المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (هذا هو الرئيس الفاشل)



الدنيا لحظة
18 Dec 2006, 08:44 PM
ربما تنزعجون عند الحديث عن قصة أحد الفاشلين، وخاصة إذا كان هذا الفشل يلاحق مسئولاً يدير دفة الأمور في

إدارة ما، وهو في نفس الوقت مسئول عن توجيه أشخاص آخرين، فإذا كان هذا الرئيس فاشلاً؛

فلماذا تم اختياره رئيساً من البداية ؟

ما رأيكم لو نتعرف على أسباب فشل أحد هؤلاء الرؤساء ذوي المؤهلات والخبرات ورغم ذلك هم فاشلون في إدارة

أعمالهم وقيادة الأشخاص الآخرين؛ لنتجنبها ونتعلم منها دروساً مفيدة في قيادة موقع أو مكان بالطريقة

المثلى.

لابد أن تعرف في أول الأمر أن الرئيس الذي تم اختياره ربما كانت مؤهلاته وخبراته ومهاراته الطريق الذي أوصله إلى

هذا المكان ، وطبيعي أن المؤهل والخبرات وحدها لا تكفي لتسيير عجلة القيادة في ظل غياب الإنسانية والمرونة في

التعامل !!


ولكن لا تنس أن هذا الرئيس الذي نتحدث عنه شخص كفء ذو مهارات وخبرات في أداء عمله ربما تصل إلى درجة الامتياز

لكن ينقصه أمور عدة سوف أتطرق لبعض منها..

المركزية في اتخاذ القرارات

تعد من الأمور المهمة لدى الرئيس الفاشل الانفراد باتخاذ القرارات الخاصة بالعمل والموظفين، وعدم

أخذ آراء مرؤوسيه أو قيادات العمل بصورة مستمرة لكل صغيرة وكبيرة، ويبدو أمام نفسه الشخص الذي يحظى بالعلم

والتجارب ، فهو يرى أن هؤلاء المرؤوسين إنما هم أقل علمًا وأقل خبرة ولا ينبغي أن تؤخذ آراؤهم .

وفي أغلب الأحوال؛ فإن هذا الرئيس يتحمل خطأه وحده، ويتعرض لانتقادات كثيرة، منها ما هو مستتر ومنها ما هو

صادر عن المراجعين لتلك الإدارة ..

وهذه الصفات إنما تدل على الاستبدادية في العمل والمركزية في سلطات وواجبات كان من المفترض أن تكون في

حوزة الموظفين الذين وظفوا لينجزوها، لا لأن يقضوا أوقاتهم يندبون الحظ الذي أردى بهم تحت سلطة رئيس مستبد !

فيحاولون الانتقال الى مكان أخر يضمن لهم كبريائهم الوظيقي المستحق، فالإستبداد يحد من إنتاجية الموظف ويأثر

على نفسيته الوظيفية ..

وطبيعي بعد ذلك أن تكون رئيسا فاشلاً بالدرجة الأولى بعد أن فشلت في أن تخلق صفاً ثانياً يمكن أن يخلفك في

غيابك، وتأكد أن الخائفين من أن يتبوأ الآخرون بمنصب النيابة عنهم هم أشخاصٍ ضعفاء غير جديرين بالمنصب ، وليس

من صالح العمل أن يستمر هذا الصنف الخائف على منصبه

أيها الرئيس الفاشل

لا بد أن تتعلم أن من سمات الرئيس القائد سمة اللامركزية في إدارة الدائرة والمسؤوليات، فلست ناجحاً

إن استحوذت على كل شيء وأصبحت طاولات مرؤوسيك فارغة إلا من أوراق قديمة بالية وبعضها متساقط على الأرض ،

فهؤلاء لن يفيدوا العمل في يوم من الأيام إن أنت حجبت عنهم حريتهم في سلطتهم، وجعلت يدك مقبوضة عليها وكأنها

ملكٌ لك.

إنجازك العظيم هنا؛ أن تفوض مرؤوسيك، وتمنحهم صلاحية العمل حتى يصل كل واحد منهم إلى مفهوم العمل الحقيقي

الذي يرمي إلى تحقيق الذات وثق بأنك لست محبوباً من قبل

مرؤوسيك؛ لأنك مارست سياسة المركزية في إدارة العمل، بل إن هذا من شأنه تقويض الأهداف التي وضعت للجهة التي

تعمل بها .

عدم الاستماع للآخرين :

إن الرئيس الذي نتحدث عنه إنما يستصعب الاستماع إلى مرؤوسيه العاملين معه، تصوراً منه أن ذلك

مضيعة للوقت أو انشغالاً بأمور جزئية لا تعد مهمة ،أو تعاليا منه فيقول كيف يناقشني موظف صغير ؟ وأنا صاحب

العلم والحكمة هنا!! وأحيانا يدعي الشفافية والوضوح وهو في الواقع لايطبق هذا كله فيصبح بلا مبدأ لأن شعاراته

متباينة ومتناقضة !

صحيح أن بعض ما يقال ويثار في الكلام يعد من الهامشيات ويأخذ من وقته وأعصابه الشيء الكثير؛ إلا أن الكثير

منه أيضاً قد يكون مهماً ويساهم مساهمة فعالة في تحسين وضع العمل، وربما يقدح في ذهنه أموراً تعينه على

اكتشاف الكثير من الخفايا!! والمهام أو توصله إلى الأفكار الاستراتيجية على مستوى التطبيق.

لوائح العمل :

ربما لا يجد الشخص المسئول نفسه متهماً ولا نستطيع توجيه الاتهام إليه إذا كان يوجه جل اهتمامه

لتطبيق القوانين، ويعمل على تطبيقها بدقة ، ولكن الحال يختلف مع الرئيس الفاشل فهو يطبق نظريات ولوائح صماء

على أشخاص ذوي أحاسيس ومشاعر ومواقف تمر بهم تكون صعبة أحيانا فلا تجد تقديرا من رئيس فاشل،

فعمله أصبح من الممكن اختصاره في محاولات دؤوبة ومستمرة لإحداث التوازن المستمر والذكي بين القرارات الإدارية

والظروف والمواقف المحيطة بهذا القرار ، بينما نجد الرئيس الذي نتحدث عنه في غفلة عن هذا كله.


اتخاذ القرارات السليمة:

إن طريقة تفكير الرئيس الفاشل تتسم بأنها طريقة تفكير غيرعلمية، وتعد السمة الأساسية لهذا التفكير

أنه تفكير غير مرتب وغير منطقي وتفكير يطبع بطابع التحيز والانفعال، وتفكير متواضع يخلو من الابتكار والإبداع،

وتبنى قراراته على معلومات وتشخيصات غير دقيقة، ولا يشجع المرؤوسين على المشاركة في التشخيص وفي اتخاذ

القرارات.

السلطة والتنظيم

مفهوم السلطة عند الرئيس الفاشل يختلف اختلافاً جوهرياً عن مفهوم السلطة عند باقي الرؤساء،

فهو يتصور أن السلطة هي الحق المعطى له من أعلى لإلزام الآخرين، كما يتصور أن السلطة هي سلطة القبول من

التابعين يمكن باختصار أن نقول: إن الرئيس الفاشل يفهم السلطة على أنه صاحب السلطة، وهو الذي يملي ما يجب

عمله، فهو ينظر إلى السلطة على أنها إلزام الآخرين بعمل معين.وبالتالي فإنه ينظر إلى مفهوم التنظيم على أنه تنظيم

فردي لا يمكن لأحد غيره أن يقوم به.


الرقابة عند الرئيس الفاشل :

إن مفهوم الرئيس الفاشل للرقابة هو " أنها رقابة على الآخرين ومعرفة كل شيء عنهم وما يدور

بينهم أثناء العمل" ، ومن الأمور المهمة بالنسبة له المراقبة الشديدة للموظفين ،، فلديه قنوات اتصال بينه وبين مرؤوسيه

ولكنها قنـــــوات اتصال خاصة وسرية_ باستخدام طرق عديدة ومنوعه فمنهم من يستخدم الموظف الواشي ومنهم من

يستخدم العمالة فيجعلهم في صفه فيشتري ذممهم وضمائرهم بحوافز وظيفية أو مادية_ عملها القيام بنقل ما يدور من

أحاديث جانبية بين المرؤوسين تجاهه وإدارته الموقرة , فأحيانا تنقل كما هي وأحيانـــا أخرى تنقل بوضع إضافات

تخدم مصلحة من ينقلها،،(مسكين هذا الرئيس) فثقته بنفسه وبالأخر معــدومة !!

التحفيز على العمل

من الأمور الخاطئة لدى الرئيس الفاشل أنه يتغافل شيئاً مهما للغاية؛ وهو رفع مستوى الموظفين !

من المؤكد أننا كبشر لسنا نشبه الآلات في شيء، لنا طبيعة خاصة، لا نعمل بضغطة زر، بل إن البشر ـ كل البشرـ ما هم

إلا مجموعة من الأحاسيس والمشاعر، والعمل لابد أن يرتبط بتلك المشاعر. ولذا فحسن أداء العمل أو سوء أدائه يرتبط

بمشاعر الموظفين نحو ذلك العمل، ورغم ذلك يتغافل الرئيس الفاشل عن الطريقة المثلى لكيفية التعامل مع الأفراد لإخراج

أفضل ما لديهم نحو العمل المنوط بهم عن طريق التحفيز .كما يفشل هذا الرئيس في إيصال الشعور للموظفين بالإدارة

بأنهم جزء لا يتجزأ من هذه الإدارة، وأن نجاحها نجاح لهم وفشلها فشل لهم.

المساواة:

المساواة عند الرئيس الذي نتحدث عنه تصبح مسألة ثانوية وربما تتلاشى نهائياً ، فهو يرجح بعض

الموظفين على البعض الآخر في كثير من الامتيازات ، ومن ثم يصبح التفكك وتنافر القلوب هو السمة السائدة في الإدارة

، وليس معنى المساواة جعل غير المتساويين متساويين، بل معناه جعل المتساويين متساويين، وإلا فهو ظلم وإجحاف

بحق المتفوقين.

الامتيازات الشخصية:

كرئيس وجد نفسه فجأة قادراً على فرض شخصيته من مكتبه الفاخر، وأصبح مأخوذًا بمكانته

وبسلطانه الواسع ،فبدأ يغتر ويعجب بنفسه فأصبح يمارس هذه السلطات بأشكال تعسفية عدة، هذا الرئيس ينسى أن

جميع العيون مسلطة عليه ، وينسى أنه مثال حي لكل من يعمل معه ، ويغفل أنه يجب أن يكون قدوة !! ومن المفترض

أن الموظفين في الإدارة يتبعونه في كل تصرفاته ..

لكن عليك عزيزي الرئيس الا تتوقع أن يبذل الآخرون قصارى جهدهم ، إذا لم تكن معهم لتحفزهم على

ذلك.

وتأكد أن محبة الجميع _وهي ما تفقدها أنت _ من أهم العوامل

التي ترقى بك وبإدارتك إلى المكانة اللائقة..

لكن محبة الجميع لك لا تأتي بالتعالي عليهم وازدراءهم والتنقيص من شأنهم لا !! بل تأتي باحترامك وتقديرك لهم،

ومعاملتهم معاملة حسنة يرضونها.


أسف على الإطالة ... وتقبلوا تحياتي ،،




أخوكم ومحبكم الجديد / الدنيا لحظة 00

ذيب حرض
18 Dec 2006, 09:53 PM
كلام جميل وشكراً لك

البندق
18 Dec 2006, 11:31 PM
حياك اخوي عيني عليك بارده

فـروان
18 Dec 2006, 11:33 PM
تسلم على الموضوع

الدنيا لحظة
18 Dec 2006, 11:36 PM
ذيب حرض أسعدني مرورك شكرا لك

البندق حياك أخوي وتسلم لي عينك

الدنيا لحظة
18 Dec 2006, 11:44 PM
الله يسلمك أخوي فروان