المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تكن كصاحب الضفدعة ......



المرجوجه
07 Nov 2002, 12:42 AM
لا تكن كصاحب الضفدعة

يشيع عن بعض الناس أن مستلزما الإبداع أن يكون المبدع فوضويا غير منظم، أو خياليا بعيدا عن المنطق والتحليل العلمي، أو مشاغبا متمردا على القيم والمبادئ والأخلاق، أو مبتذلا نتن الرائحة كريه المنظر، أو ... الخ.

والحقيقة أن هذا فهم خاطئ للعملية الإبداعية، به هو إساءة لهذه المهارة الكريمة والمنهج السديد.

إن وجود بعض المبدعين المتصفين بهذا الإهمال والتمرد لا يعني أن الصواب في صنيعهم هذا، بل نقول أن هؤلاء شواذ عندهم شيء من النقص ينبغي أن يستدركوه حتى يكتمل إبداعهم ويستقيم منهجهم.

إن السماوات والأرض قامتا على تنظيم دقيق من قبل خالق عظيم، لذا نود أن نؤكد على أمر مهم يغفل عنه كثير من الناس، وهو التوسط والتوازن والاعتدال، كما قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) البقرة: 143.

وهذا يعني أن المبدع الفذ الناجح هو الذي يجمع ما بين أعمال المخ الأيمن والأيسر، بمعنى أن يجمع بين الخيال وبين التحليل العلمي المنهجي، وكلما جمع الإنسان بين هذين الأمرين كان أكثر إبداعا وأقرب إلى التفكير الابتكاري النافع.

إن اكبر خطأ نرتكبه أن نعرف الإبداع ونحصره بالخيال فحسب، إذ لا قيمة ولا فائدة من خيال لا يتحول إلى فكرة عملية وإنتاج نافع إلا إذا تنقل عبر مراحل علمية منهجية.

إن العلماء يخبروننا بأن هناك علاقة بين جانبي المخ الأيمن والأيسر فعندما يتحرك الإنسان (الجانب الأيسر من المخ) فإن هذا يؤدي إلى إراحة الجانب الأيمن من المخ، وهناك يبدأ الخيال بالعمل.

لذا إذا واجهتك مشكلة لم تستطع حلها، فاتركها وانشغل بأي أمر عضلي (كالمشي والسباحة) وهناك ستأتيك الأفكار الإبداعية لحل مشكلتك إن شاء الله تعالى.

خلاصة ما نريد أن نصل إليه هو أن الإبداع عملية مهذبة سامية، فيها خيال خصب، وتفكير منطقي، وعمل منظم، وتحليل عملي، ونظرة واقعية، ومنهج قويم، وأدب جم.

يُروى أن أحد الناس أراد أن يكون مبدعا، فجاء إلى ضفدعة ووضعا أمامه وقال للضفدعة: نطي (أي اقفزي)، فكتب: قلنا للضفدعة نطي فنطت. ثم قطع يدها اليمنى وقال لها نطي، فنطت، فكتب: قطعنا اليد اليمنى للضفدعة وقلنا لها نطي، فنطت. ثم قطع يدها اليسرى وقال لها نطي، فنطت، فكتب: قطعنا اليدان اليمنى واليسرى للضفدعة وقلنا لها نطي فنطت. ثم قطع رجلها اليمنى وقال لها نطي، فنطت بصعوبة، فكتب: قطعنا يَدَي الضفدعة ورجلها اليمنى وقلنا لها نطي فنطت. ثم قطع رجلها اليسرى وقال لها نطي،.... نطي ....، فلم تنط، فكتب: قطعنا يدي الضفدعة ورجليها وقلنا لها نطي، فلم تنط، ومن هنا أثبتت الدراسات أن الضفدعة إذا قُطعت يداها ورجلاها فإنها تصاب بالصمم!!!

إننا لا نريد هذا النوع من الإبداع، الذي لا منطق فيه ولا عقل، ومن هنا نقول: احذرْ... أن تكون كصاحب الضفدعة.

بقلم: الدكتور علي الحمادي

الامبراطور
07 Nov 2002, 06:15 AM
شكرا لك على النقل الموفق واختيار المواضيع


واسهامك في اثراء المنتدى بالمواضع الرائعة

المرجوجه
08 Nov 2002, 01:02 PM
حياك اخوي الامبراطور..
مشكور على مرورك وتعليقك..
يعطيك العافيه .......... :)

أختام الزعيم
10 Nov 2002, 02:13 PM
يا سلام على هذا الموضوع الجميله

ننتظر منكم المزيد

salah
12 Nov 2002, 01:42 AM
تحيات طيّبات اختي المرجوجة ورمضان مبارك عليك وعلى الجميع
موضوع جمّ الفائدة يستحقّ ان نمنحه بعضا من وقتنا , في الحقيقة ان هذا الأمر يرجع الى زمن موغل في قدمه , اذ احتفظ لنا المؤرخون بأوصاف بعض الرجالات ممن كانوا يمتلكون في زمنهم تأثيرا طاغيا على مجتمعاتهم , كما هو الحال مع رجال اللاهوت في الديانات الآسيوية القديمة ( الهند والصين ) ومبلغ الزهد والتقشّف الذي كان يميل ببعضهم احيانا الى ان ينبذ الجديد بمطلقه , وحدث ان تبنّى البعض من المريدين (الأتباع ) هذه العادة ( اهمال المظهر الخارجي والرهان على الجوهر ) فأخذوا شطرها الأول وأهملوا الآخر رغم اهميته البالغة .

امّا في اليونان القديمة ( الأغريق ) فلقد كان اهمال المظهر جزءا من السياق الفلسفي والمعرفي لعدد من الجماعات ولاحقا المذاهب الفلسفية . كالكلبية مثلا , التي كان ينام روّاد افكارها في الأماكن التي تجمع فيها القمامة . حتى لقد ذهب بعض المؤرخين الى ان تسمية هؤلاء الفلاسفة بالكلبية جاء كنتيجة حتمية للحياة الشاقة التي سلكوا مسالكها الوعرة والتي تذكر بحياة الكلاب .

وفي الحضارة الأسلامية احتفظ لنا الأخباريون المسلمون لأوصاف بعض الكتاب لا تختلف في جوهرها عما كنت قد ذكرته من قبل .. وهذا يشتمل على السلوك الأجتماعي ايضا كأوصاف اديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء ابو حيان التوحيدي الذي اقدم على احراق كتبه قبل وفاته وكذلك الحال مع الحريري صاحب المقامات والشاعر بشار بن برد وسواهم.

اما في العصور الحديثة فلقد كان الأمر جزءا من التحولات الكبيرة التي مرّت بها البشرية منذ نشوء ما يصطلح عليه بالعصر الصناعي وانحسار دور الأنسان وتغييبه في احيان اخرى . فجاء اهمال المثقّف لمظهره متلازما مع المنطق الصدامي الذي حاول ان يجابه فيه عملية التغييب التي استهدفت وجوده . فنشأت مدارس وتيارات كان الهدف من غرابتها , الأشارة الى الوجود الفردي او الجمعي بالصراخ والضجيج وافتعال الصخب في بعض الأحيان , وكان هذا سببا جوهريا في عدم استمرارها طويلا ( كالمستقبلية التي نشأت في ايطاليا اولا في بداية القرن العشرين والدادائية والسوريالية في فرنسا في الثلث الأول من القرن ذاته ) ولاحقا نشوء التيارات الفلسفية والفنية الكبرى عقب الحربين العالميتين في 1914 و 1939 واعني الوجودية بكلّ تمظهراتها وما خلفته من تأثير على المستوى الفكري والأجتماعي .......... اشكرك ثانية اختي المرجوجة واتمنى حقا وصدقا ان لا اكون قد اثقلت عليك وعلى اخوتي ورمضان مبارك على الجميع

مع خالص مودّتي
صلاح

المرجوجه
13 Nov 2002, 01:02 AM
حياك الله اخوي أختام الزعيم..
مشكور على مرورك.. ويعطيك العافيه .. :)

هلا فيك اخوي صلاح..
اضافتك رائعه ومفيده..
مشكور على المعلومات الحلوه .. :)
ويعطيك العافيه ...:)