salah
12 Nov 2002, 09:46 PM
السلام عليكم اخواتي واخواني
كان لأخي همّام الفضل في اثارة تعقيب آخر على مفردة ( شرشبيل ) التي كنت قد عقّّبت عليها ليلة امس بعد مطالعتي لطائفة من الألفاظ التي اوردتها اختي العزيزة المرجوجة .
ولقد سألني ان كانت بعض من معاجمنا الموروثة تورد هذه المفردة او ماهو على زنتها, وكان يقصد التأثيرات التي تتركها عمليات القلب والأبدال على المفردة وامكانية قراءتها على وجوه جديدة .
لقد كان سؤالا ذكيا ياعزيزي همّام , اجيبك عليه قدر استطاعتي واتمنّى عليك وعلى الدكتور حديد واصدقائي في المنتدى ارشادي الى جادة الصواب ان حدت عنها او سلكت سواها .
في الحقيقة انّ هناك امكانيات عديدة يمكن ان تقودنا اليها مفردة شرشبيل , فقد يكون حرف الشين في (شبيل) جاء للمعاقبة التي يفرضها الجرس اللفظي , لأستساغة الأذن لصوته بعد ان ابتدأ به المقطع الأول من كلمة (شرّ) , والكلمة لا ريب مركّبة تركيبا اضافيا كقولنا عبد الله وعبد المحسن وسيف الدولة , وهذه كلّها اسماء اعلام مركّبة , ففي الأولى اضيف عبد الى اسم الجلالة الله واضيفت مفردة عبد الى المحسن في الثانية واضيفت مفردة سيف الى الدولة في الثالثة .كذلك الحال في شرشبيل اذ اضيفت لفظة ( شبيل ) الى ( شر ) فنتجت مفردة مركّبة بالأضافة
وبرغم انّ الشطر الثاني من مفردة ( شبيل ) جاء متضمّنا ( الأل ) التي تعني اله , ( جاء في معجماتنا العربية مادة _ الل_ وفيها الأل بكسر الهمزة , انّه من اسماء الله , وعن ابن سيدة في كتابه المخصّص : انّ الأل الله عزّ وجلّ , وكذلك في حديث ابي بكر رضي الله عنه لمّا تلي عليه سجع مسيلمة : انّ هذا الشيء ماجاء من الّ ولا من برّ , ولاريب انكم ادركتم ان قوله _ من الّ _ تعني من اله . ) . اقول برغم ان شبيل تضمّنت الألّ وهي مفردة من اصل ساميّ ( جزيريّ) مشترك , الأ انّها تدخل على اسماء الأعلام كما في اسماعيل وتعني : يسمع الله , ودانييل وتعني : الله قاضيّي واحيانا تدخل على اسماء الأمكنة كما في _ بابل _ واصلها باب ايل , وتعني باب الله في الأكدية ( الأشورية و البابلية ) وكلّ هذه الأسماء مركّبة تركيبا اضافيا ايضا .
ولكي اقرّب الصورة اليكم سأذكر اسم علم معروف عندنا وهو ( شرحبيل ) بضمّ الشين وفتح الراء وسكون الحاء وهو مختوم ب _ ايل _
, فماذا يقول عنه اسلافنا من النحاة واللغويين : يرجّح ابن منظور ان المفردة اعجمية , اي انها دخلت العربية دون ان يطرأ اي تغيير في ابنيتها وقياساتها , ويرى ابن الكلبي انّ : كلّ اسم كان في آخره ايل او الّ فهو مضاف الى الله عزّ وجلّ .
وهذا يدلّ على معرفة العرب الأوائل بأشتراك لغتهم الشريفة مع لغات اخرى في ذات القوانين .
اذن فقد تكون اسم علم او مفردة مركّبة تخضع لذات الناموس الأشتقاقي للمفردات المختومة ب _ايل_ .
وهناك ترجيح آخر اذهب اليه يمكن تلخيصه بأن المعاقبة ( حروف التعاقب ) يدلّ على تركيز الحالة والأمعان فيها ... وهذا يكون كذلك في اضافة حرف على الكلمة كالميم في زرقم وخضرم وشدقم , وتعني الشديد الزرقة والخضرة والشدق وهو الفم .واحيانا بتكرار المقطع كعرمرم من عرم وهو الشديد . ومن هذا المنطلق يمكن ان تعني مفردة شرشبيل : شديد الشرّ .
آمل حقا ان تتقبّلوا مشاركاتي رغم ثقلها وارهاقها لنفوسكم اثناء مطالعتها ,
مع خالص مودّتي
صلاح
I- :) :)
كان لأخي همّام الفضل في اثارة تعقيب آخر على مفردة ( شرشبيل ) التي كنت قد عقّّبت عليها ليلة امس بعد مطالعتي لطائفة من الألفاظ التي اوردتها اختي العزيزة المرجوجة .
ولقد سألني ان كانت بعض من معاجمنا الموروثة تورد هذه المفردة او ماهو على زنتها, وكان يقصد التأثيرات التي تتركها عمليات القلب والأبدال على المفردة وامكانية قراءتها على وجوه جديدة .
لقد كان سؤالا ذكيا ياعزيزي همّام , اجيبك عليه قدر استطاعتي واتمنّى عليك وعلى الدكتور حديد واصدقائي في المنتدى ارشادي الى جادة الصواب ان حدت عنها او سلكت سواها .
في الحقيقة انّ هناك امكانيات عديدة يمكن ان تقودنا اليها مفردة شرشبيل , فقد يكون حرف الشين في (شبيل) جاء للمعاقبة التي يفرضها الجرس اللفظي , لأستساغة الأذن لصوته بعد ان ابتدأ به المقطع الأول من كلمة (شرّ) , والكلمة لا ريب مركّبة تركيبا اضافيا كقولنا عبد الله وعبد المحسن وسيف الدولة , وهذه كلّها اسماء اعلام مركّبة , ففي الأولى اضيف عبد الى اسم الجلالة الله واضيفت مفردة عبد الى المحسن في الثانية واضيفت مفردة سيف الى الدولة في الثالثة .كذلك الحال في شرشبيل اذ اضيفت لفظة ( شبيل ) الى ( شر ) فنتجت مفردة مركّبة بالأضافة
وبرغم انّ الشطر الثاني من مفردة ( شبيل ) جاء متضمّنا ( الأل ) التي تعني اله , ( جاء في معجماتنا العربية مادة _ الل_ وفيها الأل بكسر الهمزة , انّه من اسماء الله , وعن ابن سيدة في كتابه المخصّص : انّ الأل الله عزّ وجلّ , وكذلك في حديث ابي بكر رضي الله عنه لمّا تلي عليه سجع مسيلمة : انّ هذا الشيء ماجاء من الّ ولا من برّ , ولاريب انكم ادركتم ان قوله _ من الّ _ تعني من اله . ) . اقول برغم ان شبيل تضمّنت الألّ وهي مفردة من اصل ساميّ ( جزيريّ) مشترك , الأ انّها تدخل على اسماء الأعلام كما في اسماعيل وتعني : يسمع الله , ودانييل وتعني : الله قاضيّي واحيانا تدخل على اسماء الأمكنة كما في _ بابل _ واصلها باب ايل , وتعني باب الله في الأكدية ( الأشورية و البابلية ) وكلّ هذه الأسماء مركّبة تركيبا اضافيا ايضا .
ولكي اقرّب الصورة اليكم سأذكر اسم علم معروف عندنا وهو ( شرحبيل ) بضمّ الشين وفتح الراء وسكون الحاء وهو مختوم ب _ ايل _
, فماذا يقول عنه اسلافنا من النحاة واللغويين : يرجّح ابن منظور ان المفردة اعجمية , اي انها دخلت العربية دون ان يطرأ اي تغيير في ابنيتها وقياساتها , ويرى ابن الكلبي انّ : كلّ اسم كان في آخره ايل او الّ فهو مضاف الى الله عزّ وجلّ .
وهذا يدلّ على معرفة العرب الأوائل بأشتراك لغتهم الشريفة مع لغات اخرى في ذات القوانين .
اذن فقد تكون اسم علم او مفردة مركّبة تخضع لذات الناموس الأشتقاقي للمفردات المختومة ب _ايل_ .
وهناك ترجيح آخر اذهب اليه يمكن تلخيصه بأن المعاقبة ( حروف التعاقب ) يدلّ على تركيز الحالة والأمعان فيها ... وهذا يكون كذلك في اضافة حرف على الكلمة كالميم في زرقم وخضرم وشدقم , وتعني الشديد الزرقة والخضرة والشدق وهو الفم .واحيانا بتكرار المقطع كعرمرم من عرم وهو الشديد . ومن هذا المنطلق يمكن ان تعني مفردة شرشبيل : شديد الشرّ .
آمل حقا ان تتقبّلوا مشاركاتي رغم ثقلها وارهاقها لنفوسكم اثناء مطالعتها ,
مع خالص مودّتي
صلاح
I- :) :)