المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أنـــت بـار بوالـديك ؛؛؛؛تعال قيم نفسك؟



مــاجــد
04 Dec 2006, 12:36 AM
يشم رائحة ابنه في الاناء


كان رجل يقال له كلاب بن أمية بن الأسكر له أبوان شيخان كبيران وكان يأتيهما بصبوحهما وغبوقهما
(الصبوح شرب اللبن في الصباح والغبوق في المساء)
فجاءه رجلان فلم يزالا به يرغبانه في الغزو حتى اشترى غلاما فأقامه مقامه وخرج للجهاد
فجاء الغلام ذات ليلة بغبوق الأبوين وهما نائمان فقام ساعة فلم ينبههما فذهب وتركهما
فانتبها في بعض الليل وهما جائعان فقال الشيخ :
لمن شيخان قد نشدا كلابا*** كتاب الله قد خطئا وخابا
تركت أباك مرعشة يداه ***وأمك ما تسيغ لها شرابا
اذا نعب الحمام ببطن وج ***على بيضاته ذكرا كلابـا
أتاه مهاجران فربخــاه ***عباد الله قد عقا وخابــا
اناديه فيعرض في إبــاء ***فلا وأبي كلاب ما أصابا
وإنك والتماس الأجر بعدي *** كباغي الماء يتبع السرابا
أبرا بعد ضيعة والديــه ***فلا وأبي كلاب ما أصابا
وكان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- إذا قدم عليه قادم سأله عن الناس وعن أخبارهم وعن حالهم
فقدم عليه قادم فقال: من أين؟ قال :من الطائف قال:كيف تركتهم؟،
قال: رأيت بها شيخا يقول وذكر الأبيات فبكى عمر وقال: أجل وأبي كلاب ما أصابا.
ثم إن أمية بن الأسكر أخذ بيد قائده ودخل على عمر وهو في المسجد فأنشده :
أعاذل قد عذلت بغير قدري ***ولا تدرين عاذل ما ألاقي
فإما كنت عاذلتي فردي*** كلابا إذا توجــــه للعراق
فتى الفتيان في عسر ويسر ***شديد الركن في يـوم التلاقي
فلا وأبيك ما باليت وجدي ***ولاشغفي عليك ولا اشتياقي
وإيقادي عليك إذا شتونا ***وضمك تحت نحـري واعتناقي
فلو فلق الفؤاد شديد وجد*** لهم ســـواد قلبي بانفلاق
سأستعدي على الفاروق ربا*** له عمد الحجيج إلى بساق
وأدعو الله محتسبا عليه*** ببطن الأخشبين إلى دفـاق
إن الفاروق لم يردد كلابا*** على شيخين هامهما زواق
فبكى عمر وكتب إلى أبي موسى الأشعري في رد كلاب إلى المدينة
فدعاه فقال الحق بعمر بن الخطاب فقال:لم ما أحدثت حدثا ولا آويت محدثا
قال انطلق فجاء إلى عمر بن الخطاب فلما قدم دخل عليه
قال له عمر :ما بلغ من برك بأبيك
فقال:كنت أوثره وأكفيه أمره وكنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له لبنا إلى أغزر ناقة
في إبله فأسمنها وأريحها وأتركها حتى تستقر ثم أغسل أخلافها حتى تبرد ثم أحتلب له
فأسقيه فبعث عمر إلى أبيه فجاءه فدخل عليه وهو يتهادى وقد انحنى
فقال:له كيف أنت يا أبا كلاب
فقال:كما ترى يا أمير المؤمنين فقال: هل لك من حاجة
قال:نعم كنت أشتهي أن أرى كلابا فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت،
فبكى عمر وقال:ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء الله تعالى.
ثم أمر كلابا أن يحتلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه ففعل وناوله عمر الإناء
وقال: اشرب هذا يا أبا كلاب فأخذه فلما أدناه من فمه
قال:والله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب
فبكى عمر وقال:هذا كلاب عندك حاضر وقد جئناك به فوثب إلى ابنه وضمه اليه وقبله وبكى بكاء شديدا
فجعل عمر والحاضرون يبكون وقالوا :لكلاب إلزم أبويك فلم يزل مقيما عندهما إلى أن مات

البندق
13 Dec 2006, 11:51 PM
الله يرحمنا برحمته