الميزان
30 Nov 2006, 04:43 PM
حتى وان مات رجالنا أيعتقدون أننا كنسائهم !! ..
استوقفني ذلك اللقاء مع عجوز فلسطينية قد احدودب ظهرها .. وضعف نظرها .. طغى الشيب ناصيتها الطاهرة .. تساقط شعرها حتى لم يبق منه شيء .. قد أنهكت التجاعيد وجهها البريء .. يديها في ارتعاش دائم .. ومع ذلك هي بحمد الله بكامل صحتها .. ترفع يدها النحيلة وتخفضها فتهز العالم .. تلهج بالحمد والثناء لله .. تجهر بصوتها فتُسْمع الآفاق .. تحدق فيك فتخلب لُبّك .. صامدة رغم كل شيء .. تسْمَعُها تقول ما يذهل العقول .. ضعيفة لكنها تتكلم من منطق القوة.. ترى لدمعها انسكابا ومع ذلك تبتسم .. هي قبل هذا ( أم ) حنون .. لها آمال تتمنى ان تنالها .. هي ( أم ) قد كبّرت وربّت وفهمت ودرّست .. هي ( أم ) تتمنى ان تصل بأبنائها ما انقطع .. ترجو ان تنال بهم الرضا .. تحلم باليوم الذي تراهم فيه رجالا .. ترجو ان يمدّ الله في عمرها كي تختار لهم أزواجهم .. هي ( أم ) تسابق طيور الصباح فتغرد قبلها وتنام بعدها من شدة التعب .. خِدْمَة أبنائها راحة لها .. تتعب لتراهم مرتاحين .. هي ( أم ) مهما قوبلت بالصدّ يبقى في قلبها متسعٌ.. هذه الأم الفلسطينية فريدة من نوعها .. تختلف عن باقي الأمهات .. لأنها تنجب أطفالا وتربيهم شبابا وتراهم رجالا يُسْتَشْهدون .. تدفنهم بنفسها .. تراهم يذهبون واحدا تلو الآخر .. فلا تراها جازعة بل مؤمنة راضية .. بلغة بسيطة ترى أحلامها وآمالها تتحطم أمامها .. ولسان حالها :
ولدي أطالع في جبينك لوعتي
وأرى بوجهك شقوتي وعنائي
***
ياليت أني قد سبقتك للثـــــــرى
ومشيت أنت مع الرجال ورائي
***
ولدي فقدتُ به الحياة وطيبها
ومن العجيب فناؤه وبقائــــي
لله دركن يا نساء فلسين .. وقفتن يوم أن أمسك الجميع .. والله اني لأحسب الكلام يغضي حياء منكن .. ورغم ان لكُنّ مواقف يُقطِعْن أوصال القلوب الا اننا نبقى صامتين .. نبقى حثالة ذليلين .. طوبى لمن كنتن أماً له .. طوبى لأحمد ياسين .. طوبى لإسماعيل هنيه ..طوبى لك يا رامي .. طوبى لكم بأمهاتكم ..
دار هذه في خلدي يوم أن شاهدت تلك العجوز الفلسطينية تقول : حتى وان مات رجالنا أيعتقدون أننا كنسائهم !! ..
دمتم بوافر الصفاء والود
استوقفني ذلك اللقاء مع عجوز فلسطينية قد احدودب ظهرها .. وضعف نظرها .. طغى الشيب ناصيتها الطاهرة .. تساقط شعرها حتى لم يبق منه شيء .. قد أنهكت التجاعيد وجهها البريء .. يديها في ارتعاش دائم .. ومع ذلك هي بحمد الله بكامل صحتها .. ترفع يدها النحيلة وتخفضها فتهز العالم .. تلهج بالحمد والثناء لله .. تجهر بصوتها فتُسْمع الآفاق .. تحدق فيك فتخلب لُبّك .. صامدة رغم كل شيء .. تسْمَعُها تقول ما يذهل العقول .. ضعيفة لكنها تتكلم من منطق القوة.. ترى لدمعها انسكابا ومع ذلك تبتسم .. هي قبل هذا ( أم ) حنون .. لها آمال تتمنى ان تنالها .. هي ( أم ) قد كبّرت وربّت وفهمت ودرّست .. هي ( أم ) تتمنى ان تصل بأبنائها ما انقطع .. ترجو ان تنال بهم الرضا .. تحلم باليوم الذي تراهم فيه رجالا .. ترجو ان يمدّ الله في عمرها كي تختار لهم أزواجهم .. هي ( أم ) تسابق طيور الصباح فتغرد قبلها وتنام بعدها من شدة التعب .. خِدْمَة أبنائها راحة لها .. تتعب لتراهم مرتاحين .. هي ( أم ) مهما قوبلت بالصدّ يبقى في قلبها متسعٌ.. هذه الأم الفلسطينية فريدة من نوعها .. تختلف عن باقي الأمهات .. لأنها تنجب أطفالا وتربيهم شبابا وتراهم رجالا يُسْتَشْهدون .. تدفنهم بنفسها .. تراهم يذهبون واحدا تلو الآخر .. فلا تراها جازعة بل مؤمنة راضية .. بلغة بسيطة ترى أحلامها وآمالها تتحطم أمامها .. ولسان حالها :
ولدي أطالع في جبينك لوعتي
وأرى بوجهك شقوتي وعنائي
***
ياليت أني قد سبقتك للثـــــــرى
ومشيت أنت مع الرجال ورائي
***
ولدي فقدتُ به الحياة وطيبها
ومن العجيب فناؤه وبقائــــي
لله دركن يا نساء فلسين .. وقفتن يوم أن أمسك الجميع .. والله اني لأحسب الكلام يغضي حياء منكن .. ورغم ان لكُنّ مواقف يُقطِعْن أوصال القلوب الا اننا نبقى صامتين .. نبقى حثالة ذليلين .. طوبى لمن كنتن أماً له .. طوبى لأحمد ياسين .. طوبى لإسماعيل هنيه ..طوبى لك يا رامي .. طوبى لكم بأمهاتكم ..
دار هذه في خلدي يوم أن شاهدت تلك العجوز الفلسطينية تقول : حتى وان مات رجالنا أيعتقدون أننا كنسائهم !! ..
دمتم بوافر الصفاء والود