مهانه .. تركتنا وأنت دائن لا مديون ديونك سيستردها لك اعدل العادلين وأحكم الحاكمين .. أخيرا تركتنا وانت شهيد وانا بذلك زعيم ..
كتبت هذا لأفند ذكرك الطيب بيننا ولو بالقليل .. كتبت ذلك لأغطي لحظاتك الاخيره .. كتبت ذلك وفي اعتقادي ان اجاري قناة العربية عندما نقلت تشييع جنازة وزير الصناعه في لبنان .. كتبت ذلك لأقول للعربية وللعالم انه في هذا اليوم غسلناه وكفناه ودفناه .. كتبت ذلك لأقول للعربية ان عندنا في هذا البلد أفضل من ذاك الولد ..
لعلي اكون كنفح الطيب أديت الأمانة ..
رحمك الله يا عبدالرحمن .. أذكّر بك فلا أتذكرك !