المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرية الأقوياء



أضواء
07 Dec 2006, 10:27 PM
الحرية مطلب الشرفاء ، وغاية العظماء ، فالأمجاد لا تبتنى ، والصروح لا تعتلى ، إلا بسواعد الأقوياء ، وبهمم الأحرار ، أولئك الذين أنفوا الضيم ، ورفضوا التبعية ، وركلوا الاستجداء .
ولا يلزم من العبودية أن يكون صاحبها عبداً يباع ويشترى ، كما لا يلزم من الحرية أن يكون صاحبها شريفاً في نسبه ، عريقاً في أصله ، فكم ممن يباع ويشترى ، أو هو ضعيف في أصله ونسبه ، إلا أنه يملك مقومات الحريات كلها .
وكم من أناس يظنون أنفسهم أحراراً لكنهم عبيد في مبادئهم وقيمهم ، وفي قراراتهم وتصرفاتهم .
وفي الآونة الأخيرة شهدت الساحة انفراجاً في عدد من القضايا ، منها موضوع الحرية ، وقول البعض (( هذه حريتي الشخصية )) أو قول البعض (( حريتي تبدأ حيث تنتهي حرية الآخرين )) حتى أصبح الحديث عن الحرية لا تكاد تخطؤه عيناك في جريدة أو مجلة أو كتاب أو منتدى ، ولا تكاد تخطؤه أذناك في حوار أو نقاش أو محاضرة .
وهنا فإنني أدلي بوجهة نظري التي أعتقد صحتها ، وأجزم بصوابها :
أقول / الحرية بمعناها العام هي : الانطلاق من القيود ، والتحرر من الأغلال ، وعدم الرضوخ للإملاءات أياً كان مصدرها .
والناس تجاه قبول الحرية أو رفضها ثلاثة أقسام :
1/ القسم الأول : من وقف من الحرية موقف الرافض ، فهو يشمئز قلبه ، ويحزن عندما يسمع إثارة هذا الموضوع ، ويرفض الحرية والاستقلال ، ويرضى بحياة الدون .
ولا شك أن رافض الحرية مرفوض جملة وتفصيلاً ، قوقع نفسه ، وهدم كيانه ، وأجر عقله ، وأعمى بصيرته ، وبالتالي بقي عبداً لغيره ، وسيبقى طريحاً لفراش العبودية .
2/ القسم الثاني : من فتح باب الحرية على مصراعيه ، يرى أنه حر في لباسه في كلامه في أكله وشربه ، حر فيما يسمع ويرى ، حر في كل شيء ، كلما حدثته عن أمر ، قال : أنا حر في تصرفاتي .
3/ القسم الثالث : وهو الموقف الصحيح :
أن الإنسان حر في سائر تصرفاته ، لكن حريته يجب أن تنتهي عند سقف معين ، فالمسلم تنتهي حريته عندما يريدها الله أن تنتهي ليكون عبداً لله تعالى ، والعبودية لله هي كمال التحرر من العبودية لكل أحد غير الله .
نعم أنت حر في جميع تصرفاتك ، افعل ما تشاء ، فإذا وصلت هذه الحرية إلى ما لا يريده الله فقف (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة )) وبالتالي فلا يحق لك إذا نصحك أحد بالصلاة أو بترك الغناء أو الدخان أن تقول هذه حريتي الشخصية ، لأن هذه الحرية حرية ممقوتة ، بل هي عبودية للشيطان والهوى .
وأخيراً : فلا يجوز أن يتخذ من الحرية معبراً للشهوات المحرمة ، وتملصاً من الدين ، وثورة على الأخلاق والقيم ، والمبادئ والمثل .

الشريهي
07 Dec 2006, 11:07 PM
احسنت بتناولك للموضوع بإسهاب لكن الزبده:الحريه مطلوبه بشرط ان لاتتعارض مع الدين او القيم او المباديء او الاخلاق الحسنه واحب ان اضيف ان الحريه المطلقه التي يتشدق بها الغرب هي سبب انحطاطهم الاخلاقي وسبب الانتحار لديهم لان الواحد منهم لايدري لماذا يعيش ولاحدود لتصرفاته فبعد ان يجرب كل شيء لايجد في اي شيء لذة تستحق العيش فيقدم على الانتحار متصورا انه يضع حد لحياته .
وكثير ممن اسلموا منهم كانت لهم عدة محاولات إنتحار قبل ان يهديهم الله للإسلام.

الجبل الأخضر
07 Dec 2006, 11:20 PM
موضوع ممتاز
ولكن لم تتطرق للحرية السياسيه
فعسى المانع خير ؟

ليث
07 Dec 2006, 11:40 PM
لاهنت اخوي

حتى اللي بينكر المنكر من الحريه انه ينكر

البندق
07 Dec 2006, 11:45 PM
يعطيك العافيه الموضوع مثير

رفحاوي
08 Dec 2006, 03:16 AM
الله يجزاك خير على هالموضوع الثمين ...

يا ليت المشرفين يثبتونه ...

أضواء
08 Dec 2006, 06:19 AM
=4]الأخ / الشريهي .
سعدت بمرورك وتعليقك ، وأوافقك تماماً بما ذكرت من أن الحرية المطلقة التي يتشدق بها الغرب هي سبب انحطاطهم الأخلاقي .
كما أن بعض جوانب الحرية عندهم سبب رقيهم ، فعندما ننادي بالحرية فإننا نريد هذا النوع
الأخ / الجبل الأخضر .
سعدت أيضاً بمرورك وتعليقك ، وما الذي يخرج السياسة من الحرية ، فالحرية يجب أن تدخل كل جوانب الحياة بما في ذلك السياسة ، ولم أقصد بكلامي عن الحرية الجوانب التي يجب أن تدخلها الحرية إنما أقصد السقف الذي يجب أن تنتهي عنده الحريات ، وهو ما لا يرضاه الله .
الأخوة / ليث ، البندق ، رفحاوي .
سعدت بمروركم وأسعدتني تعليقاتكم .[/size]

الكاشف
08 Dec 2006, 01:27 PM
العبودية هي التسلط على الغير في كل شيئ وهي مذمومة ويجب التحرر منها ،
والحرية نوعان : حرية الرأي والكلمة وهذه مطلوبة ،
والأخرى حرية التعري عن الأخلاق الحميدة وإباحة كل شيئ وهذه الحرية التي يطالبنا بها الغرب والواجب علينا نبذها

أضواء
08 Dec 2006, 08:38 PM
الأخ الكاشف .
أسعدني مرورك

ذويبان11
08 Dec 2006, 11:17 PM
الله يعطيك العافيه

أضواء
09 Dec 2006, 08:55 PM
الأخ : ذويبان 11
سعدت بمرورك .