حمود الطريف
13 Dec 2006, 02:09 PM
«شبة ضو» وعودة للتراث
البرد يشعل النيران في مجالس الرجال
حمود الطريف ـ رفحاء
شبه «ضو».. ودلال وعلوم رجال
عندما تصلي صلاة العصر في أحد مساجد أحياء رفحاء وبعد الفروغ من الصلاة حتما ستسمع مفردة (تقهو) يطلقها أحد كبار السن أو بعض الشباب في المسجد لدعوة جميع المصلين في المسجد وهم غالبا يكونون من أهل الحارة أو الحي ويخرج من المسجد أمامهم ليسبقهم على المنزل ويستعد لاستقبالهم وبعد وصولهم له في منزله يجلس الجميع في المجلس أو ما يعرف بـ (المشب) نسبة لشب او ايقاد النار فيه ويقوم بتقديم التمر ومن ثم تقديم القهوة والشاي لهم وبعد الانتهاء من احتساء وشرب القهوة والشاي يجلسون ليتجاذبوا أطراف الحديث في كل اتجاه ويبقى المتحدث في المجلس غالبا هو الكبير في السن فهو عادة ما يروي لهم قصصا من حياة البادية في القدم وبعض التجارب الحياتية وبعض مآثر الإخاء والكرم والمروة والشهامة ويستمع له الجميع. وبعد الانتهاء من قصصه يتم طرح بعض الأسئلة حيال ما قاله من روايات وغالبا ما يحرص كبار السن على إلقاء مثل تلك القصص والروايات والمآثر عن صغار السن ليعلموهم بعضا من مكارم وفروسية آبائهم وأجدادهم ويغرسوها في نفوسهم. وبعد سرد بعض من تلك القصص والروايات يقوم من لديه بعض من الأعمال ويبقى كبار السن يتجاذبون أطراف الحكايات والقصص ويعودون بمخيلاتهم لأيام الصبا، ومنهم من يتحسر على تلك الأيام كونه يرى أن هذه الأيام قد أخذت منه ما يجعله يتذكر تلك الأيام الخوالي وتلك الأطلال والمآثر السالفة الذكر. هذا هو حال بعض من سكان أحياء محافظة رفحاء لاسيما كبار السن والشباب، ممن يحذون حذوهم. ويعمد أغلب أهالي المحافظة إلى التباهي بتلك المجالس كونهم يرون أنها المرآة الحقيقية لصاحب البيت وبعضهم يقوم بدفع النصيب الأكبر عندما يبني بيته للمجلس ويضع فيه كل ما يراه مما يجعل الجلوس فيه أكثر أريحية.
تراث
ويقول فواز الشمري أحد أصحاب تلك المجالس نضع. كل ما نراه يثلج صدور الزائرين والأصحاب وأهالي الحي والحارة حيث نقوم بوضع موقد النار في زاوية المجلس ونحرص على أن يكون من الطوب الأحمر لجمال منظره ولتحمله الحرارة والبعض يجعله من الرخام. ونعمل على صف (الدلال) في أحد أوجه المجلس مع المداخن والاباريق التراثية ذات اللون الأحمر والأزرق والأخضر ونحرص على عمل القهوة والشاي على ضوء النار إيمانا منا بأن عملها على ضوء النار أفضل بكثير من عملها على الدوافير أو أجهزة الطبخ الحديثة ونحرص كذلك على شراء النوع الأجود من القهوة اليمنية والهيل والزعفران الأسباني وكذلك شراء الفناجيل التراثية (الدلال) البغدادية وهي دلال قلما تجدها في الأسواق بعدما غزتها واحتلت مكانتها الدلال السورية التي أصبح البعض ينخدع فيها كونها شبيهة لها تماما لا يستطيع تمييزها إلا من له باع طويل معها والدلال البغدادية تصل جملتها إلى مابين 1200 و 1500 وهي خمس دلال متدرجة في الأحجام. وعما يميز تلك الدلال عن غيرها يقول الشمري إنها لا تغير طعم القهوة وتحافظ عليها لمدة طويلة.
تصاميم
ويضيف عايد محمد الشمري إن الكثير من أصحاب تلك المجالس يتعمدون أن تكون من بيوت الشعر مع تزيينها بالمحاجر والمحاجر مصنوعة من الصوف والوبر بعدة ألوان في المحجر الواحد وفرشها بالقطائف وهي كذلك مصنوعة من الصوف والوبر وهي ناعمة وغالية الثمن حيث تتراوح أسعارها بين 700 و800 بطول لا يتجاوز 3 أمتار. وكلما كانت طويلة أرتفع سعرها والبعض الآخر يعمد إلى عمل مجلسه من الطراز الحديث وتركيب سدو على سقف وجوانب المجلس بأكمله ومنهم من يبتعد عن هذا الشكل ويقوم بطلي جدران مجلسه بأحدث الأصباغ الحالية مع عمل بعض اللمسات الجمالية من خلال الديكورات الجبسية وهذه المجالس تختلف تصميماتها على حسب أعمار أصحابها. فكبار السن يفضلون عمل مجالسهم من بيوت الشعر ويعمدون إلى إشعال النار في أغلب الأوقات لاسيما بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وفئة الشباب يفضلون تصميم مجالسهم على الطريقة الحديثة والابتعاد عن إشعال النار إيمانا منهم بالأضرار الناتجة عن تلك الأدخنة المتصاعدة جراء إشعال الضوء. ويلفت أحد كبار السن إلى أن تلك المجالس يجب أن يحرص أهاليها على المحافظة عليها كونها تحيي بعض مآثر الآباء والأجداد وأن تبقى مدارس لصغار السن يتعلمون منها مواجهة الرجال والتعود على الجرأة والكرم وتعليمهم طرق تجهيز القهوة والشاي في تلك المجالس كونها أول ما يقدم للضيوف والزوار وتعتبر جزءًا من الواجبات التي تقدم لهم.
البرد يشعل النيران في مجالس الرجال
حمود الطريف ـ رفحاء
شبه «ضو».. ودلال وعلوم رجال
عندما تصلي صلاة العصر في أحد مساجد أحياء رفحاء وبعد الفروغ من الصلاة حتما ستسمع مفردة (تقهو) يطلقها أحد كبار السن أو بعض الشباب في المسجد لدعوة جميع المصلين في المسجد وهم غالبا يكونون من أهل الحارة أو الحي ويخرج من المسجد أمامهم ليسبقهم على المنزل ويستعد لاستقبالهم وبعد وصولهم له في منزله يجلس الجميع في المجلس أو ما يعرف بـ (المشب) نسبة لشب او ايقاد النار فيه ويقوم بتقديم التمر ومن ثم تقديم القهوة والشاي لهم وبعد الانتهاء من احتساء وشرب القهوة والشاي يجلسون ليتجاذبوا أطراف الحديث في كل اتجاه ويبقى المتحدث في المجلس غالبا هو الكبير في السن فهو عادة ما يروي لهم قصصا من حياة البادية في القدم وبعض التجارب الحياتية وبعض مآثر الإخاء والكرم والمروة والشهامة ويستمع له الجميع. وبعد الانتهاء من قصصه يتم طرح بعض الأسئلة حيال ما قاله من روايات وغالبا ما يحرص كبار السن على إلقاء مثل تلك القصص والروايات والمآثر عن صغار السن ليعلموهم بعضا من مكارم وفروسية آبائهم وأجدادهم ويغرسوها في نفوسهم. وبعد سرد بعض من تلك القصص والروايات يقوم من لديه بعض من الأعمال ويبقى كبار السن يتجاذبون أطراف الحكايات والقصص ويعودون بمخيلاتهم لأيام الصبا، ومنهم من يتحسر على تلك الأيام كونه يرى أن هذه الأيام قد أخذت منه ما يجعله يتذكر تلك الأيام الخوالي وتلك الأطلال والمآثر السالفة الذكر. هذا هو حال بعض من سكان أحياء محافظة رفحاء لاسيما كبار السن والشباب، ممن يحذون حذوهم. ويعمد أغلب أهالي المحافظة إلى التباهي بتلك المجالس كونهم يرون أنها المرآة الحقيقية لصاحب البيت وبعضهم يقوم بدفع النصيب الأكبر عندما يبني بيته للمجلس ويضع فيه كل ما يراه مما يجعل الجلوس فيه أكثر أريحية.
تراث
ويقول فواز الشمري أحد أصحاب تلك المجالس نضع. كل ما نراه يثلج صدور الزائرين والأصحاب وأهالي الحي والحارة حيث نقوم بوضع موقد النار في زاوية المجلس ونحرص على أن يكون من الطوب الأحمر لجمال منظره ولتحمله الحرارة والبعض يجعله من الرخام. ونعمل على صف (الدلال) في أحد أوجه المجلس مع المداخن والاباريق التراثية ذات اللون الأحمر والأزرق والأخضر ونحرص على عمل القهوة والشاي على ضوء النار إيمانا منا بأن عملها على ضوء النار أفضل بكثير من عملها على الدوافير أو أجهزة الطبخ الحديثة ونحرص كذلك على شراء النوع الأجود من القهوة اليمنية والهيل والزعفران الأسباني وكذلك شراء الفناجيل التراثية (الدلال) البغدادية وهي دلال قلما تجدها في الأسواق بعدما غزتها واحتلت مكانتها الدلال السورية التي أصبح البعض ينخدع فيها كونها شبيهة لها تماما لا يستطيع تمييزها إلا من له باع طويل معها والدلال البغدادية تصل جملتها إلى مابين 1200 و 1500 وهي خمس دلال متدرجة في الأحجام. وعما يميز تلك الدلال عن غيرها يقول الشمري إنها لا تغير طعم القهوة وتحافظ عليها لمدة طويلة.
تصاميم
ويضيف عايد محمد الشمري إن الكثير من أصحاب تلك المجالس يتعمدون أن تكون من بيوت الشعر مع تزيينها بالمحاجر والمحاجر مصنوعة من الصوف والوبر بعدة ألوان في المحجر الواحد وفرشها بالقطائف وهي كذلك مصنوعة من الصوف والوبر وهي ناعمة وغالية الثمن حيث تتراوح أسعارها بين 700 و800 بطول لا يتجاوز 3 أمتار. وكلما كانت طويلة أرتفع سعرها والبعض الآخر يعمد إلى عمل مجلسه من الطراز الحديث وتركيب سدو على سقف وجوانب المجلس بأكمله ومنهم من يبتعد عن هذا الشكل ويقوم بطلي جدران مجلسه بأحدث الأصباغ الحالية مع عمل بعض اللمسات الجمالية من خلال الديكورات الجبسية وهذه المجالس تختلف تصميماتها على حسب أعمار أصحابها. فكبار السن يفضلون عمل مجالسهم من بيوت الشعر ويعمدون إلى إشعال النار في أغلب الأوقات لاسيما بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وفئة الشباب يفضلون تصميم مجالسهم على الطريقة الحديثة والابتعاد عن إشعال النار إيمانا منهم بالأضرار الناتجة عن تلك الأدخنة المتصاعدة جراء إشعال الضوء. ويلفت أحد كبار السن إلى أن تلك المجالس يجب أن يحرص أهاليها على المحافظة عليها كونها تحيي بعض مآثر الآباء والأجداد وأن تبقى مدارس لصغار السن يتعلمون منها مواجهة الرجال والتعود على الجرأة والكرم وتعليمهم طرق تجهيز القهوة والشاي في تلك المجالس كونها أول ما يقدم للضيوف والزوار وتعتبر جزءًا من الواجبات التي تقدم لهم.